القائمة الرئيسية

الصفحات

بينما تعيش معظم الدول العربية اجواء مضطربة من الازمات الداخلية او الخارجية كما تمر بحالات مختلفة من المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية تبقي دولة واحدة هادئة لا تدخل في صراعات مع احد و لا يعاديها احد ....
لم نراها طرف في اي مشكلة و لم نعدها تثير اي مشكلة .... انها سلطنة عمان القابعة في هدوء ليس كمثله هدوء .... فما هي الاسباب التي جعلت من عمان اخر واحات الهدوء في زماننا ؟

في رأيي المتواضع ان العامل الاكبر لوضع عمان هو العامل المذهبي الذي يجعلها كتلة منفصلة مذهبيا عن باقي الامة الاسلامية ... فبينما يعتقد اغلبنا " خطئا " ان المسلمين اما انهم سنة او شيعة لا يفطن اغلبنا ان هناك فرع ثالث للمسلمين ليسوا منا نحن السنة و ليسوا كذلك من الشيعة .
انهم الخوارج .... نعم كما قرأتم الخوارج .... تلك الطائفة التي اوجدها صراع سيدنا علي مع عاوية فما كان منهم الا ان خرجوا عن علي رضي الله عنه و رؤوا لاسباب عديدة كفر كل من علي و معاوية و قتلوا علي بينما فشلوا في قتل معاوية ... و كان الخوارج مع سوء تفسيرهم للدين علي اخلاص حقيقي لدينهم و ازدادت اعدادهم خصوصا مع اشتداد مظالم بني امية و تحصنوا في جنوب شرق الجزيرة و كونوا لانفسهم دولة مستقرة في هذا الركن .
حضارة عمان و تراثها نقطة ضوء في الجزيرة العربية ولمحات فنية نادرة
لا ينسي احد ان عمان ككيان كانت دوما دولة متجذرة الحضارة حتي قبل رسالة الاسلام و تعامل الرسول ص مع عمان تعامل الدولة العريقة و هذا ما اكسب الخوارج في ظني حسا متحضرا من معايشتهم لاهالي عمان الاصلاء .
و بينما اكتسبت مناطق شمال الجزيرة العربية لونا طائفيا يحمل رائحة الدم و الثأر بين عراق متشيع لآل البيت و شاما امويا سلطويا ... ترعرعت عمان علي مذهب مختلف كان كرمانة الميزان بين قوتين مذهبيتين .
ان الوضع المذهبي لعمان يجعلها مركز قوي و ان كانت ضعيفة العدد و العتاد فلا الشيعة يجرؤون علي الاعتداء عليها خوفا من جر شكل الجيران السنة و لا السعودية او غيرها يتجرئون عليها خوفا من تحالفهم مع ايران
عمان من ورائها السعودية و من امامها ايران
عمان كان لها وجود عسكري اعتمد علي التجارة و البراعة في علوم البحر


و هكذا اصبحت عمان في مأمن من اي غدر اقليمي ما امدها بالقوة غير منظورة في محاولتها ان تصبح وسيط بين اي طرفين ...
فالكل يعلم ان عمان اضعف من ان يكون لها اطماع اقليمية فلا مانع من قبولها كوسيط
و من ناحية اخري مكن قابوس بن سعيد لنفسه مكانة كبيرة من خلال النأي بنفسه عن اي محاولة لافتعال المشاكل الاقليمية فاصبح صديقا للكل و لم يلمس احد منه اي محاولة لتوسيع دائرة النفوذ فبقيت عمان في عهده صديقة للجميع


السلطان الهادئ الذي افتقد وريث لعرشه



علم عمان يحمل الخنجر ... الارث الشعبي
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments