بين ركوب الموجة و السباحة ضد التيار
تشهد الساحة الشعبية الان مد و جذب حول استعداد عمرو خالد للسفر الى الدنمارك بين مؤيد لفكرة الحوار و بين الدعاة الى تحفيز الدعوة الى العقاب و من الطبيعى ان تكون الدعوة الى العقاب و ركوب الموجة الشعبية الهوجاء هى الغالبة و من الطبيعى ان يكون الصوت العالى لمن يريد اكتساب تصفيق الجماهير بالصوت العالى و لو كان بعيد عن منطق الامور او حتى الغريب عن طبيعة الدين الاسلامى الذى دعا الى الحوار و الجدال بالتى هى احسن و نبذ العنف و استخدام الارهاب لفرض الرأى على الاخر اما من يأخذ على عاتقه الغوص فى جذور المشكلة فيبدو و كأنه يحرث في البحر و حيدا بعيدا عن اى مساندة شعبية او اعلامية لقد كان حريا بالجالية المسلمة في الدنمارك ان تبدو سعادتها بزيارة عمرو خالد الى الدنمارك كونه يزيد من مشهد الوحدة و التضامن الاسلامى بدلا من مهاجمة الزيارة و تحقيرها و استخدام اسخف اسلوب و هو الاتهام بالعمالة و علينا ان نسأل هؤلاء الذين يتباكون على الاساءة للرسول الكريم ماذا قدمتم لللاسلام طيلة سنوات طويلة هناك سوى مزيد من الجفاء مع المسلمين و هل الاساءة للرسول ليست دليل كافى على سوء ما قدمتم للاسلام ؟ثم من قال ان الدعوة الى الاسلام او الزود عنه حكر على فئة بعينها او جالية محددة ؟ او ليس حريا بكم ان تتواروا خجلا بعد ان ثبت انكم لم تحصدوا بعد كل هذه السنوات الفشل الذريع و مزيد من الاهانات للاسلام ؟
ان الدعوة للاسلام عمل جماعى من المفترض ان يقوم به كل فرد مسلم ايا كان وطنه و علمه و ثقافته و نحن هنا نفرق بين الدعوة الى الاسلام و بين الفقه الذى يجب ان يقوم عليه اساتذة و شيوخ اجلاء اما الدعوة الى الله فهى واجب على الجميع كل في مجاله و قدر طاقته دون ان نحجر على احد او نحدد لها مدى زمانى او مكانى
و هكذا اصبح عمرو خالد وحيدا فيما كان يجب ان يتحد فيه المسلمين جميعا و هو التصدى للزود عن رسول الله لقد اثبت هذا الرجل انه لديه مشروع حضارى متكامل و اثبت ان لديه ما يقدمه للمجتمع و كشف دون قصد او نية عن جمود المؤسسة التقليدية التى تكتفى بالتحريم و التشديد دون تقديم البديل اما هو فكان دائم الحضور بمشروعاته و افكاره التحررية و الجريئة التى تفيد احاطته بكل اسباب المشاكل و لهذا كان الحنق عليه متزايد ممن لا يعلمون من امور حياتهم الا كلمة حرام
Comments