القائمة الرئيسية

الصفحات

كان من الصعب ان يكون هذا الرجل هو مصطفي محمود لولا رحلته الصعبة و الشاقة من الشك الي الايمان هذه الرحلة التي مر بها غيره كثير فمن عاد و منهم من فتنته الرحلة و لم يعد الي الايمان رحلة مصطفي محمود يراها البعض نقطة سلبية في حياته لكن الواقع يقول ان لولا هذا الشك ما كان مصطفي محمود ليصل الي هذا اليقين
ان عظمة مصطفي محمود تكمن في انه شق لنفسه طريقه الي ربه بنفسه في صخور ألريبة و اللايقين و هو طريق طويل كان سنده فيه الصدق مع النفس و ألقدرة علي الاعتراف بالخطأ مع العودة الي الطريق الصائب بدلا من التمادي في الخطأ
لكن هل يقدح في ايمان الرجل هذه الرحلة ؟ بالطبع لا فالانسان بطبعه مفكر و القرآن ذاته يقول ان بداخل كل منا ركب مزيج من الفجور و التقوي فالي اين تقودنا انفسنا لا أحد يعرف و هذه الرحلة سبق ان أخذت الكثيرين مسلمين و غير مسلمين فقد مر بها الغزالي و ابن عربي و ديكارت و جارودي و غيرهم فمن من هداه ألله الي التقوي و منهم من اخذته نفسه الي دوامات الظلام
ان شك مصطفي محمود كان بحثا في أعماق نفسه عن انسب مكان يضع فيه اسس بناءه ألفكري الضخم
لا احد ينكر ان اسلام معظمنا يأتي بالوراثة من اسلافنا بغير فضل او جهد منا اما من يصطفيه رب العالمين من عباده فهم من يصلون الي الحقيقة اكتسابا لا ميراث و من هؤلاء مصطفي محمود الذي رحل في ذاته و في الافاق ضالا فاهتدي شاردا فاهتدي ملحدا فأهتدي
ان هذا الملحد القديم هو من جعل الله حياته بين المسجد و بين المرصد ، مصطفي محمود هو الذي كتب رأيت الله و الاسلام محاولة لفهم عصري و القرآن كائن حي و غير ذلك من كتب عن دينه لا يكتب مثلها الا رجل بتجربة و نضج مصطفي محمود
رحم الله الرجل و اسكنه فسيح جناته
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments