بين سبعينات التاسع عشر و ايامنا هذه
في سبعينات القرن التاسع عشر تولى الحكم في مصر الخديو اسماعيل كانت لديه امال كبيرة في تحقيق نهضة كبيرة و نوعية بمصر ادخل السكك الحديدية و البريد و بدأ في حفر القناة بنى الاوبرا و انشا ميدان التحرير صحيح انه سمح لرأس المال الاخاص الاجنبى بغزو مصر الا انه كان يملك رؤية معينه و كاملة عن صورة مغايرة لمصر عن محيطها الاقليمى البدوى الصحراوى دخل راس المال الاجنبى مصر و عجز النظام عن فهم حدوده او اطماع الغير غير المحدودة فحدث الاحتلال الاجتبى لمصر و نشا جيل مصرى تحت احتلال غريب عنه في الديانة و اللغة و الطباع مما غرس في النفوس محبة الكفاح و معنى الجهاد و تعلم المصريين في الجامعة و بدؤا في ادراك دورهم و مكانة بلدهم الاقليمية و امكانيات بلدهم و بدا في الظهور جيل من اثرياء الوطن اثرياء من مصر يلبسون ملابس المصريين من قلب ريف مصر و مدنها اثرياء بالجلباب عرفوا الفأس و لم يكونوا ممن تربوا على الترف و الرفاهية و جاء مع هؤلاء فكر جديد فكر الرأسمالية الوطنية و رأينا فكر جديد فكر بنك مصر و مصانع تحمل اسم الوطن لا اسم فلان و لا علان و لا حتى اسم منشئها راينا مصانع نسيج و استديوهات سنما و شركات طيران و تبع ذلك رجال كثير عبود باشا و عصفور و غير ذلك كثيرون تثروا البلاد و الاقثصاد حتى صار القطن المصرى يملأ مصانع بريطانيا و صارت السينما من مصادر الدخل الوطنى و لم يكن ملاك هذه الكيانات الوطنية يفكرون في احتكار او مزايا خاصة او نهب بنوك بلادهم و قامت الثورة فخلصت البلاد مما اسمته فساد سياسى و لكن الامر لم يقتصر على التخلص من رجال السياسة الفاسدين بل امتد الامر للتخلص من رجال الاقاصاد وطنيين و جرى الاستيلاء على جهد و عرق رجال بنوا كيانات مصرية هائلة في مجال الاقتصاد تحت مسمى التأميم و اختلست الدولة جهد و مال رجال افنوا اعمارهم في خير البلد و وضعنا من لا يفقه شيئا مديرين لكيانات اكبر من احجامهم كثيرا و بدأت الخسائر تتوالى و جرى التعنيم على هذه النكسة و جرى ضخ ملايين الوطن لمحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه فزادت ديون البلد و زاد النهب العام و ضاعن حقوق الملاك في املاكهم و ضاعت اموال الشعب المسكين بلا حول منه و لا قوة و دخلنا في تسعينات القرن العشرين و قالوا لنا يجب التخلص من هذه التركة الثقيلة و باعوها لمن لم يبذل فيها نقطة عرق او دم باعوها لحفنة من اصحاب الياقات الناصعة الذين طاردتهم القضايا و الاتهامات رجال لا هم لهم الا الاحتكار و التكنيز فلا احد يعرف لماذا اممنا و لا لماذا خصخصنا فهل يعرف احدكم ؟
Comments
جامد
و مقارنة قوية
تحتاج الى ذهنية حاضرة و وعى تاريخى و تأريخى
فعلا بوست جميل
ان كان فعلها اسماعيل عن خطأ و دون قصد
فهى الان
بلا مبالاة و بدون احترام
احييك مرة اخرى