القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهدت لكم .... و لنفسي الحياة في ظلال الاكاذيب

ان يكذب عليك احد الناس فمشكلة أما ان تكذب علي نفسك فجريمة لكن ماذا نسمي من يستمرئ الحياة في ظل كذبة اخترعها ثم صدقها هل الانسان في هذه الحالة يكون مريض ام مجرم في حق نفسه ؛ في فيلم اسف علي الازعاج يقدم لنا احمد حلمي نموذج لسينما جديدة نفتقدها سينما جادة قائمة علي دراسة النفس البشرية من خلال شاب يعيش عقدة الاضطهاد و توهم ان كل البشر يكرهونه و يصاحب ذلك حالة هلاوس معقدة تجعله يعيش في ظلال عالم وهمي صنعه من خياله و تدور احداث الفيلم وسط موجة اكاذيب من صنع عقل البطل المريض سواء من ناحية كم الرسائل التي يرسلها لرئاسة الجمهورية دون اي رد او تحرك او من خلال شخصية الاب الوهمي التي يتخيل البطل وجودها في الواقع و لنكتشف ان المتلقي شريك للبطل في جريمته و يبدو ذلك جليا من خلال ملاحظتين الاولي كيف تسني للمشاهد تصديق ان البطل يرسل كل هذه الرسائل دون اي رد فعل عليها و الملاحظة الثانية كيف يقبل المشاهد مرور ما يقرب من نصف الفيلم دون ان يري مشهد واحد يجمع بين الام و بين الاب المفترض ان هذه الملاحظة تبين ان المشاهد متواطأ بصورة ما في قبول فقاعة الكذب و العيش في ظلال كذبة نصنعها بأنفسنا ثم نجعلها من المسلمات هل هذه حالة فردية تخص بطل الفيلم كان يهرب من سطوة الام و قهر البيت الي اكاذيب جعلت منه يعيش كما يريد دون ان يضطر الي مواجهة سلطة الام ام انها حالة مجتمع كامل يعيش في عالم من اكاذيب نسي انها اكاذيب ، فيلم اسف علي الازعاج فيلم جديد علي تصوراتنا الذهنية و الفنية فالبطل يعيش تحت حصار خوف مرضي علي ابنها لا يستطيع ابنها التغلب عليه ما يؤدي به الي حافة الجنون اذ يصاب بهلاوس تؤدي به الي نسج عالم وهمي هو محوره يعيش فيه بأحلام تجمعه مع ابيه و الفتاة التي يحبها و بهذه الطريقة يعفي نفسه من ضرورة مواجهة ما يمر به من سلبيات ؛ هذا الفيلم يستحق المشاهدة و الاهتمام خاصة ان تناول السيناريو افلحت في تصوير فكرة الاب الحاضر الغائب
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments