القائمة الرئيسية

الصفحات

تبدو مصر اليوم بين طريقين لا ثالث لهما اما طريق ماليزيا او طريق السودان الحبيب أما ان نتعلم من تجربة ماليزيا أو ان نلقى مصير السودان فماليزيا تلك الدولة التى لا تحظى بتاريخ او حضارة ميزة تبنى اليوم حضارتها و اسمها بقوة الاقتصاد و التكنولوجيا ماليزيا التى لا تحظى بتركيبة سكانية متماسكة وسط تنوع عرقى واضح للعيان يتكون من ثلاث كتل سكانية هى الكتلة الملايوية و هم سكان البلاد الاصلين ديانتهم هى الاسلام و هم اغلبية طفيفة في البلاد تمثل حوالى 56% من السكان ثم هناك الصينين و هم من وفدوا على تلك البلاد من الصين و جزر الصين خلال اعوام قريبة مضت لا تعدى المائة عام و نسبتهم حوالى 30 % ثم هناك الهنود و نسبتهم حوالى 12% و رغم عدم تماثل تلك التركيبة الا ان ماليزيا لديها تجربة حضارية تنطلق من القرآن الكريم تقوم على مقولته تعالى لكم دينكم و لى دين لا احد يهتم بأمور العرق و لا يجرؤ على الانتقاص من الاعراق الاخرى و هى جريمة هناك يتم التعامل معها بمنتهى الحزم و الشدة و لاتهاون في اى اثارة عرقية هناك فالقاعدة ان الوطن لجميع و المارسات الدينية مكفولة و اجراءات بناء دور العبادة متساوية بين الاغلبية المسلمة و بين الاقليات و لا مجال لأن يشعر ابناء الاقليات بأى تفرقة او ظلم و لهذا فهم يعطون بلدهم بمنتهى السعادة حيث يشعر الجميع انهم سواسية امام القانون و لذلك فعائد التنمية يعود على الجميع و يشعر به الجميع فلا طائفة تفتخر انها اعطت اكثر و لا طائفة تدعى انها حصلت على الاقل و هكذا نبتت دولة صغيرة من غابات اسيا الاستوائية لتبرز بقوة و بحق على خريطة الاقتصاد العالمى الان ليست فقط كدولة مصدرة لمواد خام بل كدولة عظمى في التكنولوجيا و الالكترونيات فمن اين اتت تلك القوة من كلمتين فقط العدالة و المساواة مقردتين لا ثالث لهما الا يشعر الضعيف انه ضعيف و الا يحصل القوى على ميزة لأنه فقط قوى من اراد ان يأخذ فليقدم ما يستحق العطاء بسببه
اما السودان الحبيب فهى دولة ذات حضارة و تاريخ عريق و هى دولة مفروض انها اكثر تماسكا فالمسلمين هناك اكثر من 70 % من السكان و الاقليات هناك جزء اصلى من سكان الدولة و ليست وافدة مثل الصينيين او الهنود فى ماليزيا و مع ذلك فإنهم تلك الاقليات الافريقية شعرت انها غرباء في وطنها ما جعلها تحارب من اجل الانفصال بمدنهم ليكونوا دولة و مع غياب العدالة و التنمية المتساوية بين الاقاليم ظهرت التفرقة العرقية ما جعل هذه الدولة العريبة تعيش الان ايمها الاخيرة قبل الانفصال و التشرذم و إذا كان الجنوب اليوم يستعد للذهاب بعيدا عن الوطن الام بسبب الظلم و غياب الحقوق المتساوية فإن اقاليم اخرى تستعد للسير في نفس الاتجاه مثل دارفور بل و ربما النوبة و هى الخطوة التى ستكون ضربة لمستقبل مصر نفسها
ان مصر اليوم عليها ان تختار بين التجربة الماليزية و بين المحنة السودانية فأما ان نحتوى المصريين كلهم في اقتصاد و تنمية مشتركة عادلة لا تفرق بين مدينة و اخرى و بين مواطن و اخر و اما ستصيب الدوائر مصرنا و نرى مصريين يشعرون بالغربة و الاغتراب اكثر و اكثر ليس فقط لتنوع دينهم بل و لبعدهم عن القاهرة سواء في النوبة و الصعيد او ف يسيناء و اليوم قبل غدا علينا ان نختار طريقنا قبل ان يفرض علينا المزيد من الفرقة


author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments