نقطة ضوء علي مساحة رمادية حكاية صعود اوباما في سباق انتخابات الرئاسة حكاية غريبة فهي تمثل من ناحية تتويج لحركة الحريات المدنية و انتصار مستحق لجهود مارتن لوثر كنج و مالكوم اكس و غيرهم من ابطال وقفوا امام الظلم لكي يغيروا العالم و من ناحية اخري تمثل هذه الانتخابات اختبار للنفس البشرية فأوباما متقدم علي ماكين حتي الان في استطلاعات الرأي بفارق 14 % و هي نسبة كبيرة لكن هل معني هذا التقدم الان ان اوباما ضمن المنصب ؟ المحللين يقولون بالطبع لا فهناك فارق بين الارادة و الاختيار فليس معني ان الناس تحب اوباما ان ينتخبوه فعلا و يقولون ان الامريكان لديهم معيار محدد لشخصية الرئيس هذا المعيار هو ان يكون WASP اي ان يكون ابيض انجلو ساكسون بروتستانت فهل الامريكي مهيأ نفسيا كي يري رجل اسود افريقي ابيه كان مسلم في البيت الابيض إن الاستثناء الوحيد في التاريخ الامريكي لهذه القاعدة كان من حظ جون كيندي الذي كان كاثوليكي لكنه انتخب لإنه كيندي سيد الستينات في امريكا الامريكان يقفون في منطقة رمادية فيما يتعلق بهذا الموضوع هل يقبلون هذا الاستثناء مرة ثانية ام ان اوباما ليس كيندي والي ذلك فهم لديهم عدة سيناريوهات للنهايات المحتملة لهذه القصة اول هذه النهايات النهاية السعيدة حيث يوفي الناس بوعدهم تجاه اوباما فيفوز في الانتخابات و يتولي المنصب بدون اي منغصات و هذا هو السيناريو المثالي بالطبع اما السيناريو الثاني فهو سيناريو دراماتيكي يقوم علي عنصر ابراء الذمة و يقوم علي ان الناس سينتخبون اوباما بالفعل لكنه يغتال قبل التنصيب بحيث يتولي جو بايدن الحكم اما السيناريو الاشد سوادا فهو الا يسمح المتعصبين لأوباما بالوصول الي يوم الانتخابات بأن يقتل قبل الانتخابات و هذا الاحتمال يمثل مشكلة دستورية كبيرة و من السيناريوهات الدرامية كذلك ان يقتل مثلما حدث مع كيندي و هذا السيناريو يكشف استحالة قبول الامريكان تغيير صفات رئيسهم التي ذكرناها فيما قبل اما السيناريو الاشد قذارة فهو ان يتم التلاعب في النتائج بحيث يعلن فوز ماكين بالمنصب و ذلك علي خلاف الحقيقة . ان اساس المشكلة الان هي المواجهة و التناقض في كل شئ الشباب ضد الشيخوخة التجديد ضد الركود الدبلوماسية ضد سياسة القوة و الهمجية الشعب ضد النفوذ و المصالح امريكا امام مفترق طرق تاريخي فهل تنجح في عبور هذه البقعة الرمادية من تاريخها ؟
Comments