القائمة الرئيسية

الصفحات

ان نقبل نعم في بلد حر شرف لمن قال لآ

ماذا حدث في مصر يوم السبت 19 مارس ؟ هل كان حلما ؟ هل كان فرحا ؟ هل كان مهرجانا للديموقراطية ؟ يجب أن نوثق هذا اليوم بأعتباره اول ثمار ما حدث في 25 يناير و يجب ان ناصل الاشياء من جذورها كى نفهم كل ما قد يترتب على هذه الجذور ، لقد خرج شباب متعلم مثقف مرتب ينتموا الى جيل جديد منفصل عن الاباء و المعلمين و الكبار و هم يعلمون جيدا ماذا يريدوا خرجوا بدون ان يسألوا بعضهم عن انتمائاتهم السياسية و الدينية فقد كان الهدف عندهم يسمو فوق اى تقسيم او عوامل للفرقة لم يمتعض محمد من وجود مينا معه و لم يخشى ابناء حزب الغد من وجود يساريين في المظاهرات و لم يعترض الشيخ فلان على وجود سافرات او نصارى معه سار الجميع على قلب رجل واحد لا يهابون امن الدولة و لا يهابون بطش الحاكم و لا يخافون الا الله هدفهم وقف الظلم الذى تتعرض له مصر و لما كانت القلوب صافية نظر اليهم ربهم من فوق سبع سماوات و نصرهم لصدقهم مع انفسهم و تساميهم عما يفرقهم و اذا كان الخارجين ايام 25 و 26 و 27 الافا قليلة فلم يكن معنى هذا انهم اقلية مندسة و لم يكن معنى انهم قليلو العدد انهم ضعيفوا الرأى او انهم ليسوا على حق بل كان يعنى هذا ان الغالبية لا تدرك الى اين تسير و يوما بعد يوم بدأت الناس تتجه الى هذه البذرى الاولى و تساندها و اليوم صار الجميع ينسبوا انفسهم الى اول يوم و يقولوا انهم كانوا مع الثورة لا يهم ، فمن خرج للثورة لم يخرج لمغنم شخصى و لم يكن يدور بخلده و هو يعارك رجال الداخلية منصب او حصانة او جاه لقد خرج من اجل هدف و ليس من اجل مكسب هذه كانت الثورة و هذه كانت البذرة حتى نبتت اولى بشائر هذه الثورة يوم امس صحيح ان النبتة لم تنضج بعد و مازالت تحتاج الى بعد الوقت حتى تكون حلوة المذاق الا اننا نفرح لمجرد رؤيتها تنضج و تنبت امام اعيننا و ان لم نستسغ طعمها بعد و بالامس كان الاستفتاء و اذا كان الشباب هم من خرجوا يوم 25 الى التحرير فقد خرجت الاسر المصرية كلها امس الى كل اللجان للتعبير عن رأيها " مصطحبة معها كل المخاوف و السلبيات التى منعتها من الثورة طوال 30 عام " خرجت الاسر امس لتتذكر مالم يتذكره محمد و مينا محمد و مينا خرجوا في الثورة معا الملتحى و السافرة خرجوا معا يوم 25 يناير لكن بالامس تذكر العواجيز و تذكر الاميين و البسطاء ان مصر مسلمين و مسيحيين و اذا كان الاقباط اختاروا رأى فيجب ان نخالفهم و اذا كان محمد و مينا لم يسالوا شيوخهم و لا قساوستهم هل يجوز الخروج في ثورة فأن ابو محمد و ابو مينا جروا على المشايخ و القساوسة ليسألوا كيف نصوت في هذا اليوم ، لقد عاد الاهالى الى اسباب البلاء ليعيشوا في ظله يوم الاستفتاء برعاية من جماعات عرف يقينا ان زعمائها و رجالها الكبار كانوا على علاقة اكيدة بأمن الدولة و ها نحن اليوم نحكمهم في مستقبل بلادنا
المهم في هذه النقطة اننى ارجو من الله ان يسأل ابو محمد و ابو مينا ابنائهم بدلا من سؤال المشايخ و القساوسة لسبب بسيط ان ما نعيشه اليوم هو نتاج فعل محمد و مينا و ليس نتاج فكر و عبقرية المشايخ و القساوسة
و انتقل الى يوم 19 مارس لأقول ان شعب مصر اخيرا نال حريته المفتقدة منذ 1952 و اصبح من حقه ان يعبر عن رأيه خرج المصريين امس بالملايين ، خرج المصريين امس لأول مرة ليمارسوا حقا سياسيا لأول مرة في حياتهم خرج المصريين ليقفوا بالساعات في طابور يمتد احيانا عدة كيلومترات و ليملئوا الصناديق الزجاجية عن اخرها وقف المصريين في هذا الطابور وهم مبتسمين و ليمارسوا الديموقراطية بشكل مفرح و مبهج و لو كان سلوك المصريين امس ناجح بنسبة تفوق الــ 80 % فإن الــ20 % الباقية لا تمثل خطرا على البلاد ما لم نعالج اسبابها
مصر نجحت امس في ممارسة الديموقراطية و اثبتت لمن كان يقول ان مصر ليست جاهزة للديموقراطية قصر نظرهم ، مصر حصدت اول ثمار الديموقراطية و هى تستحقها
لقد كنت دائما متفائلا من مستقبل مصر و ما زلت لأن مصر بتراثها الحضارى و الفكرى و عمقها الراسخ في روحها و عقلها تستطيع ان تنهض في اى وقت و ان ترسخ خطواتها بقوة دون الخوف من خطأ الخطوة نستطيع دائما ان نصحح مسارنا في اى لحظة
و بصرف النظر اذا جاءت نتيجة الاستفتاء موافقة لما اراه ام لا فأننى سعيد بتحرك الشعب تجاه ممارسة حقوقه
" ملحوظة " يجب قولها
ما حدث للبرادعى في اثناء توجهه للتصويت يدل على شيئين اولهما مدى الجرم الذى ارتكبه النظام السابق في حق هذا الرجل و في حق ذاكرة و وعى هذا الشعب و ثانيهما ان البعض من المصريين لم يفهموا بعد معنى الديموقراطية حتى مع من تختلف معهم فكريا
و يبقى ان نقول اننى قلت لا و لكن سأكون سعيدا لو قالت الاغلبية نعم لأننا الان في وطن يتسع للجميع
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments