القائمة الرئيسية

الصفحات

العلاقة بيني و بين يوسف شاهين علاقة طويلة و غريبة و متدرجة فأول تعارف بيني و بينه يعود الي فيلم باب الحديد لكني تعرفت عليه يومها كممثل قدير ذو اداء مذهل و حرفية عالية لم أكن يومها و أنا ابن العشر سنوات او الاثنا عشر منتبها الي روعة اخراجه و الامكانيات التي يمتلكها و كيف تحكم في عنصر المكان المحدود نظريا و حوله الي عالم كامل لا محدود ملئ بالاحداث و الناس و التفاصيل كان هذا الفيلم اول درجات تعرفي بيوسف شاهين قبل أن ادخل عالم يوسف شاهين الحقيقي بالفيلم الذي كون حياتي و شخصيتي و اقصد به فيلم عودة الابن الضال فمن خلال هذا الفيلم تعرفت علي ماجدة الرومي و هشام سليم و اصبحا هما النجمان في نظري و عرفت معني الحرية و الاختيار و اصبحت اغنية القدر و المصير دستور حياتي و رأيت كفاح شاهين في الدفاع عن الانسان أي انسان في مواجهة السلطة اي سلطة سلطة الاب او الحكم او غير ذلك من وسائل قهر الارادة و تملكني الفيلم بلا حدود خاصة مشهد الاغنية في الصحراء حيث الحدود البصرية مفتوحة بلا حدود و الافق رحب و لا احد يملك أن يحدد أو يفرض عليك مجال الرؤية و احسب ان هذا سيكون مجال مقال اخر أما ثالث الدرجات للولوج الي عالم شاهين فكانت من خلال فيلم حدوتة مصرية فهذا الفيلم له عندي اكثر من حكاية فقد شاهدته أول مرة في أحد الفاعليات الثقافية بالجامعة و انبهرت بالفكر التجريبي و الابتكاري و الاسلوب الجديد في التصوير و كيف حول شاهين قلبه الي كادر للتصوير و كيف اصبح صدره قاعة محاكمة لكل من حوله و رأيت الصراع بين شاهين الطفل و بين شاهين بعد ان حاصره الواقع المحدود كان هذا الفيلم بداية انطلاقي لفهم عالم اخر‎ ‎‏ و اختيارات اخري و فهمت كيف يكون الكادر و الصورة فنا و عالما و عرفت تكون الكاميرا شاعرية و ساحرة اضف الي ذلك قصة اخري احب ان ارويها هنا و هي أني مثل كثيرين كنت ميال بطبعي في فترة الشباب الي ابناء جيلي من المطربين و كانت الخيارات قليلة و ليست مثل الان الخمس مطربين بألف جنيه و عليهم مغنية بقميص نوم هدية فكنت أميل الي عبد الحليم و محمد نوح و بدون أن استمع اليها مرة واحدة كنت اكره أم كلثوم ظلما و عدوانا و شاهدت الفيلم و جعلني يوسف شاهين استمع اليها في أحد المشاهد و هي تؤدي رائعتها أنت عمري و من يومها دخلت ام كلثوم قلبي و عقلي و لم تخرج استمعت اليها يومها مضطرا فإذا بمخدر ينتشر في جسدي و مفعول السحر يأخذني في عالم أخر لم اغادره إلي الان و كما كان فيلم الابن الضال بوابتي الي ماجدة الرومي اصبح يوسف شاهين صاحب الفضل في تعريفي بأم كلثوم و لعلي يوما اكتشف جديد في فن شاهين
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments