المقدمة
انه صباح الثالث و العشرين من يوليو ...
ذكرى الثورة العظيمة التى اعادت لمصر اشراقة فقدتها كثيرا ....
ذكرى ثورة قادها رجل احب مصر و رسم لها لطريق حادت عنه بفعل فاعل
ثورة ارادت لمصر بعدا افريقيا عربيا حقيقيا ... و للأسف فمن قام بالثورة و وضع مصر في قلب العروبة و افريقيا يتم حسابه عن التنكب عن الطريق
ثورة 23 يوليو ارادت مصر اخرى مصر فاعلة و ليس مفعول بها اوراقها في يدها و ليس في يد الامريكان و لا في يد الحبشة
ثورة ارادت مصر دولة صناعية و ليست دولة الشيبسي و لا الحديد المستورد
ثورة ارادت مصر منتجة و ليست مستهلكة
ثورة ارادت لمصر ان تكون قائدة و عملت لهذا بنجاح حتى اخضعها غيره بنجاخ
جاءت الثورة في وقت تنشطر فيه الامة الى فئتين اجتماعيتين فئة تضم حوالى 90 % من الشعب ملكياتهم شبه معدومة و فئة تضم فقط حوالى نصف في المائة يمتلكون اكثر من 90 % من اراضي مصر الزراعية يزرعون معظمها قطن يتم تصديره للخارج و يجمعون الثروات التى لا تستفيد منها الدولة و لا الشعب و بالتالى تظل دائرة الثروة مغلقة تدور بعيدا عن يد و جيب افراد الشعب الحقيقي
و بين 90 % من افراد الشعب الكادح و ال 0.5% المالك لكل شئ توجد طبقة رقيقة شبه هامشية تضم موظفين الدولة و بعض التجار البسطاء و العاملين ببعض المتاجر ممن نسميهم الطبقة الوسطى و هى طبقة لا هى من الاثرياء و لا هم من المعدمين بل يجدون كفايتهم من عملهم و ليس لديهم الطموح لأكثر مما هم فيه
اسباب الثورة
تمثلت اسباب ثورة يولية في
شعور الجيش بالاحباط من الهزيمة العسكريةفي حرب 1948 التى اوضحت ان مصر تفتقر الي مقومات سياسية ادعم الجيش في عملياته العسكرية
انسداد الافق السياسى امام محاولة انهاء الاحتلال الانجليزى الرابض علي صدر البلاد
الملك الذي يتلاعب بالحكومات و يبدلها بدون داع و يرفض الانصياع لارادة الشعب
انشغال السياسيين بالمناورات السياسية الضيقة على حساب مشاكل الامة القائمة
زيادة المشكلات الاجماعية الناتجة عن النظام الاقطاعى السائد
و كان واضحا ان تحركا من الجيش اصبح ضروريا و في نفس الوقت فأنه لا توجد مؤسسة في مصر تستطيع القيام بعبء مواجهة الملك فلم يكن دون الثورة التى يقوم بها الجيش بد
قيام الثورة
اصبح معلوما للجميع ان تنظيم الظباط الاحرار الذي انشاه و قاده جمال عبد الناصر هو الذي تحمل عبء هذه الثورة التى لو كتب لها الفشل لاصبح هؤلاء الظباط هم كبش الفداء الاول
اختار التنظيم شخص في منصب اكبر ليكون بمثابة الواجهة للحركة و كان هو اللواء محمد نجيب و هو ظابط سبق له الاحتكاك بالقصر من خلال ما يسمى بانتخابات نادى الظباط اذ حصل هو علي اغلبية الاصوات لكن هذا لم يرق للملك فاروق الذي تلاعب بالانتخابات مما ادى الى حدوث مشاكل خطيرة بين قيادات الجيش و القصر ادت الى موافقة القصر على اعادة الانتخابات .
في ليلة 23 يوليو و نتيجة خطأ من الظابط يوسف صديق تحركت القوات المسلحة مبكرا ساعة عن الوقت المحدد للحركة و هو ما ساعد القوات المسلحة في احباط تحرك مضاد من قيادات الجيش وصل يوسف صديق الي مبنى قيادة الجيش و قام مع جنوده باقتحام مبنى القيادة حيث القي القبض على الفريق حسين فريد قائد الجيش، والأميرالاي حمدي هيبة و اخرين و تم تسليمهم لليوزباشي عبد المجيد شديد ليذهب بهم إلى معسكر الاعتقال المعد حسب الخطة
وفى 24 يوليو أرغم الملك على تكليف على ماهر بتشكيل الوزارة الجديدة .
وفى يوم السبت 26 يوليو 1952 توجه القائد العام الى الاسكندرية وقابل رئيس الوزارء واتفقا ان يقوم بتقديم إنذار للملك فاروق بالتنازل عن العرش .
قام الملك فاروق بتوقيع وثيقة التنازل فى 26 يوليو 1952 ثم توجه الى رصيف الميناء وقبل السادسة مساء استقل الملك فاروق لنشا الى اليخت المحروسة .
و هكذا كانت البداية فقط لثورة شاركت في اعادة كتابة التاريخ
نتائج قيام ثورة يوليو
النتائج المباشرة لثورة 23 يوليو هو انتهاء الحكم الملكى في 1953 و انتهاء حكم عائلة محمد على و اعلان الجمهورية
لكن النتائج غير المباشرة او ما يمكن تسميته بالاثار الغير مباشرة للثورة فهى اكبر من ان تحصي في مقال
Comments