القائمة الرئيسية

الصفحات

الاستاذ يحيى حسين و شهادته عن عبد الناصر



بقلم المهندس/ يحيى حسين عبدالهادى
يحي حسين



(السعودية قاعدةٌ كبيرةٌ للولايات المتحدة فى المنطقة ولولاها لكانت إسرائيل فى ورطةٍ كبيرةٍ وربما كانت غادرت الشرق الأوسط) .. هكذا قال ترامب بصراحته الجافة التى لا تعرف التزويق .. لم يقل إلا الحقيقة مجردةً .. وهى حقيقةٌ عايشناها وقرأنا وثائقها من قبل .. وعايشنا كيف استطاعت أسرةٌ أن تنسب إلى اسم عائلها شعباً عريقاً كاملاً هو سلالة قبائل العرب الكبرى .. ثم كيف استطاعت بما تَجَّمَع تحت يدها من المال العربى .. أن تطمس حقائق وتختلق أخرى .. وتمحو تاريخاً وتؤلف آخر .. وتكون شوكةً فى ظهر كل مشروعٍ وحدوىٍ أو تنموىٍ يصب فى غير صالح إسرائيل .. وترتدى ثوب الشرف على نجاسةٍ لا يُجدى معها تَطَّهُر ..
وعلى النقيض من ذلك، فإن لحظة إعلان ترامب للحقيقة الكاشفة، استدعت للذاكرة العربية على الفور رجالاً شرفاء .. أصابوا وأخطأوا .. انتصروا وانهزموا .. لكنهم لم يخونوا ولَم يفرطوا ولَم تتحول بوصلتهم درجةً عن عدو الأمة الاستراتيجى .. صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه ولم يبدلوا تبديلا .. فى وجودهم كانت الخيانات تتم فى الخفاء .. فلما غابوا صار العِهرُ علنياً يُفتَخَرُ به ولا يُستَتَرُ منه ..
فى القلب من هؤلاء الرجال: ابن مصر البار الشريف المُشَّرِف جمال عبد الناصر .. الذى يتعرض منذ نصف قرنٍ لحملة تشويهٍ ممنهجة من إعلام هؤلاء الصهاينة العرب..
اتَّفِق أو اختلِف مع توجهات عبد الناصر الاقتصادية .. انحيازاته الاجتماعية .. نظامه الشمولي .. تعامله مع خصومه .. لكن يبقى موقفه تجاه إسرائيل مما لا يختلف عليه أحدٌ إلا جاهلٌ أو مُغرض..
بلغت الوقاحة بالأمير الأرعن المفضوح عالمياً ..
 الملوثة يداه بدماء العرب فى اليمن وسوريا وغيرهما .. 
جمال عبدالناصر


أن صرَّح منذ أيامٍ أن جمال عبد الناصر والخُميني قاما بتدمير منطقة الشرق الأوسط(!) ..
لا عجب أن يَكذب الكلبُ العقورُ وهو ينهش السيد العربى الذى لم يتصهين ..
فالدنيا تعرفُ أن مصر مع عبد الناصر لم تُدَّمِر بلداً عربياً .. دخل الجيش المصرى اليمن معه مُعَّمِراً لا مُدَّمِراً .. ومَدَّتْ مصر يد العون لأشقائها فى معاركهم للتحرر (وما الجزائر وعدن إلا مثالين) .. واقتسمت لُقَيْماتها مع العرب بلا استثناء فى خطواتهم الأولى للنهوض والتنمية..
هَبَّ من يدافع عن الخمينى فى وجه الأمير مسيلمة .. أما جمال عبد الناصر فبدا وكأنه لا بَوَاكِىَ له ..
لا عجب ألا تحتج مصر الرسمية وتطلب من الأمير  اعتذاراً عن هذه الإهانة المباشرة لرئيسٍ مصرىٍ بِغَّضِ النظر عن مكانته .. بل وها هى تستقبله على أرضها .. لا أمل فى مصر الرسمية .. 
ولا عجب مِن أن يصمت عددٌ من المربوطين على جداول السفارة .. فمذاق الأرز أشهى من أن يُقاوَم.
لكن العجب أن يصمت عددٌ ممن بنوا تاريخهم على الانتماء لعبد الناصر .. خسروا تاريخهم ولن يخسر عبد الناصر شيئاً .. فهو تاريخٌ ممتد .. كلما أراد صهاينة العرب أن يطمسوه ازداد بريقُه.
(يحيى حسين عبد الهادى_ 26 نوفمبر 2018).

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments