القائمة الرئيسية

الصفحات

شهادة كاتب الغطرسة تأتي قبل السقوط

وصف الكاتب الصحفي الإسرائيلي المولود في ألمانيا وعضو الكنيست السابق يوري أفنيري حرب أكتوبر بأنها كانت نقطة تحول في حياة وتاريخ إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط‏.‏



كتب أفنيري مقالا له نشرته صحيفة روته فانه الإلكترونية الألمانية تحت عنوان الغطرسة تأتي قبل السقوط سجل فيه شهادته للتاريخ بإعتباره أحد الذين عاصروا حرب أكتوبر في إسرائيل‏,‏ مشيرا إلي أن إحتفالات إسرائيل بعيد يوم كيبور كل عام اصبحت مرتبطة إرتباطا وثيقا بذكري تلك الحرب المفاجئة التي شنتها مصر وسوريا علي إسرائيل عام‏1973.‏
وقال أفنيري في مقاله إن هذه الحرب كان يمكن تجنبها لو أن القيادة الإسرائيلية قبلت بإعادة الاراضي التي إحتلتها في عام‏1967‏ موضحا أن جهودا دبلوماسية جرت في هذا الإطار غير أن جولدا مائير التي كانت تنظر للعرب بإحتقار وعجرفة رفضتها جميعا‏.‏ وقال إنه نفسه كان أحد الذين شاركوا في جهود الوساطة مع مصر قبل حرب‏1973‏ وأنه ألقي كلمة امام الكنيست الإسرائيلي حذر فيها من عدم إعادة الأراضي المحتلة لمصر‏,‏ وأن ذلك سيدفع المصريين لمهاجمة إسرائيل حتي لو كانت إحتمالات إنتصارهم في الحرب منعدمة‏.‏ وقال إنه إتهم بعد حرب أكتوبر جولدا مائير علنا بالتسبب في مقتل‏2700‏ جندي إسرائيلي و عدد لا يحصي من الجنود المصريين و الإسرائيليين بسبب افقها الضيق‏.‏
أفنيري وصف إنجاز الجيش المصري في ساعات الحرب الأولي بأنه أذهل العالم بعد أن تمكنوا من عبور الحاجز المائي الكبير أي قناة السويس ثم إختراق خط بارليف الحصين في واحدة من اكبر المعارك المفاجئة في تاريخ الحروب والتي تقارن بعملية بارباروسا هجوم القوات النازية علي الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية‏,‏ وبالهجوم الياباني المفاجئ علي الأسطول الأمريكي في بيرل هاربور‏.‏
واضاف أفنيري أنه بعد إنتهاء الحرب أطلعه رئيس اركان الجيش الإسرائيلي دافيد أليعازر الذي أقيل من منصبه بعد تحميله مسئولية عدم إستدعاء قوات الإحتياط ليلة الحرب اطلعه علي ملفات سرية تؤكد علم الجيش الإسرائيلي بإستعدادات تقوم بها القوات المصرية خاصة بعد أن تم التقاط رسائل لاسلكية حول فتوي للجنود المصريين بالإفطار في ذلك اليوم رغم شهر رمضان ورسائل أخري بين جنود اشقاء يحثون بعضهم علي الصلاة قبل الإستشهاد وغيرها ما يؤكد أن القوات المصرية كانت تستعد للهجوم‏.‏ ومع ذلك لم تتحرك القوات الإسرائيلية كما يقول افنيري لأن رئيس الإستخبارات العسكرية إيلي زيرا كان حبيس إعتقاد خاطئ بأن المصريين لن يهاجموا إسرائيل أبدا في ظل تفوقها الجوي فلم يتعامل بجدية مع المعلومات كما أن التمويه المصري كان متقنا للغاية‏.‏
أما السبب الحقيقي في هزيمة الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب في رأي يوري أفنيري فهو ذلك الإحتقار الذي كان سائدا للعرب بعد هزيمتهم في عام‏1967‏ وإستسلامهم والنصر الساحق للجيش الإسرائيلي الذي لم يصدقه الإسرائيليون انفسهم‏,‏ فقد سيطرت علي الإسرائيليين حالة من النشوة الكاذبة إستمرت ست سنوات مع إعتقاد بأن الجيش الإسرائيلي من اقوي جيوش العالم‏,‏ وان العرب لن يحاربوا مجددا‏.‏
ويخلص أفنيري إلي أن إنجاز أكتوبر اعاد للمصريين كرامتهم وثقتهم بأنفسهم ما سمح للرئيس أنور السادات بعد ذلك بالقيام بمبادرته التاريخية‏.‏ وفي النهاية طالب أفنيري إسرائيل باستخلاص العبر من حرب أكتوبر‏,‏ مؤكدا أهميتها اليوم عن اي وقت مضي‏.‏
وهي أن الغرور و التكبر يؤديان إلي كارثة في النهاية وأن سيادة مفهوم قائم علي احتقار العرب سيؤدي في النهاية إلي إرتكاب خطأ تاريخي يؤدي إلي كارثة وأن أي حرب في منطقة الشرق الأوسط هي حرب لا معني لها ولن تحقق سوي ما كان يمكن تحقيقه بدونها‏.‏
ومن العبر أنه لا يوجد حل عسكري للصراع لا للعرب ولا لإسرائيل‏.‏ ويقول إن المجد يفوز به أبطال السلام أكثر من ابطال الحروب‏,‏ كما أن البطل الحقيقي هو من يحول عدوه إلي صديقه كما يقول حكماء اليهود منذ اكثر من الف عام‏.‏
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments