حول مسلسل يوسف الصديق " نظرة الى الدراما "

 هل الانسان مخير او مسير ؟

الاميرتين فوزية و فتحية

سؤال تذكرته و انا اعود الى حياة احدى اميرات البيت الملكى السابق .... الاميرة فتحية تلك الاميرة التى ظلمتها امها نازلى كما ظلمت الملك فاروق ابنها الاكبر 

الاميرة فتحية تعتبر نقيض اختها الاميرة فوزية في اشياء كثيرة فوزية تزوجت امبراطور و فتحية تزوجت مكلف بحمل حقائبها ... فوزية تزوجت في افراح اسطورية و فتحية تزوجت مطاردة هاربة 

فوزية حظى زواجها برعاية اخيها الملك اما فتحية فكان اخيها يعمل جاهدا في منع هذه الزيجة 

اميرة تتزوج شيعى و اخرى تتزوج مسيحى ........ ما الذى كتُب على هذه العائلة المنكودة 
اميرة تنتهى زيجتها لاطلاق و اخرى تنتهى حياتها مقتولة 

خرجت الاميرة فتحية من مصر برفقة الملكة نازلي وعمرها حوالي 15 عاماً، وارتبطت بعلاقةٍ عاطفيَّة مع موظَّف في قسم العلاقات العامَّة بوزارة الخارجية المصرية اسمه رياض غالي كان موكَّلاً بمساعدة العائلة في نقل حقائبها، وعند وصولهم إلى الولايات المتّحدة عقد غالي قرانه على الأميرة فتحيَّة بمؤازرة والدتها الملكة نازلي، وقد أثار هذا العمل غضب الملك فاروق، 

و بدات ردود الافعال في مصر المرتبطة بغرابة هذه الزيجة و نلمح هذه الردود من خلال رد فعل الكنيسة و رد فعل اهل رياض غالى 

فقد  استنكر الأقباط الزواج كما استنكره المسلمون، و توجه بطريرك الأقباط  « الأنبا يوساب الثانى » إلى قصر عابدين على رأس وفد كبير، وطلبوا رفع فروض الولاء للسدة الملكية، وإبلاغ صاحب الجلالة أسفهم واستنكارهم الشديد لما جرى.

الاميرة مع زوجها و اول ابنائها 

الاميرة فتحية بعد ان فقدت بريق الامارة و الثروة

اما بشاى أفندى غالى والد رياض فد عبر عن الغضب للصحافة قائلا إن الإسلام والمسيحية لا يقران ما حدث ولا يباركانه، وأضاف: «دين الإسلام لا يقر زواج المسلمة من المسيحى، وشريعتنا لا تجيز تكليل المسيحى المعمد إلا بمسيحية، فما أنا وأسرتى وآلى إلا من بعض هذا الشعب الذى يدين بالولاء لـ«فاروق» وأسرته، ولكن هكذا أراد الله ووقع ما لم يكن لى دخل فيه».

 وقام رياض غالي باستثمار أموالها وأموال الملكة نازلي في البورصات الأمريكية بعد أن حصل على توكيل عام منهما للتصرف باسميهما في كل ما يتصل بشئونهما المالية، فاندفع يضارب في البورصات الأمريكية بمنطق المقامر، فبدأ يرهن ممتلكاتهما ويقترض بضمانها لعلها تنجح في إنقاذ استثماراته من الخسائر. 

وجاء الوقت الذى طرد فيه «رياض» الملكة الوالدة و الاميرة فتحية وابناءه الثلاثة من بيتهم واقام به وحده عاجزا حتى عن إستئجار خادم يعد له طعامه وانتقلت الملكة و الاميرة فتحية والأولاد و تفرقن بين بيوت الصدقاء فلجأت الملكة «نازلى» الى أسرة يهودية مصرية من الأسر المعروفة التى هاجرت الى امريكا بعد الثورة  واخذت  فتحية اولادها الثلاثة  رفيق ورائد ورانيا واقامت ما يقرب من عام عند السيدة « عايدة تكلا  وهى مصرية كانت تقيم في المدينة ذاتها منذ سنوات طويلة 

 تقدمت فتحية في فبراير 1965 الى المحكمة لتطلب الانفصال عن     زوجها وقالت في تبرير طلبها ان زوجها يقسو عليها بدنيا وعقليا   و   طلبت تقرير نفقة شهرية لها ولأولادها قدرها 2140 دولارا 

  و دارت الايام بالاميرة الارستقراطية و عملت  في منازل اصدقائها   وعملت في تنظيف بعض المحلات التجارية في المساء وبعد عام من   العمل استأجرت شقة متواضعة في حى شعبى بمدينة لوس انجلوس   انتقلت للاقامة بها هى وابناؤها وشقيقتها وامها وما لبثت الأوضاع ان   تحسنت حتى ظهرت الأميرة « أشرف بهلوى» شقيقة شاه ايران   الأسبق رضا بهلوى لتمد يد العون الى الملكة نازلى. 

في يوم 10 ديسمبر 1976 إستدرجها رياض غالي إلى شقته ليمنعها من العودة إلى مصر، وقام بإطلاق أربع رصاصات على رأسها مباشرة  فتوفِّيت في الحال، ثم أقدم على محاولة انتحار فاشلة بعد أن قتلها بثماني عشرة ساعة، لكنّه لم ينجح، وأصيب بالشَّلل، وحوكم بعدها وزُجّ به في السِّجن، وأصيب هناك بالعمى في أخريات أيّامه، ومات بعد مقتل الأميرة فتحيَّة بثلاث سنوات.

كيف تروا حياة الانسان ؟؟؟؟؟ 
هل كانت مسلوبة الارادة و هى تقرر حياتها و هى اقل من 20 عاما .... ما دور امها في حياتها ؟كيف كانت ترى حياتها و هى غريبة وحيدة بعيدة عن اخوها الذى اصبح هو الاخر ملكا سابقا منفيا ان اخيها لم يستطع حماية عرشه فكيف كان يستطيع حماية اخته من مصير مجهول .
مصير الانسان ليس فقط قرارات نتخذها بل اقدار تتداخل عبر افق الحياة 

ماتت الاميرة فتحية وحيدة بعيدة عن بلدها في شقة و لم يكتشف احد وفاتها الا في اليوم التالى و عاشت امها بعد ابنتها بسنوات طويلة بينما انزوت الاميرة فوزية في القاهرة مبتعدة عن الحياة العامة في حين ان فاروق عاد الى القاهرة و لكنه عاد ليدفن فيها بلا حول و لا قوة و لا عرش ....

رحم الله الجميع