مبادرة الحزام و الطريق الاستراتيجية الصينية الجديدة لإعادة التوازن الجيوسياسي
مصطلح مبادرة الحزام و الطريق
تعود فكرة او مصطلح استراتيجية”الحزام الاقتصادي لطريق الحرير”
و”طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين طرحها الرئيس الصيني شي جيان بينج خلال
زيارته لآسيا الوسطى ودول جنوب شرقي آسيا في عام 2013
اصل فكرة المبادرة
ربما كان اول تناول اكاديمى تحدث عن هذه
الظاهرة تعود للباحث وانج تشي تسي أحد اهم الباحثين السياسيين الصينيين من خلال
دراسة عنوانها "الاتجاه نحو الغرب"..
الاستراتيجية الصينية لإعادة التوازن الجيوسياسي و نشرت في عام 2012 في احد صحف الحزب
الشيوعي الصيني
و قد ذكر كيفن ليم - معهد واشنطن، في مقال تحليلي
بعنوان "إيران بعينَي بكين"، أن الصين تسعى إلى التوجه نحو الغرب في إطار
مشروع حزام طريق الحرير الاقتصادي الذي أطلقه الرئيس الصيني شي جيان بينج في سبتمبر
2013. ويرى وانج تشي تسي في دراسته ان حدة القلق التى بين كل من امريكا و الصين في
ظل محاولة امريكا اعادة رسم علاقاتها في اسيا لن تفيد الدولتين .
كما
يدعو وانج تشي تسي إلى تدعيم التواجد الصيني ، وتطوير مواردها، وتقوية جهودها الدبلوماسية،
وتعميق تعاونها مع دول جنوب آسيا ووسطها ودول الشرق الأوسط.خصوصا مع ضعف المخاطر
التى تحيط النقل في سواحل الصين مقارنة بمياه البحر المتوسط البحرية المعرضة
لمخاطر عدة.
كما
ان الصين لديها فرص كثيرة لم تستغل اقليميا و هو ما يعززها سياسة “التوجه نحو الغرب”
مما يزيد نفوذ لبكين مما يمكنها من التصدي لواشنطن في قلب اسيا حيث تتواجد القوات
الامريكية قريبة من ابواب الصين في افغانستان و باكستان
خريطة مبادرة الحزام و الطريق |
تنمية غرب الصين بحاجة إلى
استراتيجية جديدة مبدعة
تدرك الصين وجود خلل كبير بين نصفيها الغربي
والشرقي. ففي حين يشكل غرب الصين 71% من اراضي الصين، فعدد سكانه 27% من جملة السكان ويساهم في الناتج المحلي بنسبة
18.7% ، حسب أرقام عام 2010. و رغم تميز المنطقة
بالموارد الطبيعية و موقعها الاستراتيجي .
و قد كانت الصين دائما تعتمد استراتيجيا على
المناطق الداخلية و ترى انه حان الوقت لأن تغير نظرتها للخروج نحو الغرب
نظرة جغرافية جديدة
تحاول الصين الخروج من السياسة الكلاسيكية
التى ترى العالم من خلال حدودها الساحلية مع
الشركاء والمنافسين التقليدين من خلال استغلال موقعهاالقارى الداخلى في اسيا بطول ساحل ألمحيط الهادئ.
و
يشير وانج تشي تسي الى أن طريق الحرير كان ممرا نشطا لتجارة الصين مع المنطقة الأوراسية،
وجسرا مهما للاتصالات بين الشرق والغرب يجب اعادة استثماره
ويعتقد وانج تشي تسي ان الصين اهتمت بمناطق جنوب
شرقها الساحلية بينما بقي مستوى التنمية الاقتصادية
والاجتماعية في المنطقة الغربية بقي متخلفا و هكذا فالهدف من استراتيجية وانج في
الاتجاه غربا هو النهوض بغرب الصين
انظر ايضا تطورات العلاقة بين الولايات المتحدة و الصين
كيف تحقق الصين هدفها
يرى
وانج أن تحقيق هذا الهدف بحاجة الى تخطيط جيواستراتيجي بالتعاون مع العديد من الاطراف
الخارجية لضمان ديمومة الامدادات النفطية و الخامات الصناعية لهذا دعا وانج الى التعجيل في تدشين "طريق الحرير
الجديد" او " الحزام والطريق.".الذي يمتد من شرق
الصين الى داخل أوربا ويصل غربا إلى الساحل الشرقي للمحيط الأطلسى ودول البحر الأبيض
المتوسط. بالإضافة إلى تدشين ممر يربط غرب الصين بالمحيط الهندي
·
يلاحظ ان التبادل
التجاري بين الصين و دول جنوب وغرب اسيا عام 2001-2011 ارتفع أكثر من 30 مرة مما يدل
على صواب توجه الاقتصاد الصيني غربا
·
" طريق الحرير
الجديد" له أهمية في المحافظة على الاستقرار في منطقتي شينجيانغ والتبت وغيرهما
من المناطق الاخرى التي تهددها الانفصالية العرقية الخارجية و التطرف الديني
·
و كذلك تؤمن
المنطقة من الجريمة المنظمة العابرة للحدود
·
ادخال تغيرات
اقتصادية عميقة في غرب الصين امر هام لاستيعاب التحديات المحلية للأوضاع والوضع العرقي
والديني، وتعزيز التبادلات الاجتماعية والثقافية بما يضمن عائد استراتيجي هام
للدولة الصينية
لماذا الصين بحاجة الى استراتيجية
" التوجه نحو الغرب"؟
لماذا على الصين هيكلة
المنطقة جغرافيا و استراتيجيا
·
تعتبر غرب
الصين قلب كتلة اوراسيا و المنطقة غنية بالموارد الطبيعية. ومع ذلك فالمنطقة تواجه
اضطرابات عرقية ودينية وطائفية وسياسية عابرة للحدود. مما يؤثر كثير على مستقبل العلاقات
بين خارج الصين و داخله بما يؤثر سلبا على المصالح السياسية والاقتصادية في الصين
بما يستلزم اعادة هيكلة المنطقة من نقاط التماس داخل الصين الى خارجها .
·
منطقة الحزام نقطة
تقاطع اقليمي وفضاء مع عدة كتل بشرية و سياسية كالاتحاد الأوروبي وروسيا والهند واليابان
والصين
·
خلافا عن أوروبا
الغربية ومناطق شرق آسيا الأخرى لم يظهر أي تحالف عسكري في هذه المنطقة ، ولم يظهر
حتى الآن اتجاه نحو ﺍﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺍﻻاقتصادي ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ. كما تخلو من آليات التنسيق وللتعاون
مع التكتلات المنافسة
·
يعتبر المشروع
بديل عن خطة طرحتها وزيرة الخارجية الامريكية هلاري كلينتون عام 2011 يهدف الى جعل
افغانستان مركز ربط بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا
مفردات المشروع
·
اقامة شبكة اطرق
لوجيستية تمتد الى منطقة الشرق الاوسط
·
امكانية قيام تركمانستان
بسد احتياجات باكستان والهند من الطاقة
·
توفير قدرا كبيرا
من الدخل لأفغانستان وباكستان.
·
اقامة صناعات
نسجية مشتركة بين طاجيكستان و الهند،
·
وتصدير أثاث وفواكه
افغانستان الى استانا ومومباي و غيرهما
موقف القوى الاقليمية من
المشروع
·
حاول المشروع
طمأنة روسيا في نطاقها الاستراتيجي التقليدى بمناطق نفوذها في آسيا الوسطى وبحر قزوين
تعلم الصين الروابط المعقدة بين روسيا وأوروبا
و تقر ما بينهما من تعاون نشط و تسعى الي استغلال هذه الروابط و البناء عليه او استغلاله
·
اما الهند واسطة
العقد بين الكتلة الصينية و مناطق الخليج العربي و و قلب اسيا السوفيتية و
المتاخمة لاقليم التبت فكان لا بد من ان يوضع لها مكان متميز يمثل لها حافز
للانخراط في المشروع خاصة أن منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى مصادر رئيسية بالنسبة
لها في تعزيز وتنويع مصادر الطاقة، مما يستدعي بناء شبكة طرق تقربها من الخليج و
غيره من بقع نفطية
يعتقد البعض في الصين ان استراتيجية " التوجه
نحو الغرب" سوف تزيد من امكانية التعاون بين الصين وأمريكا في مجالات الاستثمار
والطاقة ومكافحة الارهاب والحفاظ على الاستقرار الاقليمي .
ثانيا، فرصة جدية لتوسيع المصالح الاقتصادية
الصينية في الدول الغربية والمشاركة في التنسيق المتعدد الاطراف لتحسين الوضع الدولي
فالمشروع يضع قواعد متوازنة للعبة بين القوى الكبرى .
"التوجه نحو الغرب"
بحاجة الى تخطيط استراتيجي
معوقات المشروع
·
الخطر الاول
حالة عدم الاستقرار السياسي والفقر النسبي والصراع الطائفي وتردي الأوضاع في المنطقة
العربية و دخول الصين الى المنطقة لا يمكن ان يكون مماثلا لتدخل الدول الغربية في
ازمات المنطقة
·
الخطر الثاني،
التنافس الاقليمي في الشرق الاوسط بين ايران والسعودية وتركيا ومصر وإسرائيل وغيرها
من القوى الاقليمية و كذلك مشكلة الهند وباكستان في جنوب اسيا
·
الخطر الثالث نموشكوك
وممانعة القوى الكبرى، مما قد يؤدى إلى تسييس القضايا الاقتصادية في محاولة لمنع ظهور
منافس حقيقي على الساحة.
·
الخطر الرابع،
التشكيك في هدف الصين من استراتيجة "التوجه نحو الغرب" واعتبارها وسيلة لنوع
من "الاستعمار الجديد" أو"استغلال الموارد الطبيعية".
تفتقر الصين الي الكوادر التي تجيد اللغة العربية
والفارسية والتركية والكازاكية والهندية والاوردو والبنغالية وغيرها بما قد يعرقل
نقاط كثيرة في التنفيذ المحلى و التواصل عبر نقاط المشروع . مما يستلزم توفير تدريب و تمويل مستمر ودمج القطاعات المحلية والخارجية والاقتصادية والثقافية
والتعليم والموارد الاكاديمية وتعزيز استراتيجية " الاتجاه نحو الغرب".
Comments