هل انت متاكد انك تعلم كل شئ عن السادات ؟
حسنا دعنا نقرأ مقال للاستاذ احمد السيد النجار
ملامح شخصية الرئيس السادات من تناول جانبي في كتاب اقتصادي أقوم بإعداده حاليا..
أما روايته عن موقفه من معركة الدفرسوار أو “الثغرة” التي حدثت في حرب اكتوبر وعدم تصفيتها فإنها مذهلة وتكشف الكثير من جوانب شخصيته. يقول السادات: “كنت واثقا كل الثقة من أن عملية الثغرة مغامرة طائشة ساذجة ومكتوب لها الفشل المحقق، فلو اني صفيت الثغرة حسب الخطة الموضوعة والتي وقعتها بنفسي كانت إسرائيل ستفقد 400 دبابة وعشرة آلاف عسكري بين قتيل وجريح ولم يكن هذا بالأمر الصعب أو المحتمل بل الأكيد، ففي هذه المعركة لم يكن أمامي قناة أعبرها أو خط بارليف اقتحمه، العدو أمامي وعلى مساحة ضيقة من الأرض ظهره للبحيرة وورائه على الضفة الشرقية خمس فرق كاملة لي ومدخل الثغرة من الضفة الشرقية فتحة هي ستة كيلومترات فقط عند نقطة الارتكاز بين الجيشين الثاني والثالث، كل الحسابات العسكرية كانت تشير إلى أن هذه المعركة لو تمت فستكون مذبحة التاريخ. ولكنها لم تتم… لماذا؟ لأنها كانت ستعني المزيد من الدم والكراهية والأحقاد وأنا أكره كل هذا”.(أنور السادات، البحث عن الذات.. قصة حياتي، المكتب المصري الحديث، القاهرة 1978، صـ 382)
وهذا التفسير الذي قدمه السادات عن عدم تصفية الثغرة مذهل حقا إذ يبدي حرصا على الدم الصهيوني المغتصب والمحتل حتى لا يخلق الكراهية والأحقاد، بينما كان الجيش الثالث المصري محاصرا كليا ويعاني الأمرين ومهدد بصورة قاسية بسبب تلك الثغرة وما تلاها من حصار مدينة السويس واحتلال ميناء الأدبية، وكان الشعب في مدينة السويس يقاوم بالتعاون مع أعداد من القوات المسلحة ببسالة استثنائية ويقدم قوافل من الشهداء لمنع احتلال القوات الصهيونية التي عبرت القناة للمدينة الباسلة، وكان قسما كبيرا من قواعد صواريخ الدفاع الجوي التي تحمي سماء مصر في منطقة الثغرة قد تعرض للتدمير أو لاستيلاء العدو عليه وسالت دماء مصرية كثيرة بسبب تلك الثغرة، وأصبحت القوات الصهيونية المغتصبة على مسافة تزيد قليلا على 100 كيلومتر من القاهرة. ورغم أنها لم تكن تستطيع التقدم خطوة واحدة بعد ذلك، إلا أن مجرد اقترابها من القاهرة وهي بمثابة قدس أقداس المصريين هو في حد ذاته كارثة، وقطعها لطريق رئيسي بين القاهرة والسويس يشكل خسارة جسيمة. والقاهرة يعتبرها الشعب المصري تركيزا واختصارا لمصر بأسرها لدرجة أنه يسميها “مصر”. ويبدو تفسير السادات مروعا لأنه إذا كان صحيحا أو صادقا فإنه يظهره وكأنه يعتبر الدم الصهيوني أغلى من حياة ودماء 45000 من أبنائنا في الجيش الثالث المحاصرين تماما في سيناء بعد أن احتلت القوات الصهيونية ميناء الأدبية وحاصرت مدينة السويس، وكانوا طوال الوقت بعد الثغرة وتطورها مهددين بسلاح الجو الصهيوني بعد تدمير جزء من حائط صواريخ الدفاع الجوي الذي حمى مصر، ويبدو وكأن دماء الصهاينة أغلى من دماء المصريين في الداخل الذين تعرضوا لغارات صهيونية إجرامية بعد إحداث ثغرة كبيرة في حائط صواريخ الدفاع الجوي، وأغلى من هدف تحقيق النصر الحاسم على الكيان الصهيوني!! أما إذا كان ما قاله مجرد دعاية لا سند لها ومن باب إظهار أن قراره بتطوير الهجوم لم يؤد إلى خسائر وكارثة وتراجع في موقف القوات المصرية على الجبهة، فإنه يبدو كتبرير مناقض للواقع وضعيف وغير مقبول من أي منظور!
وكان رئيس الأركان آنذاك الفريق سعد الدين الشاذلي قد عارض قرار تطوير الهجوم بدفع الفرقتين الرابعة والحادية والعشرون يومي 12، و 13 أكتوبر إلى سيناء، وبعد فشل الهجوم يوم 14 أكتوبر طالب في 15 أكتوبر بإعادتهما لمواجهة القوات الصهيونية في منطقة الثغرة وحماية منطقة غرب القناة وحماية ظهر قواتنا الموجودة في سيناء. وطالب يوم 16 أكتوبر بسحب الفرقة المدرعة الرابعة واللواء المدرع 25 من الضفة الشرقية لمواجهة الثغرة. وطالب يوم 20 أكتوبر بسحب أربعة ألوية من الشرق إلى الغرب لتصفية القوات الصهيونية في منطقة الثغرة والذي كان يرى أنه سيكون سهلا وميسورا لو تم ذلك مؤكدا أن ذلك السحب للألوية الأربعة لم يكن سيؤثر على الموقف القوي للقوات الموجودة في سيناء والقادرة على مواجهة القوات الصهيونية المواجهة لها لو تمت حماية ظهرها في غرب القناة. وكل تلك المطالب قوبلت بالرفض والثورة من الرئيس السادات وانتهى الأمر بأن احتلت القوات الصهيونية ميناء الأدبية وحاصرت السويس وأكملت حصار الجيش الثالث تماما وأصبحت في موقف تفاوضي قوي بعد أن كانت مهزومة بصورة مذِلة منذ بدء معركة العبور العظيم وحتى القرار غير الموفق في توقيته وظروفه بتطوير الهجوم يوم 12 اكتوبر.
كما قدم المشير محمد عبد الغني الجمسي روايته عن الثغرة أو معركة الدفرسوار حيث كان يرى ضرورة استخدام النصر المصري والارتباك الصهيوني بعد العبور المذهل للاندفاع نحو الممرات دون وقفة تعبوية طويلة استمرت من 9 حتى 13 أكتوبر وتمت بناء على فكرة الرئيس السادات بالبطء في تطوير الهجوم نحو المضايق. ويرى المشير الجمسي أن العمل السياسي لم يكن متماشيا مع العمل العسكري الناجح الذي تحقق وأن القيادة السياسية أفصحت للولايات المتحدة عن نواياها في العمل العسكري وأنها غير راغبة في متابعة العمل العسكري ضد إسرائيل بعد الأراضي التي حررتها وذلك من خلال رسالة بعث بها السيد حافظ اسماعيل مستشار الأمن القومي المصري تعبيرا عن رأي الرئيس السادات، إلى هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة. كما يشير إلى أن طائرة التجسس الأمريكية من طراز س ر 71 قامت باستطلاع منطقة الجبهة المصرية دون أي مواجه
وهذا التفسير الذي قدمه السادات عن عدم تصفية الثغرة مذهل حقا إذ يبدي حرصا على الدم الصهيوني المغتصب والمحتل حتى لا يخلق الكراهية والأحقاد، بينما كان الجيش الثالث المصري محاصرا كليا ويعاني الأمرين ومهدد بصورة قاسية بسبب تلك الثغرة وما تلاها من حصار مدينة السويس واحتلال ميناء الأدبية، وكان الشعب في مدينة السويس يقاوم بالتعاون مع أعداد من القوات المسلحة ببسالة استثنائية ويقدم قوافل من الشهداء لمنع احتلال القوات الصهيونية التي عبرت القناة للمدينة الباسلة، وكان قسما كبيرا من قواعد صواريخ الدفاع الجوي التي تحمي سماء مصر في منطقة الثغرة قد تعرض للتدمير أو لاستيلاء العدو عليه وسالت دماء مصرية كثيرة بسبب تلك الثغرة، وأصبحت القوات الصهيونية المغتصبة على مسافة تزيد قليلا على 100 كيلومتر من القاهرة. ورغم أنها لم تكن تستطيع التقدم خطوة واحدة بعد ذلك، إلا أن مجرد اقترابها من القاهرة وهي بمثابة قدس أقداس المصريين هو في حد ذاته كارثة، وقطعها لطريق رئيسي بين القاهرة والسويس يشكل خسارة جسيمة. والقاهرة يعتبرها الشعب المصري تركيزا واختصارا لمصر بأسرها لدرجة أنه يسميها “مصر”. ويبدو تفسير السادات مروعا لأنه إذا كان صحيحا أو صادقا فإنه يظهره وكأنه يعتبر الدم الصهيوني أغلى من حياة ودماء 45000 من أبنائنا في الجيش الثالث المحاصرين تماما في سيناء بعد أن احتلت القوات الصهيونية ميناء الأدبية وحاصرت مدينة السويس، وكانوا طوال الوقت بعد الثغرة وتطورها مهددين بسلاح الجو الصهيوني بعد تدمير جزء من حائط صواريخ الدفاع الجوي الذي حمى مصر، ويبدو وكأن دماء الصهاينة أغلى من دماء المصريين في الداخل الذين تعرضوا لغارات صهيونية إجرامية بعد إحداث ثغرة كبيرة في حائط صواريخ الدفاع الجوي، وأغلى من هدف تحقيق النصر الحاسم على الكيان الصهيوني!! أما إذا كان ما قاله مجرد دعاية لا سند لها ومن باب إظهار أن قراره بتطوير الهجوم لم يؤد إلى خسائر وكارثة وتراجع في موقف القوات المصرية على الجبهة، فإنه يبدو كتبرير مناقض للواقع وضعيف وغير مقبول من أي منظور!
وكان رئيس الأركان آنذاك الفريق سعد الدين الشاذلي قد عارض قرار تطوير الهجوم بدفع الفرقتين الرابعة والحادية والعشرون يومي 12، و 13 أكتوبر إلى سيناء، وبعد فشل الهجوم يوم 14 أكتوبر طالب في 15 أكتوبر بإعادتهما لمواجهة القوات الصهيونية في منطقة الثغرة وحماية منطقة غرب القناة وحماية ظهر قواتنا الموجودة في سيناء. وطالب يوم 16 أكتوبر بسحب الفرقة المدرعة الرابعة واللواء المدرع 25 من الضفة الشرقية لمواجهة الثغرة. وطالب يوم 20 أكتوبر بسحب أربعة ألوية من الشرق إلى الغرب لتصفية القوات الصهيونية في منطقة الثغرة والذي كان يرى أنه سيكون سهلا وميسورا لو تم ذلك مؤكدا أن ذلك السحب للألوية الأربعة لم يكن سيؤثر على الموقف القوي للقوات الموجودة في سيناء والقادرة على مواجهة القوات الصهيونية المواجهة لها لو تمت حماية ظهرها في غرب القناة. وكل تلك المطالب قوبلت بالرفض والثورة من الرئيس السادات وانتهى الأمر بأن احتلت القوات الصهيونية ميناء الأدبية وحاصرت السويس وأكملت حصار الجيش الثالث تماما وأصبحت في موقف تفاوضي قوي بعد أن كانت مهزومة بصورة مذِلة منذ بدء معركة العبور العظيم وحتى القرار غير الموفق في توقيته وظروفه بتطوير الهجوم يوم 12 اكتوبر.
كما قدم المشير محمد عبد الغني الجمسي روايته عن الثغرة أو معركة الدفرسوار حيث كان يرى ضرورة استخدام النصر المصري والارتباك الصهيوني بعد العبور المذهل للاندفاع نحو الممرات دون وقفة تعبوية طويلة استمرت من 9 حتى 13 أكتوبر وتمت بناء على فكرة الرئيس السادات بالبطء في تطوير الهجوم نحو المضايق. ويرى المشير الجمسي أن العمل السياسي لم يكن متماشيا مع العمل العسكري الناجح الذي تحقق وأن القيادة السياسية أفصحت للولايات المتحدة عن نواياها في العمل العسكري وأنها غير راغبة في متابعة العمل العسكري ضد إسرائيل بعد الأراضي التي حررتها وذلك من خلال رسالة بعث بها السيد حافظ اسماعيل مستشار الأمن القومي المصري تعبيرا عن رأي الرئيس السادات، إلى هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة. كما يشير إلى أن طائرة التجسس الأمريكية من طراز س ر 71 قامت باستطلاع منطقة الجبهة المصرية دون أي مواجه
ة بتبرير أنها كانت خارج مدى صواريخ الدفاع الجوي كما أن مقاتلاتنا لا تتمكن من اللحاق بها. وقامت الولايات المتحدة بناء على ذلك التجسس بنقل استعداد مصر لتطوير الهجوم بانتقال الفرقة المدرعة 21 إلى شرق القناة إلى الكيان الصهيوني، وبناء عليه بدأ الجسر الجوي والبحري الأمريكي للكيان الصهيوني، كما استعدت القوات الصهيونية لعملية تطوير الهجوم مما أفقد مصر عنصر المفجأة وتسبب في تكبدها خسارة جسيمة بلغت 250 دبابة في معارك يوم 14 أكتوبر، وحدث العبور الصهيوني إلى الضفة الغربية وتم تدمير قواعد صواريخ الدفاع الجوي في منطقة الثغرة وعاد التفوق الجوي للعدو غرب القناة على ضوء ذلك التطور.
Comments