ماذا فعل السيد البدوى خلال شهرين ؟ لقد حرك الساحة السياسية حركة قوية و ساخنة لكن في اى اتجاه كانت هذه الحركة ؟ و هل كانت حركة نفيد المجتمع ام كان الركود افضل منها ؟
لقد اقتحم البدوى الساحة و ظهر اسمه فجاة في حزب الوفد في وقت كان فيه هذا الحزب يتأكل و يضمر و كانت الاحداث السابقة ترشح الوفد لدخول دائرة الموات السياسى او النزاعات القضائية الممتدة و لكن بعد انتخابات نظيفة جاء السيد البدوى ليصبح رئيسا لحزب رسم لعقود سياسة مصر و شكل مصر و ثقافة مصر و بدا الوفد على وشك مرحلة استقرار و بناء جديد بفكر جديد و لكن يبدو ان مصطلح الفكر الجديد لا يوصم به الا كل ما يؤرق الشعب فبعد ميل كتل قوية من المعارضة الى مقاطعة الانتخابات القادمة اذا به يشق هذا الاتجاه و يحطم بأحادية مصالحه اتجاه كان ينمو للضغط على الحكومة فمثل هو بذلك طاقة حركة للحكومة للأستمرار في اتجاهها لتجاهل رغبات الناس في اصلاح انظمتنا الانتخابية و بدا واضحا ان هناك حصة قد تم اقرارها للوفد و انه بمنطق رجال الاعمال قد رضى بحصته في السوق الانتخابية و انه غلب رؤيته كرجل اعمال على رؤيته كسياسى يبحث عن الصالح العام مهما كانت التضحيات الذاتية لقد اشترى البدوى ما قدمه له الحزب الوطنى و فضل ان يأخذ العدد السهل التناول عن الكفاح بشرف في ساحة تستلزم ان يقاتل الانسان على مبادئه قبل مقعده
ثم كانت حادثة يوم الاثنين حينما اقال ابراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور ليثبت ان المال هو اغبى ما يمتلكه الانسان ان سطوة المال على العقل و على القرار يؤدى الى خسارة الانسان ورقة التوت التى تحجب سؤاته عن الناس بهذا القرار اصبح البدوى عاريا امام الناس و لم يعد في مقدوره ان يقول انه زعيم لحزب معارض و لم يعد في مقدوره ان يقول ان قراره مستقل عن مصلحته السيد البدوى اقال ابراهيم عيسى ارضاءا لأخرين دون ان يكسبهم لأنه في النهاية محلل يقوم بتحليل الساحة السياسية لغيره ثم سينصرف فلا هو كسب السياسة و لا هو كسب الناس و لا هو كسب نفسه ليصبح مجرد شخص ينقل مصر الى عصمة رجل اخر
Comments