القائمة الرئيسية

الصفحات

بين مصرين



حينما كنت طفلا اذكر انى كنت اتولى احضار وجبة الافطار لأسرتى و انا هنا اتحدث عن سنوات ما بعد حرب اكتوبر اى 1974 و 1975 فكنت اذهب الى المخبز و اشترى عشرة ارغفة بخمسة قروش و هى ارغفة توازى من حيث حجمها و شكلها ما يفوق ما نراه الان بمراحل و في المخبز كنت املك ان اختار ما بين نوعين من الخبز نوع طرى و الاخر ما كان يسمى بالمحمص و هو خبز جاف و قوى يستخدم غالبا لاطباق الفتة ثم اخرج من المخبز لاتجه الى بائع الفول ٍلأشترى بخمسة قروش فول و مثلها طعمية و هكذا و بحوالى 15 قرش كنا نأكل جميعا في اسرة مكونة من خمسة افراد كانت مصر انذاك مصر جميلة هادئة ياتى الينا ليلا بائع اللبن نشترى منه اللبن و الزبادى الذى كان يعبأ في عبوات فخارية كبيرة توازى ثلاثة او اربعة مما نأكله الان نشترى اللحم اما من الجزار بحوالى 3 جنية او من المجمعات الاستهلاكية بـــ 68 قرش لاغير اذكر حين كنت اشترى الاهرام لأبى بقرشان فقط اذكر كل هذا وغيره حينما كنت اعيش في مصر مصر التى كنت احبها مصر التى كان مصطفى كامل يفخر بها و يباهى بهاالعالم اذكر كل هذا و انا يقتلنى الالم من العار الذى يلفنا الان نستيقظ في الخامسة صباحا نجرى لنلحق 5 ارغفة او ما يجود بع علينا صاحب الفرن زجاجة الزيت تعدت العشرة جنيهات الشعب ممزق بين طوابير الخبز و طوابير البطاقات التموينية يخرج الشعب صباحا و هو لا يعرف هل يعود الى بيته او ياعرض لحادث من عشرات الخوادث اليومية شعب يموت يوميا معنويا قبل اعلات موته طبيا في عبارة او حقنة دم ملوثة شغب كتب الله عليه ان يعيش هذه الايام

فهل مصر التى كانت ذهبت بى عودة تاركة ابنائها الى مصر اخرى تقتل الناس بلا رحمة















author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments