حول مسلسل يوسف الصديق " نظرة الى الدراما "

البعض يظن إن مصر في أمان تام في هذا العالم لمجرد إن مصر وقعت اتفاقية سلام مع اسرائيل و هذا خطأ فادح فأي متأمل للخريطة يجد وضعا شبه صعب ففي الشرق و علي حدودنا تماما وضع عسكري معقد و حرب شاملة وسط احتمال دائم بقيام اسرائيل بقصف المنطقة الفاصلة بحجة الانفاق أو التهريب الي حماس و من الغرب هناك القذافي الذي سلم ما لديه من اسلحة محظورة لكن معروف ان ليبيا تخضع لسياسة هوائية مزاجية غير مستقرة أما الجنوب فالحال اسوأ بكثير مما قد يبدو علي السطح فبألاضافة الي الحروب و ليست الحرب الاهلية التي تكاد تأكل السودان في العديد من المناطق بل و كذلك احتمال كبير لأنفصال الجنوب عن الشمال رسميا بما يدخل كيان جديد له سياسته و استراجيته الي حسابات الامن القومي المصرو خاصة فيما يتعلق بأمن و تأمين نهر النيل إن نشوء كيان جديد جنوب السودان يعني استخدام نهر النيل في لعبة تجاذب المصالح بين جنوب السودان و شماله بما يضرب مصر في مقتل فهذا الشريان لا يصح ابدا أن يكون مجالا للمناورة و ليت الامر اقتصر علي حدود مصر المباشرة بل الكارثة هو ما استجد علي الساحة السياسية في 2008 فهل كان أحد يتصور ان تؤثر الاوضاع الداخلية في الصومال علي أمن و اقتصاد مصر فقد اكتشفنا فجأة ان عدم الاستقرار في الصومال قد دفع سكانها الي العودة الي حياة القرون الوسطي بما في ذلك عودة و انتشار ظاهرة القرصنة البحرية علي طول و عمق السواحل الصومالية مما اثر علي الملاحة عبر قناة السويس مما دفع بالعديد من الدول و الشركات الي هجر هذا الخط الملاحي و هذا ما ادي الي خسارة مادية فادحة لهذا المصدر الاساسي للدخل القومي المصري و هكذا يتضح أن مصر في قلب دائرة حقيقية من النيران و أن السنة اللهب تكاد أن تلامس جسد وطننا فهل بعد ذلك تعتقدون أن مصر في أمان ؟