القائمة الرئيسية

الصفحات

تكلم حسب الله الكفراوى للمصرى اليوم و هو رجل من الرجال الذين يجب احترامهم و الانصات اليهم فماذا قال تعالوا نقرأ سويا خاصة الاجزاء الملونة من الحوار

حسب الله الكفراوي وزير التعمير الأسبق: «١ ـ ٢» نحن أسوأ علي أنفسنا من القوي الخارجية حوار رانيــا بــدوي ٢٢/٣/٢٠٠٨

حسب الله الكفراوي
«تعمير سيناء.. توشكي وشرق العوينات.. الساحل الشمالي الغربي.. الطريق الدائري والمحور.. والمدن الجديدة».. ٥ ملفات ساخنة، كان يتطرق لها حسب الله الكفراوي، وزير التعمير واستصلاح الأراضي الأسبق،
في عهد السادات ووزير التعمير والإسكان الأسبق في عهد مبارك، في حديثه أحيانا علي استحياء، وأحيانا تأتي شهادته منقوصة، وإن اكتملت يتحدث همسا، وإن همس يطلب عدم ذكر اسمه.
رغم كل حواراته الجريئة وآرائه المشتبكة ومعارضته الوطنية، فإنه يأتي أمام هذه الملفات ويقرر التوقف.. يفكر ويفكر قبل أن يتحدث.. لكنه هذه المرة يغير أسلوبه ليجيب عن الأسئلة الصعبة..
هذه المرة يتعرض بوضوح لملفي ترعة السلام وتوشكي، وهما المشروعان اللذان قيل للشعب عنهما إنهما مشروعان قوميان.. لذا كان السؤال: كيف تتخذ القرارات المتعلقة بالمشروعات القومية الكبري في مصر.. وكيف توضع خطط التنمية؟!.
* ١٧ عاماً وزيراً في مصر.. مدة تستحق التوقف عند ماضيك وتاريخك السياسي؟
ـ تزعمت العديد من مظاهرات الطلبة كأحد الوفديين ضد الإنجليز والقصر الملكي، كنت طالبا معني بالسياسة، وكان كثيرون من زعماء الطلبة يجتمعون في منزلي، وبسبب التزامي وحرصي علي الصلاة والصوم سميت «الوفدي المتأخون»، تخرجت في كلية الهندسة قبل تأميم القناة بعام واحد، وكانت فرحة عارمة..
حصلت علي وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي من الرئيس جمال عبدالناصر في حفل بحضور خورشوف، عن المشاركة في تحويل مجري النيل عام ٦٤، وكان عمري ٣٣ عاماً، ثم مرت الأيام وتدرجت وظيفيا في عدد من شركات الكهرباء حتي انتهت حرب ٧٣،
وكنت وقتها رئيس مجلس إدارة شركة القناة العامة للمقاولات، وهي شركة «قطاع عام»، ثم أمر السادات بتعمير القناة، وفوجئت بتليفون الساعة السابعة صباحا من أستاذي المرحوم المهندس إبراهيم زكي قناوي وكان من كبار مهندسي السد العالي، وقد تولي وزارة الري بعد ذلك، وأخبرني بأن عثمان أحمد عثمان ـ وكان وزير التعمير آنذاك ـ وسّطه ليقنعني بالعمل معه في تعمير مدن القناة.. وقبلت،
وكانت المهمة شاقة، حيث كان أمامي ١٨٠ كيلو متراً مدمرة تماما، إضافة إلي ملايين المهجرين الذين يريدون العودة إلي ديارهم في أقرب فرصة ممكنة، وكان محدداً لإنهاء العملية ٣٦ شهراً فأتممتها في ٣٠ شهراً وحصلت علي وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي من الرئيس السادات.
* وكيف تم تعيينك محافظاً؟
ـ السادات كان يمر باستمرار علي مواقع العمل في القناة، وقد عرف شكلي والجزء الأول من اسمي «حسب الله».. وبعد إنجاز المهمة قبل الموعد فوجئت بوزير الحكم المحلي، محمد حامد محمود، يتصل بي تليفونيا، وقال لي: ما رأيك أن تتولي منصب محافظ دمياط..
وهي محافظتي التي ولدت فيها، فرفضت وعندما سألني عن سببب الرفض قلت له: المحافظون في مصر غلابة، مطلوب منهم الكثير، وليس في أيديهم صلاحيات لأي شيء، لذا وجههم أسود طوال الوقت، وبعد محاولات قبلت المنصب.
* هل جاء قرار تعيينك بمعرفة رئيس الوزراء ومحمد حامد محمود أم الرئيس السادات؟
ـ السادات بعدما رأي عملي في القناة قال لهم: كرموا الجدع الفلاح ده اللي اسمه حسب الله، وهاتوه محافظ.
المهم إن ربنا وفقني في المهمة، لأن والدي كان تاجر قطن، وكان يدور علي كل البيوت والقري ليجمع منها القطن لبيعه بعد ذلك، فكل شوارع دمياط أعرفها جيدا، ومعظم البيوت دخلتها، وأعرف أهلها وأكلت فيها.. وكان ذلك عام ٧٦.
* وبعد سبعة أشهر تقريبا كلفت بالوزارة أليس كذلك؟
ـ نعم.. فقد سافر السادات في أبريل ٧٧ إلي أمريكا، وأثناء مقابلته فورد، نائب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، قال له: هل يعقل أن مصر تعيش علي ٤% من مساحة الأرض، لماذا لا تتسعون في الصحراء ؟..
فظل يفكر في الأمر طوال مدة رجوعه علي الطائرة، وكان بصحبته عبدالمنعم القيسوني علي الطائرة، ودارت مناقشات حول كيفية تنفيذ ذلك.. وفي آخر أبريل ٧٧ وكنت في القاهرة وقتها أدعو بعض الوزراء لافتتاح عدد من المشروعات الجديدة في دمياط بمناسبة العيد القومي للمحافظة،
وذهبت أولا إلي ممدوح سالم رئيس الوزراء.. ففوجئت بأنه يبلغني بتعييني نائب وزير.. فقلت له: هل حدث مني خطأ ما؟ فقال لي: هذا تكريم، اصبر حتي تقابل الرئيس غدا. وحدث بالفعل.. وحكي لي ما حدث في أمريكا..
وقال لي: لقد أرسلت لك حتي تُحضّر نفسك لاستلام وزارة التعمير واستصلاح الأراضي في أكتوبر القادم، وكنا وقتها في أبريل، وطلب مني أن أكتب له من حين إلي آخر تقارير عن الوضع الحالي واقتراحاتي للمستقبل.
* ٥ سنوات وزيراً في عهد السادات.. ماذا أنجزت؟
ـ قدمت رؤية لتعمير كل شبر في أرض مصر، بالاستعانة بعدد من الخبراء والمتخصصين، وقدمتها للرئيس السادات.
* وأين هي الآن؟
ـ نسخة في مجلس الوزراء، وأخري في وزارة التعمير، وثالثة في وزارة التخطيط.
* هل يعمل بها؟
ـ سؤال صعب ولا أريد الإجابة عنه.. لأن الاجابة عنه حتوجعني
.
عموما لو نظرت حولك ستجدين أنه تم إنشاء ١٧ مدينة جديدة في الـ ١٧ سنة التي كنت فيها وزيرا، حيث أمضيت ٥ سنوات مع السادات و١٢ عاماً مع مبارك، والهدف لم يكن للصفوة.. كل مدينة صممت علي أن تضم الشرائح الثلاث «إسكان متميز،
إسكان متوسط، وآخر شعبي»، ولم تخطط المدن لتكون بالكامل للصفوة،
وكان الهدف الأساسي منها تسكين مَنْ ليس له مسكن أولا، ونقل العشوائيات إلي هذه المدن لتخف الضغط عن القاهرة، وجذب استثمارات في الصناعة ومختلف المجالات.
* ولماذا انقلبت الحال؟
ـ اسأليهم هم.
* كيف جاءت فكرة إنشاء هذه المدن؟
ـ قبل أن أتولي الوزارة قدمت التقرير الأول للسادات، وكان مكوناً من ٢٥ صفحة فيها التصور العام.. وكان التقرير يشمل خطة عاجلة لمواجهة أوجاع ومشكلات قائمة، مثل مشكلات الطفوح في مجاري القاهرة وغيرها، وخطة قصيرة الأجل من ١٠ إلي ٢٠ سنة، وهي خاصة بإنشاء المدن الجديدة علي جوانب الدلتا.. والخطة طويلة الأجل خاصة بتعمير المناطق النائية.
وفوجئت بالرئيس السادات يقول لي: «اعمل ترتيبك يا حسب الله، لأني أريد وضع حجر الأساس لأول مدينة، فاندهشت لأنها مدينة لم أكن قد خططتها بعد ولا أعرف حتي حدودها.. وأنهي المقابلة، فقلت: «الرئيس يريد عمل شو إعلامي ويتصور في التليفزيون،
ويقول للناس إنه عايز يعمل حاجة، خلاص ماشي الحال، ححطله حجر أساس لو عايز، بس أنا في النهاية قلت له إنني أمامي ٦ أشهر».. وقد اختار الرئيس مدينة العاشر من رمضان، ووافقت رغم أني غير مقتنع،
وفوجئت به أثناء وضع حجر الأساس، وبحضور أجهزة الإعلام المختلفة يقول لي: اطرح الأرض للبيع المتر بـ ٥٠ قرشاً. أنا روحي راحت مني وقلت في نفسي: السادات لا يريدني أن أكون في الوزارة وأراد التخلص مني بهذه الطريقة، حتي أطلع «فاشل» وأخرج من الوزارة بفضيحة، لأنني لن أستطيع بيع الأرض بهذا السعر، فالمتر الواحد سيتكلف ١٤ جنيهاً للمرافق فكيف أبيع بـ ٥٠ قرشاً؟
ومن أين سأتصرف في الفرق؟!، وبعد انتهاء المراسم جريت علي مجلس الوزراء وسألت ممدوح سالم: ما العمل؟. فقال لي: نفذ أوامر الرئيس..
وبالفعل عرضت مليون متر للبيع، فإذا بي أحصل علي ١١ مليون طلب لشراء الأرض، فقال لي الرئيس وقتها: مبروك يا حسب الله، هل تعرف ماذا يعني ذلك؟
إنه يعني أن هناك ثقة في النظام والمشروعات التي يقوم بها النظام.. فهذا نجاح كبير ففتحت معه حكاية الخمسين قرش» فقال لي: «إنت مالك، دي مش شغلتك إنت رجل مسؤول عن تنفيذ خطة الدولة،
والدولة الممثلة في رئيس الجمهورية تقول لك بيع بـ ٥٠ قرش ولا أقولك علي حاجة ـ وهنا تظهر خفة دم السادات وفهلوته ـ قل للناس إننا بعنا لكم المتر بدون مرافق واحصل منهم علي ٣ جنيهات للمرافق والباقي أنا مسؤول عنه.. وخد بالك يا كفراوي إن هذه الأرض موجودة من ملايين السنين، ولادي الذين أرسلتهم لمحاربة العدو في سيناء..
لماذا يموت لو أنه ليس لديه قطعة أرض يسكن ويعمل ويدفن فيها».. وهكذا بدأت فكرة المدن الجديدة، والتوسع الأفقي في المناطق التي كانت تعتبر نائية.
* هل كان السادات يدرس قراراته؟
ـ دائما كانت وراء قراراته حكمة، السادات «مبيهبلش»، حتي إن لم نفهم تصرفاته وقتها، ولكن في النهاية لديه رؤية وهو صاحب فكر.. بقولك إيه.. أنا حفضل حزين علي السادات حتي أموت
.
* ألم يكن لديه أخطاء من وجهة نظرك؟
ـ الخطأ الوحيد أنه عندما حدث الانفتاح حدثت تجاوزات من بعض «البساريات».
* حيتان الانفتاح تسميهم بساريات؟
ـ طبعا.. أظنك تسمعين عن المليارات التي تنهب اليومين دول، وأعتقد أنه لو كل واحد منهم كان يقف علي مطبعة البنك المركزي لم يكن ليستطيع طبع كل هذه المليارات في السنوات العشر الماضية.. فتوفيق عبدالحي في النهاية كان بيتاجر في شوية فراخ، شوفي اللي بيتاجروا في الأراضي والحديد والأسمنت دلوقت.
* بمناسبة الأسمنت.. مارأيك في احتكاره وارتفاع أسعاره باعتبارك من أبرز من أشرفوا علي هذه الصناعة؟
ـ أنا عملت صناعة الأسمنت الحديثة في مصر، ففي سنة ٧٧ كان كل إنتاج مصر من الأسمنت ٢ مليون ونصف طن، من مطاحن أو مصانع قديمة أحدثها القومية للأسمنت، الذي أنشئ عام ٥٤،
لذا عملت ١٧ خط إنتاج، وكفينا السوق المحلية وبدأنا في تصدير ٢ مليون طن تقريبا، وأذكر واقعة حدثت في عهدي عندما جاءني عدد من رؤساء شركات الأسمنت يريدون رفع السعر من ٩٠ إلي ٩٥ جنيهاً للطن أي زيادة السعر ٥ جنيهات،
ولم يكن يجرؤ رجل أعمال علي أن يرفع السعر بمزاجه، يجب موافقتي أولا.. ورب المعبود قابلتهم في منتصف الحجرة حتي لا يجلسوا، وقلت لهم: الذي يري أن ٩٠ جنيهاً لا تكفيه لتحقيق هامش ربح ٢٠% يتفضل يجلس علي المنضدة، لأنني سأحوله إلي التحقيق، ومن ير أن ذلك ربح يكفي يتفضل يمشي فخرجوا جميعا،
ولمن لا يعرف فالأسمنت عبارة عن تراب طفلة وحجر جيري من الأرض، يوضعان علي بعض بنسب معينة ويتم حرقهما وطحنهما.. لذا أنا أري أنه عندما أستورد ١٠ ملايين طن تراب من رومانيا واليونان وأوروبا الشرقية ونحن ناس علي الله فهذا عمي في البصيرة.
* فقاطعته: تقصد أنه كانت هناك رقابة علي تصنيع وتسعير الأسمنت في عهدك؟
ـ نعم.. ولم أسمح بأي تجاوزات.
* ألا يوجد أي مكون في الأسمنت غير موجود في مصر ونحتاج إلي استيراده؟
ـ لا إطلاقا.. كله موجود في تراب مصر.. لا يوجد ولا خامة مستوردة، لذا كونه يصل من ٩٠ جنيهاً في التسعينيات إلي ٤٠٠ في ٢٠٠٧، وإذا حتي تفهمت أن الطاقة والعمالة ارتفعت «نهار ما يتنطط» تصبح تكلفة الطن ٩٠ جنيهاً وعندما يوضع هامش ربح معقول ممكن أن يصل السعر إلي ١١٠،
بلاش يا سيدتي فلنقل سيصل سعره إلي ١٥٠ جنيهاً مش ٤٠٠ جنيه! أنا كنت سأصاب بالشلل عندما قرأت عن خصخصة شركات الأسمنت.

* ١٢ سنة وزيراً في عهد الرئيس مبارك.. هل تستطيع أن تقول لي كيف تدار الدولة؟
ـ كنت قريب من الرئيس طوال الـ ٨ سنوات الأولي والأمانة تقتضي أن أقول إن الرئيس مبارك كلما وجد أمامه معلومة صحيحة يتخذ القرار الصحيح.
* هذا يعني أنه توضع أحيانا معلومات خاطئة أمام الرئيس؟
ـ لا تعليق.
* ما رأيك في أداء مبارك في الحكم؟
الرئيس مبارك قراره بطيء، لأن أعصابه غير أعصاب السادات فهو أعصابه حديد.. بعكس السادات كان قراره سريعاً.
* وماذا يحتاج حكم البلد: القرار السريع أم الأعصاب الحديد؟
ـ يحتاج إلي الاثنين معا.
* قلت السنوات الثماني الأولي كانت جيدة، فماذا عن الأربع الأخيرة؟
ـ الثماني الأولي كانت امتداداً لسياسة السادات في كل أجهزة الدولة، أداء مجلسي الشعب والشوري، دور دولة المؤسسات، وغيرها، حتي عام ٩٠، لذا كنت مرتاحاً في العمل معه،
ولكن السنوات الأربع الأخيرة كنت «أتعشي لبن وزبادي أتقيأهم دم».. وأذكر يوما ما قال لي فيه الصحفي موسي صبري «إنت مفتوح عليك ٦ جبهات».
* من هم؟
ـ مش حقول.
* البلد فيها ٦ جبهات؟
ـ ٦ أفراد يهاجمون شخصاً.. وطبعا الرئيس لن يضحي بستة في مقابل واحد.
* لماذا استسلمت وقدمت استقالتك؟
ـ لأني لم أكن مرتاحاً لما يجري.
* وما الذي كان يجري؟
ـ يعني حكاية تعمير سيناء كانت أمنية حياتي أن يسكن فيها ٣ ملايين مصري.
* وماذا حدث؟
ـ المشكلة أنه لم يحدث شيء.
* مَنْ تدخل؟
ـ لا تعليق.
* قوي داخلية أم خارجية باعتبار تعمير سيناء مسألة أمن قومي لمصر؟
ـ نحن أسوأ علي أنفسنا من القوي الخارجية.
* هل قدمت خطة بتعمير سيناء؟
ـ الله شاهد أنني عملت خطة تعمير سيناء وترعة الإسماعيلية علي أن تمر من تحت قناة السويس، وتصل إلي القطاع الأوسط في سيناء، وتزرع ٤٠٠ ألف فدان.
* لمن قدمت الخطة؟
ـ للدولة.
* ماذا تعني بالدولة ؟
ـ لرئيس الوزراء .
* وماذا كان ردهم عليها؟
ـ لا تعليق.
* ربما يكون الخطأ من عندك، والدراسة لم تكن وافية، أو ربما ميزانية الدولة لا تسمح بتنفيذ المشروع؟
ـ «سيبك من الكلام ده» كلهم يعلمون أن الدراسة لا يختلف عليها اثنان.
* مَنْ مِنْ مصلحته وقف مشروع تعمير سيناء.. سؤالي واضح؟
ـ لا تعليق.
* ولكن مشروع ترعة السلام، الذي كان الإسماعيلية من قبل، تم تنفيذه وثبت فشله ولم يكتمل؟
ـ انفعل غاضبا: الترعة أصلا ليست في مكانها الموضوع في الدراسة، وترعة السلام ليست هي الترعة التي أتت في الدراسة من الأساس، فالمكان الأصلي كان في الإسماعيلية جنوب القنطرة شرق.. علي أن تمر بالقرب من مبني هيئة قناة السويس في الإسماعيلية الموجود حاليا،
والدراسة كانت تقول إنه في هذا المكان سننشئ نفقاً تمر من تحته الترعة.. إلا أنهم حفروا في الشمال وبعيدا عن الموقع المحدد، وأصبح اسمها «ترعة السلام».
* لهذا السبب فشلت؟
ـ نعم.
* وهل الموقع وحده هو سبب الفشل؟
ـ ترعة السلام تسير الآن في منطقة تسمي «سهل الطينة».. وهذا السهل حتي تصل درجة الملوحة فيه لمستوي ملوحة البحر الأبيض المتوسط يحتاج إلي «٥ سنوات غسيل».. فهو مالح بدرجة مركزة أكثر من البحر المتوسط.. ثم نظر إلي قائلا «يريحك الكلام ده يا سيدتي آديني قلته ربنا يستر بقي».
* قل لي بالضبط تفاصيل ما تم في سيناء حتي توقف المشروع؟
ـ لقد أنشأت جهازين، أحدهما لتعمير شمال سيناء، والآخر لتعمير جنوب سيناء، فكل الطرق ومياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والمرافق التي وصلت إلي سيناء كانت في عهدي.. وأذكر رئيس وزراء ـ بدون ذكر اسمه ـ قال لي: إيه يا حسب الله الأرقام التي طلبتها لسيناء،
هوه إحنا عندنا كام بني آدم في سيناء!.. فقلت له: الخطط لا توزع علي الرأس، أنا أعرف أن شبرا بها سكان ضعف سيناء عشر مرات.. والخطط لا توضع علي الوضع الحالي فقط، إنما علي المستقبل أيضا.
* رئيس الوزراء هذا كان عاطف صدقي؟
ـ لا تعليق.
* طيب بلاش السؤال ده، لكن اسمح لي أسألك: من كان أقرب رئيس وزراء متفهما لخططك؟
ـ أنا اشتغلت مع ٦ رؤساء وزراء «ممدوح سالم، مصطفي خليل، فؤاد محيي الدين، كمال حسن علي، علي لطفي وعاطف صدقي».
* من كنت علي وئام معه؟
ـ اثنان أحببتهما جدا، ممدوح سالم وكمال حسن علي.
* وماذا عن مصطفي خليل؟
ـ اختلفنا سوياً مع احترام شديد وهكذا فؤاد محيي الدين.. وأول خلاف لي مع مصطفي خليل كان حول سيناء.. وكنت أعرفه قبل الوزارة وعندما كلف برئاسة الوزراء، قال: لا أريد الكفراوي ومع ذلك عينت معه وزيراً فقص اختصاصاتي.
* علي لطفي؟
ـ يعني.. كويس.
* ومن كنت علي خلاف دائم معه؟
ـ عاطف صدقي، وكانت العلاقة بيننا «واحد بيتكلم عربي والتاني بيتكلم صيني».
* هل كان صدقي أحد الـ ٦ جبهات التي قلت إنها حاربتك في السنوات الأربع الأخيرة؟
ـ أمر طبيعي.
* عودة لسيناء.. هل تعتقد أن هناك مَنْ غير موقع حفر الترعة ليفشل المشروع، ويبرر عملية عدم تعمير سيناء أمام الرأي العام؟
ـ لا أعرف ولا تعليق.
وبالمناسبة قلت إن الرئيس عبدالناصر وخروشوف كرماني مع كثير من العاملين في السد العالي، وأن الرئيس السادات كرمني مرة بعد انتهاء تعمير منطقة القناة،
وأخري بعدما عينت وزيراً بمناسبة وضع خطط المدن الجديدة والتعمير وبدء التنفيذ وأقول إن الرئيس مبارك كرمني بإهداء وشاح النيل في حفل عام حضره الوزراء والهيئة البرلمانية لمجلسي الشعب والشوري بالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بمكتب سيادته، وهذا فضل له لا أنساه.
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments