اماكن لها تاريخ
بعض الاماكن في مصر لها ارتباط شعبى يدخلها في الحياة الشخصية للناس على انها جزء من هويتهم حتى يتصور الكثيرين ان لهم فيها نصيب من هذه الاماكن مثلا حديقة الحيوان فمن منا لا يشعر لوهلة ان حديقة الحيوان اقرب مكان يتسع لنا جميعا و من منا لم تكن له مغامرة عاطفية في الحديقة حتى اصبحت من فرط قربها لنا و اعتيادنا عليها شئ غير محسوس القيمة رغم اننا اكتشفنا كم نحبها و نحتاج اليها حينما اغلقوها و اكتشفنا كم ان هذا المكان الرخيص الشعبى مكون اساسى من تراث هذا البلد .
كذلك الحال بالنسبة لمحلات القطاع العام التى اصبحت تتسرب من بين ايدينا مثل عمر افندى فمن منا هؤلاء الذين تجاوزاالثلاثين و الاربعين لم يذهب الى هناك ايام السبعينات و الثمانينات بحثا عن قميص او بنطلون بسعر مناسب و من منا لم يتجمله هذه المجلات بل من منا لم تستره هذه المحلات يوما ما و الان نقلب لها ظهر المجن و نعرضها للبيع كخيول الحكومة العجوز هل هذا اخر خدمتها و تحملها لنا سنوات طوال كانت الملاذ الاخير للبسطاء بل و لغيرهم و الان يبدو المشهد و كأن مصر تبيع تاريخها او لحمها و لا يقول لى احد ان هذا منطق عفا عليه الزمان او ان هذا ليس كلام العصر لكن الواقع يقول ان كل امة لها تاريخ و تراث تحافظ عليه مهما كان الثمن براقا و اسال الفايد حينما اراد ان يشترى سلسلة محلات هارودز رغم كونها قطاع خاص و كم مرة تدخل مجلس العموم في هذه الصفقة و لم يقل احد الانجليز ان هذا قطاع خاص و لا ان الزمان زمان الحرية الاقتصادية
لا املك الا ان اقول رفقا بمصر و الا فإن لسانها الطويل سوف يسلخ الكثيرين يوما ما
Comments