القائمة الرئيسية

الصفحات

غريب بيننا و الشهرة عم طارق

قصة مثيرة تتكشف الان رويدا رويدا بدأت احداثها في النمسا و تشعبت في المانيا و انتهت في مصر قصة بدأت في 1914 و تشابكت فصولها منذ 1940 و ظن الجميغ إنها انتهت منذ منتصف الستينات لولا اكتشاف الناس ان البطل ما زال موجود او الاصح انه كان مازال موجودا اما نهاية القصة المنتهية فلا احد يستطيع ان يتكلم عنها و لا ان يحدد زمانها و لا احد يعلم كيف ستكون نهاية هذه القصة التي تبدو اغرب من الخيال اظن ان الجميع فهم ما اقصده انها حكاية اريبرت هايم الضابط الالماني الذي يطارده اليهود في العالم كله بتهمة تعذيب المئات منهم في معسكرات النازي هذا الرجل الذي امضي النصف الاول من حياته بين النمسا و المانيا كان من المقربين من هتلر حتي اصبح اسمه ثاني اسماء قائمة مجرمي الحرب و تم القاء القبض عليه و التحقيق من قبل جهات امريكية لم تسفر عن اي اتهام مما دفعه الي اتخاذ قرار بالاختفاء بعيدا عن العيون و اختار مصر كي يستقر بها حيث قدم اليها سنة 1962 و بقي مختفيا بها بين اهلها ثلاثون عاما حتي عام 1992 اعتنق خلالها الاسلام و سمي نفسه طارق و عاش و اختلط مع اهلها و كون صداقات محدودة العدد لكنها قوية جدا بما يسمح بالتعرف علي ابناء اصدقائه و احضار الهدايا لهم و بينما كانت اسرائيل و ربما جهات اخري ترصد مئات الالاف من الدولارات مقابل اكتشاف مكانه و بينما كانت الالاف العيون تجوب امريكا اللاتينية بحثا عنه كان هو يجوب شوارع القاهرة آمنا هادئا يسير كل يوم حوالي 25 كم حتي يستقر في كافيه جروبي بعض الوقت ثم يعود الي غرفته بأحد فنادق القاهرة الصغيرة و الغريب و المدهش و الطيب في الامر إنه طيلة هذه السنوات لم يتعرض لأي فضول من المصريين بما يعرضه لأي مخاطر قد تكشفه او تهدد امنه حتي لغز رفضه القاطع التصوير لمدة 30 سنة لم يضايق احد من المحيطين به و لم يتعرض لأي تطفل قد يضر به المهم ان الرجل بقي في مصر كل هذه المدة من 62 و حتي 92 مرحله ما قبل اسلامه في سنة 81 و مرحلة ما اصطلح علي تسميتها باسم العم طارق الاجنبي الذي طرق باب مصر بحثا عن الامان فوجده و بلا مقابل و بلا مساومات و الغريب ان الرجل صارح اسرته من قبل انه يعرف بوجود عدد من ضباط النازي في مصر لكنه يتحاشي الاختلاط بهم تجنبا للمشاكل و هذا يجعلنا نتساءل كم في القاهرة من اسرار و قصص اسطورية و كم من رجال نراهم و لا نراهم و كم بيننا من اشخاص نعرفهم و لا نعرفهم و كم بيننا من حكايات تنسج خيوطها دون أن نفطن لها المهم نعود الي حكايتنا لنتساءل هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟ الاعتقاد الجازم انها لم تنتهي بعد فاليهود يريدون أن يتلاعبوا بالعالم و يريدوا ان يبقوا العالم مشدودا الي قصصهم الوهمية فرغم ان ابن هايم صرح بأنه حضر إلي القاهرة لمقابلة والده اثناء مرضه و هذا يعد اقرار بحقيقة الشخصية التي يجري الحديث عنها رغم كل فإن اليهود الان يقولون انهم غير متأكدين من هذه الروايات و انه مادام لم يتم العثور علي جثته بعد فسيظل البحث عنه مستمر كل هذا ليبقوا هناك سبب لعملهم المخابراتي فهل نتعلم من اليهود الدرس في الاصرار علي البحث عن حقوقنا ؟ هذا من ناحية و من ناحية اخري يبقي التساءل عن حياة الالمان السرية في مصر حيث يجب الاطمئنان علي توفير اكبر قدر من الامان و الحماية لهؤلاء الناس لعدة اسباب منها انهم اساسا في حالة هروب ليس من العدالة بل من الارهاب الصهيوني ثانيا انه بفرض بقاء بعضهم احياء حتي الان فمن المفترض انهم قد تجاوزوا سن الخامسة و الثمانين من العمر و هذا يعني انه من الانسانية تجنيب هؤلاء العجائز اي الام نفسية في مثل تلك الاعمار إن هذا واجب مصر التي امنت سيدنا يوسف ذات يوم و التي امنت الاف البشر كان اخرهم شاه ايران الذي لفظه العالم كله و رحبت به مصر و اكراما لوقفة عشرات العلماء الالمان الذين ساندوا مصر في نهاية الخمسينات حينما اخذنا في انشاء المصانع الحربية و الفاتحة علي روح السيد طارق حسين فريد المعروف بأسم اريبرت هايم الرجل الذي بدأ نازيا و انتهي مسلما متعبدا هذا الرجل الذي بدأت شهرته في معسكرات اعتقال اليهود و انتهت حياته في احد الفنادق المتواضعة في قلب القاهرة العظيمة
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments