القائمة الرئيسية

الصفحات

الشرق الاوسط بين الصين و الولايات المتحدة

 

الشرق الاوسط بين الصين و الولايات المتحدة

كيف يمكن للصين و الشرق الاوسط اعادة بلورة سياسة جديدة بينهما

توثيق العلاقات بين الصين والشرق الأوسط

 مؤخرا زادت التقارير السياسية  الدولية عن محاولات الصين بناء علاقات قوية مع دول الشرق الأوسط. في ظل إدارتي ترامب وبايدن تم تصنيف الصين التي ينظر إليها العالم بصفتها منافس للولايات المتحدة الاول كما إنها منافس نشط فيما يخص الشرق الأوسط وقد نجحت الصين من استغلال سياستها الودية لتعزيز جاذبيتها في المنطقة.

كما قد تكون القطب الثانى سياسيا و اقتصاديا في المنطقة لقد نجحت الصين بالفعل في التغلغل بالشرق الأوسط و توثيق علاقتها مع دول الشرق الأوسط  كما تعمل بوتيرة متسارعة على اعادة رسم هيكل المنطقة من خلال ما يسمى بمبادرة الحزام و الطريق 

مبادرة الحزام و الطريق

هو مشروع عالمي ضخم للبنية التحتية والتنمية الاقتصادية أطلقته الصين في 2013، ويهدف الى بناء شبكة اقتصادية وهياكل أساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وما وراء ذلك و تتبنى الصين هذا المشروع من خلال عدة مشورعات هائلة في البنية التحتية  والاتصالات و شبكات النقل و الطرق في المنطقة بما جعلها من اكبر الشركاء الاقتصاديين لعدد اكبر من الدول العربية و الاسلامية بما في ذلك ايران .
كما تعتبر أكبر مستثمر سيادي حاليا في الشرق الأوسط مما عزز التنمية الاقتصادية والتعاون المتبادل المربح  .

الحزام و الطريق
مبادرة الحزام و الطريق

و اثمر هذا عن ان معدلات التبادل الاقتصادى و التجارى بين الصين و دول الشرق الاوسط بل و افريقيا قد شهدت معدل نمو مطرد منذ بداية القرن الحادي والعشرين.

لكن هل النجاح الاقتصادى للصين تقابله ثقة مماثلة في نواياها و كذلك قدراتها السياسية في منطقة معروفة بالنزاعات المتولدة و المتشعبة ؟ هل يثق ساسى المنطقة في قدرة الصين على تولي دور الولايات المتحدة في المنطقة ؟ ام يجب على الصين أن تتذكر أنها لا تزال تفتقر إلى القوة والوسائل اللازمة لممارسة تأثير كبير.

. لقد عاشت المنطقة عقود طويلة من الحروب والتدخل من قبل القوى الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة ادت إلى نتائج كارثية للقيادات السياسية والحكومات والشعوب في المنطقة.

و بينما كانت الولايات المتحدة تشن عمليات عسكرية عدوانية في الشرق الأوسط ، كانت الصين تتمسك دائما بسياستها التقليدية المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى و ربما لهذا السبب و على الرغم من تعقيدات العلاقات بين دول المنطقة وصراعاتها الثنائية في بعض القضايا  تمكنت الصين من الحفاظ على علاقاتها طبيعية مع الجميع

و تعيش المنطقة هيمنة امريكا وحلفاؤها منذ عام 2001 متورطة بعمق في الصراعات  في أفغانستان والعراق و في ليبيا وسوريا . لم يؤد هذا إلى الفوضى الهدامة في جميع البلدان الأربعة اليوم فحسب ، بل أدى أيضًا إلى ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش) الإرهابي الذي كان له تأثير أكثر كارثية على الشرق الأوسط. 

و رغم الإطاحة بنظامي صدام وطالبان ، فشلت الولايات المتحدة في قيادة مسار سليم للتنمية الوطنية في العراق وأفغانستان. في النهاية ، أعلنت واشنطن أنها ستسحب قواتها وتركت كلا البلدين في مأزق. ونتيجة لذلك ، تدهور الوضع في أفغانستان بسرعة بشكل ينذر بحرب اهلية جديدة

بعد مثل هذا السلوك العدوانى من الولايات المتحدة وحلفائها كيف يمكن ان نثق بهم ؟ الا تكفي كل هذه المعاناة تها في أن يكون لنا خيارات دبلوماسية أخرى؟

الا تدفعنا الإنجازات الاقتصادية الهائلة للتعاون مع الصين الى تطوير التعاون السياسى مع هذه الكتلة السياسية النشطة الناهضة ؟

مخاوف الشرق الأوسط من الصين

إن الإنجازات التنموية البارزة للصين ، والاستثمارات الهائلة في البلدان الأخرى ، والقدرة الكبيرة على بناء البنية التحتية ، والحماس لعلاقة أفضل مع الشرق الأوسط واضحة للعيان. ومع ذلك ، لا يمكن إنكار اننا لا نزال نفتقر إلى الثقة تجاه الصين. وقد أدى ذلك إلى الحد بشكل كبير من قدرتنا السياسة علي المناورة مع الغرب .

و رغم أن الولايات المتحدة وحلفائها جلبوا الحرب وغيرها من الكوارث إلى الشرق الأوسط ، إلا أننا ما زالنا ننظر إليها نظرة إيجابية  رغم تنامى الاصوات المعادية لسياسات الولايات المتحدة

ولأنها متأخرة في اللعبة ، لا تزال الصين أقل جاذبية لدول الشرق الأوسط من الدول الغربية  مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا. بالنسبة للكثيرين فالصين ليست الدولة الأولى التي تتبادر إلى الذهن في أوقات المشاكل حيث نهرع الي الكتلة الرأسمالية

ان شكوك بعض دول الشرق الأوسط حول الدبلوماسية الصينية  و كون المنطقة مجرد اداة تستخدمها الصين في المنافسة مع القوى العظمى شئ مشروع لكن لا يمكن ان يبقي حائلا دون تطوير علاقتنا مع الصين مستخدمين ايضا ادواتنا الاقتصادية و السياسية فلن تكون الصين لنا اسوا من امريكا التى تربط علاتنا معها بمصالح اسرائيل .

دور العوامل السلبية

و لا يستطيع اى منصف اهمال ان  الضجيج الذي تحدثه بعض وسائل الإعلام الدولية ، وسوء فهم الصين ، قد يدفع البعض هنا  إلى التشكيك في النوايا وراء الجهود الدبلوماسية الصينية  و أوضح مثال على ذلك هو المعارضة العلنية لبعض الإيرانيين لتوقيع اتفاقية تعاون مدتها 25 عامًا بين البلدين.

من ناحية اخرى و كقوة عظمى على الصين أن تزيد الاهتمام بالشرق الأوسط سياسيا بمرونة تشابه قدرتها الاقتصادية . 

و تحتاج الصين إلى إقناع دول الشرق الأوسط بأن جهودها الدبلوماسية في المنطقة لا تتأثر بأطراف ثالثة حتى لا يتصور البعض بانهم مجرد بيادق في التنافس مع القوى العظمى الاخرى




يتعين على الصين تطوير علاقاتها الدبلوماسية مع دول الشرق الأوسطو استيعاب الفروق الدقيقة بين دول المنطقة. فهذه الدول لديها احتياجات دبلوماسية مختلفة  فمن غير المرجح أن تنجح سياسة خارجية واحدة لجميع الدول العربية ، ناهيك عن سياسة خارجية للشرق الأوسط بأكمله. يجب أن تكون الصين أكثر استهدافًا عند التعامل مع دول الشرق الأوسط المختلفة.

يجب على الصين تكثيف جهودها الدبلوماسية في إشراك الدول الرئيسية في المنطقة. فالمنطقة عدة معسكرات تقودها قوى إقليمية مختلفة و لذلك تحتاج الصين إلى إعطاء أولوية أكبر للجهات ذات الثقل الإقليمي مثل مصر و تركيا وإيران و السعودية والإمارات

 

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments