نشر في الأهرام اليومي يوم 25 – 04 – 2014
و حذف من جريدة الأهرام
نفذته21 شركة مقاولات ب795 مليون متر مكعب من الأعمال الترابية و4,1 مليون متر مكعب من الخرسانة العادية و68,1 مليون متر مكعب من الخرسانة المسلحة و800 كيلو متر طرق إسفلتية و3000 كيلو متر طرق ترابية
في نهاية عام 69 عندما أصدر الرئيس جمال عبد الناصر توجيهاته بإنشاء شبكة مواقع وحدات صواريخ الدفاع الجوي, بما يحقق الوقاية للأفراد والمعدات وحماية العمق المصري من الهجمات الجوية المكثفة. بدا العمل بشكل مكثف في شبكة الدفاع الجوي من يناير1970 تحت القصف الجوي الشديد المستمر ليلا ونهارا. قدرت حجم الأعمال الهندسية لإقامة هذا الحائط الذي نفذته21 شركة مقاولات من أبرزها المقاولون العرب ب795 مليون متر مكعب من الأعمال الترابية و1.4 مليون متر مكعب من الخرسانة العادية و1.68 مليون متر مكعب من الخرسانة المسلحة و800 كيلو متر طرق إسفلتية و3000 كيلو متر طرق ترابية.
كانت خطة بناء حائط الصواريخ غرب القناة تقضي إما دفعا لجميع الصواريخ سام3 وسام2 والمدافع23 مم وأسلحة ومعدات الدفاع الجوي المكملة للحائط دفعة واحدة إلي مواقعها غرب القناة, أو تتخذ اسلوب الزحف البطيء من منفذ شرق القاهرة إلي منطقة غرب القناة.
وفضلت القيادة العامة الأسلوب الثاني لأغراض الأمان وتطبيقا لمبدأ الحشد وذلك بإنشاء موقع صواريخ لحصن شرق القاهرة قبل أن يتم حمايته بواسطة صواريخ النطاق الأول, ثم إنشاء نطاق ثالث تحت حماية مظلة النطاق الثاني, وهكذا إلي أن وصلت النطاقات إلي منطقة غرب القناة حيث يتمركز عدد من كتائب الصواريخ سام3 وسام2 ومعها المدفعية المضادة للطائرات, وكانت هذه الشبكة تمثل أكبر تجمع دفاعي جوي مكونا الفرقة الثامنة دفاع جوي مدعمة بصواريخ سام6 محمولة علي ثلاثة فرقاطات سوفيتية متمركزة في أحد الموانيء
كانت السرية والسرعة في الإنشاء هي الطابع لهذه التحركات مكونة في جملتها الوثيقة الأولي لأكبر شبكة دفاع جوي تطورا في العالم, وفي أوائل أبريل1970 تم تمركز صواريخ سام3 في مواقعها المنشأة حديثا غرب القناة وفي يومي14 و15 أبريل بدأت مرحلة قذف طائرات العدو لمواقع الصواريخ الإحتياطية والتبادلية حيث وصل معدل القصف إلي1000 طن يوميا بقاذفات الفانتوم التي كانت قد بدأت تصل من أمريكا في سبتمبر1969
كانت الوثبة الثانية في28 يونيو1970 علي أساس تمركز عدة كتائب من صواريخ سام3 لتكون علي بعد30 كيلو مترا من القناة وكان هذا التخطيط سواء من ناحية حجم المواقع وتوقيتاتها أو سرعة ودقة أداء رجال الدفاع الجوي مفاجأة تكتيكية للطيران الإسرائيلي الذي لم يتمكن من إكتشافها أو رصدها.
في يوم30 يونيو1970 صدم العدو بوجود هذه الصواريخ عندما حاول الهجوم بسرب من طائرات اسكاي هوك والفانتوم وفي ظهر هذا اليوم تم إصابة11 طائرة للعدو خمس منها غرب القناة وتم أسر5 طيارين منهم قائد السرب, وعاود العدو هجومه في3 يوليو1970 لكن فشل وتم إسقاط طائرتين غرب القناة وأسر طيارين, وكرر العدو محاولاته ومني بالفشل حتي بلغت خسائره13 طائرة و7 طيارين
أما الوثبة الثالثة والأخيرة وصل النسق الأول من الشبكة إلي ما يقرب من10 كيلو مترات من القناة الأمر الذي مكن شبكة الدفاع الجوي من إسقاط طائرة إستطلاع إلكترونية في17 سبتمبر1970 وخسر فيها العدو12 خبيرا إلكترونيا أمريكيا وإسرائيليا.
في نهاية الأمر اجتازت مصر العقبة الرئيسية وهي التفوق الساحق للطيران الإسرائيلي, لذلك قررت القيادة المصرية بمشورة روسية انتهاج الخطة الفيتنامية وترتكز تلك الخطة علي بناء سلسلة من قواعد صواريخ سام الروسية المضادة للطائرات, فتشكل هذه الصواريخ حائطا يمنع اقتراب الطيران الإسرائيلي لمسافة عشرة كيلومترات, ثم تنقل تلك القواعد للأمام لمسافة عشرة كيلومترات أخري وهكذا…, ولكن أمريكا أدركت خطورة تلك الخطة, فعملت علي إفشالها, وأمدت إسرائيل عام1968 بطائرات إف4( فانتوم), وهو الأمر الذي ضاعف من مسافة وقوة نيران الذراع الإسرائيلية, ودأبت إسرائيل خلال عامي1970,1969 علي قصف القواعد الصاروخية وهي قيد الإنشاء لمنع استكمال حائط الصواريخ, وقد استشهد في تلك الحملة المئات من عمال البناء المصريين.
لكن التضحيات لم تضع هباء فقد أصبح لدينافي صيف18,1970 كتيبة صواريخ قمنا بإدخالها ردا علي تزويد أمريكا لإسرائيل ب18 طائرة فانتوم وبهذا أصبح حائط الصواريخ علي الضفة الغربية للقناة مؤلفا من130 كتيبة صواريخ دفاع جوي سام2 وسام3 ولواء صواريخ سام6 و3475 مدفعا مضادا للطائرات من طرازات مختلفة.
Comments