القائمة الرئيسية

الصفحات

تجديد الخطاب الديني ... معناه و حدوده

يعتقد البعض أن مصطلح التجديد فيما يخص الدين هو مصطلح حديث و يربطوه بالعلمانية و الليبرالية ... لكن الحقيقة ان هذه قضية فكرية قديمة اقرب محطاتها مدرسة الغروة الوثقي و المنار و هي مدرسة ربما كان اقدم رجالها عبد الرحمن الكواكبي و معه الشيخ جمال الدين الافغاني ثم جاء الشيخ محمد عبده ليبلور فكر التجديد بصورة ذات معالم متقاطعة مع الفكر السائد آنذاك .

اثمرت مدرسة التجديد نموذجين رائعين أحدهما اخذ نصيبه من الشهرة و هو رشيد رضا و الاخر و كان أقل منه شهرة و أن كان أكثر منه علما فكان الشيخ الأزهري عبد المتعال الصعيدي .
لقد انطلق خطاب التجديد من قلب رجال محسوبين بشكل أو بأخر علي المؤسسة الدينية و لم يكن أحدهم علمانيا أو كارها للدين .
و بالنهج الذي كان عليه الامام محمد عبده و بأفكاره فقد تعلمنا أن الاختلاف حائز و مشروع و قد كفانا الشيخ طرح أفكار تعتبر اليوم من قبيل الافك و تضع قائلها في كفة أعداء الدين أو المارقين و ربما نناقشها في موضع آخر قريبا ؛ لكن نكتفي اليوم بطرح بعض الأفكار التي يستحسن وضعها محل توضيح ربما تنير لنا طريق نحسبه مظلما غير واضح المعالم
اولا : هل من حقنا أن نفصل بين المقدس و البشري ؟
ثانيا : هل يتساوي عصمة الاثنين ؟
ثالثا : ما الفرق بين القرآن و الفقه ؟
رابعا : هل الفقه تأكيد لعصمة القرآن ام انه فهم محدود باطار الزمان و المكان و البيئة ؟
خامسا : ما معني الصلاحية لكل زمان و مكان اذا كان النص و المعني و الحكم جامدا ؟
********
بالنسبة لأولا ... لا احد يقول ابدا ان الاثنين معا و لا أن لأحد من البشر له عصمة أو قداسة .
ثانيا من يقول لعصمة البشري ينزع عن القرآن إعجازه و يلغي مفعول قوله تعالي إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون
ثالثا الفقه هو فهم بشر للنص وفق حدود علمه و معارفه و وفق عادات و حضارة المجتمع الذي يعيش فيه الفقيه و بالتالي لنا أن نفهم أن تعدد وجهات النظر حول نفس الاية نابع من اختلاف علوم و زمان و بيئات الفقهاء .
فإذا ما اختلف الفقهاء فلنا ان نفهم أن الفهم البشري المقدس متباين و ليس لأحد أن يلزم الآخر يفهمه هو
و بالتالي و بحكم التغير البشري في فهم المقدس ينزع اي قداسة الفقه لإنهاء عرضة التبدل حال تغير الافهام بتغير العلوم و البيئات
فمن البديهيات ثبات المقدس و نسبية البشري و الإلزام المقدس أما البشري فيلزم صاحبه دون أن يلزم الآخرينفإذا كنا أمام المقدس معتقدين بشئ واحد فإننا أمام الفقه لنا مطلق الحرية دون أن نشعر بأثم المعصية أو محدودية الإلزام
و هذا ايضا يتناول رابعا
و يتبقي خامسا و هي صلاحية الحكم و النص لكل زمان و مكان ....
دائما نتباهي بأن ديننا صالح لكل زمان و مكان و هذا في رأي شئ في محله فالاسلام و هو آخر الأديان و نبيه سيدنا محمد آخر الأنبياء صالح منذ ألف و أربعمائة عام و حتي تقوم الساعة .. لكن كيف يكون صلاحه و الاحداث و الحوادث متجددة ؟ و العلوم متوالدة ... و القضايا متغيرة ... و ما كان في زمان القرآن أصبح ماضي و الاختراعات متزايدة ؟
الواقع أننا حينما نقول إن الإسلام صالح لكل زمان و مكان فإني افهم من هذا أن الصلاحية هي الاسلام ... و الاسلام هو تسليم الوجه لرب العالمين و هو مطلق الايمان لله و الإقرار بوحدانيته و التسليم له بالعبودية .
و ما نقوله هو مفردات العقيدة بما فرضه رب العالمين من أركان الإسلام ... من صلاة و زكاة و صوم و حج و شهادتين .
فهذا هو الاسلام الصالح لكل زمان و مكان .
ثم هناك الشريعة و هي ما ورد في القرآن علي سبيل القضاء و التشريع اي القوانين المنظمة و ليس في رأيي علي سبيل العقيدة ....
و لها عدة أقسام منها شرائع النظيم الدولي و التشريعات الجنائية و التشريعات المدنية
فمن شرائع التنظيم الدولي أحكام الحرب و الغزو و الاسترقاق و هي قواعد لم يأت بها الإسلام .... بل سفيرها الاسلام مع تهذيب ما بها من قسوة و عنف
فإذا لم يكن الإسلام قد اتي بها و لكت عمل بما تعارفت  عليه الأمم  فالحال أن الأمم لو تعاهدو علي تغيير المعاملة للأفضل فهذا يلزم المسلمين و لو أساؤوا المعاملة فليس لنا أن نسيئها مثلهم
لكن لنا أن نعيد القواعد القديمة
فلو قتلوا الأسري فليس لنا أن نسايرهم
اما لو أعادوا احكام الاسترقاق للرجال القانون و الدين النظر في إعادة الاحكام القديمة
و حكم ملك اليمين نفسه سقط بتغيير قواعد الرق في العالم و هذا يلزمنا لأنه جزء من البنيان القانوني للقرآن و ليس من أحكام العقيدة التي نأثم اذا غيرناها



author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments