القائمة الرئيسية

الصفحات

ها هى الحرب تضع اوزارها مؤقتا او هكذا تبدو 23 يوم و قصف لم يخمد و اسلحة ابادة و قصف كل الاهداف بلا تركيز مقار حكومية مدارس مساجد مؤسسات تابعة للأمم المتحدة مساكن فهل استسلم الشعب الفلسطينى ؟ هل استسلمت المقاومة ؟ هل توقفت الصواريخ ؟ هل قضت اسرائيل على حماس ؟ لم تخب اسرائيل كما حدث لها في هذه المعركة لم تنجح اسرائيل الا في قتل مئات المدنيين و هو سلوك تستطيع اى عصابة ان تقوم به لم يكن قتل المدنيين يحتاج الى مؤسسة عسكرية و لا الى اجتماعات حكومية لكن لان الحكومة هى حكومة اسرائيل فهى بالفعل حكومة العصابات الدولة التى تخاصم القانون الدولى و لا تحترم المؤسسات الدولية و التى تحاول اذلال العالم كله من خلال احتقار و انتهاك قرارات الامم المتحدة لكن هناك شئ اخر نجحت فيه اسرائيل و بقوة هو تجييش المشاعر الشعبية في العالم كله ضدها فعبر العالم اصبح الواضح للجميع ان اسرائيل دولة نازية مجرمة و بدأ رداء الضحية يتهرأ على اسرائيل فلم يعد مقبولا ان يظل العالم متعاطف مع دولة تقتل الاطقال في المدارس ثم تدعى انها ضحية للأرهاب ضف الى ذلك التفسخ الذى ضرب علاقات اسرائيل الدبلوماسية مع العديد من الدول جاء كل ذلك وسط ملاحظات لابد من رصدها و تسجيلها للتاريخ سواء على الاداء الدبلوماسى المصرى او العربى او الاقليمى او حتى الخارجى فبعيدا عن الصخب او التوتر الخطابى الذى ساد الخطاب المصرى عبر وزارة الخارجية بدا واضحا ان اداء و تطلعات و خطط مصر غير مقنعة لأحد لا داخل و لا خارج مصر و بدا ان كثير من القوى تحاول ازاحة مصر عن مكانة بنيناها منذ عشرات السنين فالسعودية تحاول توريط مصر في مخططات ترتبط بمشاركة مصر في المكانة و قطر تحاول تعويض صغر المساحة بالنفخ في نيران الخلافات و لو بكلمة حق تأخرت كثيرا و تركيا تحاول رسم خريطة جديدة للنفوذ يعوض اخفاقها في دخول الاتحاد الاوربى باستغلال علاقاتها مع مختلف القوى سواء مع اسرائيل بحكم علاقات قديمة او مع حماس بحكم توجهات اردوغان الاسلامية ان ماحدث خلال ما يقارب من شهر سيؤدى الى نتائج كارثية واسعة على المدى البعيد بدت اولى خظواتها من خلال اتفاق امريكى اسرائيلى لا يعلم الجمهور الكثير عنه لكنه ينص على منع تهريب السلاح لحماس فإذا كانت مصر هى الجهة المتهمة دائما بأنها ارض الانفاق فإن رائحة رغبة اسرائيلية امريكية في فرض تواجد امريكى ما على الاراضى المصرية بما يهدد امن مصر بالخطر اذا اصرت وزارة الخارجية على خطابها الغائم في الفترة الاخيرة بما استدعى خروج مبارك للتحذير من وهم الاعتقاد بامكانية فرض اتفاقات ما على مصر و هذا هو ما يبدو ان كل من اسرائيل و امريكا تحاول جعله امرا واقعا على الارض و تقنينه قبل وصول اوباما الى الحكم اى ان هذا الاتفاق هو اخر هدايا بوش و رايس الى اسرائيل قبل المغادرة .
ان الاداء الدبلوماسى المتشنج و الردح على فوضى القمم قابلته رغبات عقلانية و مدروسة من اواسط كثيرة لبدأ تجميع ادلة تساعد على رفع قضايا دولية ضد ساسة اسرائيل في حين حاول محمود عباس بشتى الطرق و حتى الان تقليص هذه الجهود ناهيك عن تنصله من اى محاولة لدعم المقاومة ان حرب رأس السنة او حرب الثلاثة اسابيع التى خاضتها اسرائيل لدعم فرص كاديما في الانتخابات القادمة من ناحية و للتغطية على انتهاء صلاحية و شرعية محمود عباس من ناحية اخرى قد انتهت لكن الجميع يدرك ان حماس مازالت موجودة و ان صواريخها اليدوية الصنع مازالت موجودة كما يدرك الجميع مدى الانفصال الذى حدث بين رجل واحد و بين كل امته
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments