حول مسلسل يوسف الصديق " نظرة الى الدراما "

طبيعة المشكلة الاقتصادية الامريكية الحالية و الدروس المستفادة منها كثيرون ربما لا يفهمون المشكلة الاقتصادية الحالية و لهؤلاء نقول ان طبيعة النشاط الاقتصادي الغربي حاليا لم يعد نشاط صناعي بالاساس بل اصبح اقتصادا بنكيا ماليا بدرجة كبيرة و حركة النقود في هذه الاقتصاديات اصبحت اشبه بالسحاب العابر او الهواء الذي تدرك انه موجود دون ان تتمكن من الاقباض عليه انه اقتصاد فارق القيمة بين ارباح اموالك في البنوك و بين الفائدة التي تتحملها علي قروضك المجتمعات الغربية اصبحت غارقة اكثر في الانفاق مع هروب رؤوس الاموال الكبيرة الي دول العالم الثالث حيث تكلفة الانتاج اوفر و بالتالي تزايد نسب البطالة في الغرب ضف الي ذلك نسب التضخم هناك التي اصابت اسواق كثيرة بالركود و هنا جائت النتيجة الحتمية لمثل هذه السياسات المتخبطة ازمة الرهون العقارية و التي كانت تفوح رائحتها منذ حوالي سنتين و الاصل فيها ان المواطن الامريكي يشعر بحقه في الرفاهية خاصة فيما يتعلق بأمتلاكه سيارة و منزل و في هذه المجتمعات تنشأ بشركات التمويل العقاري التي اما ان تشتري عقارات نقدا و تعيد بيعها بالاجل بعد اضافة ما تراه من فائدة و ارباح هذه الشركات نفسها كانت تحصل علي تسهيلات ائتمانية من البنوك و ما لم يهتم به المجتمع في حينه الاستسهال في هذه التعاملات فلا ضمانات حقيقية و حتي لو وجدت فلا تغطي قيمة العقار و ذات الحال بين الشركات و البنوك اما لماذا هذا الاستسهال فلإن المديرين في وول ستريت كانوا يهتمون بالكم علي حساب الكيف فالمهم لديهم تحقيق التارجت المطلوب للحصول علي العمولات و نسب الارباح اما اذا كان العميل قادر علي السداد ام لا فإنهم لم يهتموا بهذا السؤال كثيرا