القائمة الرئيسية

الصفحات

أقرأوا معى هذا المقال العاقل للكاتب المحترم العاقل و الذى نشر في اثناء العدوان على غزة
من قريب بقلم : سلامة أحمد سلامة

تبادل الاتهامات

لايستطيعأحد أن يزعم برغم كل الاتهامات والادعاءات المتبادلة التي لبدت أجواءالعالم العربي طوال الأيام الماضية بسحابة داكنة من التخوين وعدم الثقة‏,‏أن مصر سكتت أو تواطأت علي الهجوم الوحشي الغادر الذي شنته اسرائيل عليغزة‏:‏ التاريخ والجغرافيا يكذبان ذلك ويدحضانه‏,‏ والمصلحة القومية ودماءملايين الشهداء طوال نصف قرن تنفيانه‏,‏ حتي وان لم يملك وزير الخارجيةنفسه من الانفعال والمرارة في الرد علي زعيم حزب الله‏,‏ وغيره ممنظنوا‏,‏ اثما بغير علم‏,‏ أن مصر أحيطت علما بنوايا اسرائيل‏,‏ أو أناغلاق معبر رفح لم يقصد به غير المساعدة علي خنق حماس في غزة‏!!‏ولكنهذا لايمنع من الاختلاف مع السياسات التي انتهجتها مصر في ادارة الأزمة‏,‏كما أنه لايسوغ ترديد حجج خائبة بأن مصر معرضة لمؤامرات تستهدف جرها اليالحرب‏..‏ من المؤسف أن تكون هذه السياسات سببا في تحمل مصر أخطاءالآخرين‏,‏ سواء من جانب قيادات فتح وحماس اللتين أفشلتا عن عمد وبسوء قصدجهود المصالحة والتهدئة التي أرهقت مصر نفسها فيها‏..‏ بسبب السياساتالأمريكية التي ظلت تؤكد كذبا قدرتها وتصميمها علي اقامة الدولتين‏,‏وسايرتها في ذلك الرباعية والاتحاد الأوروبي‏,‏ وبعض دول عربية لاتملك منأمرها شيئا‏.‏بينما كل المؤشرات تدل علي ان اسرائيل لم تتقدم خطوةواحدة علي الطريق‏..‏ بل إنها حزمت أمرها فيما يبدو علي توجيه ضربة قاصمةالي حماس في غزة مع نهاية ولاية بوش وانتهاء أشهر التهدئة‏,‏ ولتضع ادارةأوباما الجديدة أمام أمر واقع‏.‏وبالفعل فان حالة الضعف والهوانالعربي هي التي جعلتهم يهرولون الي مؤتمر أنابوليس‏,‏ وكان واضحا وضوحالشمس أنه لاجدوي منه‏..‏ وأن التهدئة لم تكن غير وسيلة لكسب الوقت لتعميقالانقسام الفلسطيني‏,‏ وأشعال نيران عدم الثقة والعداء بين حماس وسائرالحكومات العربية‏,‏ وعلي رأسها مصر‏,‏ ولم يتخذ العرب موقفا واحدا طوالهذه الفترة من التعامل والتفاوض مع اسرئيل‏,‏ لاقناعها بأن مصلحتها فيالسلام وله ثمن مستحق‏..‏ حتي في حصولها علي الغاز المصري بثمن بخس أو فيسد ثغرات الخلاف مع سوريا وايران وحماس‏!!‏وقد كانت المحصلة لهذهالسياسات‏,‏ هي ان اسرائيل ضربت واجتاحت دون أن تكترث بمناشدات مصر‏,‏ بلأغارت علي الشريط الحدودي لرفح ولن تتوقف الا بعد أن تجهز تماما عليقيادات حماس وتكسر ارادة الشعب الفلسطيني‏,‏ ولن تعبأ باجتماعات الوزراءوالرؤساء العرب وقراراتهم أو باللجوء الي مجلس الأمن‏.‏ فمن الواضح أناسرائيل ملأت يدها من تأييد واشنطن ولندن قبل القيام بهجومها‏.‏وقدرفضت امريكا وبريطانيا قرارا لمجلس الأمن بتوجيه نداء لاسرائيل بوقفغاراتها الجوية علي غزة ثم جاء اقتراح وزير الخارجية الفرنسية بقبول هدنةانسانية لمدة‏48‏ ساعة لادخال المواد الغذائية والاسعافات‏,‏ وليس لوقفالغارات الاسرائيلية‏..‏ وهو اقتراح يساعد اسرائيل علي اكمال مهمتها وليسانقاذ الشعب الفلسطيني‏.‏خطأ السياسات المصرية أنها وثقت بأكاذيب السلام الاسرائيلية‏..‏ فهل ينجح التحرك المصري في وقف الهجوم علي غزة؟‏!‏
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments