القائمة الرئيسية

الصفحات















هل تعلمون كيف كان شكل بلدنا في بداية القرن العشرين ضروري ان نعرف كيف كانت مصر كي نعرف اين نحن الان
دخلت مصر ألقرن العشرين و لديها ما لم يكن لدي من حولها من دول صحافة متباينة الاتجاهات : -
الاهرام


المؤيد


المقطم
المقتطف
لدينا ثاني اقدم سكك حديدية في العالم بعد انجلترا انشأت في 1853
لدينا نظام تعليمي متقدم يسمح بفصل التعليم المدني عن التعليم الديني الموجود بالازهر هذا التعليم أتاح لمصر أرسال بعثات تعليمية في الترجمة و الطب و الهندسة و العلوم العسكرية هذا النظام مكن مصر من ان يكون لديها مدارس للطب و الحربية و الهندسة
كان لدي مصر انذاك نظاما نيابيا تبلور تحت اسم مجلس شوري القوانين سنة 1866 و نضج في 1923 مصدرا اول دستور متكامل في المنطقة
كان لدي مصر و هذا هو الأهم جاذبية خاصة تجعلها محط انظار شعوبا و امما و افراد يأتون اليها بحثا عن امان او بحثا عن رزق او بحثا عن حلم اتاها الارمن منذ عهد محمد علي بحثا عن الرزق و جاءوا في 1915 بحثا عن الامن من مشاكلهم مع الاتراك و جاء اليونانيين و جاء الشوام و اليهود و الروم و التراكوة جاء كل هؤلاء الي مصر فنانين و صحفين و ادباء و رجال اعمال و لصوص و تجار جاءوا كلهم الي مصر كحل اخير او بداية جديده حينما كانت مصر تلهم الجميع ببدايات جديدة
كانت مصر في مطلع القرن ألعشرين واحدة من اهم اربع نقاط لتجارة ألقطن في ألعالم مع الهند و أمريكا و ليفربول و كانت بورصة القطن بالاسكندرية و التي انشأت في 1899 نقطة تحديد سعر للقطن علي مستوي العالم كله كانت مصر واحدة من اكبر الاسواق الناشئة بجد و ليس بالتقارير ما دعا كثيرين من تجار الشام الى تأسيس سلاسل تجارية اصبحت علامات في تاريخ الوطن و اقتصاده مثل عمر افندى و صيدناوى و شيكوريل و شملا و غير هذه من محلات كانت دليل الاناقة و الفخامة و الحركة في مصر هذه كانت مصر في مطلع القرن ألعشرين نعم مصر نفس البلد التي نحبها و نبتليها بمشاكلنا حتي الان
مصر التي جاءها جمال الدين الافغاني و الكواكبي و عائلة تقلا و مي زيادة و عبد السلام النابلسي و ال الاطرش و استيفان روستي و لينرت و لاندروك هذه كانت مصر التي اعطت العالم طه حسين و حسين هيكل و احمد شوقي و ألعقاد و ام كلثوم و عبد ألوهاب و يوسف بك وهبي و مصطفي بك كامل نسيت ان اقول لكم شئ صغير ان مصر انذاك لم تكن بلدا حرا بل كانت بلدا محتلا يعيث فيه جنود الاحتلال الفساد و الفوضي و يجثم علي صدر الوطن رجلا فظا اسمه المعتمد البريطاني هذه كانت مصر
مصر انذاك كانت جميلة لدرجة تدفع البارون امبان الي ان يعشق صحرائها و ينشئ بها ضاحية جديدة اسمها هليوبليس
مصر انذاك كانت جميلة لدرجة تدفع زوجة سفير النمسا بمصر الي تفضيل البقاء مع ابنها بمصر عن العودة مع زوجها الي ألنمسا هذا الأبن الذي سيصبح علامة من علامات السنيما المصرية و هو أستيفان روستي
مصر انذاك كانت أناقة رجال و شياكة نساء لم يمنعهم الاحتلال انذاك ان يكونوا لطفاء و مبتسمين مصر التي أمتلكت اول دار اوبرا خارج اوروبا و التي جري بها ثاني ترام و سجلت اول اسطوانة غرامافون بالمنطقة العربية و التي حرص الاخوان لوميير مبتكرا فن السنيما علي ان يزوروها للترويج لاختراعهم ألجديد
مصر هذه ربطت المشرق العربي بالمغرب و ألتي انست علي باكثير بلداه اليمن و اندونيسيا فأصبحت هي بلده كما انست قبله بيرم انه تونسي فظل يكافح من اجل العودة اليها متخفيا بعد ان طرد منها مصر التى كانت ماوى و امل الغرباء قبل ابنائها بفضل ديناميكية الحركة بها اصابها الان تكلس و تصلب في الشرايين اصبحت عجوزا متصايبة تحتاج الى كثير من الاصباغ و الالوان تدارى بها شيخوخة اصابتها ابعدت عنها ليس فقط المحبين بل و الاقارب ايضا مصر الان عجوز ثقيلة الحركة تحاول اغراءك ببعض المولات و الشاليهات على شواطئها بالظبط اغراء اى عجوز تعرف ان هذا الاغراء كاذب بل و قبيح و كما ينتشر العرى على شواطئها اعلانا عن ان مصر ما زالت جميلة فإنها تخفى عشوائياتها و قمامتها و امراضها في مليون بقعة عشوائية مصر تخفى ابنائها الجياع خلف صور الشبعى و تخفى انتشار الامراض وراء صور فنانيها المشعة بالصحة و الضحكات الكاذبة مصر الان تقدم شعبان عبد الرحيم و تامر حسنى و هيفاء و نجلاء و بلهاء بديلا عن محمد عبد الوهاب و ام كلثوم و كارم محمود و ليلى مراد و فريد الاطرش مصر تقدم نكرات و ناس مشبوهة بديلا عن عبود باشا و طلعت حرب باشا و شيكوريل مصر تقدم نفسها التى بناها ناس مخلصة و محبة لرجال اعمال يقطعونها بالمتر مصر الان مذبوحة في الطرقات تقطع اوصالها و كل شخص يجرى كى يلحق جزء من الذبيحة مصر التى كانت عروس الشرق الان ابنائها يهربون منها ليس كراهية لها بقدر خشية ان تأكلهم ابناء مصر يحشرون في زاوية اما الخضوع او الهروب ليس هناك مكان للحياة اما عبد القطاع الخاص و الخصخصة او زاحفا خلف رغيف عيش او خلف انبوب بوتاجاز المصرى المعاصر اما في مستشفى السرطان او مستشفى الكبد او معهد الكلى او مستشفى بهمان للأمراض النفسية مصرى اليوم غريب يبحث عن وطن نوضوع للقسمة على مائدة عيد ميلاد احد رجال الاعمال مصر التى كنا نجوبها ضحك و لعب و جد و حب من القناطر الى حلوان و الحديقة اليابانية اصبحنا محددين الاقامة فيها لأننا لا نجد ثمن تذاكر المواصلات مصر التى كنا نأخذ من قطنها للنسج و نلبس فلا اصبحنا ننسج و لا نجد ما نلبس مصر التى كانت تحت احتلال لا يوجد بها مشاكل تعليم بدليل طه حسين و مصطفى مشرفة و سميرة موسى اصبح التلاميذ يضربون المعلمين و المعلمين يعتدون جنسيا على الطلاب و الغش الجماعى منتشر و و السلاح الابيض داخل المدارس و كذلك البانجو و اصبح التعليم يحتاج الى تعليم و اصبح التلميذ المتعلم هو من لا يستطيع كتابة جملة واحدة بدون اخطاء املائية مصر اليوم اصبحت بلا ظهر دول حوض النيل التى كانت عشائر في الغابات اصبحت تهدد مصر الجزائر التى كانت مستعمرة نساعدها كى تتحرر اصبحت تكره مصر الفلسطينيين الذين كانوا الى وقت قريب يحكمون من مصر اصبحوا يتململون من مصر السودانيين الذين هم جزء من اهلنا و سندنا في الحياة اصبحوا ينتقدون مصر الدنيا تتغير من حولنا الى الاسوأ و كل هؤلاء معهم حق في انقلابهم على مصر لسبب واحد ان مصر واقفة مكانها منذ عقود لم تقدم لنفسها و لا لمن ينتظرون منها اى شئ على الاطلاق مصر الان تقدم لبعض مواطنيها كل شئ و تحرم نفسها و شعبها من كل شئ لا دبلوماسية و لا اقتصاد و لا ثقافة و لا اخلاق مصر تبيع الان هدومها و عفشها لبتوع الكانتو و سماسرة الاقتصاد بعض الخفافيش و العناكب ينتشرون في ظلام الاركان يمصون دم الشعب و دم الوطن يدفعون الشباب للموت في العبارات و القطارات و على اسطح سفن متهالكة هربا من جحيم مصر هى امى و ماتقلش ايه ادتنا مصر مصر لو هى امى لازم نحجر عليها الان لا كرها لها بل حفاظا عليها من البهدلة

كنت ارى الاجانب يأتون للسياحة في مصر فأقول انهم اجانب اغنياء معهم فائض من مرتباتهم يسمح بالسياحة فجأة وجدت العرب من اهل الخليج يأتون الى مصر قلت معلش ربنا اداهم بترول لقينا الليبيين و الجزائرين يأتون قلت تبع البترول ثم حضر السودانيين ليس كلاجئين يبيعون البخور و المراهم اياها بل كسياح محترمين فقلت يمكن الغابات باعوها و لا حاجة و فجأة حضر اليمنيون بل و الصوماليين فذهلت هل كل هؤلاء معهم فائض يسمح لهم بالسياحة و المصرى فقط هو اللى مش لاقى حق المواصلات يروح بيها شغله هل كل هؤلاء معاه فلوس يتفسح و المصرى فقط هو اللى بيستلف عشان يشترى علبة الدوا هل هى دى مصر ايوة لما تشوف ده كله يبقى انت اكيد في مصر
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments