التاريخ السياسي لأراكان:-
الموقع الجغرافي:-يقع إقليم أراكان في غرب ميانمار، الساحل الغربي من الإقليم يطل على خليجالبنغال وله حدود بري مع بنجلاديش في أقصى الحدود الشمالية أما من جهةالشرق والجنوب فيحده أقاليم ميانمار التالية:١- تشاين.٢- ماغوي.٣- باغو.٤- آيياروادي.المساحة:-تقدر مساحة إقليم أراكان حوالي ٢٠,٠٠٠ ميل مربع، ويبلغ عرض أراكان فيالشمال حوالي ١٠٠ ميل ثم ينقص تدريجيًا جنوبًا حتى يصل في أقصى الجنوبحوالي ٢٠ ميل.
التضاريس الطبيعية:-توجد في شرق إقليم أراكان سلسلة جبلية هي ممتدة من جبال هملايا وتعرفهذه السلسلة الجبلية بجبال أراكان وهي مغطاة بالغابات الاستوائية وشبهالاستوائية، وتخللها أودية وأار كثيرة وأهمها هو ر كلادان، ثم سهول وأراضيزراعية، أما الشريط الغربي من أراكان فهو شاطئ طويل يبلغ طوله حوالي ٣٦٠ميل مطل على خليج البنغال وعلى طول الساحل الغربي لأراكان توجدتداخلات مائية على شكل خلجان صغيرة ورؤوس منا اليابسة ضاربة داخلخليج البنغال، كما ينضم إلى أراكان عدد كبير من الجزر ومن أهمها جزيرةأكياب.المناخ:-مناخ أراكان لا يختلف كثيرًا عن مناخ ميانمار فهو حار ممطر ولكن يتميز بالهواءالمعتدل بسبب إطلال الساحل الغربي على خليج البنغال، تمر على أراكان علىمدار السنة ثلاثة فصول كما هو الحال في المناطق الاستوائية موسم الأمطارومدته حوالي ٦ أشهر ويتميز بغزارة الأمطار حيث يبلغ معدل الأمطار ٢٠٠بوصة سنويًا وموسم الصيف وموسم الشتاء.
الثروة الزراعية:-يعتبر أراكان إقليمًا زراعيًا فتنتشر فيه زراعة الأرز بأنواعه المختلفة بكميات تجاريةخلال موسم الأمطار وكما تنشر في ربوع أراكان أشجار الفواكه المختلفة مثلجوز الهند والمانجو وقصب السكر وجاك فروت وقريب فروت والأناناسوالفوفل وغيرها من الفواكه الاستوائية، و يزرع سكان أراكان أغلب أنواعالخضار و التبغ والتنبول – ورقة تنبول تسمى بلهجتنا فان - ، أما الثروة التي( وهبها الله تعالى في غابات أراكان فهي كثيرة وأهمها الخيزران.( ١عدد النسمة والتركيبة السكانية:-عدد سكان أراكان حوالي ٨ مليون نسمة منهم ٩٠ % يقطنون الجزء الشماليمن أراكان، أما التركيبة السكانية في أراكان هي كالآتي:١. المسلمون – و ينقسمون إلى عرقين هما بنالي " حرف النون غير منطوقولكن وضع للدلالة على وجود صفة الغنة عند النطق بالكلمة و البناليون.% هم الأغلبية" و روهنجا- ويشكلون أكثر من ٧٠.% ٢. الموغ و هم البوذيون ويشكلون ٢٥.% ٣. الأعراق الأخرى مثل المورونغ مع اختلاف ديانتهم يشكلون ٥
أهم المدن في أراكان:-١- أكياب وهي عاصمة أراكان وتقع على جزيرة عند مصب ر كلادان.٢- مانغدو.ومن اشهرها : زيلا فارا ـ كون سيبون ـ ناسدون ـ كواربيل ـ كودون ـ ادون ـ هايت سورتا ـ روان فارا ـ كلون ـ اندا ـ بوسرا ـ ساب بزيجا ـ نبوجا ـ زيون حيلا ـ كونا فارا .
١) تركت الثروات الأخرى لمشاتها بثروات ميانمار. )
الحرف والمهن في أراكان:-معظم الأراكانيين مزارعون وقليل منهم تجار وأما الحرف الأخرى فمنهم الصيادوالزيات والخباز والخياط والحداد والصائغ والسباك وغيرهم، أما في مجالات العلمالأخرى كالطب والهندسة وغيرهما يكاد لا يوجد أحد منهم إلا ما ندر.
دخول الإسلام إلى ميانمار:-يعتبر إقليم أراكان بوابة دخول الإسلام إلى ميانمار – بورما آنذاك – لذلكسأكتفي بذكر دخول الإسلام إلى أراكان خاصة لأن المؤرخين قد اتفقوا على أندخول الإسلام إلى بورما كان عن طريق إقليم أراكان بواسطة تجار مسلميالعرب، ولكنهم اختلفوا في تحديد زمن الدخول على قولين:١- أنه كان في القرن الأول الهجري عن طريق مجموعة من تجار مسلميالعرب.٢- أنه كان في القرن السابع الميلادي في عهد الخليفة العباسي هارونالرشيد رحمه الله.ولكن حكومة ميانمار تدعي أن دخول الإسلام كان قبيل الاستعمار البريطانيلبورما عام ١٨٢٤ م وهذا الادعاء يكذبه الواقع والتاريخ والآثار الإسلاميةالقديمة.نسبة المسلمين في ميانمار:-تبلغ نسبة المسلمين في ميانمار حوالي ١٥ % من إجمالي عدد السكان أي أكثر من٨ مليون مسلم ميانماري وأكثر من ٦ مليون منهم في إقليم أراكان وحده.
أصول مسلمي ميانمار:-تنحدر أصول مسلمي ميانمار من أصول مختلفة مثل البنغالية والعرب والمورووالأتراك والفرس والمنغول والباتان ومعظمهم يشبه أهل القارة الهندية شك ً لاولونًا.المذاهب الإسلامية في ميانمار:-يعتبر – تقريبًا - كل مسلمي ميانمار من أهل السنة والجماعة، ومذهبهم الفقهيهو مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان رحمه الله، أما مذهبهم العقديفمنهم الأشعريون والسلفيون وغيرهم وفيهم التصوف بين أوساط العامة، وفيرانغون وماندلاي توجد خمسة آلاف نسمة من المسلمين الشيعة من أصولفارسية ومذهبهم الحسينية الإثنى عشرية.النشاط الإسلامي في ميانمار:-توجد في ميانمار أكثر من ٢٥٦٦ مسجدًا منها ٣٢ مسجدًا في العاصمة رانغونو توجد في أراكان وحده أكثر من ١٥٣٨ مسجدًا ومن أشهر مساجده مسجدبدر المقام، كما توجد في ميانمار أكثر من ٥٩٠١ مدرسة إسلامية منها ٤٠٥مدرسة إسلامية في أراكان، و يتميز مسلمو أراكان بحفظهم للقرآن الكريم.
بعد انتشار الإسلام في ربوع أراكان قامت مملكة إسلامية في أراكان دامت ٣٥٠عامًا من ١٤٣٠ م حتى ١٧٨٤ م وأول ملوك المسلمين في أراكان هو الملكسليمان شاه وحكم بعده ٤٨ ملكًا مسلمًا على التوالي، وفي عام ١٧٨٤ مسقطت تلك المملكة على يد الملك البوذي البورماني واسمه بوداباي وأصبحأراكان إقليمًا من أقاليم بورما، وتوجد آثار الحضارة الإسلامية لتلك المملكة حتىالآن منها مسجد بدر المقام ومسجد سندي خان الذي أسس عام ١٤٣٠ موكذلك العملات الذهبية الأراكانية التي صكت في تلك الأزمان، وفي عام١٨٢٤ م دخل الاستعمار البريطاني إلى بورما فأصبحت بورما جزءًا من حكومةالهند البريطانية، وفي عام ١٩٣٧ م أصبحت بورما مستعمرة مستقلة لبريطانياباسم حكومة بورما البريطاينة، ولما دخلت بريطانيا مع اليابان في الحرب العالميةالثانية عام ١٩٣٧ م كانت بورما ومعها أراكان بمثابة رحى الحرب التي تدار، وفيعام ١٩٤٢ م نشبت معركة أهلية – إن صح التعبير – بين مسلمي أراكانوبوذيي أراكان – الموغ – عرفت باسم ( موغ خرا خاري ) أي مقاتلة الموغ،وكاد المسلمون أن ينتصروا لولا تدخل البوذيين البورمان والمستعمرين فأمدواالموغ بالرجال والسلاح، فوقعت مذبحة عظيمة على المسلمين بلغ عدد الشهداءأكثر من مائة ألف مسلمًا من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والعجائزواستشهد كثير من العلماء في تلك المعركة، وفي عام ١٩٤٧ م عقد مؤتمر عام فيمدينة بنغ لونغ للتحضير للاستقلال فأبعدوا مسلمي أراكان من المؤتمر واغتالواممثلهم، وفي عام ١٩٤٨ م استقلت بورما عن التاج البريطاني، ولما حصل استبعادمسلمي أراكان من الحكومة وبسبب المذبحة التي وقعت عام ١٩٤٢ م ظهرت فيأراكان عصابات مسلمة مسلحة أعلنت انفصال أراكان عن بورما وأعلنت حرب ضد البوذيين الموغ، وفي المقابل ظهرت عصابات بوذية مسلحة أيضًا،وحصلت مصادمات عديدة بينهم، وفي خضم تلك المصادمات ظهرت عصابةمسلمة مسلحة قوية الشوكة بقيادة الملك قاسم، وقد استطاعت تلك العصابة منالسيطرة على معظم أراكان، ولكن الجيش البورمي البوذي حاصر الملك قاسموأتباعه في جبال أراكان، وهنا اضطروا إلى الهروب من أراكان إلى باكستانالشرقية آنذاك – بنجلاديش حاليًا -، وفي اية المطاف اغتيل الملك قاسم فيبنجلاديش بواسطة جواسيس البوذيين وانتهى أمرهم، وفي عام ١٩٦٢ م وقعانقلاب عسكري في بورما بقيادة الجنرال ( ني وين ) البورماني البوذي وبذلكاستولى العسكريون الشيوعيون على الحكم، وازدادت مآسي مسلمي أراكانواستمرت حتى الآن।
Comments