مدارس المزاج العالي
من منكم شاهد حلقة برنامج الحقيقة علي قناة دريم يوم الاحد 5 ابريل ؟ البرنامج عرض تسجيلات مرئية لمشاهد تعاطي مخدرات داخل مدرسة مصرية و هذه واحدة من قمم الكوارث التي صارت تضرب البلاد دون اي رد فعل حاسم يبتر هذه المشاهد الكارثية إن الكارثه و للكارثة تكمن في كارثتين منفصلتين لكن و بلا شك ان منهج التفكير في كارثة من الاثنتين قاد الي الكارثة الثانية فبعد عرض اللقطات المصورة حاول وائل الابراشي الاتصال بأحد المسئولين لمناقشته في المسألة و كان المقدم و نحن المشاهدين نتوقع أن يثور المسئول و ان يتوعد بأتخاذ العقوبات الرادعة لكن الجميع فوجئوا بأن المسئول هادئ الي درجة تدعو الي الفزع و فوجئوا بأنه يمنطق الاهمال و عدم وجود لا تفتيش علي المدارس و لا رقابة عليها بأنه ليست هناك اي شكوي مكتوبة حتي يمكن التحقيق فيها سكان الادارات قابعين في مكاتبهم حتي اخر ورقة و لو اتهدت البلد مش هيتحركوا قبل ان تصلهم شكوي و بدون شكوي لن يصدقوا اي شئ و لو رأووه بأعينهم فسوف يكذبون اعينهم و يصدقوا الاوراق و تريدون أن تتقدم مصر بمثل هذه العقليات الادارية ؟ و تريدون تربية وتعليم ؟ يقول السيد المسئول القاعد أن القانون و النظام يحتمان ان يتقدم الشاكي بشكواه الي رئيسه المباشر طيب ما الحل لو كان مدير المدرسة جزء من المشكلة ؟ ماذا سيفعل بالشكوي بل و ماذا سيكون شكل تعامله مع الشخص الشاكي ؟ في دول اخري تكفي حادثة واحدة كي ينتحر المسئول او علي الاقل يتقدم بأستقالته أما عندنا فلا شئ يهز الادارة ما دامت الاوراق سليمة و هكذا تصر الادارة المصرية أن تظل ادارة ورقية رغم اصرار الحكومة انها الكترونية و معني هذا ان هذه التسجيلات لو وضعت علي اليوتيوب و شاهدها الملايين عبر العالم كله و عرف الاستراليين و اليابانيين و الهنود و سكان الفضاء الخارجي لو عرف كل هؤلاء إن مدارس مصر المحروسة بها بانجو فهذا لا يعني انها موجودة فعلا ما دامت لا توجد شكوي رسمية بذلك و بالاضافة الي هذا الموضوع الرئيسي هناك عدة كوارث جانبية منها إن التلاميذ من شهور لا يدخلون الفصول فماذا عن الغياب و الفصل لاستنفاذ نسبة الغياب فلا مكان لها عندنا و منها إن مدير المدرسة يكلف طلابه بأحضار المشاريب من الغرزة ( المقهي ) المجاور و ما خفي اعظم ، إن استقالة وزير التعليم هي اقل ما ينتظره الشعب المصري من رجل لا يكف عن الحديث عن جودة التعليم اما من دونه من مستويات ادارية من مدرس و حتي وكيل الوزارة فلا اقل من محاكمتهم جنائيا عن مسئوليتهم تجاه ضياع جيل كامل من زهور مصر
Comments