انا اناخرت عليكم صح ؟ يمكن صح بس اتاخرت اكثر عن نفسى نويت العودة فساعدونى
مصر القديمةإيبارشية الفيوم في العصر المسيحي
بقلم :جمال بدوي
اليوم أقدم لك باحثا ينتمي الي الكنيسة الارثوذكسية هو نيافة الأنبا أبرام أسقف الفيوم، ورئيس دير الملاك غبريال بجبل القلمون. فهو بحكم موقعه الديني في الفيوم عكف علي دراسة هذا الاقليم الفريد في جغرافية مصر.والمراحل التاريخية التي مرت عليه.و توقف عند العصر المسيحي الذي ظهرت فيه إيبارشية الفيوم وما كان يتبعه من اديرة وكنائس، وما أنجبته من بطاركة وأساقفة وقديسين، وما قدمته من شهداء خلال عصور الأضطهاد الروماني.. وأثمرت هذه الدراسة الأكاديمية بحثا في حوالي 700 صفحة قدم الي معهد الدراسات القبطية. وناقشته لجنة برئاسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وعضوية ثلاثة من اساتذة التاريخ هم الدكتور اسحق عبيد الاستاذ بجامعة عين شمس، والدكتور انتوني سوريال استاذ التاريخ الحديث بآداب سوهاج، والدكتور عادل فريد طوبيا الاستاذ بكلية الاثار جامعة القاهرة فمنحته اللجنة درجة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولي.يقول البابا شنودة في تقديم الرسالة بعد طبعها في كتاب ضخم: يسعدني جدا أن أحد الآباء الاساقفة يواصل العلم بعد تخرجه بأكثر من عشرين عاما، ويقدم رسالة علمية ضخمة كهذه الرسالة، هذه مسألة مفرحة جدا أن يهتم بإيبارشيته هذا الاهتمام الكبير في عمل الرسالة عن نفس إيبارشيته قديما وحديثا.. وقال الدكتوراسحق عبيد: صدقوني.. لقد انبهرت انبهارا شديدا بهذه الرسالة فهي بانوراما بمعني الكلمة، تجمع بين التاريخ والآثار والحفريات والأديرة، وتاريخ الشهداء، كل هذا في ماعون واحد، ولا توجد صفحة بالبحث إلا وهي مهمشة وموثقة بالمصدر باللغة اللاتينية القبطية اليونانية، مخطوطات عملات برديات فهو بحث موسوعة بمعني الكلمة.
الفيوم في التاريخ القديمويبدأ الباحث بمقدمة تاريخية عن اقليم الفيوم، تعرف منه انه كان يمثل المقاطعة '21' من مقاطعات الوجه القبلي في العصر الفرعوني، وكان يطلق عليه باللغة المصرية القديمة 'بابم' وحرفت في اللغة القبطية إلي 'فيوم'، فلما دخل العرب مصر أضافوا إليها 'ال' التعريف فصارت 'الفيوم'. وجاء ذكرها عند المؤرخين الاغريق: هيردوت، استمرابون، ويودور الصقلي، وبليني. وفي العصر البطلمي وحتي بداية العصر الروماني: اكتمل تقسيم الاقليم الي ثلاثة أقسام ادارية، اما الجزء الاثري منها فيقع علي مسافة أربعة كيلومترات من مدينة الفيوم الحالية واسمه 'كيمان فارس' حيث توجد اكوام، آثار مدينة قديمة، وقد بدأت اولي الحفائر في عام 1877 علي يد الاثري 'ريفود' فكشف عن عدد من العناصر المعمارية القديمة، أما أهم كشف فهو آلاف البرديات التي عثرعليها الفلاحون، واشتراها تجار العاديات وباعوها الي المتاحف الكبري في العواصم الاوروبية، وفي مارس 1911م عثر علي تمثال من الجرانيت الرمادي لرجل جالس يدعي 'سبك حتب' وسبك هو اسم التمساح الذي كان يعبده اهل الفيوم بسبب كثرة التماسيح في بحيرته المشهورة 'قارون' وعلي يمين الرجل اربع سيدات واقفات من عائلته هن جدته وأمه وزوجته وخالته. ونقل التمثال الي المتحف المصري، وفي العام 1937 عثر الباحث لبيب حبشي علي صالة أعمدة بناها الفرعون أمنمحات الثالث للاله سبك.وقد عرفت مدينة الفيوم في العصر الفرعوني باسم 'شدت shedet' وتعني الارض المستصلحة، وهي اشارة الي الاعمال الاصلاحية التي قام بها النبي يوسف عليه السلام عندما آلت اليه مسئولية الاشراف علي شئون المملكة بعد ان فسر الحلم للمك، فحفر الخليج الذي ينقل ماء النيل الي منخفض الفيوم حتي صار بقعة زراعية خضراء مثمرة تحيط بها بحيرة 'مويس' التي ضاقت مساحتها وانكمشت في بحيرة قارون. وفي العصر البطلي عرف اقليم الفيوم باسم 'أرسينوس' نسبة الي زوجة واخت بطليموس الثاني 'فيلادلفوس' ولما جاء الرومان اطلقوا عليها اسم 'كروكو ديلبوس' اي مدينة التماسيح.أما ازهي عصورالفيوم كما يراها الباحث الأنبا ابرام فهو عصر ملك الاسرة '12' في الدولة الوسطي الذين جعلوا من أرضها مساحة لبناء الاهرامات التي انتشرت في اللشت واللاهون ودهشور وهوارة وامتدت حتي مزغونة من اعمال الجيزة. وهم الذين بنوا قصر اللايرنت الذي كان يعتبر تحفة معمارية يتوه الناس في حجراته الكثيرة.أما تاريخ إيبارشية الفيومموضوع البحثفهو جزء من تاريخ الفيوم في العصرالمسيحي، وله أهميته بين الايبارشيات المصرية لما كانت تشمل عليه من كنائس وأديرة وعمائر كنسية. ومع ذلك لم تحظ هذه المؤسسة التاريخية باهتمام كتاب التاريخ. وتبين للباحث أن تأسيسها يرجع الي عصر البابا ديمتريوس الكرام وهو البابا '12' في ترتيب البطاركة. وهو الذي عين الأنبا 'نيبوس'أول أسقف علي ايبارشية الفيوم ضمن عدد من الاساقفة أقامهم البابا ديمتريوس قبل وفاته في عام 230م. وبذلك تعد ايبارشية الفيوم من أوائل إيبارشيات الكرازة المرقسية، وظلت قائمة بذاتها إلا في بعض الأوقات كان يقل عدد المسيحيين بها، فتضم الي ايبارشيات الجيزة أو بني سويف، ولم ترجع إلي استقلالها الا في عام 1924م. ويذكر المؤلف أن كثيرا من الآباء البطاركة تخرجوا في أديرة برية الفيوم، وصارت لهم اسهامات كنسية ووطنية، فعلي سبيل المثال: 'البابا تيموثاوس الثاني' البطريرك '26' دافع عن العقيدة الارثوذكسية ضد هرطقات مجمع خلقيدونية، والبابا يوحنا الثالث '40' ساهم في سد احتياجات الشعب المصري من المسلمين والمسيحيين اثناء المجاعة التي حدثت في عهده، فأمر بطحن كل مخزون الغلال في البطريركية وتوزيعها علي كل ابناء الشعب، والبطريرك 'كيرلس الثالث' '75'الشهير 'بابن لقلق' كان من ضمن أعماله البناءة انه قام بسيامة العديد من الاساقفة، بعد ان ظل الكرسي خاليا لمدة عشرين عاما، وكادت الايبارشيات كلها تخلو من الأساقفة. ومن أشهر هؤلاء الأبناء 'بولس البوشي' أسقف مصر، والانبا 'يوساب' أسقف فوة، والأنبا 'خريستوبولي' أسقف دمياط، ايضا اهتمامه بالاقباط المقيمين في فلسطين، فرسم لهم أسقفا لرعايتهم، هذا بجانب تنظيم القوانين الكنسية التي تعرف باسم قوانين كيرلس ابن لقلق.ومن إسهامات ايبارشية الفيوم من الناحية الفكرية: اسهامات عن طريق المخطوطات. ففي دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في القرن التاسع، تخرب الدير بسبب الصراع بين الأخوين الخليفة المستعين والخليفة المعتز، وما نتج عنها من تخريب للكنائس والأديرة، وعندما قامت نهضة النساخة في دير الأنباء شنودة للتعويض عما فقد، كان ذلك عن طريق نسخ المخطوطات التي قدمها بعض الأفراد، أو بعض الأديرة ومن ضمنها أديرة الفيوم حسبما هو واضح من الوقفيات المسجلة علي المخطوطات..إلا أن جميع هذه المخطوطات لم تعد موجودة بالدير، بعد ان استولت عليها أشهر المكتبات العالمية.وكذلك من اسهامات إيبارشية الفيوم: ما حدث في أيام الأنبا سرابيون رئيس أديرة الفيوم، حيث قضي هو وجماعة الرهبان علي الفقر والتسول في كل المنطقة المحيطة بهم، من خلال اعالة كل الفقراء بالمنطقة، حتي انه كان من النادر وجود أي شخص محتاج يعيش بالقرب من الأديرة بالفيوم، بل امتد ذلك الي كل القطر المصري.
اللهجة الفيوميةويتحدث الأنبا ابرام عن اللهجة الفيومية التي كانت احدي لهجات اللغة القبطية بعد ان كتبت بالحروف اليونانية، ويشار في الكتابات الي هذه اللهجة بالحرف 'ف' علي اعتبار انه الحرف الأول من كلمة 'فيومي'. أو بالحرف 'F' في المراجع الاجنبية. وكانوا يطلقون عليها في مطبوعات القرن التاسع عشراسم اللهجة البشمورية. وهي تسمية غير صحيحة.. ويذكر الدكتور هنري رياض انه وجد علي احدي البرديات جزءا من سفر أشعياء النبي، وله ترجمة باللغة القبطية 'كما هي معروفة الان' وهذا دليل علي ان مصريا مسيحيا في منتصف القرن الثالث حاول ترجمة النص اليوناني للغة الاصلية، وبذلك ظهر الانجيل باللغة القبطية ابتداء من القرن الثالث، وكان بدء ظهوره في الوجه القبلي حيث كانت اللغة اليونانية اقل انتشارا، و العنصر المصري هو الغالب.. ويرجع الدكتور ابرام ان أقباط الفيوم كانوا محافظين علي اللغة القبطية بلهجتهم الخاصة بالاقليم الفيومية واستمر هذا الوضع حتي زمن البابا يوساب، البطريرك '52'وكان هذا واضحا بين الرهبان، وفي ذلك يذكر الاستاذ نبيه كامل عن راهب عاش بدير القلمون جنوبي الفيوم كان يترجم الي اللغة القبطية الفيومية، أي كان يستطيع ان يقرأ القبطية الاولي 'الديموطيقي او الهيراطيقي' وقام في اول توت '30 اغسطس 850م' بترجمة كتابه بها الي العربية، ويذكرالمقريزي هذا عن القاضي محمد بن سلامة القضاعي عن بعض الرواة: حدثني رجل من عجم مصر من قرية من قراها تدعي 'قفط' وكان عالما بأحوالها قال: وجدنا في كتبنا القديمة ان قوما احتفروا قبرا في دير ابي هرميس. فوجدوا فيه ميتا في أكفانه وعلي صدره قرطاس ملفوف في خرق، فاستخرجوه من الخرق، فرأوا كتابا لا يعرفونه مكتوبا بالقبطية الأولي، أي الديموطيقية، فطلبوا من يقرأه، فقيل ان بدير القلموني من ارض الفيوم راهبا يقرأه، فذهبوا اليه فقرأه لهم.فكان فيه 'كتب هذا الكتاب في اول سنة من ملك. دقلديانوس الملك في عام 284م وانا استنسخناه من كتاب نسخ في اول سنة من ملك فيلبس الملك 'القرن الرابع ق.م' وان هذا الكتاب ترجم من القبطي الي العربي في أول توت سنة 225 من ستي العرب.
الفيوم في التاريخ القديمويبدأ الباحث بمقدمة تاريخية عن اقليم الفيوم، تعرف منه انه كان يمثل المقاطعة '21' من مقاطعات الوجه القبلي في العصر الفرعوني، وكان يطلق عليه باللغة المصرية القديمة 'بابم' وحرفت في اللغة القبطية إلي 'فيوم'، فلما دخل العرب مصر أضافوا إليها 'ال' التعريف فصارت 'الفيوم'. وجاء ذكرها عند المؤرخين الاغريق: هيردوت، استمرابون، ويودور الصقلي، وبليني. وفي العصر البطلمي وحتي بداية العصر الروماني: اكتمل تقسيم الاقليم الي ثلاثة أقسام ادارية، اما الجزء الاثري منها فيقع علي مسافة أربعة كيلومترات من مدينة الفيوم الحالية واسمه 'كيمان فارس' حيث توجد اكوام، آثار مدينة قديمة، وقد بدأت اولي الحفائر في عام 1877 علي يد الاثري 'ريفود' فكشف عن عدد من العناصر المعمارية القديمة، أما أهم كشف فهو آلاف البرديات التي عثرعليها الفلاحون، واشتراها تجار العاديات وباعوها الي المتاحف الكبري في العواصم الاوروبية، وفي مارس 1911م عثر علي تمثال من الجرانيت الرمادي لرجل جالس يدعي 'سبك حتب' وسبك هو اسم التمساح الذي كان يعبده اهل الفيوم بسبب كثرة التماسيح في بحيرته المشهورة 'قارون' وعلي يمين الرجل اربع سيدات واقفات من عائلته هن جدته وأمه وزوجته وخالته. ونقل التمثال الي المتحف المصري، وفي العام 1937 عثر الباحث لبيب حبشي علي صالة أعمدة بناها الفرعون أمنمحات الثالث للاله سبك.وقد عرفت مدينة الفيوم في العصر الفرعوني باسم 'شدت shedet' وتعني الارض المستصلحة، وهي اشارة الي الاعمال الاصلاحية التي قام بها النبي يوسف عليه السلام عندما آلت اليه مسئولية الاشراف علي شئون المملكة بعد ان فسر الحلم للمك، فحفر الخليج الذي ينقل ماء النيل الي منخفض الفيوم حتي صار بقعة زراعية خضراء مثمرة تحيط بها بحيرة 'مويس' التي ضاقت مساحتها وانكمشت في بحيرة قارون. وفي العصر البطلي عرف اقليم الفيوم باسم 'أرسينوس' نسبة الي زوجة واخت بطليموس الثاني 'فيلادلفوس' ولما جاء الرومان اطلقوا عليها اسم 'كروكو ديلبوس' اي مدينة التماسيح.أما ازهي عصورالفيوم كما يراها الباحث الأنبا ابرام فهو عصر ملك الاسرة '12' في الدولة الوسطي الذين جعلوا من أرضها مساحة لبناء الاهرامات التي انتشرت في اللشت واللاهون ودهشور وهوارة وامتدت حتي مزغونة من اعمال الجيزة. وهم الذين بنوا قصر اللايرنت الذي كان يعتبر تحفة معمارية يتوه الناس في حجراته الكثيرة.أما تاريخ إيبارشية الفيومموضوع البحثفهو جزء من تاريخ الفيوم في العصرالمسيحي، وله أهميته بين الايبارشيات المصرية لما كانت تشمل عليه من كنائس وأديرة وعمائر كنسية. ومع ذلك لم تحظ هذه المؤسسة التاريخية باهتمام كتاب التاريخ. وتبين للباحث أن تأسيسها يرجع الي عصر البابا ديمتريوس الكرام وهو البابا '12' في ترتيب البطاركة. وهو الذي عين الأنبا 'نيبوس'أول أسقف علي ايبارشية الفيوم ضمن عدد من الاساقفة أقامهم البابا ديمتريوس قبل وفاته في عام 230م. وبذلك تعد ايبارشية الفيوم من أوائل إيبارشيات الكرازة المرقسية، وظلت قائمة بذاتها إلا في بعض الأوقات كان يقل عدد المسيحيين بها، فتضم الي ايبارشيات الجيزة أو بني سويف، ولم ترجع إلي استقلالها الا في عام 1924م. ويذكر المؤلف أن كثيرا من الآباء البطاركة تخرجوا في أديرة برية الفيوم، وصارت لهم اسهامات كنسية ووطنية، فعلي سبيل المثال: 'البابا تيموثاوس الثاني' البطريرك '26' دافع عن العقيدة الارثوذكسية ضد هرطقات مجمع خلقيدونية، والبابا يوحنا الثالث '40' ساهم في سد احتياجات الشعب المصري من المسلمين والمسيحيين اثناء المجاعة التي حدثت في عهده، فأمر بطحن كل مخزون الغلال في البطريركية وتوزيعها علي كل ابناء الشعب، والبطريرك 'كيرلس الثالث' '75'الشهير 'بابن لقلق' كان من ضمن أعماله البناءة انه قام بسيامة العديد من الاساقفة، بعد ان ظل الكرسي خاليا لمدة عشرين عاما، وكادت الايبارشيات كلها تخلو من الأساقفة. ومن أشهر هؤلاء الأبناء 'بولس البوشي' أسقف مصر، والانبا 'يوساب' أسقف فوة، والأنبا 'خريستوبولي' أسقف دمياط، ايضا اهتمامه بالاقباط المقيمين في فلسطين، فرسم لهم أسقفا لرعايتهم، هذا بجانب تنظيم القوانين الكنسية التي تعرف باسم قوانين كيرلس ابن لقلق.ومن إسهامات ايبارشية الفيوم من الناحية الفكرية: اسهامات عن طريق المخطوطات. ففي دير القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في القرن التاسع، تخرب الدير بسبب الصراع بين الأخوين الخليفة المستعين والخليفة المعتز، وما نتج عنها من تخريب للكنائس والأديرة، وعندما قامت نهضة النساخة في دير الأنباء شنودة للتعويض عما فقد، كان ذلك عن طريق نسخ المخطوطات التي قدمها بعض الأفراد، أو بعض الأديرة ومن ضمنها أديرة الفيوم حسبما هو واضح من الوقفيات المسجلة علي المخطوطات..إلا أن جميع هذه المخطوطات لم تعد موجودة بالدير، بعد ان استولت عليها أشهر المكتبات العالمية.وكذلك من اسهامات إيبارشية الفيوم: ما حدث في أيام الأنبا سرابيون رئيس أديرة الفيوم، حيث قضي هو وجماعة الرهبان علي الفقر والتسول في كل المنطقة المحيطة بهم، من خلال اعالة كل الفقراء بالمنطقة، حتي انه كان من النادر وجود أي شخص محتاج يعيش بالقرب من الأديرة بالفيوم، بل امتد ذلك الي كل القطر المصري.
اللهجة الفيوميةويتحدث الأنبا ابرام عن اللهجة الفيومية التي كانت احدي لهجات اللغة القبطية بعد ان كتبت بالحروف اليونانية، ويشار في الكتابات الي هذه اللهجة بالحرف 'ف' علي اعتبار انه الحرف الأول من كلمة 'فيومي'. أو بالحرف 'F' في المراجع الاجنبية. وكانوا يطلقون عليها في مطبوعات القرن التاسع عشراسم اللهجة البشمورية. وهي تسمية غير صحيحة.. ويذكر الدكتور هنري رياض انه وجد علي احدي البرديات جزءا من سفر أشعياء النبي، وله ترجمة باللغة القبطية 'كما هي معروفة الان' وهذا دليل علي ان مصريا مسيحيا في منتصف القرن الثالث حاول ترجمة النص اليوناني للغة الاصلية، وبذلك ظهر الانجيل باللغة القبطية ابتداء من القرن الثالث، وكان بدء ظهوره في الوجه القبلي حيث كانت اللغة اليونانية اقل انتشارا، و العنصر المصري هو الغالب.. ويرجع الدكتور ابرام ان أقباط الفيوم كانوا محافظين علي اللغة القبطية بلهجتهم الخاصة بالاقليم الفيومية واستمر هذا الوضع حتي زمن البابا يوساب، البطريرك '52'وكان هذا واضحا بين الرهبان، وفي ذلك يذكر الاستاذ نبيه كامل عن راهب عاش بدير القلمون جنوبي الفيوم كان يترجم الي اللغة القبطية الفيومية، أي كان يستطيع ان يقرأ القبطية الاولي 'الديموطيقي او الهيراطيقي' وقام في اول توت '30 اغسطس 850م' بترجمة كتابه بها الي العربية، ويذكرالمقريزي هذا عن القاضي محمد بن سلامة القضاعي عن بعض الرواة: حدثني رجل من عجم مصر من قرية من قراها تدعي 'قفط' وكان عالما بأحوالها قال: وجدنا في كتبنا القديمة ان قوما احتفروا قبرا في دير ابي هرميس. فوجدوا فيه ميتا في أكفانه وعلي صدره قرطاس ملفوف في خرق، فاستخرجوه من الخرق، فرأوا كتابا لا يعرفونه مكتوبا بالقبطية الأولي، أي الديموطيقية، فطلبوا من يقرأه، فقيل ان بدير القلموني من ارض الفيوم راهبا يقرأه، فذهبوا اليه فقرأه لهم.فكان فيه 'كتب هذا الكتاب في اول سنة من ملك. دقلديانوس الملك في عام 284م وانا استنسخناه من كتاب نسخ في اول سنة من ملك فيلبس الملك 'القرن الرابع ق.م' وان هذا الكتاب ترجم من القبطي الي العربي في أول توت سنة 225 من ستي العرب.
Comments