القائمة الرئيسية

الصفحات





مصر و اليهود و مصر و اسرائيل اسمان اقترنا منذ الاف السنين بعلاقات غريبة متباينة من الكره و الشك و القبول و لا اظن ان شعبان بينهما ما بين مصر و اليهود من علاقات ملتبسة فاليهود و منذ 4000 سنة لم يكن امامهم الا مصر يلجئون اليها حربا من القحط فدخلها سيدنا يوسف عبدا فإذا به يصير رئيسا لوزرائها يحكم مقاديرها و ماليتها و مواردها و عاش اليهود في مصر و تناسلوا و اصبحت ذريتهم متغلغلة في البلاد بشكل اقلق حاكمها فلم يجد امامه إلا أن يأمر بقتل كل ذكور اليهود و رغم ذلك يشاء رب السماء ان يولد طفل يهودى لا يتولاه الا ذات الخاكم الذى امر بقتل ابناء اليهود و ينشأ موسى في بيت عدو له لا يعلمه و رغم ان المصريين فتحوا بلدهم لليهود إلا ان الخسة و النذالة أبت إلا ان تبرز و تتجلى في اليهود و يقوموا بأكبر حادث نصب في التاريخ إذ قامت نساء اليهود بالنصب على المصريات و استولين على حلى المصريات و هربن بها اثناء خروج اليهود مع سيدنا موسى و هكذا خلق اليهود اول سبب يجعل المصريين يكرهون اليهود للابد فجدة كل يهودى سرقت جدة كل مصرى فينا و هذا ثابت في كتب اليهود قبل كتب المسلمين و هذه الحادثة تبين طبيعة الشخصية اليهودية التى لا تعترف بجميل او احسان و التى تبدأ الخسة و الغدر بلا داع و لا سبب الا فساد الطبيعة و العقيدة ثم ان اليهود دارت بهم الازمان و الاحوال و احتواهم الاسلام بلا تفرقة و لا اذى فكانوا في كل عصور الازدهار الاسلامى موجودين و بقوة بل ان نبوغ علمائهم اقترن بفترات الحكم الاسلامى فسمعنا اسماء ابن ميمون و عائلة بنى قرة و عاش اليهود في كل مكان حكمه الاسلام و ازدهر وجودهم في الاندلس الاسلامية فما عادت الاندلس الى الحكم المسيحى الا و كان اليهود و المسلمين في متناول يد التنكيل و الطرد و هرب اليهود عبر المغرب الى الشرق الاوسط و كانت مصر من اكبر الدول التى استقبلت اعداد كبيرة منهم للمرة الثانية فهل تاب اليهود عن خستهم و نذالتهم بالعكس احترفوا الربا و مص اموال المجتمعات التى تحتويهم و دخل اليهود بمصر العصر الحديث و ذاعت اسماء منهم في كل المجالات الفنون و الاقتصاد و البنوك و التجارة بل و السياسة بدون اى عائق او عنصرية او حساسية لكنهم كانوا مازالوا يخططون للأستيلاء على فلسطين فكانت خرب 1948 و كانت اول مرة يعرف فيها المصريون مصطلح الحرب منذ عهد محمد على و عانت مصر من اثار الخرب و اقترن اليهود في الذهنية العربية بالاحتلال و الخروب و دير ياسين و المجازر و الاسلحة الفاسدة و اقترن اليهود في الذهنية المصرية بكل ما هو سلبى و بالاعيب السياسة و التلاعب و خرق الهدنة و كانت اولى قوافل الشهداء المصريين في التاريخ الحديث شهداء حرب 1948 فكيف يستطيع المصريون استساغة قبول اليهو د جيران لهم بعد كل هذا زد على ذلك توالى الحروب و صدمة 1967 و استيلاء اليهود على كامل منطقة سيناء بل و التسبب في تشريد اهالى منطقة قناة السويس و تدمير البنية التحتية لمناطق واسعة من شرق مصر ثم توالت حوادث تكريس العداء الشعبى لليهود و اسرائيل و من ذلك على سبيل المثال و ليس الحصر استهداف طائرة مدنية مصرية على متنها اكثر من 100 راكب منهم المذيعة المحبوبة جدا انذاك سلوى حجازى ثم استهداف مدرسة بحر البقر الابتدائية و استهداف مصنع ابو زعبل بعماله و غير ذلك كثير و كثير إن كل هذا و اكثر جعل المصريون يتأكدون و يعرفون ان عدوهم هم اليهود ربما امريكا الرسمبة نعم لكن اليهود قبل الامريكان و معهم و بعدهم و سيظل اليهود هم اعدائنا شاء من شاء و ابى من ابى










و اليكم بع ما وجدته على النت من معلومات ربما كانت بحاجة الى تدقيق و ملاحظة لكن يبقى ان اغلب معلوماتها اقرب الى الواقع

////////////////////////////////////////////////////////////////////////

يهود مصر من النبي موسى إلى بن جوريون
كتاب مصري يتتبع تاريخهم منذ مرحلة الشتات وحتى خروجهم الأخير
القاهرة: محمد أبو زيد هل كان اليهود المصريون مصريين فعلا؟ لماذا تركوا مصر؟ طواعية أم تحت الضغط؟ هذه الأسئلة الجوهرية يحاول أن يجيب عنها كتاب «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات» للكاتب المصري محمد أبو الغار، الذي صدر حديثا عن دار الهلال بالقاهرة، والذي يتتبع فيه تاريخ اليهود المصريين منذ بدايتهم وحتى رحيلهم عنها. طوائف اليهود المصريين
* انقسم اليهود في مصر إلى طائفتين حسب الانتماء الديني، كبراهما هي طائفة اليهود الربانيين وكانت تمثل غالبية اليهود المصريين، وهي الطائفة التي ينتمي اليها معظم يهود العالم، وهم يؤمنون حسب الكتاب بالأسفار التسعة والثلاثين من التوراة بالإضافة إلى التلمود، وهناك أيضا طائفة اليهود القرائين، وهي طائفة اصغر حجما وأقل نفوذا من الربانيين وهم يؤمنون فقط بالتوراة ولا يؤمنون بالتلمود، وتعد اقدم جالية يهودية في مصر، فهي موجودة منذ اكثر من ألف عام، ويتميزون بأنهم يتكلمون العربية بلهجة مصرية سليمة ويكتبونها ويتحدثون بها في أعمالهم ومنازلهم ويعدون أنفسهم أولاد بلد، وكان عددهم نحو 5 آلاف عام 1948 إلا أن البعض يعتقد أن العدد الحقيقي ربما يكون اكبر من ذلك، وكان معظمهم يعيش في القاهرة في عطفة اليهود القرائين، وهي على حدود حارة اليهود الأصلية، وكان معظمهم من الفقراء الذين يشتغلون عمالا وصناعاً في صياغة الذهب والفضة والصرافة والتجارة التي يملكها اليهود الربانيون.
ويقدر الكتاب عدد اليهود المصريين الأصليين الذي عاشوا في مصر قرونا طويلة بنحو 10 آلاف أي نحو 15% فقط من الجالية اليهودية، وعاش معظمهم في حارة اليهود وبعض مدن وسط الدلتا، وكان معظمهم يشتغلون عمالا حرفيين، وكانوا في الأغلب من الفقراء، والكثير منهم كان بدون عمل مستمر ويعيشون على معونات الأثرياء من الجالية أو المؤسسات الخيرية.
لم تكن حارة اليهود حارة بالمعنى الحرفي، فهي كما يورد أبو الغار، في الحقيقة حي كامل فيه شوارع وحارات كثيرة متصلة ببعضها البعض، وتقع في وسط القاهرة بين القاهرة الإسلامية والخديوية، وسكنها أعداد كبيرة من المسلمين والأقباط. وكان سكانها من اليهود مرتبطين بأمرين أولهما الدخل المحدود والثاني القرب من مصادر الرزق بالنسبة للحرفيين في الصاغة وغيرها. أما من تحسنت احواله المادية فكان يهجر الحارة إلى عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية. ومن يغتني أكثر، ينتقل إلى العباسية أو مصر الجديدة، ولم تكن الحارة ـ الشهيرة ـ مكانا إجباريا ملزما لسكن اليهود في أي زمان من التاريخ الحديث لمصر، وفي الإسكندرية عاش اليهود في مختلف الأحياء حسب وضعهم الاقتصادي إلا ان فقراءهم كانوا يسكنون ما يعرف باسم سوق السمك.
وقد كانت هناك جالية يهودية في الإسكندرية منذ نشأتها، وكان عدد يهود الإسكندرية في القرن التاسع عشر نحو 4 آلاف يهودي، ووصل عددهم إلى 18 ألفا في أوائل القرن العشرين، وارتفع إلى أربعين ألفا عام 1948، وكانت الهجرة من اليونان وتركيا وسورية ولبنان وفلسطين والمغرب وكذلك ايطاليا وفرنسا وكان نصف يهود الإسكندرية من اليهود المصريين والنصف الآخر ينقسم إلى ثلاثة أقسام أولهم اللادينو من سكان البحر الأبيض المتوسط الذين هاجروا من أسبانيا والثلث الثاني من يهود إيطاليا وشرقي أوروبا، والثلث الثالث من يهود المغرب والشرق الأوسط الذين يتكلمون العربية، وفي أوائل الثلاثينات هاجرت مجموعة من يهود سالونيكي والنمسا والمجر وبولندا إلى مصر هربا من صعود النازية في ألمانيا.
الهجرة إلى فلسطين
* عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، قامت السلطات العثمانية في فلسطين بترحيل نحو خمسة آلاف يهودي إلى مصر، وحسبما يورد الكتاب فان سوارس رئيس الجالية اليهودية في الإسكندرية قام بالضغط على القنصليات الأجنبية في الإسكندرية لتلعب دورا في حماية ومساعدة اليهود، وقد أنشأت الجالية مدارس لأطفالهم وكان عدد التلاميذ يتعدى الالف، وكانت لغة التدريس هي العبرية وظلت هذه المدارس مفتوحة لمدة 3 سنوات حتى عام 1918 حين عاد اليهود إلى القدس مرة أخرى وساهم في توفير الأموال اللازمة للمهاجرين يهود القاهرة وإنجلترا وأميركا. وكان اليهود المصريون يعاملونهم بكثير من الحذر والقلق لانهم لاحظوا انهم مختلفون، بينما كان اليهود المهاجرون يعتقدون أن اليهود المصريين كسالى ومحافظون للغاية.
ويشير أبو الغار الى ان اليهود لعبوا دورا مهما في مصر الحديثة التي يمكن أن يعد قدوم الحملة الفرنسية نقطة بداية لها، وكانت دعوة نابليون اليهود إلى الوقوف في صفه ومساعدته وما أبداه من تعاطف مع فكرة إعطاء وطن قومي لليهود هي أول بادرة في هذا الاتجاه من قوة أوروبية كبرى. واثناء حكم محمد علي حدث انفتاح كبير في مصر على الأوروبيين والأرمن ومختلف الجنسيات الأجنبية.
وقد بدأ اليهود حينئذ يحتلون وضعا متميزا، ووصل عددهم لما يقرب من تسعة الاف يهودي في عهده. وبدأت الجالية اليهودية تتبوأ مناصب مهمة، وكان أهمهم يعقوب مؤسس عائلة قطاوي الشهيرة، وقد تولى منصب رئيس الصرافيين وجامعي الضرائب وعدة مناصب توازي منصب وزير الخزانة الآن، وفي تعداد عام 1927 أصبح عدد اليهود 55063 ثم اصبح 64165 عام 1947 وهو اخر تعداد قبل هجرة اليهود النهائية من مصر خلال العقد التالي، وهناك من يقدرهم بنحو 75 الفا حيث ان الكثيرين منهم لم يسجلوا انفسهم في التعداد.
وقد لعب اليهود دورا كبيرا ـ حسب الكتاب ـ في الاقتصاد المصري فمنهم شيكوريل الذي أسس متاجر شيكوريل وريكو وساهم في تأسيس بنك مصر. وكان شيكوريل الأب رئيسا للغرفة التجارية المصرية وقاضيا في المحكمة المختلطة وانشأ سوارس بنكا، وسمي احد ميادين القاهرة المهمة باسمه، لكن تغير الاسم عام 1922 إلى ميدان مصطفى كامل. وهناك موسى قطاوي الذي أسس خط سكة حديد أسوان وشرق الدلتا وشركة ترام وسط الدلتا. وهناك أيضاً عائلة منشه ـ من اصل نمساوي ـ وعاشت في الإسكندرية وحضر عميدها إلى مصر أثناء افتتاح قناة السويس وبدأ حياته صرافا ثم اشترك في مشروعات كثيرة.
مشروع استيلاء على وطن
* تذكر كتب التاريخ ان هناك ثلاثة مشروعات للاستيطان اليهودي أثنان منها في مصر احدهما في منطقة شرم الشيخ، وآخر في العريش، اما الثالث فكان في فلسطين. وقد فشل مشروع شرم الشيخ الذي بدأ نهاية القرن الـ 19 بسبب المعارضة العثمانية، وهجوم زعماء البدو، ثم كان مشروع العريش الذي يذكر أبو الغار أنه وافقت عليه بريطانيا، كما يذكر المؤلف.. وقد وصلت البعثة الصهيونية إلى مصر عام 1903 لعمل ترتيبات لاستيطان منطقة العريش وهجرة ملايين اليهود اليها، مع عمل الترتيبات اللازمة لفتح مياه النيل إلى المنطقة. لكن المشروع تأجل بسبب معارضة قوية من اللورد كرومر بالرغم من موافقة الحكومة البريطانية، فقد كان يرفض أن يتدخل أحد في مشروعاته الزراعية في مصر التي تعتمد على النهر.
ويذكر الكتاب إلى ان أول جمعية صهيونية في مصر تكونت عام 1897 وسرعان ما تكونت 14 جمعية في القاهرة والإسكندرية واتحدت عام 1917 وكونت الاتحاد الصهيوني وكان رئيسه جاك موصيري واصدروا مجلة «إسرائيل» بالفرنسية، ونظموا احتفالا كبيرا بمناسبة إصدار وعد بلفور، حضره 8 آلاف يهودي، كما ارسل موصيري برقية شكر إلى رئيس وزراء بريطانيا لويد جورج. ومعروف ان 4 الاف يهودي فقط غادروا مصر إلى فلسطين في الفترة من 1917 ـ إلى 1947 ومعظمهم لم يكونوا مصريين أصلا بل مغاربة ويمنيين واشكيناز ويرجع البعض ذلك إلى الحالة المادية الممتازة لليهود المصريين والأمن الذي كان يتمتعون به.
الخروج الأخير
* لماذا خرج اليهود من مصر؟ يقول أبو الغار ان ما حدث للفلسطينيين في الأربعينات غير مسار الشارع من تيار مصري وطني إلى تيار عربي قومي، ولو كان اليهود المصريون يريدون فعلا ان ينصهروا في بوتقة الشعب المصري لأعلنوا بوضوح ان ما يحدث في فلسطين عمل غير إنساني، وانهم يتفقون مع الشعب المصري في تأييده للفلسطينيين، لكن ذلك لم يحدث، بل بالعكس عندما قويت شوكة الدولة اليهودية حتى قبل إعلانها تحول بعض اليهود المصريين إلى الصهيونية وبدأت هجرة البعض إلى إسرائيل، وعندما قامت ثورة يوليو 1952 كانت حريصة على طمأنة اليهود والحفاظ على ممتلكاتهم وأمنهم، وكانت هناك أقاويل عن احتمال قيام مباحثات بين عبد الناصر وإسرائيل لكن الحكومة الإسرائيلية سرعان ما نفذت عملية سوزان التي جندت فيها يهودا مصريين، والتي يعتبرها أبو الغار أظهرت اليهود بمظهر الطابور الخامس في وطنهم، وردا على إعدام اثنين من الإرهابيين اليهود، قامت اسرائيل بالهجوم على غزة، ثم كان العدوان الثلاثي الذي اشتركت فيه إسرائيل بدون سبب وشارك ضمن جنودها اليهود المصريون الذين جندوا في إسرائيل ومن الأسباب أيضا ازدياد نفوذ الصهيونية العالمية التي ضغطت على اليهود المصريين لترك مصر ترغيبا في حياة افضل في إسرائيل، كما ان التوجه المصري كان ضد القوى المرتبطة بقوى أجنبية وبهذا خرج من مصر ما بين عامي 56 و1960 نحو 36 ألف يهودي منهم 13 ألف يهودي نقلتهم الوكالة اليهودية إلى إسرائيل وبقيت أعداد قليلة اخذت تهاجر رويدا رويدا حتى لم يتبق منهم سوى 300 يهودي فقط عام 1970 من اصل ألف يهودي في عام النكبة.

//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
اليهود العرب.. عزلة أم انتماء؟
أحمد عبد الحميد

أحدى جلسات المؤتمر برئاسة المسيريعقدت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية الثلاثاء 22/ 4/ 2008 مؤتمرا عن اليهود في العالم العربي تحت عنوان (اليهود العرب.. عزلة أم انتماء؟).
ناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام خمسة وثلاثين بحثا تناولت بزوايا عدة الحياة العامة لليهود في مصر والوطن العربي.
رأس المؤتمر الدكتور رءوف عباس أستاذ التاريخ ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وشارك فيه عدد من المفكرين وأساتذة التاريخ واللغة العبرية والمثقفين منهم: دكتور عبد الوهاب المسيري، عبد الله الأشعل، ودكتور محمد أبو الغار، محمد أبو غدير، محمد الهواري، أحمد بهاء الدين شعبان.
الصهيونية واليهودية
احتلت فكرة الصهيونية مكان الصدارة في محاولة للتفريق بينها وبين اليهودية الديانة، حيث أكد أحمد بهاء الدين شعبان في ورقته البحثية التي تحمل عنوان (يهود مصريون بين الوطنية والصهيونية) صعوبة اتهام اليهود جميعهم بالعمل تحت لواء المشروع الصهيوني، خصوصا أن هذه التهمة تشبه لحد كبير تهمة الإرهاب التي يصم بها الغرب المسلمين دون تفريق بينهم.
وأشار بهاء الدين أنه يوجد بالفعل يهود أصحاب مشروع معاد للصهيونية أمثال يوسف درويش، وشحاتة هارون المعروف بنضاله الوطني، ومعاناته من أجل فقط أن يبقى على أرض مصر رافضا الهجرة لإسرائيل رغم كل ما تعرض له من ضغوط من قبل النظام الناصري... لكن هذه المقاومة كانت مقاومة محدودة للغاية بسبب أن الأغلبية اليهودية كانت مهيأة للانعزال الذي فرضه عليها المحتل، بالإضافة إلى أن المشروع الصهيوني ارتكز على مصر باعتبارها أقرب للأرض الموعودة، وتمتلك إمكانيات بشرية ومادية يهودية جيدة.. وقال إن الحفاظ على النسيج الوطني المصري بطوائفه لا يمنعه أن يقول إنه كان هناك نشاطا عارما للحركة الصهيونية وسط اليهود المصريين، فمؤسسة "الجماعة الصهيونية" في مصر نشأت على يد أحد أصدقاء هرتزل، ونشطت نشاطا عارما في القاهرة حتى قبل أن تتبلور الأفكار الرئيسية للصهيونية لدى هرتزل نفسه.
الصهيونية فكرة طفيلية
في حين قدم الدكتور عبد الوهاب المسيري تأريخا للدولة الصهيونية وعوامل قيامها، واصفا إياها بأنها دولة وظيفية تم غرسها لتؤدي غرضا ما، ثم ستنتهي مثل كل المجموعات الوظيفية والطفيلية التي مصيرها حتما إلى الفناء والانقراض.
واعتبر المسيري في كلمته أن المجتمع الطفيلي الوظيفي له نفس المواصفات على مدار التاريخ، فهو مجتمع يشعر بالعزلة والغربة، مجتمع مستورد معدوم الهوية والانتماء، يشعر بالغربة وسط محيط يكرهه ويمقته، جاء ليقوم بمهمة ما وينتهي مثله مثل مجتمع المماليك داخل الدولة المصرية، الذين ما شعروا يوما بأنهم من الشعب المصري، يتكلمون الشركسية، يلبسون لبسا غير لبس المصريين، ولا يتزوجون من المصريات، تم استيرادهم فقط ليكونوا جيشا يدفع عن البلاد، وعندما فقدوا أهميتهم ووظيفتهم انتهوا واندثروا وتم نسيانهم..
وألمح المسيري إلى دور قوى الاستعمار الغربي في دعم الدولة الصهيونية حتى قبل قيامها، إذ نجحت في عزل الجماعات اليهودية في الدول العربية ثقافيا عن الثقافة العربية الإسلامية، وربطها بمصالحه الاقتصادية ورؤيته الثقافية، ومن ثم تحول أعضاؤها إلى مادة بشرية استيطانية لها قابلية عالية للهجرة، وهذا ما حدث بعد تأسيس إسرائيل إذ اختفى اليهود من البلاد العربية تقريبا.
اليهود العرب
وأضاف المسيري أنه "كان من أبرز المؤسسات اليهودية الغربية التي عملت داخل العالم العربي والإسلامي مؤسسة الأليانس ذات الاتجاه الصهيوني، فأسست الأليانس سلسلة من المدارس في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي دخلها أبناء اليهود من كل الجماعات سواء المحلية أو الوافدة، ولم يتعلموا في هذه البلاد لغة بلادهم (العربية) وإنما تعلموا الفرنسية أساسا ولغات أوروبية أخرى، وهو ما أدى إلى صبغ اليهودية بصبغة فرنسية فاقعة، وإلى عزلهم عن بني أوطانهم وتهميشهم من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، لذا نجد أن مصير أعضاء الجماعات اليهودية ارتبط بمصير الاستعمار في المنطقة فتحسنت أحوالهم المادية وازدادت هامشيتهم البنيوية مع تزايد الهيمنة الاستعمارية والتغلغل الأجنبي".
ورأى أن الأقلية اليهودية في العالم العربي مهيأة للعب دور "السنيد" للمشروع الغربي الاستعماري، وتم استغلالها إما من الحركة الصهيونية، أو من القوى الاستعمارية حينها كبريطانيا وفرنسا.
صحافة اليهود

ناقش المؤتمر أحوال اليهود في مصر
فيما قدمت الدكتورة سهام نصار رئيس قسم الإعلام بالجامعة الحديثة دراسة بعنوان "صحافة اليهود في مصر بين ادعاء الانتماء وتكريس العزلة"، أشارت فيها إلى أن علاقة اليهود بالصحافة المصرية بدأت مبكرا حينما أصدر "يعقوب صنوع" صحيفتين أحدهما باللغة الفرنسية، والأخرى جريدة هزلية وهي المعروفة باسم "أبو نضارة"، وقد تنوعت أهداف اليهود من وراء إصدار هذه الصحف ما بين صحف صدرت مدعومة من بريطانيا أو فرنسا كصحيفة "الحقيقة" التي صدرت عام 1889م، كما سعى بعض اليهود في الوقت نفسه لإصدار بعض الصحف لكسب ثقة الحركة الوطنية حينها، فقد أصدر ليون كاسترو رئيس فرع المنظمة الصهيونية العالمية في مصر جريدة حملت اسم "الحرية" في عام 1921 باللغة الفرنسية، صدرت لتكون ناطقة بلسان حزب الوفد في أوساط الأجانب في مصر وفي أوروبا، ولخلق رابطة بين الحركة الوطنية في مصر والحركة الصهيونية باعتبارها حركة وطنية تحارب عدوا مشتركا هو بريطانيا.
كما صدرت بعض الصحف فقط لدعم المشروع الصهيوني ولتكوين أرضية جيدة له داخل الطائفة اليهودية، وكان بعضها يتبنى المشروع القومي اليهودي حتى قبل مولد الحركة الصهيونية رسميا في بازل عام 1897، ومن أهم تلك الصحف صحيفة "نهضة إسرائيل" التي صدرت عام 1890، و"الرسول الصهيوني" عام 1902، و"مصرايم" عام 1904، وبعدها توالى العديد من الصحف الصهيونية: "الشمس" و"المجلة الصهيونية" و"الفجر" و"كاديما" و"هاتكفا" و"الصوت اليهودي" و"المنبر اليهودي".. وغيرها.
وأشارت نصار إلى أن الصحف الأخيرة اهتمت بالدعوة إلى إصلاح أوضاع الطوائف اليهودية في مصر والشرق حتى تكون قادرة على القيام بمسئوليتها تجاه الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وقامت تلك الصحف بنشر الوعي بالفكرة الصهيونية، والدعوة إلى الهجرة إلى فلسطين، كما ساهمت بشكل كبير في الدعوة إلى جمع التبرعات للصناديق اليهودية المختلفة، وسعت إلى تحقيق التفاهم والتعاون بين العرب واليهود لمنع معارضتهم للمشروع الصهيوني.
اقتصاد اليهود
في حين ألقت الباحثة مني محمود منازع في ورقتها البحثية الضوء على البعد الاقتصادي لتواجد اليهود في مصر والتي حملت عنوان "اليهود والاستثمارات الأجنبية في مصر"، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تعرض فيه يهود أوروبا لمضايقات واضطهادات خلال القرن التاسع عشر كانت المجتمعات العربية تعطي الفرصة كاملة أمام الطوائف اليهودية للعيش مثلها مثل مسلمي ومسيحيي هذه البلدان، بل ربما -وهو الأغلب- أن أغلبية السكان اشتاقوا أن يحصلوا على ربع الميزات التي تمتعت بها الطائفة اليهودية التي وصلت لدرجة أنهم كانوا مواطنين من النخبة خصوصا الثقافية والاقتصادية يكفي الذكر مثلا أن اليهود قبل ثورة 52 كانوا يملكون 103 شركات من إجمالي 308 شركات مسجلة في مصر.
وأكدت الباحثة أن العائلات اليهودية قطاوي وسوارس ومنسي وموصيري في مصر على سبيل المثال كانت الركيزة الأهم في ميدان النشاط الاقتصادي، فتولوا إنشاء البنوك وشركات الأوراق المالية والاتجار في العقارات والأراضي الزراعية وامتلاكها وتمويل المشروعات الصناعية والتجارية، وعلى هذا فقد لعبت العائلات اليهودية -من وجهة نظر الباحثة- دور الوسيط لرأس المال الأوروبي في المجتمع المصري أي دور الجماعة الوظيفية المرتبطة بالاستعمار الأجنبي؛ ولهذا فمع تزايد القوى الوطنية ونشاطها في القطاع الاقتصادي تراجع نشاط الجاليات الأجنبية بما في ذلك نشاط العائلات اليهودية جاء ذلك مع إلغاء الامتيازات الأجنبية وصدور قوانين التمصير 1947، ثم قيام ثورة 52 بتوجهاتها الاقتصادية القومية التي تبلورت بشكل واضح في قرارات التأميم التي كانت موجهه ضد الممولين الأجانب والمصريين الذين كانت تري الثورة أن نشاطهم يربط الاقتصاد المصري بعجلة الاستثمار الأجنبي ، ويعوق عمليات التنمية من خلال الدولة.
وأوضحت الباحثة أن ذلك كان السبب في هجرة أغلب أفراد العائلات اليهودية عام 1957 إلي أوروبا وليس إسرائيل بعدما شعروا بتضاؤل الأرباح و انكماش المناخ الاستثماري في مصر.
صحفي مصري


///////////////////////////////////////////////////////////////////////////

دراسة: عداء المصريين للصهيونية وليس للدين اليهودي


[22/01/2006]

اليهود

كتب- حسين التلاوي
أكَّدت دراسة أعدها المؤرخ الدكتور رءوف عباس بعنوان (يهود مصر في الدراسات الأجنبية) نشرتها مجلة (مصر الحديثة) مؤخرًا أنَّ العداءَ لليهود في مصر كان موجَّهًا إلى الصهيونية فقط لا إلى اليهود كأتباع ديانة، نافيةً أن يكون الدين الإسلامي معاديًا لليهود، معتبرةً أي اتهام بذلك افتراء على الإسلام والمسلمين.

كشفت الدراسة أنه من بين الكتابات الغربية التي تناولت حياة اليهود في مصر، كتاب أعدته (جوردن كرامر) أستاذة العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة بعنوان (اليهود في مصر الحديثة 1914 – 1952) أكد الكتاب الألماني أنَّ عدد اليهود الذين هاجروا من مصر في الفترة بين 1949م و1951م بلغ ما بين 15 إلى 20 ألفًا؛ أي ما يوازي 20% من نسبة اليهود الذين كانوا متواجدين في مصر في هذه الفترة.

وذكر الدكتور رءوف عباس أنَّ كتابًا آخرَ بعنوان (شتات اليهود المصريين.. الثقافة والسياسة والدايسابورا الحديثة) للباحث الأمريكي جيل بينين قد تناول ذات المسألة، مشيرًا إلى أنَّ اليهودَ الذين بقوا في مصر هم اليهود القراءون، والذين يتمسكون بالتأويل الحرفي للتوراة، ولا يؤيدون قيام الكيان الصهيوني، والذين اعتبروا أنفسهم مواطنين مصريين.

ويشير الباحث الأمريكي إلى أنَّ هذه الفئة سرعان ما هاجرت إلى الولايات المتحدة، إلا أنَّ أفرادها تمسكوا هناك بالعادات المصرية، بعد أن أنكر اليهود الآخرين عاداتهم الدينية معتبرين إياها غير يهودية، فكان اللجوء إلى العادات المصرية للقضاء على أزمة الهوية لديهم.

الجدير بالذكر أن الإحصاءات تتفاوت حول تعداد اليهود في مصر، وإن كانت بعض الأرقام تؤكد أنهم لا يزيدون على الـ300 يهودي، وهي الأرقام التي تعتبر محل شك.

))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))))

خروج اليهود من مصر

نشوى الحوفي

جريدة الشرق الأوسط (لندن)

الثلاثاء، 23 تموز / يوليو 2002

ثلاثة انفجارات مدوية هزت اوضاع اليهود في مصر بعد الثورة وجعلتهم يغلقون ابوابهم على انفسهم، وينتظرون اللحظة المناسبة للهرب الى اسرائيل، كان الانفجار الاول المانياً في صحراء مصر الغربية، والثاني مصرياً عالمياً عقب اشتعال حرب 56، اما الانفجار الثالث فقد كان يكمن في شخصية اليهود انفسهم الذين كان من السهل عليهم ان يتحولوا الى طابور خامس لاسرائيل.تعددت الاسباب والنتيجة واحدة وهو خروج اليهود من مصر ولكن يظل السؤال معلقا الى الان: هل خسرت مصر بخروج اليهود، وكسبت اسرائيل؟قبل ان نصل لمرحلة الثورة كان لابد من الرجوع الى حقيقة وضع اليهود في مصر قبل قيام ثورة يوليو 1952 وبداية هجرة اليهود الى مصر بتشجيع من محمد علي. وقد تمتع اليهود الذين زادت هجرتهم الى مصر في عهد الخديوي اسماعيل بكل الامتيازات الاجنبية، وحسب تعداد السكان لعام 1917 فقد بلغ عدد افراد الجالية اليهودية في مصر 59.581 نسخة، وكان التطور الاقتصادي في مصر هو عامل الجذب الاساسي لقدومهم واستيطانهم فيها.

يهود البنوك

ويرتبط تاريخ البنوك في مصر بإنشاء اليهود لها، وقد نجح اليهود بعقليتهم الاقتصادية المشهورين بها في احتكار هذا المجال. واشتهرت عائلات بعينها في عالم البنوك مثل عائلة: قطاوي والموسيري وسوارس.كان البنك العقاري المصري والذي تأسس عام 1880 اول بنوك مصر واسسته ثلاث عائلات يهودية سوارس ـ رولو ـ قطاوي. كان رأسمال البنك عند تأسيسه 40 مليون فرنك فرنسي، وصل الى 8 ملايين جنيه عام 1942 وقد لعب هذا البنك دورا خطيرا في الاقتصاد الزراعي المصري فنتيجة القروض التي منحها للملاك الزراعيين اصبح يتحكم في اكثر من مليون فدان مصري.وفي عام 1898 تم انشاء البنك الاهلي المصري والذي لعب دورا هاما في تاريخ مصر الاقتصادي، كان رأسماله 3 ملايين جنيه استرليني، وقد تحول الى بنك مركزي عام 1951، وكان «روفائيل سوارس» هو صاحب امتياز التأسيس يشاركه «ميشيل سلفاجو» و«ارنست كاسل».كذلك البنك التجاري المصري والذي عرف وقت تأسيسه عام 1905 باسم بنك التسليف الفرنسي ثم تحول الى شركة مساهمة مصرية باسم البنك التجاري المصري عام 1920 وكان رأسماله مليون و200 الف جنيه استرليني.هذه البنوك الثلاثة كانت اشهر البنوك التي سيطر عليها يهود، وكان هناك بنوك اخرى صغيرة ساهمت في تشكيل الحياة الاقتصادية في مصر.

قطاعات اقتصادية أخرى

والى جانب البنوك امتدت سيطرة اليهود لمجالات اخرى هامة مثل قطاع البترول فقد قام اميلي عدس بتأسيس الشركة المصرية للبترول برأسمال 75000 جنيه في بداية العشرينات، في الوقت الذي احتكر فيه اليهود «ايزاك ناكامولي» تجارة الورق في مصر.كما اشتهر اليهود في تجارة الاقمشة والملابس والاثاث حتى ان شارع الحمزاوي والذي كان مركزاً لتجارة الجملة كان به عدد كبير من التجار اليهود، كذلك جاءت شركات مثل شركة شملا: وهي محلات شهيرة اسسها «كليمان شملا» كفرع لمحلات شملا باريس، وقد تحولت الى شركة مساهمة عام 1946 برأسمال 400.000 جنيه مصري.شيكوريل: اسستها عائلة شيكوريل عام 1887 ورأس مجلس ادارتها «مورنيو شيكوريل» عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500.000جنيه، وعمل بها 485 موظفاً اجنبياً و142 موظفاً مصرياً.بونتبور يمولي: اشهر شركات الديكور والاثاث، اسسها هارون وفيكتور كوهين.جاتينيو: سلسلة محلات اسسها موريس جاتينيو الذي احتكر تجارة الفحم ومستلزمات السكك الحديدية وقد كان لموريس جاتينيو دور في دعم الحركة الصهيونية ومساعدة المهاجرين اليهود.وكانت عائلة «عدس» من العائلات اليهودية الشهيرة في عالم الاقتصاد واسست مجموعة شركات مثل بنزايون ـ هد ـ ريفولي ـ هانو ـ عمر افندي.كما احتكر اليهود صناعات اخرى مثل صناعة السكر ومضارب الارز التي اسسها سلفاتور سلامة عام 1947 برأسمال 128.000 جنيه مصري، وكانت تنتج 250 طن ارز يوميا، وشركة الملح والصودا التي اسستها عائلة قطاوي عام 1906.كذلك وصلت سيطرة اليهود الى قطاع الفناق فقد ساهمت موصيري في تأسيس شركة فنادق مصر الكبرى برأسمال 145.000 جنيه وضمت فنادق كونتيننتال ـ ميناهاوس ـ سافوي ـ سان ستيفانو.نشط اليهود ايضا في امتلاك الاراضي الزراعية وتأسست شركات مساهمة من عائلات احتكرت بعض الزراعات مثل شركة وادي كوم امبو التي تأسست عام 1904 بامتياز مدته 99 عاماً، ورأسمال 300.000 جنيه مصري وامتلكت 30.000 فدان في كوم امبو غير 21.000 فدان وشقت 91كم من المصارف والترع و48 كم من السكك الحديدية.كذلك شركة مساهمة البحيرة التي تأسست في يونيو 1881 برأسمال 750.000 جنيه مصري وامتلكت 120.000 فدان.وعلى هذا الاساس استطاع اليهود في مصر تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة بلغت اقصاها في الفترة من 1940 وحتى 1946 في الوقت الذي كان الاقتصاد العالمي يعاني ركودا نتيجة ظروف الحرب العالمية الثانية واستطاع يهود مصر ان يصبحوا اغنى طائفة يهودية في الشرق الاوسط، ولم يتأثروا بالغاء الامتيازات الاجنبية عام 1937 أو انخفاض معدلات الهجرة الى مصر، أو حتى صدور قانون الشركات رقم 138 والذي صدر في يوليو 1947 لتنظيم الشركات المساهمة.

خروج اليهود

لكن كان لقيام اسرائيل عام 1948 واندلاع الحرب بين اليهود والعرب اثره في تحديد دور طائفة اليهود في مصر، وبعد قيام ثورة يوليو، ازداد الموقف اضطرابا، بعد ان تغيرت موازين القوى بين العائلات اليهودية والسلطة الحاكمة في مصر، فقام معظمهم بتصفية اعماله واملاكه، وهاجر الكثير منهم الى اوروبا واميركا واسرائيل.وقد ازدادت هجرة اليهود من مصر بعد فضيحة لافون عام 1955، تلك العملية التي حاول فيها الموساد الاسرائيلي افساد العلاقة بين مصر والدول الاجنبية عن طريق اظهار عجز السلطة عن حماية المنشآت والمصالح الاجنبية. وقتها كان عدد اليهود في مصر 145 الف يهودي جرى تهريبهم بأموالهم عن طريق شبكة «جوشين» السرية التي كانت تتولى تهريب اليهود المصريين الى فرنسا ـ ايطاليا ـ ثم الى اسرائيل.وقد تضاربت الآراء حول مسألة خروج اليهود من مصر، البعض اكد ان عبد الناصر طردهم، واخرون قالوا انهم خرجوا من تلقاء انفسهم.يقول الدكتور نبيل عبد الحميد استاذ التاريخ المعاصر والحديث: كل الظروف تضافرت في اخراج اليهود من مصر بعد الثورة فعبد الناصر كزعيم له مسار وطني شعر أن من واجبه اخراج اليهود، وبخاصة بعد فضيحة لافون، بالاضافة الى ان الفكرة الصهيونية سيطرت على عقول اليهود في مصر ففي اسرائيل كانوا يروجون لفكرة ارض الميعاد، والاستقرار والوطن القومي، وهذه تيمات عزف عليها الصهاينة لكن الترحيل الفعلي لباقي اليهود تم بعد عام 1961 بعد صدور قرارات التأميم، فلم يعد لليهود مكان في الحياة الاقتصادية ففروا بأموالهم وانفسهم.لكن ينبغي الا ننسى ان هناك يهودا لم ينظروا لديانتهم على انها جنسية، ولكنها مجرد ديانة وكانوا مصريين حتى النخاع، وهناك المحامي الشهير المصري اليهودي شحاته هارون الذي اصر على عدم ترك مصر، ومات فيها وبعد وفاته رفضت عائلته استقدام حاخام من اسرائيل للصلاة عليه.والان عندما ننظر للامور نظرة عقلانية متأنية نجد انه كان على عبد الناصر التأني في مسألة خروج اليهود. فليتهم لم يخرجوا فالكثير منهم كان له باع كبير في الاقتصاد ومنهم من اسهم في بناء اماكن حربية مثل المطارات، اذكر انه كان هناك يهودي يدعى «حيينا» وكان يحتكر تصدير محصول البصل من مصر، وعندما انهار تصدير البصل استدعاه عبد الناصر ولكنه رفض العودة ولهذا اقول انه كان علينا احتواء اليهود لانهم كانوا يعرفون اسرار الحياة الاقتصادية ولكننا طردناهم مندفعين بمشاعر غير منطقية.أما د. رفعت السعيد امين عام حزب التجمع يقول: 80% من سماسرة البورصة المصرية كانوا يهودا ولكن لا ننسى ان الثورة لم تتعرض لمشكلة اليهود الا بعد عدوان 1956 لانه لم تظهر مشكلة منهم قبل ذلك، وليس صحيحاً انه تم ترحيل اليهود بسبب ديانتهم، ولكن بسبب الخوف من أن يصيروا طابورا خامسا لاسرائيل في مصر. ورغم ذلك بقي في مصر عدد من اليهود الذين لم يكونوا على علاقة باسرائيل والرافضين للصهيونية.والثورة لم تفكر في التصدي لمشكلة اليهود بعد قيامها لانها لم تكن مستعدة لاستيعاب البنية الاقتصادية المملوكة لليهود ولا شك ان هناك يهوداً ظلموا من جراء هذا القرار والنتائج طبعا كانت تركهم لمصانعهم وارضهم وشققهم وكلنا يعلم اين ذهبت شقق اليهود اخذتها الحراسة وتم توزيعها على ضباط الجيش.ويقول د. يونان لبيب رزق: خروج اليهود من مصر بدأ مع تقدم القوات الالمانية في صحراء مصر الغربية فقد خشي اليهود من انتصار الالمان في الحرب، وتكرار مذابح النازي في مصر ففروا الى جنوب افريقيا ومع قيام الثورة كان هناك حرص على عدم الصدام باليهود لكن اول صدام بين اليهود والثورة كان بعد غارة اسرائيل على غزة عام 1955، ثم كانت التصفية الاجبارية بعد عدوان 1956 كان اليهود شاعرين بوجود عداء ضدهم في الوقت الذي بدأ فيه تمصير المؤسسات الاقتصادية فشعروا ان هناك اتجاهاً ضدهم. ولا شك ان اسرائيل كسبت من يهود مصر الذين مثلوا اضافة اقتصادية لها، والان لا نستطيع القول هل اخطأ عبد الناصر أم لا، فالمسائل لا تؤخذ الا بوضع الظروف التاريخية المحيطة بالقرار في عين الاعتبار.ويؤيد خالد محيي الدين ذلك قائلا: كان الجو العام ضد اليهود، الناس في الشارع كانت ترفض ما يحدث، ليس السلطة بمفردها، وعبد الناصر كان حريصاً على ان يمنعهم من اللعب بمقدرات البلاد، وامسك البلد بيد من حديد، وهذا لم يرض اليهود، وكان خروج الكثير منهم بعد عام 1956.

معبد القاهرة الكبير

تمتع يهود مصر بحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية واستفادوا من مساندة الحكومة المصرية لهم والتي تمثلت في تزويدهم بأراضي البناء واموال لاقامة المعابد، اشهر تلك المعابد والموجودة حتى الان معبد القاهرة الكبير في 17 شارع عدلي وقد شيدته عائلة موصيري عام 1903 ويعد من اجمل المعابد اليهودية في القاهرة، تم تجديدة عام 1981 باموال تبرع بها المليونير الصهيوني «نسيم جاعون». هذا المعبد يحرص على زيارته السائحون اليهود والطائفة اليهودية في مصر والتي لا تتعدى الــ300 فرد ـ يؤدون صلواتهم فيها، قام شيمعون بيريس بافتتاح تجديد المعبد رسميا عام 1990.كذلك هناك معبد «فيثالي مادجار» بشارع المسلة في مصر الجديدة وفي المعادي يوجد معبر «مئير انائيم» في 55 شارع 13 وكان المحامي اليهودي يوسف سلامة مقيما به حتى وفاته في سبتمبر عام 1981، كذلك معبد «بن عزرا» بمصر القديمة والذي يزعم يهود مصر ان النبي موسى صلى متضرعا الى الله في هذا المكان ليرفع عن المصريين وباء الطاعون.

اشهر الفنانين اليهود في مصر

يعقوب صنوع: أو أبو نظارة ـ فنان مسرحي، يعتبره النقاد مؤسس المسرح في مصر واحد رواد فن الكاريكاتير السياسي في الصحافة المصرية.داود حسني: اسم لامع في عالم الموسيقى وبخاصة في مجال الادوار والطقاطيق. لحن اوبريتات «معروف الاسكافي- صباح- ليلة كليوباترا» مات عام 1937.ليلى مراد: بزغ نجمها في عالم الغناء، اشهرت اسلامها في ذروة عطائها عام 1946 اقترنت بأنور وجدي وبعد وفاته تزوجت من فطين عبد الوهاب ثم وجيه اباظه احد الضباط الاحرار، كان والدها زكي مراد من نجوم الطرب والتلحين.منير مراد: شقيق ليلى مراد وفنان لامع في مجال التلحين والاستعراض والغناء اشهر اسلامه عندما تزوج من الفنانة سهير البابلي، وان كان البعض اكد بقاءه على ديانته اليهودية حتى وفاته.راقية ابراهيم: ولدت عام 1918 بحارة اليهود اسمها الحقيقي راشيل ليفي تركت مصر عام 1951 وهاجرت الى الولايات المتحدة للعمل في الوكالة اليهودية بنيويورك حاليا مازالت تحيا وتمتلك بوتيكا لبيع المنتجات والتحف الاسرائيلية في نيويورك.نجمة ابراهيم: برعت في تجسيد ادوار الشر بملامحها الصارمة ونظراتها المثيرة للرعب، ولدت عام 1906 والتحقت بالفرقة القومية منذ بداياتها عام 1935 وتزوجت بالفنان عباس يونس وماتت عام 1968.الياس مؤدب: شارك في العشرات من الافلام امام اشهر نجوم الكوميديا وعلى رأسهم اسماعيل ياسين بدأ عمله في تصليح الساعات بحارة اليهود ثم عمل مونولوجست في الافراح الخاصة واشتهر بتقليد اللهجة الشامية، وكان من البراعة بحيث رسخ في اذهان الكثيرين حتى الآن انه من اصل شامي.نجوى سالم: اسمها الحقيقي نينات سالم وهي من اشهر فنانات المسرح وبخاصة فرقة نجيب الريحاني.
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments