القائمة الرئيسية

الصفحات


يذكر الكثير من المثقفين موضوع سايكس بيكو دون ان يشيروا الى الطريق الذى كانت نهايته سايكس بيكو لقد اجتمعت عوامل عديدة جعلت من الثورة العربية ضد الحكم العثمانى امرا لا بد منه لكن لا بد ان نسير مع الاحداث من بدايتها حتى نرى كيف وصلت الامور الى ما وصلت اليه فالثورة العربية و سايكس بيكو لم تكن لتحدث الا مع وجود احداث و تراكمات سابقة ادت اليها . 



لا ينكر احد ان اتجاه العثمانيين الى الشرق الاوسط نتج عن سد الطريق    امامهم في أوروبا، و بروز قوى النمسا وروسيا، فاتجهوا في بداية   القرن السادس عشر إلى المنطقة العربية حتى العقد الثانى من القرن  العشرين . و مع انعزال الولاة عن شعوبهم و اكتفاء العثمانيين بجمع   المال من الولايات العربية دون العمل على تطويرها او ادخال اي تقدم    لها  ترسخت فجوة كبيرة بين الشعوب العربية والدولة العثمانية فيصف المؤرخ الكبير عاصم الدسوقي علاقة الدولة العثمانية ببلاد العرب في ثلاث كلمات فقط "مال وسيادة وسيطرة".

فرضت الدولة العثمانية على المنطقة العربية عزلة كاملة و طويلة عن العالم الخارجى تخيلوا مثلا غياب المطبعة عن المشرق العربى عن يراها الناس لأول مرة في صحبة الفرنسيين ؟ ما الذي كان يمنع العثمانيين من ادخال الطباعة الا تكريس التخلف في المنطقة و خشية انتشار العلم و الافكار بين الناس ؟ لقد كانت الفجوة المعرفية و التطبيقية بين العرب و الخارج تتسع لتجعل المنطقة في فجوة زمنية مقارنة باوربا .

كانت الحملة الفرنسية على مصر و الشام في 1798 صدمة حضارية عايش العرب خلالها واقع التخلف والجهل الذي يعيشون فيه لدرجة ان يحكي الجبرتي عن قادة المماليك : أنهم عندما عرفوا بخبر وصول جيش بونابرت إلى شواطئ الإسكندرية، قالوا: «إنه إذا جاءت جميع الإفرنج لا يقفون في مقابلتهم وإنهم يدوسونهم بخيولهم»  اعتقد المماليك المسلحين بالسيوف و البارود قدرتهم علي صد الفرنسيين لكنهم امام مدافع و قنابل الفرنسيين اكتشفوا  الفرق الزمنى بين المجتمعين .

يرى عاصم الدسوقي "إن العثمانيين ليسوا سوى غزاة ومستعمرين احتلوا بلاد العرب أربعة قرون، مثلهم مثل الاستعمار الفرنسي والبريطاني، واستنزفوا ثروات العرب وأورثوهم الضعف والتخلف". ويرفض الدسوقي الرأي الذي يصف العثمانيين بالفاتحين، فبرأيه لا يجوز وصف دخول شعب مسلم لأرض شعب مسلم آخر بالفتح، اما الحديث عن عظمة الفتح العثماني فأمر مبنى على العاطفة والحماسة الدينية، "تحت حجة أن الدولة العثمانية استطاعت أن تحمي "العالم العربي" من التغلغل الشيعي، من خلال تصديها للدولة الصفوية بإيران". وبرأي الدسوقي، فإن السلطان العثماني كان إمبراطوراً استعمارياً، وإن البلاد العربية عانت التبعية لمركز استعماري ولم تشهد أي معالم نهضة أو حضارة .

بل ان العثمانيين كانوا البوابة التى تسرب منها الاحتلال الاوربى الى المنطقة لأول مرة منذ خروج الامبراطورية الرومانية فاذا كانت مصر و تحت حكم الايوبيين و المماليك قد استطاعت صد و رد حملات الصليبيين و التتار و حافظت علي المنطقة خالية من التبعية الخارجية فإن ما حدث في اعقاب استيلاء العثمانيين على المنطقة هو ضعف عسكرى شامل و غياب في القيادة السياسية و العسكرية ما ادى الي وقوع مصر تحت الاحتلال الفرنسي سنة 1798 ثم وقوع الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي سنة 1840 قبل ان تقع مصر تحت الاحتلال مرة اخرى و لكن الاحتلال الانجليزى هذه المرة .... كل هذا دون ان نرى اى علامة تدل على ان وجود العثمانيين في مصر منذ 1517 و حتى 1798 قد احدث اثرا ايجابيا علي مصر سياسيا او عسكريا بل ان الوجود العثمانى قد اعاق اى حركة للمجتمع .

يقول الدكتور فوزي منصور في كتابه «خروج العرب من التاريخ» في بيان اثرعزلة العرب عن الانخراط في الاقتصاد العالمي: «على هذا النحو يتضح زيف القول الشائع في بعض الدوائر، إن الإمبراطورية العثمانية حمت البلدان العربية، شقيقتها في الإسلام، من انقضاض الإمبريالية الأوروبية عليها. فهي لم تحم أيا من هذه البلدان من أي غزو عقدت دولة أوروبية العزم عليه. وعندما لم يحدث مثل هذا الغزو، هيأت الإمبراطورية العثمانية ظروفا أكثر مواتاة لهجوم أشد غدرا، هو هجوم الاستعمار الاقتصادي الذي جرى تحت الحماية والامتيازات التي كانت تُمنح في ظل سيادة عثمانية اسمية. وأخيرا، عندما كان بلد مثل مصر يحاول الانفصال وإقامة اقتصاده الحديث المستقل، كانت الإمبراطورية العثمانية تشترك بنشاط في اتحاد من الدول الأوروبية هدفه إعادة مصر إلى الحظيرة - حظيرة التبعية الاقتصادية والتخلف ». 

اما الشام و العراق و ما حدث من جمال باشا فكانت الاحداث التى ادت الى اشتعال نار الثورة بلا خلاف فبعد سلسلة من الفشل في تحركات عسكرية فقد عمل على استبدال القوات العربية في الشام بكتائب من الأتراك، وفصل الضباط العرب البارزين من وظائفهم كما قام باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم .

تمثل أيام السفر برلك (وهي أيام الحرب العالمية الأولى) إحدى أوجاع الإنسان العربي في المشرق العربي فقد قامت الدولة العثمانية بالتجنيد القسري لأهالي بلاد الشام والمدينة المنورة وتم مطاردة الفلاحين وأهل القطعان وحتى الصبيان الذين اقتربوا من سن الرشد، حيث تم إرسالهم للقتال في أوروبا بعد فشل الحرب في قناة السويس. مما سبب إهمالاً للزراعة وعناصر الحياة الضرورية، فانتشر الفقر والبؤس والجهل في المشرق العربي.

و تعد ذكرى (أيام حرب السفر برلك) و المإسى التى وقعت خلالها طوال ثلاث سنوات اسوا ما رسخ في أذهان أهالي بلاد الشام والمدينة المنورة حتى الآن، فقد كانت القوات العثمانية تفتش القرى والمدن بحثا عن الشبان والرجال لأرسالهم إلى تلك الحرب. و كان الجنود يذهبون الى هذه الحرب سيرا على الاقدام . مما جعل تلك الأيام عصيبةً على الأهالي فالذهاب إلى سفر برلك يعني غياباً بلا رجعة. هذا بالإضافة إلى أن العثمانيين قاموا بمصادرة المؤن من السكان لإطعام الجيش وفرضوا المزيد من الضرائب لتمويل تلك الحملة.

جمال باشا ( المشهور بالسفاح )


في آخر سنوات العهد العثماني في بلاد الشام، اشتد قمع السلطة للشعب العربي، فقام جمال باشا السفاح أحمد بمحاكمة نخبة من العرب المثقفين الداعين إلى الإصلاح أمام ديوان الحرب العرفي في عاليه، فحكم عليهم بالإعدام وعلقهم على أعواد المشانق في بيروت  بعد ان الصق بهم مختلف التهم التي تتراوح بين التخابر  مع الاستخبارات الاوربية للتخلص من الحكم العثماني، إلى العمل على الانفصال عن الدولة العثمانية .

و قد أديرت المحاكمات بقسوة وظلم شديدين،رافضا المناشدات التي سعت لإطلاق سراحهم، وخصوصاً تلك التي أطلقها الشريف حسين بن علي شريف مكة، الذي أرسل البرقيات إليه وإلى السلطان وإلى الصدر الأعظم، وأوفد ابنه الأمير فيصل بن الحسين إلى دمشق، وقابله في مسعى لإيقاف حكم الإعدام دون جدوى

نفذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في 21 أغسطس 1915 وأخرى في 6 مايو1916 في كل من ساحة البرج في بيروت، فسميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق.

إلى أن شعرت الدولة العثمانية بنتائج سياسته فأبعدته عن سوريا وعينت بدلاً منه واليا  اخر


اعدامات المثقفين في الشام 



و بالاضافة لسياسة التتريك التى كان لها دور أساسي في اشتعال الثورة بالاضافة الى اضطهاد القوميات غير التركية لاسيما العرب، و من ذلك  احتقار الحكومة التركية للعرب والنيل من كرامتهم بسياسة التتريك والغطرسة والتعالي التي مارسها العثمانيون على العرب مما أدى إلى تخلف المنطقة وإغراقها في مستنقعات الجهل والتخلف والفقر، لأن همّ الباب العالي كان منذ البداية ان يتم نهب الولايات لصالح المركز واستغلال طاقات أبنائها دون ان ينعكس ذلك على اوضاع الولايات العربية التى ظلت غارقة في الفقر و البؤس .


الحسين بن على 


  من جهة أخرى ساهم تردي الوضع الاقتصادي، والنهضة     العربية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر في بروز         حركة عربية للاستقلال عن الأتراك، وكانت مبادئ الثورة العربية قد     وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن علي وقادة الجمعيات العربية      في سوريا والعراق من اجل استقلال العرب   وإنشاء دولة عربية      واحدة، وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات الحسين – مكماهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك.

كان العثمانيون الأتراك حلفاء للألمان في الحرب العالمية الأولى ؛ لذلك كان القضاء عليهم من مصلحة بريطانيا، وعليه قامت الحكومة البريطانية بتسليح العرب ودعمهم لخوض الحرب ضد العثمانيين

كانت المناقشات جارية بين الحسين بن علي شريف مكة و السير هنري مكماهون المفوض السامي البريطاني في مصر في مراسلات عرفت بمراسلات الحسين – مكماهون، وتألفت من عشر رسائل متبادلة من يوليو 1915 إلى مارس 1916، والتي وافقت فيها الحكومة البريطانية على الاعتراف باستقلال العرب بعد الحرب مقابل قيام شريف مكة بالثورة ضد الدولة العثمانية.مقابل دولة عربية تمتد من مرسين وأضنة شمالا تصل إلى خط عرض 37° شمال وهي الدرجة التي تقع عليها البيرة وأورفة وماردين ومديات وجزيرة ابن عمر والعمادية حتى حدود بلاد فارس؛ ومن الشرق على حدود بلاد فارس حتى خليج البصرة؛ ومن الجنوب المحيط الهندي، باستثناء ميناء عدن حيث يبقى كما هو؛ في الغرب البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط البحر حتى مرسين باستثناء أجزاء من سوريا تقع غربي مدن دمشق وحمص وحماة وحلب.

بدأ الشريف بثورته في مكة يوم 10 يونيو 1916 حينما أطلق الشريف الحسين بن علي طلقة من بندقيته على الرغم من أن ولديه علي و فيصل قد بدأوا بالفعل عمليات في المدينة المنورة منذ 5 يونيو. وقد قدم الشريف توقيته، ووفقًا للقاهرة:"لم نكن نحن ولا هو مستعدون على الإطلاق في أوائل يونيو 1916، وكانت هناك صعوبة كبيرة في توفير الحد الأدنى بما يكفي من المساعدات المادية وان يعملا معا في تلك الصعوبات لضمان النجاح الأولي."

 و امتدت الثورة ضد العثمانيين بعد إخراجهم من الحجاز حتى وصلت بلاد الشام، وإسقاط الحكم العثماني فيها، وفي العراق نتيجة للسياسة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، والتي تمثلت بالتجنيد الإجباري، ومصادرة الأملاك والأرزاق، ومن ثم مجاعة 1915، والسياسة القمعية لجمال باشا، الحاكم العسكري للولايات السورية العثمانية، إلى جانب تراكمات العلاقة المعقدة بين العرب، والأتراك منذ أواسط القرن التاسع عشر

هدفت الثورة الى إقامة دولة عربية، أو اتحاد دول عربية يشمل شبه الجزيرة العربية نجد والحجاز على وجه الخصوص وبلاد الشام مع احترام "مصالح بريطانيا في جنوب العراق" وهي المنطقة الجغرافية التي تبدأ في بغداد وتنتهي بالساحل الشمالي للخليج العربي.

فيصل بن الحسين


تمكن جيش الثورة العربية الكبرى بقيادة فيصل بن الحسين، وبالتعاون مع مسلحي القبائل من تحقيق انتصارات عسكرية، وكسر الجيش العثماني من المدينة المنورة وحتى دمشق؛ وتمكن بعد تجاوزه العقبة من تسريع تقدمه مع دخول الجيش البريطاني بقيادة الجنرال إدموند ألنبي من سيناء إلى فلسطين ومنها على طول الخط الساحلي حتى لواء إسكندرون؛ وفي سبتمبر 1918 انسحب الأتراك من دمشق، وقبلوا بهدنة مودروس، ثم نهائيًا في معاهدة سيفر التنازل عن أملاكهم في نجد، والحجاز، وبلاد الشام، والعراق، وقيليقية، ومصر.

اقرأ ايضا : مجوهرات اسرة محمد على اين ذهبت

اقرأ ايضا في عصر اى فرعون عاش نبى الله يوسف


في مرحلة ما بعد الانتصار العسكري للثورة، اتجه الرأي لإقامة اتحاد أو تحالف دول عربية بدلاً من دولة عربية واحدة، على أن يرأسها الهاشميون، فيكون الشريف الحسين بن علي ملكًا لشبه جزيرة العرب  و بقي ملكا حتى زالت مملكته في الحجاز عام 1926 على يد السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، والأمير فيصل ملكًا لسوريا، والأمير عبد الله ملكًا للعراق؛ إلا أنّ عداء الفرنسيين للأمير فيصل، واحتلالهم سوريا، منعه من تحقيق غايته، فتوّج ملكًا على العراق، وتمكّن الأمير عبد الله من انتزاع تاج الأردن بوصفه " سوريا الجنوبية " اعتُبرت الثورة العربية الكبرى، أحد أبرز تجليات القومية العربية بشكلها المعاصر ، وشكّلت محطة مفصلية في تاريخ المنطقة،

 اتفاقية سايكس بيكو  هي معاهدة سرية بين فرنسا والمملكة المتحدة و توافق روسي ايطالى في 1916 على تقاسم منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، ولتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المسيطرة على تلك المنطقة في الحرب العالمية الأولى و يعتبر هذا الاتفاق تطويرا للاتفاق لاودى بين البلدين في 1904 .و تم توقيع التفاق بواسطة الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا جورج بيكو والبريطاني مارك سايكس على وثائق مذكرات تفاهم بين وزارات خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا القيصرية . و تم التصديق عليها  في مايو 1916.

قسمت الاتفاقية الولايات العربية خارج شبه الجزيرة العربية إلى مناطق تسيطر عليها بريطانيا وفرنسا أو تحت نفوذها. فخصصت الاتفاقية لبريطانيا ماهو اليوم فلسطين والأردن وجنوب العراق و موانئ حيفا وعكا للسماح بالوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. أما فرنسا فتسيطر على جنوب شرق تركيا وشمال العراق وسوريا ولبنان.في حين تحصل روسيا على أرمينيا الغربية بالإضافة إلى القسطنطينية والمضائق التركية الموعودة بالفعل بموجب اتفاقية القسطنطينية (1915). بينما وافقت إيطاليا على هذا الاتفاق سنة 1917  بحيث يكون لها جنوب الأناضول.و اتفقت الاطراف على وضع باقى  فلسطين تحت "إدارة دولية".

استخدمت الاتفاقية  لتكون الأساس التسوية الأنجلو-فرنسية في إطار عمل لإدارة أراضي العدو المحتلة في بلاد الشام. وعلى نطاق أوسع كان من المفترض أن تؤدي بشكل غير مباشر إلى تقسيم الدولة العثمانية بعد هزيمتها سنة 1918. تطور الاتفاق لاحقا للتنازل فرنسا عن اى حق لها في فلسطين والموصل  مقابل وضع بلاد الشام  تحت الانتداب 

نعرف طبعا ان الانتداب البريطاني على فلسطين استمر الى 1948، واستعيض عن الانتداب البريطاني على العراق بمعاهدة مماثلة مع العراق المنتدب، واستمر الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان حتى سنة 1946. وتم تحديد الأجزاء التركية في الاناضول حسب معاهدة سيفر بحلول أغسطس 1920

يرى البعض ان هذه الاتفاقية  نقطة فارقة في فهم طبيعة العلاقات الغربية العربية. فقد نقضت بريطانيا وعودها للعرب فيما يتعلق بوطن قومي للعرب مقابل دعمهم لها ضد الدولة العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى في حين أنها يسرت إقامة إسرائيل كوطن لليهود

اقرأ ايضا : اكبر مجموعة صور لفلسطين قبل 1948

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments