القائمة الرئيسية

الصفحات






تأملات في فن الحياة




ما معنى الحياة و هل هى قضاء ما قدره الله لك من عمر بأى شكل ام ان الحياة تستلزم منا ان نستمتع بهذه الحياة و ان نعيشها بشكل يجعل منها شئ له قيمة و هدف رب اعمار طويلة لم تعط لمن عاشها قيمة و لم تحفظ له ذكرى و رب رجال لم يعمروا في الارض طويلا و رحلوا تاركين ورائهم ذكرى لا تموت و سيرا مخلدة ان مصطفى كامل لم يعش الا بضع و ثلاثون عام و رغم ذلك فذكراه لن تموت في حين ماتت اسماء المحتلين الذين عاشوا عشرات السنين بعده و الشيخ سيد درويش مات هو ايضا في الثلاثينات و لم تموت اعماله و ذكراه و مادفعنى الى هذا الموضوع اسمان لا يغادران ذهنى و لا احسب انى سانساهم ما حييت الاول هو تشى جيفارا و الثانى راشيل


كورى فدعونا نستذكر بعض المعلومات عنهم من مصادر موثقة



تشى جيفارا



إرنستو جيفارا دِ لا سيرنا ( Ernesto Guevara de la Serna ) - ينطق گِڤارا، بالجيم غير المصوتة (الخرساء) المكسورة كسرة قصيرة. يلقب بـ"ثشي جيفارا"، أو بـ"التشي"، أو "تشي" 14 مايو 1928 - 9 أكتوبر 1967 - ثوري كوبي أرجينتيني المولد، كان رفيق فيدل كاسترو. يعتبر شخصية ثورية فذّة في نظر الكثيرين.
درس الطب في جامعة بيونس آيرس وتخرج عام 1953، وكان مصاباً بالربو فلم يلتحق بالخدمة العسكرية. قام بجولة حول أمريكا الجنوبية مع أحد أصدقائه على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الطب وكونت نلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أميركا الجنوبية و بالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع الأمريكي البسيط. توجه بعدها إلى غواتيمالا ، حيث كان رئيسها يقود حكومة يسارية شعبية ، كانت من خلال تعديلات -وعلى وجه الخصوص تعديلات في شؤون الأرض والزراعة- تتجه نحو ثورية إشتراكية. وكانت الإطاحة بالحكومة الغواتيمالية عام 1954 بانقلاب عسكري مدعوم من قبل وكالة المخابرات المركزية.
في عام 1955 قابل جيفارا المناضلة اليسارية "هيلدا أكوستا" من "بيرو" في منفاها في جواتيمالا، فتزوجها وأنجب منها طفلته الأولى، وهيلدا هي التي جعلته يقرأ للمرة الأولى بعض الكلاسيكيات الماركسية، إضافة إلى لينين و تروتسكي و ماو تسي تونغ ماو.
سافر جيفارا للمكسيك بعد أن حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبل المخابرات المركزية ، والتقى هناك راؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إن خرج فيديل كاسترو من سجنه حتى قرر جيفارا الانضمام للثورة الكوبية، وقد رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب.
[سيرة أرنستو تشي غيفار
"يجب أن نتذكر دائماَ أن الإمبريالية نظام عالمي، هو المرحلة الأخيرة من الإستعمار، ويجب أن تهزم بمواجهة عالمية."
هذا ما قاله أرنستو غيفارا
طبيب ثوري أرجنتيني الأصل. ولد في 14/6/1928 في روزاريو (الأرجنتين). أصيب بالربو منذ طفولته ولازمه المرض طوال حياته.ومراعاة لصحة ابنها المصاب بالربو استقرت أسرته في ألتا غراسيا في السيرا دو كوردوبا. وفيها أسس والده لجنة مساندة للجمهورية الإسبانية عام1937, وفي 1944 استقرت الأسرة في بيونس ايريس.
ومن 1945 إلى 1953 أتم إرنيستو بنجاح دراساته الطبية. و بسرعة جعلته صلته بأكثر الناس فقرا وحرمانا وبالمرضى مثل المصابين بالجذام، وكذا سفره المديد الأول عبر أمريكا اللاتينية، واعيا بالتفاوت الاجتماعي وبالظلم.
إمتهن الطب، إلا أنه ظل مولعاَ بالأدب والسياسة والفلسفة، سافر أرنستو تشي غيفارا إلى غواتيمالا عام 1954 على أمل الإنضمام إلى صفوف الثوار لكن حكومة كاستيلو أرماس العميلة للولايات المتحدة الأميركية قضت على الثورة.
انتقل بعد ذلك إلى المكسيك حيث التقى بفيدل كاسترو وأشعلوا الثورة ضد نظام حكم "باتيستا" الرجعي حتى سقوطه سنة 1959.
تولى منصب رئيس المصرف الوطني سنة 1959.
ووزارة الصناعة (1961 -1965).
اشترك مع حركات ثورية عالمية عديدة.
ألّف : حرب العصابات (1961). الإنسان والإشتراكية في كوبا (1967).
ذكريات الحرب الثورية الكوبية (1968).
الأسفار تكون الشباب … والوعي!
حصل تشي بالكاد على شهادته لما غادر من جديد الأرجنتين نحو رحلة جديدة عبر أمريكا اللاتينية. وقد كان عام 1951، خلال رحلته الأولى، قد لاحظ بؤس الفلاحين الهنود. كما تبين استغلال العمال في مناجم النحاس بشيلي والتي تملكها شركات أمريكية. وفي عام 1953 في بوليفيا والبيرو، مرورا بباناما وبلدان أخرى، ناقش مع منفيين سياسيين يساريين من كل مكان تقريبا، ولاسيما مع كاسترويين كوبيين. تسيس، وفي تلك اللحظة قرر فعلا الالتحاق بصفوف الثوريين. واعتبر نفسه آنذاك شيوعيا.
وفي العام 1954 توقف في غواتيمالا التي كانت تشهد غليانا ديمقراطيا في ظل حكومة جاكوب أربنز. وشارك تشي في مقاومة الانقلاب العسكري الذي دبرته المخابرات الأمريكية والذي انهى الإصلاحات الزراعية التي قام بها أربنز، وستطبع هذه التجربة فكره السياسي.
التحق آنذاك بالمكسيك. وهناك تعرف في تموز/ يوليو 1955 على فيديل كاسترو الذي لجأ إلى ميكسيكو بعد الهجوم الفاشل على ثكنة مونكادا في سانتياغو دو كوبا. وجنده كاسترو طبيبا في البعثة التي ستحرر كوبا من ديكتاتورية باتيستا. وهناك سمي بتشي وهو تعبيير تعجب يستعمله الارجنتينيون عمليا في نهاية كل جملة.
وفي حزيران/ يونيو 1956 سجن تشي في مكسيك مع فيدل كاسترو ومجموعة متمردين كوبيين. واطلق سراحهم بعد شهرين.
1956-1965 الثورة الكوبية
بدءا من 1965 ارتمى تشي مع رفاقه في التحرير الوطني
يوم 9 أكتوبر 1967 مات تشي غيفارا إذ اغتاله الجيش البوليفي ومستشارو وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA --Green hawk 20:54، 11 فبراير 2008 (UTC)

[تحرير] الثورة الكوبية

تشي متطوعا في حملة زراعية
في 1959 اكتسح رجال حرب العصابات هافانا برئاسة فيدل كاسترو واسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا. هذا برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء الـ CIA داخل جيش عصابات كاسترو.
دخل الثوار كوبا على ظهر زورق ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا لم يبق منهم سوى 10 رجال فقط، بينهم كاسترو وأخوه "راءول" وجيفارا، ولكن هذا الهجوم الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين خاصة في المناطق الريفية، وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في معركة مع الجيش.
كان خطاب كاسترو سبباً في إضراب شامل، وبواسطة خطة جيفارا للنزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية تمكن الثوار من دخول العاصمة هافانا في يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل، ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا بعد انتصار الثورة وإطاحتها بحكم الديكتاتور "باتيستا"، وفي تلك الأثناء اكتسب جيفارا لقب "تشي" الارجنتيني، وتزوج من زوجته الثانية "إليدا مارش"، وأنجب منها أربعة أبناء بعد أن طلّق زوجته الأولى.
برز تشي جيفارا كقائد ومقاتل شرس جدا لا يهاب الموت و سريع البديهة يحسن التصرف في الأزمات. لم يعد جيفارا مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد، وشريك فيدل كاسترو في قيادة الثورة، وقد أشرف كاسترو على استراتيجية المعارك بينما قاد وخطط جيفارا للمعارك.
عرف كاسترو بخطاباته التي صنعت له وللثورة شعبيتها، لكن جيفارا كان خلف أدلجة الخطاب وإعادة رسم ايديولوجيا الثورة على الأساس الماركسي اللينيني.

[تحرير] جيفارا وزيراً

تشي في الامم المتحدة
صدر قانون يعطي الجنسية والمواطنية الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد، ولم توجد هذه المواصفات سوى في جيفارا الذي عيّن مديرا للمصرف المركزي وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة في فترة لم تعلن فيها الثورة عن وجهها الشيوعي، وما أن أمسكت الثورة بزمام الأمور -وبخاصة الجيش- حتى قامت الحكومة الشيوعية التي كان فيها جيفارا وزيراً للصناعة وممثلاً لكوبا في الخارج ومتحدثاً باسمها في الأمم المتحدة. كما قام بزيارة الإتحاد السوفيتي والصين، واختلف مع السوفييت على إثر سحب صورايخهم من كوبا بعد أن وقعت الولايات المتحدة معاهدة عدم اعتداء مع كوبا.
تولى جيفارا بعد استقرار الحكومة الثورية الجديدة –وعلى رأسها فيدل كاسترو- على التوالي، وأحيانا في نفس الوقت المناصب التالية:
سفير منتدب إلى الهيئات الدولية الكبرى.
منظم الميليشيا.
رئيس البنك المركزي.
مسئول التخطيط.
وزير الصناعة.
ومن خلال هذه المناصب قام الـ"تشي" بالتصدي بكل قوة لتدخلات الولايات المتحدة؛ فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ فشددت الولايات المتحدة الحصار على كوبا، وهو ما جعل الحكومة الكوبية تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي. كما أعلنت عن مساندتها لحركات التحرير في كل من: تشيلي، وفيتنام، والجزائر.

[تحرير] اختفائه
لم يرتح جيفارا للحياة السياسية فاختفى، ونشرت مقالات كثيرة عن مقتله لكي يرد لعل رده يحدد مكانه لكنه لم يرد.
نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية شائعات تدعي فيها اختفاء إرنستو تشي جيفارا في ظروف غامضة، ومقتله على يد زميله في النضال القائد الكوبي فيدل كاسترو، ممااضطر الزعيم الكوبي للكشف عن الغموض الذي اكتنف اختفائه من الجزيرة للشعب الكوبي فأدلى بخطابه الشهير الذي ورد في بعض أجزائه ما يلي:
لدي هنا رسالة كتبت بخط اليد، من الرفيق إرنستو جيفارا يقول فيها: أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا.
في أكتوبر 1965 أرسل جيفارا رسالة إلى كاسترو تخلى فيها نهائيا عن مسؤولياته في قيادة الحزب، وعن منصبه كوزير، وعن رتبته كقائد، وعن وضعه ككوبي، إلا أنه أعلن عن أن هناك روابط طبيعة أخرى لا يمكن القضاء عليها بالأوراق الرسمية، كما عبر عن حبه العميق لكاسترو ولكوبا، وحنينه لأيام النضال المشترك.
أكدت هذه الرسالة إصراره على عدم العودة إلى كوبا بصفة رسمية، بل كثائر يبحث عن ملاذ آمن بين الحين والآخر. ثم أوقف مساعيه الثورية في الكونغو وأخذ الثائر فيه يبحث عن قضية عالمية أخرى.

[تحرير] الكونغو
سعى جيفارا لإقامة مجموعات حرب عصابات في الكونغو. ومع أن فكرته لم تلق صدى واسعا لدى بعض القادة، أصر جيفارا على موقفه، وتموه بملابس رجل أعمال ثري، لينطلق في رحلة طويلة سافر فيها من بلد إلى آخر ليواجه المصاعب تلو الأخرى.
ذهب "تشي" لأفريقيا مسانداً للثورات التحررية، قائدا لـ 125 كوبيا، ولكن فشلت التجربة الأفريقية لأسباب عديدة، منها عدم تعاون رؤوس الثورة الأفارقة، واختلاف المناخ واللغة، وانتهى الأمر بالـ"تشي" في أحد المستشفيات في براغ للنقاهة، وزاره كاسترو بنفسه ليرجوه العودة، لكنه بقي في زائير (جمهورية الكونغو الديمقراطية) محارباً بجانب قائد ثورة الكونغو باتريس لومومبا، لكنه فجأة ظهر في بوليفيا قائدا لثورة جديدة، ولم يوثق هذه المرحلة سوى رسائله لفيديل كاسترو الذي لم ينقطع الإتصال معه حتى أيامه الأخيرة.

[تحرير] بوليفيا
لم يكن مشروع "تشي" خلق حركة مسلحة بوليفية، بل التحضير لرص صفوف الحركات التحررية في أمريكا اللاتينية لمجابهة النزعة الأمريكية المستغلة لثروات دول القارة. منذ بداية عام 1967 وجد جيفارا نفسه مع مقاتليه العشرين، وحيداً يواجه وحدات الجيش المدججة بالسلاح بقيادة السي أي إيه في براري بوليفيا الاستوائية. أراد جيفارا أن يمضي بعض الوقت في حشد القوى والعمل على تجنيد الفلاحين والهنود الحمر من حوله، ولكنه أجبر على خوض المعارك مبكراً.
وقد قام "تشي" بقيادة مجموعة من المحاربين لتحقيق هذه الأهداف، وقام أثناء تلك الفترة الواقعة بين 7 نوفمبر 1966 و7 أكتوبر 1967 بكتابه يوميات المعركة.

[تحرير] اغتياله
ألقي القبض على اثنين من مراسلي الثوار، فاعترفوا تحت قسوة التعذيب أن جيفارا هو قائد الثوار. فبدأت حينها مطاردة لشخص واحد. بقيت السي أي على رأس جهود الجيش البوليفي طوال الحملة، فانتشر آلاف الجنود لتمشيط المناطق الوعرة بحثا عن أربعين رجلا ضعيفا وجائعا. قسم جيفارا قواته لتسريع تقدمها، ثم أمضوا بعد ذلك أربعة أشهر متفرقين عن بعضهم في الأدغال. إلى جانب ظروف الضعف والعزلة هذه، تعرض جيفارا إلى أزمات ربو حادة، مما ساهم في تسهيل البحث عنه ومطاردته.
في يوم 8 أكتوبر 1967 وفي أحد وديان بوليفيا الضيقة هاجمت قوات الجيش البوليفي المكونة من 1500 فرد مجموعة جيفارا المكونة من 16 فرداً، وقد ظل جيفارا ورفاقه يقاتلون 6 ساعات كاملة وهو شيء نادر الحدوث في حرب العصابات في منطقة صخرية وعرة، تجعل حتى الاتصال بينهم شبه مستحيل. وقد استمر "تشي" في القتال حتى بعد موت جميع أفراد المجموعة رغم إصابته بجروح في ساقه إلى أن دُمّرت بندقيته (م-2) وضاع مخزن مسدسه وهو مايفسر وقوعه في الأسر حياً. نُقل "تشي" إلى قرية "لاهيجيرا"، وبقي حياً لمدة 24 ساعة، ورفض أن يتبادل كلمة واحدة مع من أسروه. وفي مدرسة القرية نفذ ضابط الصف "ماريو تيران" تعليمات ضابطيه: "ميجيل أيوروا" و"أندريس سيلنيش" بإطلاق النار على "تشي".
دخل ماريو عليه متردداً فقال له "تشي": أطلق النار، لا تخف؛ إنك ببساطة ستقتل مجرد رجل"، لكنه تراجع، ثم عاد مرة أخرى بعد أن كرر الضابطان الأوامر له فأخذ يطلق الرصاص من أعلى إلى أسفل تحت الخصر حيث كانت الأوامر واضحة بعدم توجيه النيران إلى القلب أو الرأس حتى تطول فترة احتضاره، إلى أن قام رقيب ثمل بإطلاق رصاصه من مسدسه في الجانب الأيسر فأنهى حياته.
وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم.
وقد شبّت أزمة بعد عملية اغتياله وسميت بأزمة "كلمات جيفارا" أي مذكراته. وقد تم نشر هذه المذكرات بعد اغتياله بخمسة أعوام وصار جيفارا رمزاً من رموز الثوار على الظلم. نشر فليكس رودريجيس، العميل السابق لجهاز المخابرات الأميركية (CIA) عن إعدام تشي جيفارا. وتمثل هذه الصور آخر لحظات حياة هذا الثوري الأرجنتيني قبل إعدامه بالرصاص بـ"لا هيجيرا" في غابة "فالي غراندي" ببوليفيا، في 9 أكتوبر(تشرين الأول) من عام 1967. وتظهر الصور كيفية أسر تشي جيفارا، واستلقائه على الأرض، وعيناه شبه المغلقتان ووجهه المتورم والأرض الملطخة بدمه بعد إعدامه. كما تنهي الصور كل الإشاعات حول مقتل تشي جيفارا أثناء معارك طاحنة مع الجيش البوليفي. وقبيل عدة شهور، كشف السيد فليكس رودريجيس النقاب عن أن أيدي تشي جيفارا بُترت من أجل التعرٌف على بصمات أيديه.

[تحرير] الرمز والاسطورة

نصب تذكاري لدخول تشي إلى سانتا كلارا بكوبا
"لا يهمنى متى وأين سأموت، لكن يهمنى ان يبقى الثوار منتصبين، يملأون الارض ضجيجاً، كى لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين"
سيظل صدى هذه الكلمات يتردد، ويلهم المئات في مكان وزمان، ما دام الظلم والعنف يسود هذا العالم.
عام 1968، غضب شبان العالم وخرجوا إلى الشوارع معلنين أنهم يستطيعون إنهاء الحروب وتغيير ملامح العالم، وقد تحول هذا الرجل الثائر بعد موته إلى شهيد لقضاياهم. أصبح يمثل أحلام ورغبات الملايين ممن يحملون صوره. علماً أنه كان يمثل أيضا مجموعة من التناقضات، وكأن الموت حول ملامحه، ما يوحي بأنه لو منحه أعداؤه الحق في الحياة، لربما عجزت أسطورته عن احتلال هذا المدى العالمي الذي تنعم به اليوم.

[تحرير] من أقواله
"إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني"
"الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن"
"لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن"
"الثوار يملئون العالم ضجيجاً كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء"
"إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق"
"لن يكون لدينا ما نحيا من أجله .. إن لم نكن على استعداد أن نموت من أجله".

[تحرير] نضالاته
كره تشي اتكال الثورة الكوبية على الاتحاد السوفيتي، واستمر في ابتكار وسائل أخرى للحصول على التمويل وتوزيعه. ولأنه الوحيد الذي درس فعلا أعمال كارل ماركس بين قادة حرب العصابات المنتصرين في كوبا، فانه كان يحتقر التحريفيين ومافيا الحزب الذين صعدوا على أكتاف الآخرين في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وفي كوبا أيضا.
كشف (آي إف ستون) كيف انهمك تشي جيفارا في نقاش علني، أثناء مؤتمر في مدينة بونتي ديل استي بأوروجواي مبكراً في 1961 (وهو المولود في الأرجنتين حيث درس الطب هناك) مع بعض شباب اليسار الجديد من نيويورك. أثناء تلك المناقشة، مر بهم اثنان من جهاز الحزب الشيوعي الأرجنتيني. لم يستطع جيفارا أن يمنع نفسه من الصياح بصوت عال، "هيي، لماذا أنتم هنا، أمن اجل أن تبدءوا الثورة المضادة؟"
مثّل تشي الكثيرين في الحركة الناشئة ارادتهم على الحركات الثورية للسكان الأصليين.
وبالفعل فإن الثورة في كوبا، على عكس المفاهيم المعاصرة للكثيرين في الولايات المتحدة اليوم، كانت مستقلة، وفي بعض الأحيان معارضة للحزب الشيوعي الكوبي. ولقد أخذ بناء مثل هذه العلاقة -التي لم يكن من السهل صنعها- عدة سنوات فقط بعد الثورة ونجحت في أخذ سلطة الدولة وتأسيسها، دافعة إلى الاندماج بين القوى الثورية والحزب -الاندماج الذي لم يضع نهاية لمشاكل جيفارا والثورة الكوبية نفسها.
إحدى تلك المشاكل هي اعتماد كوبا المتزايد على الاتحاد السوفيتي (في بعض الأوجه يماثل الاعتماد المتزايد لبعض المنظمات الراديكالية على منح المؤسسات في صورة أموال ولوازم لولبية أخرى). قررت الحكومة أثناء احتياجها اليائس للنقد من اجل شراء لوازم شعبها الضرورية -وبعد نقاش مرير- قررت أن تضيع فرصة تنويع الزراعة في كوبا من أجل التوسع في محصولها النقدي الرئيسي، قصب السكر، الذي يتم تبادله أمام البترول السوفيتي، لتستهلك جزء من هذا البترول وتعيد بيع الباقي في السوق العالمي. وبالتدريج فقدت كوبا، بالرغم من تحذيرات تشي (والآخرين)، القدرة على إطعام شعبها نفسه -وهي المشكلة التي بلغت أبعادا مدمرة بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
وهي نفس الأزمات التي أحدقت بالاتحاد السوفيتي والدول التي كان معترفا بها كدول اشتراكية عندما سعوا وراء النموذج الصناعي للتنمية وحاولوا أن يدفعوا ثمنه بالإنتاج والتنافس في السوق العالمي. كان رد فعل تشي: لا تنتج من أجل السوق العالمي. ارفض تحليلات التكلفة/المنفعة (cost/benefit) كمعيار لما ينبغي إنتاجه. آمن تشي بأن المجتمع الجديد حقيقة، وعليه أن يجعل طموحه هو ما يحلم به شعبه من أجل المستقبل، وأن يعمل على تنفيذه فورا في كل أوان ومكان. وحتى تبلغ ذلك، على الثورات الشيوعية أن ترفض معيار "الكفاءة" وعليها أن ترعى المحاولات المجتمعية المحلية حتى تخلق مجتمعا أكثر إنسانية بدلاً من ذلك.

[تحرير] أممية تشي وعلاقته بالماركسية
ارتبط تشي جيفار ارتباطا وثيقا بالماركسية اللينينية في شبابه حيث كان عضوا في الشبيبة الشيوعية الأرجنتينية .
أممية وثورية تشي وارتباطه المميز بالفقراء والمنبوذين في كل مكان، ورفضه الاعتراف بقداسة الحدود القومية في الحرب ضد إمبريالية الولايات المتحدة، ألهمت الحركات الراديكالية الجديدة في العالم كله. نادى تشي الراديكاليين لنحول أنفسنا إلى شيء جديد، أن نكون اشتراكيين قبل الثورة، هذا إذا ما كان مقدراً لنا أن يكون لدينا أمل في أن نحقق فعلا الحياة التي نستحق أن نعيشها. نداؤه "بأن نبدأ العيش بطريقة لها معنى الآن" تردد صداه عبر الجيل بأكمله، فاتحا ذراعيه ليصل بدرجة كبيرة من ناحية إلى ثورية ماو ومن ناحية أخرى ممتدا نحو ماركس. من خلال الحركة، ومن خلال انتزاع مباشرة الثورة عن طريق الاشتباك مع الظلم بكل أشكاله، في كل لحظة، ومن خلال وضع مثاليات المرء فورا في الممارسة العملية، صاغ تشي من التيارات الفلسفية المعاصرة الرئيسية موجة مد من التمرد مما جعل اطروحاته قريبة من الطرح الماوي الجديد (الماركسية اللينينية الماوية )
حب تشي للناس أخذه أولا إلى الكونغو ثم إلى بوليفيا، حيث نظم فرقة من رجال حرب العصابات لتكون، كما كان يتعشم، عاملا مساعدا على الإلهام بالثورة، ولم ينس ان يمر بمصر والجزائر في طريقه ليلتقى الزعيم المصري جمال عبد الناصر والرئيس الجزائري أحمد بن بلة اللذان كانا رموزاً للثورة العربية آنذاك




و من اقوال جيفارا



إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
لا يهمني اين و متى ساموت بقدر ما يهمني ان يبقى الثوار يملئون العالم ضجيجا كي لا ينام العالم بثقله على أجساد الفقراء.
ان الطريق مظلم و حالك فاذالم تحترق انت وانا فمن سينير الطريق.
أنا لست محررا, المحررين لا وجود لهم, فالشعوب وحدها هي من يحرر نفسها



و هنا بعض صور جيفارا








اما راشيل كورى


فهى تلك الفتاة الامريكية التى تركت وطنها و هامت على وجهها تريد حماية الانسانية و حريتها مهما كان الثمن و لو كان الثمن هو حياتها ذاتها


و لننظر الى الويكيبيديا


أنا وسط إبادة جماعية 1/3
راشيل كوري/ترجمة: زياد عبدالله‏
‏‏‏‏
كلانا، جون فوستر وبوب ماكنزي، تخرجنا من ايفرغرين ستيت كولج في أولمبيا- واشنطن. وفي صباح اليوم الذي توفيت فيه راشيل كوري قمنا بالانضمام إلى أصدقائنا في جمعية أولمبيا في إيفرغرين كناشطي سلام عالميين. راشيل كوري الطالبة ذات الثلاثة وعشرين ربيعاً في ايفرغرين، والمتخرجة من كابيتل هاي سكول في أولمبيا، والتي كانت قلب حركة أولمبيا للعدالة والسلام. درست شؤون العمل، الاقتصاد السياسي، وشؤون الشرق الأوسط في ايفر غرين وتوجهت إلى غزة في فلسطين أوائل هذا العام (2003) كجزء من الدرع البشري لحركة التضامن العالمية، وهي حركة فلسطينية تعنى بالتعريف بحق الفلسطينين في الأراضي المحتلة بالدفاع عن أنفسهم، لكن مع الإلتزام بالوسائل السلمية. تلتزم الحركة بدعم الحقوق الفلسطينية والمطالبة بتدخل دولي لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وبناء وطن فلسطيني حقيقي.‏‏‏‏
وقعت جريمة قتل راشيل في 16 مارس. تم سحلها بواسطة جرافة يقودها سائق إسرائيلي، أمريكية الصنع كاتربيلر دي 9 بينما كانت تحاول منع تهديم بيت فلسطيني. في ساعة قتلها كانت ترتدي جاكيت برتقالي فسفوري، كما أنها خاطبت السائق عبر مكبر الصوت ونظرت إليه عيناً بعين. لم يكتف السائق بدوسها فقط، بل عاد إلى الخلف بينما شفرة الجرافة كانت منزلة إلى الأسفل. كان هناك سبعة شهود إضافة إلى صور لهذه الجريمة.‏‏‏‏
في محاولة لتشويهها وتبرير مقتلها بنشر صورة لها تحرق فيها رسماً للعلم الأميركي، قام والديها كريغ وسيندي كوري بالإدلاء بهذا التصريح: "إن هذا الفعل والذي قد لا نتوافق معه، يجب أن يوضع ضمن سياقه. راشيل كانت تشارك في احتجاجات غزة ضد الحرب على العراق. كما أنها كانت تعمل مع أطفال قاموا برسم صورتين، واحدة للعلم الأمريكي، وواحدة للعلم الإسرائيلي، أما بما يتعلق بفعل الحرق، فتقول راشيل بأنها ما كانت لتقدم على حرق صورة العلم الإسرائيلي ونجمة داوود عليها، لكن تحت هذه الظروف المتعلقة بالاحتجاج ضد التوجه إلى الحرب وسياسة حكومتها الخارجية التي كانت مسؤولة عن الدمار الذي شهدته في غزة، فقد شعرت بأن حرق صورة العلم الأمريكي شيء مقبول."‏‏‏‏
تشكل رسائل راشيل كوري لوالديها رصد شاهدة عيان لوحشية الإحتلال في الأراضي المحتلة. وتؤسس محضر اتهام لمعاملة اسرائيل والولايات المتحدة لشعب الفلسطيني. وعليه، ولهذه الأسباب نقدم رسائلها هنا..‏‏‏‏
كتبت راشيل من غزة: "كثيرة هي الأوقات التي تتطابق فيها طيبة هذا الشعب هنا، مع الرغبة الجلية بالتدمير المتعمد لحيواته، بما يظهرها على أنها غير حقيقية بالنسبة لي. لا أصدق بأن شيئاً مثل هذا يحدث في العالم دون احتجاج كبير." إنه واجبنا في حركات السلام في العالم هو إطلاق صرخة الاحتجاج التي طالبت بها.‏‏‏‏
(محررو مجلة مانثلي ريفيو)‏‏‏‏
***‏‏‏‏
7فبراير/شباط 2003‏‏‏‏
هاي أبي، أمي، الأصدقاء، والآخرون.‏‏‏‏
مر أسبوعان وساعة واحدة على وجودي هنا في فلسطين، وما زال لدي القليل من الكلمات لوصف ما رأيت. من الصعب جداً بالنسبة لي أن أفكر بما يجري هنا بينما أكتب إلى الولايات المتحدة. شيء من مدخل افتراضي نحو الرفاهية. لا أعرف إن كان هناك أطفال يعيشون دون فتحات أحدثتها قذائف الدبابات أو دون أبراج يترصدهم منها جيش الاحتلال من آفاق قريبة. أعتقد، وإن لم أكن متأكدة من ذلك تماماً، بأن أصغر الأطفال يعرف بأن الحياة لا تشبه ذلك في كل مكان. قبل أن آتي إلى هنا بيومين قتلت دبابة اسرائيلية طفلاً في التاسعة من عمره، والكثير من الأطفال كانوا يتمتمون اسمه على مسمعي – علي – أو يشيرون إلى ملصقاته على الجدران. الأطفال يحبون أيضاً اختبار عربيتي المحدودة بسؤالهم لي، "كيف شارون؟"* "كيف بوش؟*" ليضحكوا حين أقول بعربيتي المحدودة، "بوش مجنون*،" "شارون مجنون*". طبعاً ليس هذا رأيي الدقيق، ليصحح لي بعض البالغين العارفين للإنكليزية: "بوش مش مجنون*" – بوش رجل أعمال. تعلمت اليوم أن أقول "بوش أداة،" لا أعتقد أنها ترجمت على نحو صحيح تماماً. لكن على أية حال، فإن طفلاً في التاسعة من عمره هنا يلم بأفعال القوة الكونية أكثر مما كنت منذ ثلاث سنوات.‏‏‏‏
وهكذا فإنه لا القراءة، ولا المؤتمرات ولامشاهدة البرامج الوثائقية ولا الخطابات هيأتني لحقيقة الوضع هنا. لن تستطيع تخيله ما لم تره – مع إدراك تام بأن ما تعايشه ليس بالواقع كاملاً: ما هي المصاعب التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي إن أطلق النار على مواطن أمريكي أعزل، وهذا مع حقيقة بأن لدي المال لشراء الماء حين يقوم الجيش الإسرائيلي بردم الآبار، والحقيقة البديهية، بامتلاكي خيار المغادرة. ما من أحد من عائلتي أطلق عليه صاروخ بينما يقود سيارته من برج يقع في نهاية الشارع الرئيسي في بلدتي. لدي وطن. مسموح لي الذهاب إلى المحيط. عندما أتوجه إلى المدرسة أو العمل فإنني أكون متأكدة من أنني لن أصادف جندياً مدججاً بالأسلحة ينتظرني منتصف المسافة بين مد باي ومركز مدينة أولمبيا ممتلكاً سلطة تقرير إن كان بمقدوري الذهاب إلى عملي، أو العودة إلى بيتي عند إنتهاء دوامي. بعد كل ما تقدم من تداعيات، أنا في رفح: مدينة يسكنها 140000 نسمة 60% منهم تقريباً لاجئون- العديد منهم لاجئون للمرة الثانية أو الثالثة. اليوم بينما كنت أمشي على ركام بيوت كانت ماثلة هنا، نادى علي جنود مصريون من الجهة الأخرى من الحدود بأن "امضي، امضي" لأن دبابة كانت قادمة نحوي. ومن ثم لوحوا لي وسألوني "ما اسمك؟" شيء مؤرق هذا الفضول الحميم. في ذلك ما يذكرني كم أننا أولاد نمتلك فضولاً اتجاه أولاد آخرين. أولاد مصريون يصرخون على نساء غريبات يتجولن في منطقة عبور الدبابات. أولاد فلسطنيون تفتح عليهم الدبابات النار عندما يتلصصون من الجدران لرؤية ما يحدث. أولاد دولييون يقفون بمواجهة الدبابات حاملين لافتات. أولاد اسرائيليون داخل الدبابات متخفين – أحياناً يصرخون وأحياناً أيضاً يلوحون – الكثيرون أجبروا على أن يكونوا هنا، كثيرون عدوانيون فقط – يطلقون النار على المنازل بينما نتجول بعيداً عنها.‏‏‏‏
أواجه مشكلة في معرفة أخبار العالم في الخارج، لكني سمعت بأن الحرب على العراق قد أصبحت محتمة. ثمة مخاوف كبيرة هنا من إعادة احتلال غزة. يعاد احتلال غزة كل يوم وبمحاور متعددة ولكن الخوف هو أن تدخل الدبابات جميع الشوارع وتبقى هناك بدل أن تدخل بضعة شوارع ومن ثم تنسحب بعد ساعات أو أيام وتبقى رابضة تراقب وتطلق النار من الأطراف. إن كان الناس لا يفكرون بعواقب هذه الحرب على شعوب المنطقة فآمل أن يبدأوا بالتفكير.‏‏‏‏
محبتي للجميع. حبي لأمي. محبتي لموتش. محبتي لبرانهير وسيساميس ومدرسة لينكولن. محبتي لأولمبيا.‏‏‏‏
راشيل‏‏‏‏
================
ومن ينسى راشيل كوري؟
راشيل كوري (23 عاماً) مناضلة أميركية جاءت من مدينة أوليمبيا في واشنطن ضمن مجموعة التضامن العالمي مع شعب فلسطين لتقف بجانب أناس معذبين لم تكن لها أيّ صلة بهم من قبل. أقامت في غزة لدى عائلة نصر الله التي تبنّتها، لكن راشيل كانت تشعر بالذنب في «أن أكون قبلة أنظار أناس يواجهون الهلاك...»، من دون أن تعرف أنها ستكون ضحية الدفاع عن هذه الأسرة البائسة التي فتحت لها قلبها وذراعيها، يوم جاءت الجرافات الإسرائيلية لتهدم منزلها في 16 آذار 2003. ذلك اليوم تصدّت راشيل للجرافة ووقفت أمامها، ظنّاً منها أن الجندي الإسرائيلي الذي يقود الجرافة سيردعه وقوفها أمامه، لكنه لم يتوقف، بل صدمها ثم داس عليها، لتلقى مصرعها في الحال.لم تكن راشيل رحّالة أو مسافرة احترفت مشاركة الآخرين في آلامهم كهواية، ولم تكن باحثة عن الإثارة، ولم تكن لديها رغبة في الموت، بل كانت هناك لأنها شعرت أن باستطاعتها التأثير وإحداث تغيير، فشاركت في نشاطات للمساعدة في التخفيف من أوضاع الفلسطينيين المعيشية، كمساعدة المزارعين في حصد الغلال، ومرافقة الأطفال الى المدارس، وإبقاء الطرق مفتوحة أمام سيارات الإسعاف والقيام بأعمال احتجاج سلمية.كتبت راشيل لوالدتها الكثير من الرسائل الإلكترونية، في واحدة منها تقول «كل ما أردته هو أن أكتب لأمي لأقول لها إني أشهد هذا التطهير العرقي المزمن وخائفة جداً، وأراجع معتقداتي الأساسية عن الطبيعة الإنسانية الخيّرة. هذا يجب أن يتوقف. أرى أنها فكرة جيدة أن نترك كل شيء ونكرّس حياتنا لجعل هذا يتوقف. أشعر بالرعب وعدم التصديق». وتضيف: «أشعر بخيبة الأمل أن يكون هذا هو أساس حقيقة عالمنا وأننا نشارك فيه بالفعل. ليس هذا أبداً ما أتيت من أجله الى هذا العالم. ليس هذا أبداً ما أراده الناس عندما أتوا إلى هذا العالم. هذا ليس العالم الذي أردت أنتِ وأبي أن آتي إليه عندما قررتما أن تنجباني، هذا ليس ما عنيتِه عندما نظرت إلى بحيرة كابيتول وقلت: هذا هو
العالم الكبير وأنا آتية إليه».
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments