القائمة الرئيسية

الصفحات

بائعة مناديل

فى الصباح خرج في كامل هيئته متأففا من كل شئ من القذارات من ازدحام المواصلات من صخب الشحاذين متانقا كالطاووس جذبت عيناه بائعة جالسة على الرصيف تبيع مناديل كانت رثة الثياب كالحة الوجه ليس عليها ادنى مسحة من انوثة الا اثداء كبرت فاصبحت مثل الجبلين امامها اتجه اليها متصنعا الانشغال كى يطيل النظر الى اثدائها المترهلة اقترب منها انحنى اخذ كيس مناديل لا يسوى اكثر من نصف جنيه نظر في عينها المترمدة الوارمة و اخرج من محفظته5 جنيهات كاملة و اذا به يحاول لمس اثدائها و هو يقول لها خللى الباقى عشانك و اذا بهذه الكتلة الملقاة على الرصيف تصرخ في وجه و هى تختطف من يده كيس المناديل معندناش حاجة للبيع بهت الرجل و هو يحاول لملمة نفسه من الذهول اعتدل في وقفته و اكمل المسير و كأن شيئا لم يكن عبرالطريق متجها الى المترو على بعد امتار قليلة تعلق صبى يبدو انه معوق بملابسه طالبا حسنة تافف و بكل غل المفاجاة ركله بقدمه قائلا هتوسخ الهدوم يا حيوان وقف على بعد امتار منه يقلب في جيوبه حتى وجد ربع جنيه رماه اليه و انصرف و لم يرى الربع جنيه و هو يتطاير ورائه و الصبى يزحف بكل همة وراء الربع جنيه الطائر و بالطبع لم يكن خطأ سائق السيارة القادمة حينما لم يرى هذا الجسد المنحنى فصدمته و اطاحت به امتار و امتار عند باب محطة المترو شعر بتأفف شعر ان اليوم ليس يومه شعر ان مزاجه متكدر من بائعة المناديل و من الصبى المتسول قرر عدم الذهاب الى العمل و استدار مقررا الذهاب الى احد دور السنما القريبة في دورانه اصطدم بشئ ضخم اوقعه ارضا نظر الى من صدمه فاذا بها بائعة المناديل كان يبدو انها تهرب من شرطة المرافق او من احد المخبرين المتربصين بامثالها من الجائلين في اصطدامها وقع منها كيس نقود عمره و لا الف عام قديم ممزق من كل ناحية و بحركة سريعة دسه في جيبه و قام ينظف ما لحق به به من تراب و اكمل طريقه و هو يقول لنفسه انه يعرف جيدا اساليب هؤلاء المشردين كان يمنى نفسه ان يجد في هذا الكيس مائة جنيه مثلا او اكثر في الطريق كانت هناك ازدحام كثيف و اصوات عالية و اشلاء متناثرة و دماء تغرق الجميع نظر شذرا و لم يسال عن اى شئ و مضى بينما الجميع يتبارون في ضرب سائق تاكسى عجوز صدم شحاذ مقعد صغير عند اقرب مرحاض عمومى دخل اليه و رائحة لا تطاق تنبعث منه اغلق الباب على نفسه اخرج الكيس و فتحه كانت هناك صورة بالية لطفل صغير ربما كانت صورة لصبى في السابعة او الثامنة رماها في المرحاض و دس يده مخرجا ما بها صدم لم يكن بالكيس الا جنيهات قليلة لا تتجاوز الخمسة و بعض العملات المعدنية القليلة دسها في جيبه و خرج عند الباب كان عامل المراحيض يتحدث مع سخض اخر الواد سيد ابن ام سيد بتاعة المناديل فرمه التاكسى سمع الاخر يقول سواق التاكسى عجوز و نظارته مكسورة مصمص الاثنين شفاهم و مضى كل الى حال سبيله
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments