مسلسل يوسف الصديق بالصور

 هل سمعنا قبل هذا عن دولة ترينداد و توباجو ؟ نعم ربما سمعنا عنها في مناسبات رياضية خاصة في العاب القوى و كثير من مواطنيها يحملون ميدايات اولمبية و عالمية في رفع الاثقال لكن قد لا يعلم الكيرين منا التواجد الملموس للاسلام في هذه الدولة البعيدة 

المسلمون في دولة ترينيداد وتوباجو:

تقع دولة  " ترينيداد وتوباجو" أمام الساحل الشمالي الشرقي لجمهورية فنزويلا  أمام مصب نهر أورينكو -أهم أنهار فنزويلا-، على بعد 11 كم من ساحل "فنزويلا ".

وتبعد جزيرة "توباجو" عن جزيرة "ترينداد" حوالي 32 كم نحو الشمال، وتعتبر "ترينيداد وتوباجو" أرخبيلًا مكونًا من جزيرتين رئيسيتين هما " ترينيداد" - أكبر جزر " ترينيداد وتوباجو" – و"توباجو"، بالإضافة إلى عدد من الجزر الصغيرة 

وعاصمتها "بورت أوف سبين وتعني "الميناء الأسباني" اكتشفها كريستوفر كولومبوس، و استقلت عام 1962، مساحتها 5128 كم، ويعيش في هذه الدولة حوالي 1,3 مليون شخص، غالبية  السكان مسيحيين  و 18%من الهندوس.

ويشكل المسلمون 8٪ من السكان وهم في الغالب من أصول هندية ، حيث يزيد عدد المسلمين عن 100 ألف مسلم، والأغلبية تعيش في "ترينيداد"، كما يلعب المسلمون دورًا مهمًا في هذه الدولة، حيث تجدر الإشارة إلى أن العديد من الشركات مملوكة للمسلمين.

في 16 فبراير 1845 ، غادرت السفينة " فاتيل رزاق " ميناء كلكتا بالهند مع أول مجموعة من الخدم الهنود بعقود متوجهة إلى ترينيداد. و قد بنيت لتاجر هندي يدعى بن يوسف. تم تغيير اسم السفينة في وقت لاحق وكانت هناك تهجئات مختلفة لفاتيل رزاق. بيان السفينة وملاحظات السجل "مكوك روزاك". يُترجم الاسم إلى "نصر الله الرزاق".

قضى ما يقرب من 225 راكبًا هنديًا 103 أيام في البحر لعبور 14000 ميل. كان دوكي ميه أحد ركاب فاتل رزاق.الذي سيكون له دور مؤثر في تاريخ الاسلام في العالم الجديد كان الرجل اسمه الرابع  في قائمة ركاب السفينة يوصف بأنه ضخم الجثة  ابيض البشرة

وصل أوائل المسلمين إلى البلاد من بين العبيد الذين جلبهم المستعمرون من أفريقيا وتعد تلك كمرحلة أولى، وكانت المرحلة الثانية هي الأهم؛ وأتت عن طريق العمال الهنود والباكستانيين للعمل في الزراعة سنة 1844، واستمرت الهجرة حتى عام 1912،

كان المسلمون خلال المرحلة الثانية يعملون في الحقول ويمارسون عباداتهم  في أماكن عملهم وفي بيوتهم، حتى تم بناء مسجد في قرية " كالكوتا " Calcutta عام 1863، وكان الشيخ الراحل "دوكي ميه" أول إمام للمسجد، وفي عام 1868 أَعفى الحاكم آنذاك في وثيقة مكتوبة بخط اليد، المسجد الأول من دفع الرسوم والضرائب، حتى يومنا هذ دوكيه ميه الامام الاول

 . تم تعيينه في Exchange Estate - Couva و بعد 5 سنوات من الخبرة عرضت عليه الحكومة 20 فدانا من الأرض في مستوطنة كلكتا لكنه لم يقبل سوى 10 فدانا. هذه الـ 10 أفدنة يملكها اليوم حفيده الأكبر زين محمد. كما اشترى 26 فدانا من الأرض في Arena في عام 1904.

أصيب بالعمى في كلكتا ولكن ورد أنه ليس نتيجة لمرض السكري. قدم تمثيلًا للملك وحصل على منحة التاج للأراضي لبناء مسجد في كلكتا (يُقال أنه الأول في ترينيداد وتوباغو). كان مؤسس هذا المسجد. في عام 1868 ، قام الحاكم آنذاك ، في وثيقة مكتوبة بخط اليد ، بإعفاء المسجد الأول في كلكتا من دفع الأسعار والضرائب. تم الاعتراف بهذه الوثيقة القانونية من قبل حكومة ترينيداد وتوباغو حتى يومنا هذا.

شغل منصب أمين صندوق الأسرة وقد وثق به الجميع كان حفيده عثمان هو دليله "البصري". 

وفي 1919 تأسست جمعية "تقوية الإسلام"، ثم جمعية "أهل السنة والجماعة" عام 1936 برئاسة المرحوم الشيخ "ركن الدين"، كما تكونت "رابطة مسلمي ترينداد" ومن أهدافها الالتزام بما جاء في الكتاب والسنة النبوية المطهرة

وتعتبر جمعية أهل السنة والجماعة أكبر منظمة إسلامية في "ترينيداد وتوباجو" وأكثرها نفوذًا، ومع تحقيق الاستقلال الوطني في عام 1962، تم تعزيز دور هذه الجمعية في المجتمع مع وضع الرئيس العام للجمعية على قائمة البروتوكول الحكومية باعتبارها الممثل الرئيسي للدين الإسلامي في الدولة.  

وإمام المسجد الحالي هو الشيخ وجيد على لانجتون Wajid Ali Langton

تجدر الإشارة إلى أن الجمعية مسؤولة عن (86) مسجدًا في البلاد، ويوجد في كل مسجد إمام وإداري يدير شؤون كل جماعة لمراعاة الاحتياجات الدينية والاجتماعية والرعاية الاجتماعية. وهناك ذراع شبابي وجمعية للسيدات تهتم باحتياجات المسلمات على المستوى الوطني والإقليمي، ومن بين المساجد المهمة مسجد "فيكتوريا" ويترأسه الشيخ بشير شاه، ومسجد "ديبا" ويترأسه الشيخ عزام بيبراوالا، ومن الكيانات الهامة التابعة للجمعية، معهد "حاجي روكنودن" للدراسات الإسلامية، وهو هيئة شبه مستقلة تابعة لـجمعية أهل السنة وتهتم بالاحتياجات التعليمية الدينية للمجتمع.

ويوجد في ترينداد وتوباجو حوالي 115 مسجدًا، و14 منظمة إسلامية، وبعض المدارس الإسلامية، 

"ترينيداد" يجري فيها الاعتراف بالتقاليد الدينية والثقافية لمختلف الاعراق ، وقد أوجد هذا النوع من الممارسة مجتمعًا منفتحًا يجري فيه الترحيب بالمسلمين ولهذا تحتفل الحكومة رسميًا بالأعياد الإسلامية، فضلًا عن اعتبار يوم عيد الفطر عُطلة رسمية.

ويحتفل المسلمون بشهر رمضان مثل أي بلد عربي كما تحترم باقي الطوائف الدينية احتفال المسلمين بهذا الشهر الكريم، وللتأكيد على تعايش المسلمين هناك ودورهم المجتمعي، يشارك المسلمون مع المسيحيين والهندوس في حملات لتوجيه الانتباه إلى المشاكل المتزايدة المتعلقة بإدمان الكحول والمخدرات والجريمة العنيفة.

وتؤكد التقارير الإخبارية أن هناك من بين المنضمين إلى داعش مَن قد وُلدوا في هذه الدولة ومنهم من سافر ومنهم من لم يتمكن حتى الآنَ من السفر، الأمر الذى أثار قلق المسئولين في هذا البلد 

ووَفقًا لتقريرٍ صادرٍ عن صحيفة "نيويورك تايمز"؛ فإنه من الممكن أن تكون هذه الدولة بيئة مناسبة للمتطرفين 

أما فيما يتعلق بحالة التعليم في هذه الدولة فنستطيع الحكم بتميزها، حيث تهتم الجالية المسلمة بالتعليم الإسلامي والثقافة الإسلامية، وتأهيل المدرسين المسلمين المحليين في اللغة العربية واللغات المحلية، وتوفير المصاحف والكتب الإسلامية، وما إلى ذلك من الأنشطة التي تحفظ عليهم دينهم، وهناك في "ترينيداد" مدارس إسلامية ابتدائية وثانوية، حيث تأسست كلية ASJA للبنين وهي أول مدرسة ثانوية إسلامية في البلاد، عام 1960.

ويتكون المجمع التعليمي في بلدية "شارلفيل" من كليتين ومدرسة ابتدائية، ومركزًا تعليميًا وثقافيًا، وقاعة للمؤتمرات والمحاضرات ومسجدًا، ومطعمًا للطعام الحلال، كما يضم مساكن للطلاب والعاملين في المعهد، وفي عام 2005، أنشات قناة IBN الثامنة التلفزيونية الإسلامية.