القائمة الرئيسية

الصفحات


هل كانت ثورة 25 يناير نبت شيطانى بلا مقدمات ، هل فوجئ المصريين بهذا الحدث القنبلة في وسط القاهرة ، هل كانت مصر في امان من اى طارئ يشعرنا بما وصلنا اليه دون ان ندرى ؟
الواقع يقول ان هناك جنين كان ينمو في رحم مصر جنين يتضخم و ينمو و شعرنا بتحركاته امام اعيننا لكننا نظرنا في الاتجاه الخطأ او تصنعنا الجهل به ، لقد كانت بشارات الثورة حية امامنا و استطيع ان احدد عدد من الاعمال الفنية و الفكرية حذرتنا من الواقع و وضعتنا امام الصورة كاملة بكل تفاصيلها و اخص بالذكر
فيلم هى فوضى لخالد يوسف و فيلم دكان شحاتة لخالد يوسف و فيلم حين ميسرة له ايضا و كذلك مسلسل تاجر السعادة و مسلسل اهل كايرو ثم هناك قصيدة مش باقى منى حاجة لجمال بخيت و قصيدة جحا لهشام الجخ كل هذه الاعمال كانت تحذرنا من الوضع العام في المجتمع و كانت تنذرنا من الكارثة التى نحن نكاد ان نقع فيها ، كل هذه الاعمال لم تكن تنتج بغرض اللوم او الشماتة بل بغرض التنبيه و التحذير لقد كانت الاحداث امام اعين الجميع لكن البعض تعمد التغافل عنها او تصنع السخرية من حدودها لم يكن خالد يوسف يزوما عميلا او متجنيا على النظام و لم يحاول تشويه سمعة و صورة بلاده حينما قدم كل هذه الاعمال بل كان يصور الواقع بدون تدخل شخصى منه و رغم هذا لم نرى اى شئ مما رأيناه في هذه الافلام
في فيلم هى فوضى كانت صورة العلاقة بين الشرطة و الشعب و استغلال النفوذ و الرشاوى و صور الفيلم كيف من الممكن ان يقود فرد شرطة المجتمع الى لحظة الانفجار و في فيام حين ميسرة قدم الفيلم حالة العشوائيات و العلاقات الاسرية المفككة و انتشار الفقر بصورة بشعة و عدم الالتفاف الى اى وازع دينى او اخلاقى مقابل الحصول على جنيهات قليلة و نفس الحال في فيلم دكان شحاتة
اما الشعر فقد بشرنا بالانفجار و من يقرأ كل من مش باقى منى حاجة و قصيدة جحا سيرى مصر تكاد تنفجر و سيرى حال الفقراء و المهمشين و سيرى حالة مصر المزرية التى لا تتناسب مع اسم و تاريخ مصر
ارجو الالتفات الى هذه الاعمال و اعادة النطر اليها لأكتشاف ان مصر كانت بالفعل تستعد للأنفجار في كل لحظة ليس اليوم فقط بل منذ اكثر من ثلاثة سنوات مص كانت تنتظر منذ فترة وشهدت ارهاصات من اعتصامات العمال و الموظفين امام مجلس الشعب و تهديد من بعض اعضاء برلمان النظام بضرب المتظاهرين بالنار و المشكلة اننا لن نجد في النظام من رجلا رشيد لم نجد من يحاور و لم نجد من عنده ذرة ايمان بضرورة انقاذ البلد من الفوضى و الضياع و ها هى النتيجة ثورة تجتاح الاخضر و اليابس و تحاول اجتثاث النظام البالى من جذوره و سيحدث قريبا ان شاء الله
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments