سبع بنات لحواء
-------------------------------------------
الروح الصوفية في الكتاب
نواصل قرائتنا لكتاب سبع بنات لحواء و تركز هذه المرة على الجانب الصوفى للكاتب و الكتاب فالكاتب رغم كونه عالما في مجاله لم يحاول ان يجعل هذه الصفة حاجزا بينه و بين القارئ كما لم يبدو في كلامه هو اصلا انه يحاول التشبث بهذه الصفة فهو يتكلم على اساس بعض ما عرفه أو ما رآه و هو يتكلم على اساس ان ما يعلمه ليس من قبيل الاسرار او الكهنوت بل هو حدوتة يتناولها بمنتهى السلاسة و يبدو الامر معه و كأن دنا الميتوكونديرا قد سحره و اخذه في مدار لا ينتهى من الاعجاب بهذا الكائن المتناهى في الصغر و هو يتحدث عن هذا الكائن باعتباره قاهر الصعاب انه الدنا الذى قهر كل كل التغيرات المناخية و البيئية للأرض عبر مائةالف عام الدنا الذى قهر الاستعمار و محاولات التغريب و طمس الهوية انه الدنا الذى قهر الفقر و المجاعات و الاوبئة و استطاع ان يصل البشر بعضهم ببعض عبر عشرات الالاف من السنين و صوفية الكاتب تبدو كذلك من نظرته للبشر و للموضوع فهو اولا ينسلخ من هذه المدرسة التقليدية في الوراثيات التى تقسم البشر بنظرة جامدة الى اقسام ارية و سامية و غير ذلك فالبشر ليسوا هكذا قنوات منعزلة عن بعضها البعض تجرى كل قناة بصفاتها الوراثية بمنأى عن الاخرين بل انها شبكة معقدة تتداخل فيها الصفات و الانساب فنجد رجل ابيض اشقر تحسبه اوربيا بينما تؤكد دناه انه من اصول بولينزية في حين ان رجلا من امريكا يمتد نسبه الاموى الى اسلاف افارقة و يشبعنا المؤلف من طرائف هذا العلم المثير حين يقارن بين سكان الجزر اليابانية لنرى ان سكان بعض الجزر اقرب الى الكوريين منهم الى اقرانهم في باقى الجزر و كذلك حين لمح قرابة غريبة تربط بين احد البريطانيات و بين سكان الجزر الاسترالية البعيدة .
و قد تجلت صوفية الرجل ثلاثة مرات في الكتاب بشكل ملفت للنظر حتى لم تعد تعرف هل انه قام بتأليف هذا الكتاب من اجل قيمته العلمية ام من لفت الانظار الى قضايا اخرى اكثر انسانية .
كانت اول هذه المرات حينما تكلم عن هؤلاء النسوة السبعة ذاكرا انهن لم تكن بالتأكيد ملكات او امبراطورات و لم يكن بالضرورة اذكى ممن سواهن او حتى ذوات ثروة قائلا انهن كن سيدات عاديات جدا لم يدر بخلدهن انهن سيكونوا ذات يوم موضع دراسة او عنوان لكتاب بل ان الصدف البشرية هى التى جعلت من كل واحدة منهن و بالصدفة جد ة لسلالة بشرية قائمة بذاتها .
و كان الموقف الثانى الذى تجلت فيه صوفية الكاتب حينما اتت له امرأة من جاميكا طالبة مساعدته في اثبات اصولها الافريقية كان الامر فيما يبدو يمثل له تحديا انسانيا ذات طابع خاص فالامر تعدى الجوانب الاكاديمية لتمثل له التطبيق العملى لمعنى ما يقوم به من ابحاث و تحاليل و عينات و سهر و ارق و ابحاث و مؤتمرات و اوراق انه الانسان اثمن ما في هذا العالم و اثمن من كل تجاربنا و ابحاثنا و قد فحص الكاتب السيدة و قارن دناها بعينات عدة ليثبت له ان اجدادها او بمعنى اصح جداتها كن يعشن في كينيا و كم كان هذا الكشف لحظة انسانية خاصه بالنسبة له لدرجة ان كلامه في هذه النقطة كان انفعاليا بدرجة انى اكاد ان المحه و هو يصرخ في وجه الاستعمار و تجار العبيد ها انتم قد محوتم هوية هذه السيدة و محوتم نسبها و لم نعد نعرف من هى و لكن و من خلال هذه الشظية الصغيرة التى قهرت كل محاولاتكم غير الانسانية نستطيع ان نجزم انها افريقية بل اننا حتى نعرف الان موطن جداتها و اسلافها المح من كلامه وجه المنتصر من خلال دنا صغيرة انتصرت على كل قبح الاستعمار و الفوضى و الظروف القاسية و التهجير القسرى الى موطن جديد المح في كلامه وجه انسان تغلب عليه طابع احترام البشر مهما كان لونهك او اصولهم او بيئاتهم .
نواصل قرائتنا لكتاب سبع بنات لحواء و تركز هذه المرة على الجانب الصوفى للكاتب و الكتاب فالكاتب رغم كونه عالما في مجاله لم يحاول ان يجعل هذه الصفة حاجزا بينه و بين القارئ كما لم يبدو في كلامه هو اصلا انه يحاول التشبث بهذه الصفة فهو يتكلم على اساس بعض ما عرفه أو ما رآه و هو يتكلم على اساس ان ما يعلمه ليس من قبيل الاسرار او الكهنوت بل هو حدوتة يتناولها بمنتهى السلاسة و يبدو الامر معه و كأن دنا الميتوكونديرا قد سحره و اخذه في مدار لا ينتهى من الاعجاب بهذا الكائن المتناهى في الصغر و هو يتحدث عن هذا الكائن باعتباره قاهر الصعاب انه الدنا الذى قهر كل كل التغيرات المناخية و البيئية للأرض عبر مائةالف عام الدنا الذى قهر الاستعمار و محاولات التغريب و طمس الهوية انه الدنا الذى قهر الفقر و المجاعات و الاوبئة و استطاع ان يصل البشر بعضهم ببعض عبر عشرات الالاف من السنين و صوفية الكاتب تبدو كذلك من نظرته للبشر و للموضوع فهو اولا ينسلخ من هذه المدرسة التقليدية في الوراثيات التى تقسم البشر بنظرة جامدة الى اقسام ارية و سامية و غير ذلك فالبشر ليسوا هكذا قنوات منعزلة عن بعضها البعض تجرى كل قناة بصفاتها الوراثية بمنأى عن الاخرين بل انها شبكة معقدة تتداخل فيها الصفات و الانساب فنجد رجل ابيض اشقر تحسبه اوربيا بينما تؤكد دناه انه من اصول بولينزية في حين ان رجلا من امريكا يمتد نسبه الاموى الى اسلاف افارقة و يشبعنا المؤلف من طرائف هذا العلم المثير حين يقارن بين سكان الجزر اليابانية لنرى ان سكان بعض الجزر اقرب الى الكوريين منهم الى اقرانهم في باقى الجزر و كذلك حين لمح قرابة غريبة تربط بين احد البريطانيات و بين سكان الجزر الاسترالية البعيدة .
و قد تجلت صوفية الرجل ثلاثة مرات في الكتاب بشكل ملفت للنظر حتى لم تعد تعرف هل انه قام بتأليف هذا الكتاب من اجل قيمته العلمية ام من لفت الانظار الى قضايا اخرى اكثر انسانية .
كانت اول هذه المرات حينما تكلم عن هؤلاء النسوة السبعة ذاكرا انهن لم تكن بالتأكيد ملكات او امبراطورات و لم يكن بالضرورة اذكى ممن سواهن او حتى ذوات ثروة قائلا انهن كن سيدات عاديات جدا لم يدر بخلدهن انهن سيكونوا ذات يوم موضع دراسة او عنوان لكتاب بل ان الصدف البشرية هى التى جعلت من كل واحدة منهن و بالصدفة جد ة لسلالة بشرية قائمة بذاتها .
و كان الموقف الثانى الذى تجلت فيه صوفية الكاتب حينما اتت له امرأة من جاميكا طالبة مساعدته في اثبات اصولها الافريقية كان الامر فيما يبدو يمثل له تحديا انسانيا ذات طابع خاص فالامر تعدى الجوانب الاكاديمية لتمثل له التطبيق العملى لمعنى ما يقوم به من ابحاث و تحاليل و عينات و سهر و ارق و ابحاث و مؤتمرات و اوراق انه الانسان اثمن ما في هذا العالم و اثمن من كل تجاربنا و ابحاثنا و قد فحص الكاتب السيدة و قارن دناها بعينات عدة ليثبت له ان اجدادها او بمعنى اصح جداتها كن يعشن في كينيا و كم كان هذا الكشف لحظة انسانية خاصه بالنسبة له لدرجة ان كلامه في هذه النقطة كان انفعاليا بدرجة انى اكاد ان المحه و هو يصرخ في وجه الاستعمار و تجار العبيد ها انتم قد محوتم هوية هذه السيدة و محوتم نسبها و لم نعد نعرف من هى و لكن و من خلال هذه الشظية الصغيرة التى قهرت كل محاولاتكم غير الانسانية نستطيع ان نجزم انها افريقية بل اننا حتى نعرف الان موطن جداتها و اسلافها المح من كلامه وجه المنتصر من خلال دنا صغيرة انتصرت على كل قبح الاستعمار و الفوضى و الظروف القاسية و التهجير القسرى الى موطن جديد المح في كلامه وجه انسان تغلب عليه طابع احترام البشر مهما كان لونهك او اصولهم او بيئاتهم .
Comments