القائمة الرئيسية

الصفحات

حكم الاعدام بين العلانية و اراء حقوق الانسان

اثار برنامج العاشرة مساء بالامس موضوع تنفيذ احكام الاعدام علنا في جرائم الاغتصاب و هو الاقتراح الذي تقدم به احد اعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب و هو ما اثار موجة كبيرة من الجدل و الخلاف لعدة اسباب نجملها فيما يلي 1 _ انتشرت جرائم الاغتصاب في مصر بشكل مخزي يسئ الي سمعة مصر كبلد آمن 2 - إن ألاثار المترتبة علي هذه الجريمة لا تقتصر علي الانثي الضحية بل تمتد الاثار الي كل افراد اسرتها و لفترة غير معلومة بل ان اثار جريمة الاغتصاب اعمق و اخطر من جريمة القتل فالقتيل يواري التراب فورا و بعد شهور او سنوات يذهب من ذاكرة اهله و المجتمع كله أما المغتصبة فإنها تظل طول عمرها اسيرة هذه التجربة المرة التي فرضت عليها قهرا ليس هذا فقط بل ان عذاب نظرات البشر لها طوال عمرها احياء دائم للجريمة ناهيك عما قد يشوب علاقتها بزوجها و ابنائها و اسرتها من شروخ و بخلاف تغير نظرتها الي المجتمع و الخلل النفسي الرهيب الذي سيلازمها طيلة حياتها كل هذا يوضح ان مهما كان العقاب فهو اقل بكثير من فداحة الجرم المرتكب 3 - إن اذاعة العقاب ليس بدعا من القول بل إنه أمر الهي بأن يشهد العذاب طائفة من المؤمنين و هنا ليس من حق احد ان يدعي انه اكثر رحمة من ارحم الراحمين الذي قال لكم في القصاص حياة يا أولي الالباب كما انه ليس من حق احد ان يحدد تاريخ صلاحية للنص القرآني فمن يقول إن العالم كله يتجه لإلغاء عقوبة الاعدام عليه ان يتذكر ان دول كثيرة فيها اباحية جنسية و دول كثيرة فيها علاقات مثلية فليس معني إن اوربا و امريكا فيها نظم قانونية معينة إن هذا هو الافضل إن مشهد الاستاذ ناصر امين و هو منفعل بالامس غير مبرر بالمرة بل العكس لقد كانت اتصالات الجماهير في مجملها معبرة عن اتجاه الرأي العام المؤيد للأقتراح فهل ستحترم منظمات حقوق الانسان رأي الاغلبية ام ستفرض نفسها وصية علي الاغلبية ؟ إن المنطق كان غائبا تماما عن كلام كل من السيد ناصر امين و السيد محمد الشبة في عدة نواحي من ذلك إن مشاهدة مشهد الاعدام ليس اجباريا علي المواطنين فلن يشاهد تنفيذ الحكم إلا من يريد أن يشاهده اما ذوي المشاعر المرهفة الذين لا يتصورون الحاق اي اذي بالجاني فلن يجبرهم احد علي متابعة هذا المشهد اما التعلل بالخوف من ان يشاهد الاطفال مثل هذه المشاهد القاسية فأظن إننا لو لدينا وعي بتصنيفات ما يذاع علي الشاشة لعرفنا إن هناك ما يسمي بعروض الكبار فقط اي اننا الذين يجب ان نتحكم فيما يشاهده اطفالنا اما الحجة الاغرب فقول الضيفان ان حضور بعض الافراد ( بحكم وظائفهم ) هو تنفيذ للأمر الالهي و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين و لا افهم كيف يكون الزجر و الردع متحقفا بمجرد حضور وكيل النيابة و طبيب السجن و الواعظ ثم إن البعض يتعلل بأن الاعدام يذاع بالفعل عبر الصحافة و لم يفسر من يقول بهذه الحجة كيف يعتد بالصحافة في بلد تنتشر فيه الامية من ناحية و لا يتصور اساسا إن هذه الطائفة من المجرمين تطالع الصحف كي تتعظ مما ينشر بها ثم هل يتساوي الاثر الذي يتركه خبر منشور في بعض الصحف في عدة اسطر مع الاثر الذي يتركه تنفيذ الحكم عبر التلفزيون لعدة ثواني ؟ إن الجمعيات التي تتبني النظرة الغربية لحقوق الانسان عليها ان تدرك ان الاسلام اول من حافظ علي حقوق الانسان و بدلا من أن ينظروا الي برستيج الجاني عليهم ان يدركوا ان حق المجتمع في الامن و الاستقرار اولي بالرعاية و الحمد لله إننا لسنا في الدنمارك حيث يسبوا هناك الانبياء دون ان يجرؤ المجتمع علي ايقافهم بدعوي الحقوق و الحريات اما في المجتمع المسلم فبقاء المجتمع قوي و مستقر اهم من مصالح الشخص انظروا الي قول القرآن الكريم لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب انظروا الي الرؤية الالهية فالبرغم من القسوة الظاهرية التي قد تبدو في القصاص إلا ان القرآن يقول لنا ان هذه القسوة هي سبب الحياة للمجتمع فالاذهان البشرية القاصرة ليس لها ان تعترض علي الاحكام الالهية و من ضمن احتجاجات انصار حقوق الانسان ان علنية تنفيذ حكم الاعدام فيه تمثيل بجثة الجاني و هذا حرام طبقا للشريعة الاسلامية و في هذا تلفيق كبير إذ ان اذاعة التنفيذ ليس للتشفي من المجرم و ليس نكاية فيه بل انه امر مقصود به زجر و ردع من يشاهد هذا الامر و إلا فهل تعد دروس التشريح تمثيلا بالجثث ؟ بالطبع لا بل ان هذا استثناء مقصود به المصلحة العامة لكل هذه الاسباب و لغيرها نري انه لا مانع لأذاعة احكام الاعدام علنا
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments