هذا الفيلم الوثائقى يحكى قصة الحرب الامريكية ضد العراق بصورة اخرى هى صورة المواطن الامريكى الذى يهتم بالحقيقة و بالوثائق و يبحث عنها و يقرأ فيها حتى يعرف بنفسه مقدار الصدق من الغش و قد بذل مايكل مور مجهودا خرافيا في البحث و التقصى حتى ندرك العلاقة الخفية بين عائلة بوش و بين بن لادن و عائلته و كيف ان هناك شبكة مصالح ضخمة بين بعض العائلات الامريكية و بين السعودية سمحت لأمريكا بأمريكا بتهريب افراد عائلة بن لادن المقيمين في الولايات المتحدة سرا فور وقوع عمليات 11 سبتمبر في ظل اغلاق المجال الجوى الامريكى امام الجميع الفيلم يكشف كذلك الخداع الذى مارسه بوش حول سجلات خدمته العسكرية الفيلم يكشف ايضا اطماع ديك تشينى التى سيطرت على التخطيط لغزو العراق من اجل مصالح شركته العملاقة هاليبرتون و يكشف كذلك الاهمال الجسيم الذى يلقاه الامريكيين من ضحايا غزو العراق من كافة النواحى الصحة و النفسية و يكشف كذلك كيف يتم تشجيع الجنود على القتل مهما كان الهدف مدنا ام حربيا من خلال اذاعة اغانى تحض على العنف و القتل يتم تشغيلها للجنود بصفة دائمة في مركباتهم الفيلم لا يكتفى بهذا بل اختتمه المخرج بمشهد رائع يصوره واقفا مع احد الجنود امام الكونجرس طالبا من اعضاء الكونجرس الموافقة على ارسال ابنائهم للحرب في العراق و بالطبع يفشل في اقناع ايا منهم في التضحية بأبنه و بالطبع المعنى واضح فلا احد من اثرياء واشنطون و لا سياسيها على استعداد للزج بأبنه في حرب يرسلون اليها ابناء العامة و فقراء الدولة
لقد بذل مور المال و الجهد لكشف مساوئ بلده اكثر مما فعلت كل الحكومات العربية و حارب مور امريكا انجح مما حاربها كثير من المسلمين و تميز مع كل ذلك بنبرة كوميدية لا تستطيع معها الا ان تغرق في الضحك و التفكير معا و هو شئ نفتقده في حياتنا التى اصبح الضحك فيها و البلاهة وجهان لعملة واحدة
اما الفيلم الثانى فهو ميونيخ و هو فيلم من الافلام القليلة التى تتمتع بها لكن في نفس الوقت تقف متحيرا لا تستطيع ان تكون وجهة نظر مع او ضد المخرج و الالقصة لمن لا يعرفها بأختصار شديد هو ان اسرائيل تكلف بعض الاشخاص بتصفية كل العناصر التى لها صلة بعملية ميونيخ التى استهدف فيها بعض الفلسطينيين رياضيين اسرائيلين اثناء دورة الالعاب الاوليمبية في ميونيخ و يجتمع اشخاص لا يعرفون بعضهم البعض لاداء ما يظنونه المهمة المقدسة قتل 11 شخص و تتبعهم اينما كانوا حتى القضاء عليهم و يمسك الجميع ادوات القتل مسدسات و قنابل و يتعودوا على لقتل و على مشهد الدم فمنهم من يتأثر و ينسحب و منهم من لا يرى الحقيقة امامه واضحة انه يفعل نفس الشئ الذى يعاقب الاخرين عليه انه يقتل كما قل الاخرين و يعود الى فراشه لينام قرير العين فهل يحل القتل اى صراع ؟ و هل القتل كفيل بأنهاء المشاكل ؟ الفم قوى و الصراع النفسى في النفوس قوى صحيح ان الفيلم ينحاز لوجهة النظر الرسمية لإسرائيل لكنه ينتهى عند نقطة ان يكفر البطل بالمهمة المقدسة بل و ببلد الاجداد الذى فعل كل هذا من اجل و يفر الى امريكا بحثا عن انقاذ روحه و الامان لعائلته فهل كل ما فعله ان هباء في الفيلم حوار بين البط اليهودى و شخصية فلسطينية قابلها في اوربا توضح ان الصراع ليس صراع اشخاص ينتهى بموت احد بل بجزوة الامل في النفس العربية ان النصر هو استمرار ايمان الاحفاد بقضيتهم مهما طال الزمن في الواقع الفيلم محير فكريا و لا تستطيع ان تقف مع او ضد البطل او المخرج ذو الميول اليهودية الواضحة لكن يحسب له انه كان يرد على منطق اليهود في كثير من الاحيان بمنطق الحق و الحقيقة
Comments