القائمة الرئيسية

الصفحات

ما زالنا امام تحليل ما يمر به الشرق الاوسط من تغيرات جذرية تفوق مخيلة اكثر المتفائلين لعودة العرب لصورة الدول الجديرة بالاحترام ، لقد عشنا سنوات طويلة عالة على العالم نستهلك من رصيدنا الحضارى دون ان نقدم للعالم ما يستحق الاشارة ، و ها نحن اليوم نعيد كتابة تاريخ حضارة العالم فبدأ من ثورة تونس و الثورة المصرية التى اعادت مصر الى ريادة صناعة الحدث سياسيا و فكريا اصبحت مصر بصفة خاصة و منطقة الشرق الاوسط بصفة عامة مكان جدير بالملاحظة و التعلم بدلا من ان تكون منطقة للتهكم او الترقب خوفا من صناعة الارهاب
لقد عبر العرب في الخمسينات من جدار الاحتلال و تحرر العرب من سطوة المحتل الاجنبى ليقعوا في براثن القمع و الاستبداد و الديكتاتورية و اذا كان الحد الفاصل بين الوطنى و الاجنبى واضحا فإن تلك الحدود كانت مبهمة بين المواطن و الحاكم الديكتاتور الذى يحمل جنسية البلد و ان كان يعمل ضد مصلحة بلده و يمارس سلطات اشبه ما تكون بسلطة السجان مع مسجونه لقد كانت ارادة الشعوب قيد الاعتقال و كانت الشعوب اشبه ما تكون بمن هم قيد الاحتجاز الاجبارى في افكارهم و مبادئهم و ها هى هذه الشعوب الان تتحرر من احتلال ارادتها و من قيود عصابة السلطان
لقد اثبت العرب انهم ليسوا سجناء شهوات البطون و الجنس و ها هم يسعون للحرية و يدفعون ثمن هذه الحرية من دمائهم سواء في مصر او في ليبيا التى قدمت الاف الشهداء دون ان يخطر الاستسلام في اذهان تلك النخبة من الشباب التى اثبتت انها من الممكن ان تقدم دروس في حرية الابداع و حرية الفكر و ما زال هؤلاء العظماء الصغار يبدعون و يقدمون للعالم ما يستحق الاحترام
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments