القائمة الرئيسية

الصفحات

23 يوليو و25 يناير.. بين الإطاحة بالملك والرئيس فروق كثيرة

هشام عبد اللطيف |
12-2-2011 | 20:54
| 323
قراءات
|
|
لحظة خروج الملك فاروق من قصر رأس التين ومبارك

لعل المتابع لما حدث في ثورة 25 يناير والمطلق عليها ثورة الشباب والتي أطاحت بالرئيس مبارك، وثورة 23 يوليو التي سبقتها بأكثر بما يقرب من 60 عاما والمسماة بثورة الضباط الأحرار، وخلعت الملك فاروق، يكتشف أنه رغم توحد الهدف في الثورتين وهو خلع رأس النظام وقت الثورتين وإعطاء الشرعية للشعب، ونجاح الثورتين في تحقيق مرادهما، إلا أن هناك فروقا جوهرية بينهما.
منها أن التنسيق لثورة 25 يناير كان معلنًا واعتمد نجاحها على إعلام أكبر عدد من الجماهير عبر الفيسبوك وشتى مواقع التواصل الاجتماعي باليوم المحدد لبدء التظاهر والاحتجاج وساعة الانطلاق وهذا ما أعطاها زخما كبيرا وأمدها بحشود بشرية حولتها من مجرد تظاهرات لتعكير صفو الشرطة إلى ثورة شعبية تطالب بالشرعية وخلع الرئيس وإسقاط نظامه، ورغم أن الدعوة لثورة يناير كانت علنية فلم يستطع النظام إحباطها.
أما ثورة 23 يوليو فاعتمد نجاحها على أن التنسيق لها وكل ترتيباتها المسبقة كانت سرية لا يعلمها إلا الضباط الأحرار وليس جميع من شاركوا فيها من رجال الجيش وقتها، وهذا ما جعلها مفاجئة أربكت نظام الملك وقتها ولم يستطع إحباطها، وربما لو كانت الترتيبات لثورة يوليو علنية لما حققت نجاحها.
كانت الدعوة لثورة يناير تتم عبر الدردشة المفتوحة على الإنترنت بين الشباب وغلب عليها طابع العفوية والسخرية ولم تكن محددة الهدف من البداية، بينما كان الهدف واضحا منذ البداية في ثورة 23 يوليو وتم الترتيب لتحقيقه عبر اجتماعات ومكاتبات سرية بين الضابط الأحرار.
في ثورة يناير كان الشعب هو محور الأحداث وصانعها منذ البداية حتى النهاية وسهر الجيش فقط على حمايتها وضمان تحقيقها، بينما في ثورة يوليو كان الجيش هو محور الأحداث وصانعها ولم يعلم الشعب بها إلا حينما تحققت فالتف حول الجيش واحتضنه وأشاد بانتصار رجاله وما حققوه للشعب المصري.
ثورة يناير راح ضحيتها 300 شهيد من أبناء الشعب وأصيب المئات منهم في المواجهات مع الشرطة، بينما في ثورة يوليو لم تسقط قطرة دم واحدة وسميت الثورتان بالثورات البيضاء.
ثورة يناير حققت مرادها في مدة 18 يومًا وحدثت في فصل الشتاء، بينما حققت ثورة يوليو هدفها في ساعات قليلة ليلة 23 يوليو فضلا عن وقت الترتيبات السرية السابقة لتلك الليلة الصيفية.
في ثورة يناير لم نر الرئيس مبارك وهو يغادر قصر الرئاسة أو يركب الطائرة، بينما في ثورة يوليو رأينا الملك فاروق وهو يغادر القصر الملكي ويركب باخرة المحروسة.
كان هناك قادة محددون ومجلس معروف لقيادة الثورة تولى الحكم مباشرة، بينما ثورة يناير ليس هناك حتى الآن قادة معروفون لها ويترقب الناس بشغف رؤية النظام الحاكم الذي ستفرزه.
ومع هذا فهناك نقاط اتفاق كثيرة في الثورتين ومنها أن العالم كله أشاد بهما، وأنهما يعبران عن اختيارات الشعب وأن أهدافهما كانت واحدة وهي الإطاحة بنظام حكم يئس الشعب من فساده وفساد رموزه، وأن الثورتين بدا الجيش فاعلا فيهما بقوة ونظرت إليه الجموع في داخل مصر وخارجها نظرة إجلال وتقدير على دوره الوطني، وكانت الهتافات في الاحتفال بنجاح الثورتين تركز على تلاحم الشعب مع الجيش واختفى دور الشرطة وتراجع نهائيا من المشهدين.

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments