القائمة الرئيسية

الصفحات

اليهود في مصر ام يهود مصر ؟ هل كان اليهود جماعة تعيش في مصر فقط ام انهم كانوا مكون مصرى خالص ؟ هذا سؤال هام يترتب عليه تفسيرات كثيرة في عالم السياسة و التاريخ .

لكن هل هذا سؤال سهل الاجابة عنه ام ان اليهود عبارة عن جماعة دينية فيها المصريين الهوى و هم مصريين لا يوجد اي دليل يطعن في انتمائهم لمصر و فيهم الدخلاء الذين كانت حياتهم في مصر مرحلة من حياتهم و ان طالت و انهم مجرد يهود في مصر .

 يعتبر اليهود من ضمن اقدم الجماعات البشرية ذكرا في تاريخ مصر و من اكثر الجماعات التى تقاطع تاريخها مع تاريخ مصر  بكل مراحله ، تراوحت مكانة اليهود عبر التاريخ  فكانوا اجانب مقيمين و احيانا  لاجئين و حديثا كانوا مواطنين كاملى المواطنة رغم ولائهم المشتت احيانا .

لا يمكن لليهودى عزل مصر عن تاريخه القديم و الحديث شاء او ابى  فهى البلد التى احتضنت اجدادهم في عهد سيدنا يوسف في اول علاقة ربطت اليهود بمصر  و توليه منصب هام بها ولحاق إخوته به أثر المجاعة التي عمت الشرق الأوسط . و هي التى شهدت المطاردة المثيرة بين حاكمها و بينهم .

و هى البلد التى قادت الحرب ضدهم منذ 1948 و حتى 1973 حتى تم توقيع اتفاق سلام بين البلدين اشك ان كثير من الجانبين راض عنه .

مصر هى الجنة التى احتضنتهم و هي الجحيم الذى استعبدهم ... مصر هى البلد التى تاه شعبهم علي حدودها 40 سنة و هم يحلمون بخيراتها فولها و عدسها و قثائها ......

تنوعت التركيبة الأساسية لليهود في مصر فمنهم الناطقين بالعربية وهم الربانيون و القراؤون، حتى جاء السفارديم بعد هروبهم من إسبانيا في اعقاب سقوط الاندلس . ثم زاد عدد الاشكناز الذين بدأوا في الوصول إلى مصر بعد افتتاح قناة السويس و ازدهار التجارة في مصر حيث اندمجوا في نسيج مصر و شكلوا كتلة تجارية و ثقافية مثلهم مثل باقي الجاليات الاجنبية مع ميل الى الانعزال عن  باقي طوائف المجتمع في حارات خاصة بهم  و ظل هذا الوضع قائما حتى اندلاع حرب فلسطين و اكتشاف فضيحة لافون و اشتراك اسرائيل في حرب 1956 .

تعالوا معا نقرأ تاريخ اليهود في مصر .. خرج اليهود من مصر دون ان تنقطع العلاقات بينهما فظلت مصر و حكامها موجودين في العهد القديم و تراوحت العلاقة بين علاقات طيبة إلى عدائية، فقد تزوج الملك سليمان من إبنة فرعون مصر كما قام سيدنا سليمان بإستيراد الخيول ومركبات من مصر

و احيانا قامت تحالفات أقامها بعض الملوك من نسل داود مع حكام مصر و احيانا نرى ان العلاقات اصبحت عدائية كما في النص الذي أمر بنقشه الملك مرينبتاح بن رمسيس الثاني يخلد فيه إنتصاره على إسرائيل .

و برغم نهي التوراة الصريح لليهود عن العودة لمصر الا انهم في أوقات الأزمات وخصوصا سكان المملكة الجنوبية كانوا يلجئون الى مصر لدرجة تحذير النبي إرميا من النزوح لمصر 

عمل بعض اليهود كمرتزقة في جيوش الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية ، شارك بعضهم كجنود في حملة إبسماتيك الأول على النوبة و كان لهم مستعمرة في جزيرة الفنتين - فيلة - في جنوب مصر و كان لهم معبد هناك عثر به على عدد من البرديات التى تحتوي العديد من الوثائق القانونية والرسائل المكتوبة بالآرامية التي تصف حياة مجتمع الجنود اليهود المتمركزين كجزء من الحامية الحدودية في مصر ، تم إغلاق المعبد في العصر الفارسي بأمر من الملك داريوس ارضاءا للكهنة المصريين حيث شكل وجود المعبد اليهودي بالقرب منهم شوكة في أعينهم على حد تعبير أودلف أرمان (عالم المصريات الشهير)، 

استقبلت مصر الناجين من السبي البابلي و إستقروا على مشارف دلتا النيل ثم تزايد نزوح اليهود من فلسطين إلى مصر مع إضطراب الأحوال في فلسطين في عصر المكابيين  العصر البطلمي العصر الذهبي الأول لليهود بمصر

 تأثر اليهود عقائديا بالمصريين و مارسوا عبادة الإله المحلي خنوم. في معابدهم الخاصة، جنبا إلى جنب إلههم كما عمل الكثير مع البطالمة بل إن الملك بطليموس الأول قد اتي بهم ليسكنوا الاسكندرية 

إتسم حكم البطالمة بالتسامح الديني، وفي عهدهم تمت الترجمة السبعينية  للعهد القديم و هي الترجمة المعتمدة في كثير من كنائس اليوم . قدر عدد اليهود في مصر في العصر البطلمي بمليون نسمة، وهو تقدير بلا شك مبالغ فيه وإن كان في النهاية يعتبر دليل على حجم الجالية الكبير، و دورها المتزايد في المجتمع و كان مما تمتع به اليهود في العصر البطلمي حرية تنظيم حياتهم بما يوافق قوانينهم، فكان لهم بالأسكندرية رئيس خاص بهم، فضلا عن مجلس للشيوخ ومحاكم خاصة تطبق قوانينهم. و رغم ذلك لم يرد اليهود الجميل للبطالمة فقد رحبوا بدخول الرومان لمصر و قد كافئهم أكتافيوس على تأييدهم له بأن أبقى لهم حقهم في مجلس للشيوخ و أكد على إحترام جميع حقوقهم التي اقرها لهم البطالمة  فأبقي لهم حق العيش حسب معتقداتهم  و سمح لهم بالختان وان يحاكموا بمقتضى قوانينهم الخاصة على أيدي كبرائهم مع ضمان عدم تعارض اي قانون مع شرائعهم .  ، وهو الأمر الذي حرم منه المصريين في حين حرم سكان الأسكندرية الذين رفضوا الإحتلال الروماني لمصر، من حقوقهم بما جعل العلاقة بين اليهود و سكان الأسكندرية متوترة طوال العهد الروماني، و وصلت لحد الصدمات المسلحة الدموية في بعض الأحيان

لم يحافظ اليهود على المزايا التي تمتعوا بها طوال العهد الروماني فتعددت مرات تمردهم . وكانت أكبر ثوراتهم في عهد الإمبراطور تراجان 

أما عن أعداد اليهود فقد وصل عددهم في دول حوض البحر المتوسط في العصر الروماني إلى ما لا يقل عن عشرة بالمائة من السكان. وذكر العهد الجديد الكثير من تلك التجمعات،  وربما كان عددهم مائة ألف نسمة، حيث أن عدد سكان الإسكندرية بأكملها كان يقدر بنصف مليون فقط، وكان الحي اليهودي هو أحد الأحياء الخمسة بالمدينة 

و حسب ما ذكر فيلو عن سكان المدينة، فقد كان أربعون في المائة منهم من اليهود، وكانت كثرة يهود الإسكندرية تعمل في الصناعة والتجارة، وبلغ بعضهم من الثراء درجة استطاعوا بها أن يحصلوا على مناصب يُحسدون عليها في الحكومة و كان كثيرا منهم ايضا تعيش في فقر مدقع و منهم من عمل في التجارة و بعضهم مرابين ؛ كما تضاعفت المساحة التى يسكنوها من خُمس مساحة المدينة لتصبح خمسيها. 

ويُستفاد من أقوال يوسفوس أن الحياة الأخلاقية ليهود الإسكندرية كانت مضرب المثل في الاستقامة مقارنة مع حياة السكان "الوثنيين"  كما كان لهم حظ كبير من الدراسات الفلسفية والتاريخية والعلمية 

جاء الفتح الاسلامى لمصر وجد الدعم ليس فقط من الأقباط ، ولكن من اليهود ايضا بسبب  طرد هرقل اليهود من القدس عام 629  في حين سمح عمرو بن العاص لليهود بالبقاء في الإسكندرية عندما فتح مصر.

ارتفع شأن بعض اليهود احيانا لدرجة تولى يعقوب بن كلس  الوزارة في حين تشدد الحاكم بأمر الله مع  اليهود و اجبرهم على ارتداء ملابس معينة في وقت لاحق 

و في عهد الايوبيين عاش اليهود في سلام في عصر صلاح الدين الأيوبي و ظهر في عام 1166 موسى بن ميمون الذي حضر الى مصر واستقر في الفسطاط، وحاز شهرة كبيرة كطبيب.و كتب المشناه  ودلالة الحائرين و هما من اهم كتب التراث العبرى .و تعود الامور لتختلف في حكم المماليك في معاملتهم لليهود  فقد ذكر المقريزي أن الظاهر بيبرس ضاعف ضريبة "أهل الذمة".

 بداية من حكم محمد على بدأت تنحدر سلالة أشهر 7 عائلات يهودية أهمها عائلة قطاوى باشا التي شغلت مناصب عديدة في أيام الباشا و لا يعلم الكثيرين ان بنك مصر كان عبارة عن شراكة بين طلعت حرب باشا مع يوسف أصلان قطاوى باشا و مما يذكر إشتراك يوسف قطاوى في الوفد المصري الساعى للتفاوض مع بريطانيا للمطالبه بإستقلال مصر كما اشترك في وضع دستور 1923 و هناك ايضا يوسف شيكوريل والذي ينتمى لأحد العائلات اليهودية  صاحب سلسلة محال شيكوريل 

يوسف اصلان قطاوى 

و من عائلاتهم المشهورة ايضا عائلة منشة وعائلة رولو و عائلة سوارس و عائلة عدس و عائلة سموحة و عائلة موصيري والتي أقامت الفندق الشهير مينا هاوس  وهى العائلة الوحيدة التي رعت الفكر الصهيونى قبل إعلان قيام دولة إسرائيل  

انقسم المجتمع اليهودي المصري إلى ثلاثة أقسام مختلفة في اواخر الاربعينات و قبل حرب 1948 الي ثلاثة اقسام : اليهود المصريون من أبناء البلد وكان عددهم عام 1948 988 ألف نسمة 

و يهود من أصول أجنبية هاجروا إلى مصر وتخلوا عن جنسيتهم الأصلية وتجنسوا بالجنسية المصرية، وقد كان عددهم تقريبا 756 ألف نسمة.

و اخيرا اليهود الأجانب أي يهود من جنسيات مختلفة يعيشون في مصر مع الاحتفاظ بجنسياتهم الأصلية و عددهم  حوالي 400 ألف نسمة.

أدى ذلك الاختلاف إلى ثراء الحياة بين يهود مصر لتواجد مذاهب و أفكار متعددة من الدين اليهودي   

و من ناحية اخرى يتغافل الكثيرين في مصر عن وجود نشاطات صهيونية بمباركة الحكومة المصرية منذ بداية الحركة الصهيونية فلم تمانع الدولة أي نشاطات صهيونية قبل 1948 و كانت الخطوة الأولى للحركة الصهيونية في مصر في نهاية القرن 18 تحديداً عام 1897 حينما قام جوزيف ماركو باروخ بتأسيس أول جمعية صهيونية من مجموعة اليهود أطلق عليها جمعية باركوخبا الصهيونية.

ونشطت تلك الجمعية في الدعوة للصهيونية وامتدت فروعها إلى كل مدن مصر دون اعتراض من الحكومة المصرية وقتها ثم توالت إنشاء الجمعيات الصهيونية مثل جماعة " بن صهيون " وهى من اخطر الجمعيات الصهيونية التي تم تأسيسها في الإسكندرية 1908 و التى تبنت برنامج المؤتمر الصهيونى الذي عقد في بازل 1897 والذي تقرر فيه تأسيس إسرائيل، وفى عام 1917 وصل عدد الجمعيات الصهيونية إلى 14 جمعية.

نجحت كل تلك المنظمات بالفعل في إقناع المصريين بأنه لا تعارض بين إنتمائهم لمصر و دعايتهم للصهيونية ، و لم يكن غريبا وقتها أن يكون سكرتير سعد زغلول يهوديا و ان يكون صاحب أحد الجمعيات الصهيونية التي لم تكن تمنعها الحكومة آن ذاك . و لا ينكر احد اختلاف توجهات اليهود في مصر بين يهود رافضين الفكر الصهيوني وآخرين سخّروا صحفاً للدعاية لحق اليهود في وطن قومي في فلسطين، فضلاً عن حث يهود مصر على الهجرة إليها.

هيرتزل في طريقه الى مصر 

  و قد استقبلت مصر كل من تيودور هرتزل  1904 و " حاييم وايزمان "الذى كان على رأس بعثة صهيونية متجهة إلى فلسطين  عام 1918 و جرى تنظيم استقبال حافل و  رسمي من قبل أعضاء المنظمة الصهيونية له كما استقبله أيضا شيخ الأزهر محمد أبو الفضل الجيزاوى و تبرع بـ100 جنيه مصرى للمنظمة الصهيونية أن ذاك.

  و فيما يتعلق بالصحافة و الاعلام

 

يعقوب صنوع



 فقد انشأ الصهاينة المصريون  في الإسكندرية صحيفة أسبوعية باللغة الفرنسية منذ 1917 . أولى إصدارتها مثلت  نقطة محورية لاحياء اللغة والتقاليد العبرية واستعادة مجد الأراضي المقدسة. كانت  مصر ذات  أهمية للحركة، "لأن في مصر هناك عدد كبير من الأشخاص وسيكون من     الممكن عقد دراسة، من مصر، لآمال وتطلعات الصهاينة في فلسطين ولخلق اتصالات وعلاقات بقادتهم". ولأغراض أخرى،و قد دعا الصهاينة إلى "استيطان فلسطين"


و من اشهر اعلام  الصحافة المصرية "يعقوب صنوع" صاحب جريدة "أبو نضارة" عام 1877، و التى اختارت خط السخرية في اخبارها و قامت بانتقاد الخديوي والاحتلال البريطاني . ثم توالت إصدارات يهود مصر بين صحف ومجلات اختلفت أيديولوجياتها وهوياتها، كما أصدر يعقوب مالكي صحيفة باسم "الشمس" لتعبر عن وجهة نظر الطائفة اليهودية في مجريات الأحداث في الشارع المصري، وكانت تحاول التوفيق بين المشروع الصهيوني وتطلعات وأهداف الحركة الوطنية في مصر

 و غير ذلك من صحف وصل عددها الـ30 إصداراً خلال 78 عاماً، وكان آخرها جريدة "الصراحة" الصادرة عام 1950

و في المجال الثقافي، تأسس عام 1935 النادي الصهيوني والاتحاد العالمي للشبيبة الإسرائيلية؛ ومثل محور التواجد الثقافي في مصر، و كان يستهدف إحياء اللغة العبرية ونشر المبادئ الصهيونية

و هناك منظمة جاك موصيري أحد أكبر العائلات اليهودية الذي دعى للفكر الصهيونى و قام بتأسيسها عام 1917 وأصدر وقتها جريدة إسرائيل لتعبر عنه باللغات العربية والعبرية والإنجليزية بمباركة من الحكومة المصرية التي لم تستشعر خطورة هذا الفكر وتلك المنظمات سوي بعد فوات الأوان قبل ان يتم  حظر جميع نشاطاتها في نهاية الأربعينيات بعدما ان حدثت النكبة في فلسطين و ادراك الجميع ان الفكر الصهيونى خطر على الأمة .

كانت الأهرام اول من رصد النشاط الصهيوني في مصر، فقد لاحظت الصحيفة أن اليهود المصريون قاموا بارسال وفد برئاسة موسى قطاوي، للمؤتمر الصهيوني الذي عقد في لندن عام 1918. أعضاء الوفد، تم انتخابهم في اجتماع عقد بالإسكندرية، حيث "سيتم التصويت، في المؤتمر المنعقد في لندن، عن تطلعات اليهود في مصر فيما يخص فلسطين"

و كان الرفض الشعبى للحركة الصهيونية في مصر هو الذي أدى بالحكومة المصرية وقتها إلى حظر النشاط الصهيونى عقب النكبة كما أصدر الطلبة اليهود خلال "يوم الشهداء" 3 مارس 1946 رفضوا فيه جميع المنظمات الصهيونية وأكدوا في الوقت ذاته وجود الطلاب اليهود في معركة الشعب المصرى على اختلاف عقائده ودياناته، وقع البيان طالب الطب فرج نسيم وطالب الآداب ليون كراومر وطالب الهندسة روبير شاؤول يوسف والذي كان نصه "   لن نسمح بأن تفرق صفوفنا نحن المصريين، ولنكن يدًا واحدة مسلمين ومسيحيين ويهودًا، يدًا قوية تدك صرح الاستعمار، نكافح مع المناضلين العرب للتحرر من الاستعمار وذنبه الصهيونية، حتى تسقط الصهيونية وتبقى فلسطين حرة، ها نحن اليهود المصريين ننزل إلى الميدان مع زملائنا العمال والطلبة لنعلن احتجاجنا وسخطنا على الاستعمار والصهيونية، عاشت مصر حرة. عاشت فلسطين حرة ".

فتيات من يهود مصر يشتروا شمع أمام أحد المعابد

رئيس الطائفة اليهودية في أحد معابدهم



اقتصاديا : كانت طبيعة اليهود في مصر لا تختلف عن باقى المجتمع الذي كان يتكون من فقراء ومتوسطى الدخل واغنياء، فحارة اليهود ما زالت شاهدا على أن هناك يهودا كانوا فقراء مثلهم مثل أي مصرى في ذاك الوقت ولعل ما ذكره كتاب جاك حسون "تاريخ يهود النيل" دليل موثق على وجود فقراء يهود كثيرين ولعل أبرز ما جاء في الكتاب كان رصد لحياة الباعة الجائلين اليهود الذين كانوا يتنقلون بين القرى المختلفة والبعيدة لبيع بضاعتهم كما ذكرت مصادر عديدة  وجود بيوت الأوديش وهو مجمع سكني للفقراء بحارة اليهود تحمل العائلات الفقيرة

على الصعيد الاقتصادي، أسس اليهود وساهموا في تأسيس عدد 103 شركة من بين 308 شركة بمصر خلال أربعينات القرن العشرين، وهي السنوات التي بلغ فيها العداء لليهود ذروته في جميع البلاد الأوروبية، مما يدل علي أنهم كانوا ينعمون في مصر بما لم ينعموا به في أي بلد آخر من بلاد العالم.

تقلد يهود مصر الوظائف العامة و الحساسة دون تمييز و استعان بهم الخديوي إسماعيل في الحصول على القروض من بيوت المال الأوروبية و يعتبر يوسف أصلان قطاوي أول يهودي مصري يعين بالبرلمان عام 1914 ثم وزيرا للمالية عام 1924 في عهد الملك فؤاد.

وفي النشاط الرياضي، مثّل بعضهم مصر في بعض المسابقات الرياضية الدولية، مثل سلفاتور شيكوريل بطل مصر في لعبة الشيش و قد مثل مصر في دورة الألعاب الأولمبية عام 1928، و نادي المكابي اليهودي في كرة السلة، كما حقق إيزاك أميل بطولة مصر في الملاكمة، و كوهين نجار فكان صاحب البطولات في لعبة التنس.

وقد استغل الصهاينة النشاط الرياضي لاخفاء نشاطهم السياسي  فقد ساهمت فرق الكشافة والجوالة اليهودية وبقية الأندية اليهودية في مصر في جمع التبرعات لشراء الأراضي في فلسطين لاستيعاب الهجرة اليهودية

في الفن لمع الكثير من اليهود المصريين مثل يعقوب صنوع، كاميليا، داوود حسني والد بديع داوود حسني او اسحق هاليفي محرر الشئون العربية في إذاعة إسرائيل و راقية ونجمة ابراهيم، توجو مزراحي، ليلي مراد، منير مراد و قد اختار البعض  أن يكون إسرائيليا و هاجر من مصر مثل راقية إبراهيم

وفي الغناء سطع نجم ليلى مراد المولودة بالعباسية في 1917، لأب يهودي مصري هو إبراهيم زكي مردخاي المطرب والملحن الشهير وأم يهودية بولندية و التى  ظلت الشائعات تلاحقها  بسبب جذورها اليهودية لسنوات طويلة

كان احتفالات اليهود المصريين بأعيادهم الرسمية وباعتبار الدين اليهودي ديانة سماوية رسمية محل احترام الدولة فكانت تتم تهنئتهم بأعيادهم تهنئة رسمية من الدولة وكانت الدولة في عهدها الملكي حريصة على صلتها الودية بمواطنيها اليهود وحتى بعد ثورة يوليو قام الرئيس محمد نجيب خلال يوم كيبور الذي حل في 25 أكتوبر 1952 بزيارة اليهود القرائين وهنأهم بالعيد، ومازالت تهنئته محفوظة بسجل المعبد اليهودي بالعباسية بأعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من النسيج المصري، كما قام بشكرهم على استضافته وأعرب عن سعادته بمباركتهم له منهيا خطابة قائلا: "والذي أحب أن أؤكده أن جميع أبناء مصر، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم، إنما هم جميعًا إخوة في الوطن، لا فارق بين يهودي ومسلم ومسيحي كان ذلك تحديدا في عام 1952 .

في عصر جمال عبد الناصر زاد الصراع بين مصر وإسرائيل زيادة شديدة و دخلت الدولتين في حرب مباشرة بعد الثورة بسنوات قليلة بالتحالف مع بريطانيا و فرنسا رافق هذا  اكتشاف فضيحه لافون بين الاجهزة الصهيونية في اسرائيل و بين شباب المنظمات الصهاينة في مصر و قد قابلها الكثيرين من يهود مصر بتشكيل جماعة مناهضة للصهيونية و كان من أبرز أعضائها يوسف درويش، وشحاتة هارون و غيرهم 

زادت ارقام الهجرة من مصر الى اسرائيل مرتبطه بالمشاعر السلبية تجاه اليهود في اعقاب حرب 1948 ثم زادت معدلات الهجرة مع قيام الثورة و الجفاء بين الثورة و الغرب مع ضغط الصهيونية علي يهود مصر و استغلالهم في ممارسة اعمال عدائية ضد بلدهم 

ثم زاد نشاط  التجسس الإسرائيلى على مصر التي كان أعضائها من يهود مصر وبدأت إسرائيل استخدام بعضهم للتجسس علي نطاق واسع كما سعت في استخدامهم في اغراض تخريبية في مصر 



ماكس بينيت احد اليهود المشاركين في عملية فضيحة لافون


مارسيل نينو احدى المشاركات في موضوع لافون 

كانت آخر إحصائية لليهود في مصر عام 2003 وكان عددهم لا يتجاوز 5680 يعيشون في القاهرة والإسكندرية والفيوم وهم آخر من تبقى من الطائفة التي كان عددها وقت قيام إسرائيل عام 1948 نحو 988 ألف نسمة

من البوم حياة اليهود في مصر 


حرص اليهود علي التعليم ربما للاندماج في قمة المجتمع المصرى 


حاييم ناحوم الحاخام الاكبر ليهود مصر

نجيب بعد ثورة 1952في احد احتفالات اليهود الدينية


















author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments