القائمة الرئيسية

الصفحات


وقفة
منذ ان عرفت موضوع المدونات و انا اعرف ان ما اكتبه ليس ملكى بل ملك من يقرأ و باعتبار ان ما يملكه الناس في يدى فهو امانة مسئول انا عنها ليس هذا فقط بل ان اجيال كثيرة سوف تحكم على شخصيتى و ضميرى و تكوينى و عقلى في ضوء ما سوف يقرؤوه و لهذا كانت الكتابة لدى مثل ميزان الذهب يستحق الا يوضع فيه الا ما غلت قيمته .
و قد رأيت ان البلوج وسيلة تقربنى من الناس من جهة و وسيلة تحفظ رؤيتى للحياة من جهة اخرى فمن خلال المدونة استطيع كل يوم ان اشكر رواد الزمان الجميل اصحاب الفضل على محمد منير و احمد زكى و صلاح جاهين و زكى رستم و فاروق جويدة و غيرهم رأيت ان المدونة هى الوسيلة المثلى للحفاظ على ما نراه مثال للجمال و الاصالة في زمان العهر الفنى الزمان الذى رفع فيه الراقصات ليصبحن المثال الذى يشد الانظار زمان الغرق الجماعى و الحرق الجماعى هذا الزمان الذى جعلنى اعمل مع مثالين من كبار رجال الاعمال لكن كل منهما له مقاييسه و عالمه المغاير فقد عملت مع الاستاذ محمد المعلم مؤسس دار الشروق و التى اصبحت واحدة من كبريات دور النشر في العالمين العربى و الاسلامى و الذى اخذ على نفسه نشر الفكر الراقى معتبرا ان لا شئ يفوق الفكر و لو ادى هذا الى تناقص ارصدته المالية بأعتبار ان الرصيد الادبى و الفكرى افضل الف مرة من حسابات مادية قصيرة النظر ثم شاء حظى ان اعمل مع احد رجال الاعمال الجدد الذى يبيع الهواء للناس مقابل المال مع نهم غير مسبوق للثروة ان المدونة وسيلة من وسائل الوقوف مع النفس فلن يستطيع احد ابدا ان يكذب على نفسه و لو كذب على الناس كلها و لهذا حينما ينفرد الانسان بقلمه و يبدأ في السرد يبدأ الضعف الانسانى و يبدأ الاحساس بالذنب و الرغبة في الاعتراف و لو كان الانسان مائلا الى الشر متماشيا مع التيار فانه في لحظة الكتابة يجد نفسه شبه عارى امام نفسه و تبدو سؤاته و لهذا لم يكن امامى من البداية الااحترام القيمة الانسانية و لو كانت ضد المزاج العام احببت الشيخ امام يوم لم يكن يعرفه احد و احببت محمد منير يوم ان كان يسخر منه الكثيرين و بصقت على هيفاء وهبى معبودة المراهقين و جاهرت بعداونى لمحمد عطية و غيره من اشباه الرجال و سأظل اسيرا اصلاح جاهين صاحب الفضل على مصر بما قدمه لنا من نجوم لم يكن له هم يومها الا مصر فلم يكن الرجل يدرك بعد زمن الانفتاح الذى لا يعنى الا فتح خزائن مصر للسلب
اننى هنا في وقفة مع نفسى اقر بأنى كنت سلبيا لأقصى درجة اذ اقتصرت على القراءة و لم اتفاعل مع الوسط الثقافى بالقدر الكافى صحيح انى ذهبت كثيرا الى المراكز الثقافية حينما كان كثيرين يذهبون الى المقاهى لكن لم يكن هذا كافيا اذ اقتصر الحال على الاستهلاك الثقافى دون ان اساهم في الانتاج لكن على اى حال فانى فخور امام نفسى انى لم الوث تفسى بحب من لا يستحق و اعاهد نفسى ان اظل وفيا لكلمة اقرأ
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments