رغم اختلافى مع الحدة اللفظية و قلة الاحترام لهذا الرجل الذى يملك الكثير من الايجابيات التى نتحسر عليها الان فإننا يجب ان نقرا هذا المقال مع العلم ان ما يقال هنا ليس هو عبد الناصر بل صفحة واحدة من تاريخه تقابلها صفحات اخرى في منتهى الروعة لكن من يقرأ التاريخ عليه ان يقر بالهزائم و السلبيات كما يشيد بالنصر و الانجازات
ثورة التنازل عن السودان
شريف حافظ
ارفع رأسك يا أخى، فقد حصل الضباط الأحرار على "مملكة مصر والسودان"، وتنازلوا عن السودان وطارت منهم سينا كمان!!هذا ما يمكنه، تلخيص قصة حركة الضباط الأحرار، "الغراء"، التى حدثت فى 23 يوليو 1952، على المستوى الجغرافى الاستراتيجى لمصر، وهذا ليس محض افتراءات، ولكنه تاريخ وواقع، أتحدى أن ينكره أحد "عبدة" الزعيم الملهم، المنقلبين على الذات والمتحالفين مع الإخوان، حتى أنه لو أن الزعيم يعيش اليوم، لسجنهم جميعاً فى سجن القلعة وأطلق عليهم حمزة البسيونى وحسن طلعت وزبانيتهم، ليريهم كيف يعاقب من يخرج على نهجه!!!يقولون لى، إنه لا يليق، سرد "صحيح" التاريخ، لأن هذا سيعرض الرجل إلى محاكمة، وقد مات!! ولا أعرف صراحةً، ما يهمهم أكثر، أهى مصر أم الزعيم؟ كيف ينادى هؤلاء إلى الديمقراطية، ويتعرضون للنظام الحالى أو شخص الحاكم فيه، بينما يعبدون هم شخصا واحدا؟ إنهم كاذبون بوضوح!الغريب وفقاً لما حدث يوم 23 يوليو 1952، أن الضباط فى بيانهم الأول، أسموا ما قاموا به، بأنه "حركة"، ثم بقدرة قادر، حولها الإعلام إلى "ثورة" رغم أنه لم يخرج الجماهير وراء الضباط وإنما فوجئ الناس بالانقلاب!! بل إن الضباط الأحرار لم يكونوا ينوون خلع الملك ولكن الفكرة أتت مع نشوة النجاح! ولكن، أليس تزييف تاريخ مصر يأتى دوماً هكذا؟ تغيير معانى المسميات، حتى تغير كل معنى إلى غير ما هو عليه بالفعل؟ لقد رفض مصطفى النحاس باشا، أن يوقع على تنازل مصر عن السودان، فى سبيل الاستقلال، عن بريطانيا، وكان العرض مطروحا منها، ولكن الزعيم، وبجرة قلم، وقع بمنتهى اليُسر، على منح السودان حق "تقرير المصير". والغريب أن السودانيين، كانوا مرتبطين بمصر أكثر عند وجود محمد نجيب، كون أمه سودانية وكان محبوباً هناك، ولكن الزعيم لم يستطع فى إطار "عشقه" للسلطة، إلا أن يُقصى الرئيس محمد نجيب عنها، ويضع الرجل تحت التحفظ، كأول من ينقلب عليه، حيث انقلب على رفاقه تباعاً، ولتضيع السودان، إلى الأبد فى إطار ما قام به فيما بعد!! فقد أرسل عبد الناصر، رفيقه صلاح سالم، كى يساعد على أن يقرر السودان بقاءه فى وحدته مع مصر، ونُقلت صور لصلاح سالم وهو يرقص مع قبائل سودانية مرتدياً ملابسهم "شبه العارية" بشكل غاية فى الكوميديا السوداء، وكأن "الرقص"، هو ما سيضمن بقاء الوحدة، ولم يرسل عبد الناصر رجال الدبلوماسية المصرية العُتاة، ولكن رجل عسكرى لا يدرك أبعاد الموقف، ليقرر السودانين فى النهاية الانفصال ويعلنوا الاستقلال فى يناير 1956!!وبعد أن فقدت مصر السودان، ووفقاً للوثائق، أُجبر الزعيم الملهم، على الوحدة مع سوريا، وكان السوريون يطمحون فى القضاء على الشيوعيون بسطوة الزعيم!! أى أنهم كانوا يستغلون الأمر برمته، ولم يكن الإخلاص هدفاً! وكيف تحيا الوحدة إلى الأبد وقد تمت فى "أسبوع"؟ وقد انتهج الزعيم نفس سياسات التأميم فى دولة تحمل اقتصاديات يصعب ممارسة التأميم عليها وقامت السلطات المصرية بممارسات التسلط ضد السوريين، فلم يتحمل هؤلاء الموقف لأكثر من ثلاث سنوات، لتنفض الوحدة فى 1961، وتضيع إلى الأبد.والغريب، أن يطمح الزعيم فى التوحد مع سوريا البعيدة، بينما لا يعاود محاولة الوحدة مع السودان، التى تشكل الامتداد الطبيعى لمصر، ويشكل النيل شريان الحياة فيها لأرض الكنانة! وبالطبع، فان توسع مصر إلى أرض الشام، جعل المغرضين أيضاً، يحبكون المؤامرات ضدها، وتضافرت جهودهم مع سوء الإدارة المصرية والزبف السورى، لتسقط الوحدة "المصطنعة"، من يومها الأول.ثم تأتى حرب يونيو 1967، والهزيمة النكراء، وضياع سيناء، لقد حيكت المؤامرة على مصر، ولكن الزعيم هو من أعطى الفرصة للنيل من مصر ومن ضباطها وجنودها، الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لما قام به من أخطاء استراتيجية لا سابق لها من أى سياسى يدرك مصالح الدول الكبرى حوله! لقد دخلت مصر حرب اليمن، وأصبحت قريبة من حقول بترول الخليج والغرب، علاوة على السب المستمر من الزعيم للعرب الآخرين عبر أثير صوت العرب، مما استوجب وفقا للمصالح، "تعليم" عبد الناصر، درس العمر فى السياسة، وفى النهاية، دفعت مصر والمصريون الثمن!لقد تسلم الزعيم الملهم مصر وكانت "مملكة مصر والسودان" وسيناء جزءا أصيلا منها، فلما مات، كانت لا تشمل السودان ولا سيناء، وفى النهاية فإن حركة يوليو العصماء، قامت من ضمن أهدافها، نظراً "لتسبب المرتشين والمغرضين فى هزيمتنا فى حرب فلسطين"، فما الذى كان يستوجب حدوثه عقب احتلال سيناء فى الهزيمة النكراء فى يونيو 1967؟ بالتأكيد: بركان! لقد كانت ثورة التنازل عن السودان وتقليص مساحة مصر!!!إن الكثير من الإخوة الناصريين، يقولون لنا عند الحديث عن تلك الذكريات "المفرطة" الحزن، بأن تلك "أوقات إهالة التراب" على الزعيم الأوحد الملهم وما إلى ذلك من أوصاف، يفضل أن يقولوها على الأنبياء بدلاً من عبادة الفرد وهم يطالبون بالديمقراطية فى مفارقة غريبة! ولكنى أقول لهم، إن لم نتعلم من الأخطاء، من أجل الوطن، فما الذى يجب أن نفعله حتى لا نُكرر الأخطاء؟أحبوا مصر أكثر من البشر، فلن تتحقق ديمقراطية، طالما فضلتم شخص مضت عليه الأزمان، فوق الوطن، مهما كان هذا الشخص، ولن نصدقكم فى معارضتكم الشخص، وأنتم تخونوا الوطن، مع شخص آخر!!•
استاذ علوم سياسية
شريف حافظ
ارفع رأسك يا أخى، فقد حصل الضباط الأحرار على "مملكة مصر والسودان"، وتنازلوا عن السودان وطارت منهم سينا كمان!!هذا ما يمكنه، تلخيص قصة حركة الضباط الأحرار، "الغراء"، التى حدثت فى 23 يوليو 1952، على المستوى الجغرافى الاستراتيجى لمصر، وهذا ليس محض افتراءات، ولكنه تاريخ وواقع، أتحدى أن ينكره أحد "عبدة" الزعيم الملهم، المنقلبين على الذات والمتحالفين مع الإخوان، حتى أنه لو أن الزعيم يعيش اليوم، لسجنهم جميعاً فى سجن القلعة وأطلق عليهم حمزة البسيونى وحسن طلعت وزبانيتهم، ليريهم كيف يعاقب من يخرج على نهجه!!!يقولون لى، إنه لا يليق، سرد "صحيح" التاريخ، لأن هذا سيعرض الرجل إلى محاكمة، وقد مات!! ولا أعرف صراحةً، ما يهمهم أكثر، أهى مصر أم الزعيم؟ كيف ينادى هؤلاء إلى الديمقراطية، ويتعرضون للنظام الحالى أو شخص الحاكم فيه، بينما يعبدون هم شخصا واحدا؟ إنهم كاذبون بوضوح!الغريب وفقاً لما حدث يوم 23 يوليو 1952، أن الضباط فى بيانهم الأول، أسموا ما قاموا به، بأنه "حركة"، ثم بقدرة قادر، حولها الإعلام إلى "ثورة" رغم أنه لم يخرج الجماهير وراء الضباط وإنما فوجئ الناس بالانقلاب!! بل إن الضباط الأحرار لم يكونوا ينوون خلع الملك ولكن الفكرة أتت مع نشوة النجاح! ولكن، أليس تزييف تاريخ مصر يأتى دوماً هكذا؟ تغيير معانى المسميات، حتى تغير كل معنى إلى غير ما هو عليه بالفعل؟ لقد رفض مصطفى النحاس باشا، أن يوقع على تنازل مصر عن السودان، فى سبيل الاستقلال، عن بريطانيا، وكان العرض مطروحا منها، ولكن الزعيم، وبجرة قلم، وقع بمنتهى اليُسر، على منح السودان حق "تقرير المصير". والغريب أن السودانيين، كانوا مرتبطين بمصر أكثر عند وجود محمد نجيب، كون أمه سودانية وكان محبوباً هناك، ولكن الزعيم لم يستطع فى إطار "عشقه" للسلطة، إلا أن يُقصى الرئيس محمد نجيب عنها، ويضع الرجل تحت التحفظ، كأول من ينقلب عليه، حيث انقلب على رفاقه تباعاً، ولتضيع السودان، إلى الأبد فى إطار ما قام به فيما بعد!! فقد أرسل عبد الناصر، رفيقه صلاح سالم، كى يساعد على أن يقرر السودان بقاءه فى وحدته مع مصر، ونُقلت صور لصلاح سالم وهو يرقص مع قبائل سودانية مرتدياً ملابسهم "شبه العارية" بشكل غاية فى الكوميديا السوداء، وكأن "الرقص"، هو ما سيضمن بقاء الوحدة، ولم يرسل عبد الناصر رجال الدبلوماسية المصرية العُتاة، ولكن رجل عسكرى لا يدرك أبعاد الموقف، ليقرر السودانين فى النهاية الانفصال ويعلنوا الاستقلال فى يناير 1956!!وبعد أن فقدت مصر السودان، ووفقاً للوثائق، أُجبر الزعيم الملهم، على الوحدة مع سوريا، وكان السوريون يطمحون فى القضاء على الشيوعيون بسطوة الزعيم!! أى أنهم كانوا يستغلون الأمر برمته، ولم يكن الإخلاص هدفاً! وكيف تحيا الوحدة إلى الأبد وقد تمت فى "أسبوع"؟ وقد انتهج الزعيم نفس سياسات التأميم فى دولة تحمل اقتصاديات يصعب ممارسة التأميم عليها وقامت السلطات المصرية بممارسات التسلط ضد السوريين، فلم يتحمل هؤلاء الموقف لأكثر من ثلاث سنوات، لتنفض الوحدة فى 1961، وتضيع إلى الأبد.والغريب، أن يطمح الزعيم فى التوحد مع سوريا البعيدة، بينما لا يعاود محاولة الوحدة مع السودان، التى تشكل الامتداد الطبيعى لمصر، ويشكل النيل شريان الحياة فيها لأرض الكنانة! وبالطبع، فان توسع مصر إلى أرض الشام، جعل المغرضين أيضاً، يحبكون المؤامرات ضدها، وتضافرت جهودهم مع سوء الإدارة المصرية والزبف السورى، لتسقط الوحدة "المصطنعة"، من يومها الأول.ثم تأتى حرب يونيو 1967، والهزيمة النكراء، وضياع سيناء، لقد حيكت المؤامرة على مصر، ولكن الزعيم هو من أعطى الفرصة للنيل من مصر ومن ضباطها وجنودها، الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لما قام به من أخطاء استراتيجية لا سابق لها من أى سياسى يدرك مصالح الدول الكبرى حوله! لقد دخلت مصر حرب اليمن، وأصبحت قريبة من حقول بترول الخليج والغرب، علاوة على السب المستمر من الزعيم للعرب الآخرين عبر أثير صوت العرب، مما استوجب وفقا للمصالح، "تعليم" عبد الناصر، درس العمر فى السياسة، وفى النهاية، دفعت مصر والمصريون الثمن!لقد تسلم الزعيم الملهم مصر وكانت "مملكة مصر والسودان" وسيناء جزءا أصيلا منها، فلما مات، كانت لا تشمل السودان ولا سيناء، وفى النهاية فإن حركة يوليو العصماء، قامت من ضمن أهدافها، نظراً "لتسبب المرتشين والمغرضين فى هزيمتنا فى حرب فلسطين"، فما الذى كان يستوجب حدوثه عقب احتلال سيناء فى الهزيمة النكراء فى يونيو 1967؟ بالتأكيد: بركان! لقد كانت ثورة التنازل عن السودان وتقليص مساحة مصر!!!إن الكثير من الإخوة الناصريين، يقولون لنا عند الحديث عن تلك الذكريات "المفرطة" الحزن، بأن تلك "أوقات إهالة التراب" على الزعيم الأوحد الملهم وما إلى ذلك من أوصاف، يفضل أن يقولوها على الأنبياء بدلاً من عبادة الفرد وهم يطالبون بالديمقراطية فى مفارقة غريبة! ولكنى أقول لهم، إن لم نتعلم من الأخطاء، من أجل الوطن، فما الذى يجب أن نفعله حتى لا نُكرر الأخطاء؟أحبوا مصر أكثر من البشر، فلن تتحقق ديمقراطية، طالما فضلتم شخص مضت عليه الأزمان، فوق الوطن، مهما كان هذا الشخص، ولن نصدقكم فى معارضتكم الشخص، وأنتم تخونوا الوطن، مع شخص آخر!!•
Comments