القائمة الرئيسية

الصفحات

‏ ‏ دموع جيسي جاكسون في الحياة كثيرا ما نستخدم كلمة تاريخي يوما تاريخيا لحظة تاريخية حدث تاريخي استخدمنا هذه الكلمة لحد الابتذال استخدمناها في اشياء تافهة و لو كانت لوصف مباراة كرة او فيلم سينيمائي او لقاء بين رئيس دولة شونبونجو مع رئيس شبكة تليفوناته كل ما في حياتنا تاريخي لكني اليوم انا اتكلم عن التاريخ بمعناه الحقيقي اتكلم عن الاحداث التي تعيد كتابة التاريخ سواء تاريخ البشر او تاريخ الامم و يوم 4 نوفمبر 2008 احد هذه الايام إنه تاريخ سوف يصنع التاريخ و يوم سوف يلون الايام و إذا كنا لم نري الفراعنة يوم أن بنوا الاهرام و إذا كنا لم يوم أغتيال الارشيدوق فرانز يوم أن اشتعلت الحرب العظمي و لو إننا لم يوم أن اشعل هتلر الحرب العالمية الثانية و لا يوم ان توصل اينشتين لنظرية النسبية و لا يوم 23 يوليو 1952 و لا يوم أن دار البشر حول الأرض و لا يوم ان هبط علي القمر لم نري اي يوم من هذه الايام لكن الله سبحانه و تعالي اعطانا يومنا التاريخي 4 نوفمبر 2008 يوم اختيار باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة فهل يمكن لأحد أن يتوقع أن يري هذا اليوم رجل اسود في البيت الابيض اين أنت يا ابراهام لينكولن لتري ابن ولايتك الينوي الرجل الاسود الذي حاربت من اجل بني جلدتهم و من اجل حريتهم اين انت لتري رجل اسود سيدا للبيت الابيض اين أنت يا مارتن لوثر كنج يا من وقف يرفع صوته مناديا بأنه عنده أمل ؛ أمل أن يري ابنائه يحيون في بلد لا يحكم عليهم بحسب لون بشرتهم بل بحسب ما يعطونه لبلدهم اين انت يا مارتن لوثر لتري حلمك يتحقق اين انت لتري أمتك تضع ثقتها في رجل اسود ليقودها بل و لينقذها اين انت يا مارتن لوثر لتري خلاص امتك من ماضي بغيض اسمه العبودية و العنصرية ماضي لوث تاريخ البشرية كله و ارقها ها هي البشرية كلها تحتفي برجل واحد كأنها كانت في انتظار مخلصها او بطلها ثم اين انت يا روزا باركس ايها السوداء يوم أن ركبت احد الباصات العامة و رفضت القيام من مقعدها ليجلس مكانها لمصلحة رجل ابيض و في لحظة مفصلية رفضت الامتثال للظلم و الامر الواقع اين انت يا من رفضت التنازل عن مقعد في احد الباصات لتري رجل اسود مثلك يزيح رجل ابيض عن مقعد قيادة العالم كله و يجلس مكانه هذا هو التاريخ يتيح الفرصة لنعيد صياغة الكثير من المواضيع برؤية جديدة لقد جلست اشاهد احتفال اوباما بالانتصار و شاهدت لقطة لن انساها طوال عمري القس الاسود جيسي جاكسون يبكي اكثر من ساعة دموع فرحة لا تنتهي دموع تلخص قصة امة فرضت عليها العبودية و الرق لأمة اخري و حرمت من حقوقها في الشعور بأنها بشر كل ذلك لأختلاف لون البشرة لخصت هذه الدموع مرحلة الانعتاق و قهر الظلم لقد حملت قصة حياة اوباما كثير من اللمحات القدرية التي تنم عن وجود ترتيب الهي ما في الموضوع فلو كان حسين اوباما قد سافر الي بلد اخر غير امريكا لما كان هذا هو مستقبله و لو كان حسين اوباما مارس تنظيم الاسرة او تزوج امرأة اخري فهل كنا سنري هذا الرجل اليوم ؟ ان العالم كله ينظر بفرحة و امل لهذا الرجل كما لو كان المسيح المخلص و تعدي الامر فرحة السود بأنتصار احدهم لتصبح الفرحة تضرب ارجاء العالم كله و كما لو إن هذا الرجل اصبح رمزا لكل القيم النبيلة او نبيا للتغيير يا جيسي جاكسون دموعك اعلان انتهاء الرحلة آن الاوان للراحة لقد ادي جيلك ما عليه و حققتم كل ما هو مطلوب منكم و ها هو رجل اسود يأخذ اسرته الصغيرة و ينطلق الي واشنطون الي 1600 طريق بنسلفانيا حيث يوجد مبني قديم اسمه البيت الابيض لكنه لا يدخله كرجل اسود بل كرجل امريكي صالح وثقت فيه امته كلها
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments