القائمة الرئيسية

الصفحات

في وسط الجو الضبابى الرمادى الكالح الذى نعيشه الان تأتى ومضة لا يمكن انكارها و لا التغاضى عن دلالاتها هذه الومضة السارة هى مرور 50 سنة على انشاء التلفزيون المصرى و بث قناة خاصة لهذه المناسبة تذيع فقرات من تراث التلفزيون و اريد ان الفت النظر الى ان التلفزيون المصرى حينما بدا كان يحمل اسم التلفزيون العربى و فى هذا اشارة مبدئية الى فكر و توجه مصر فالاعلام المصرى بدا من منطلق انه عربى و في هذا اشارة الى كل من ينكر نفسه و يخلع ثوبه ليقف عاريا في الطريق من كل انتماء و من اى رؤية

و نبدا موضوعنا بالقول ان دلالات الاحتفال كثيرة منها ان الريادة المصرية يجب ان تكون دائما امام العيون فلا نكتفى بالقول اننا رواد و اننا كبار بل يجب ان نقدم للأجيال الجديدة الدليل على ذلك اى يجب ان تكون الريادة دائما على الارض و ليست على الالسن و اعتقد ان طرح المواد الارشيفية في هذه القناة ستعيد طرح اشياء كنا نظنها من البديهيات للنقاش مرة اخرى مثل التقاليد و العيب و الاسراف و حقوق المرأة و اشياء اخرى فنحن نرى مصر اخرى جيل كامل لم يراها سنرى مصر في عداء مع اسرائيل بينما الان سمن على عسل معها سنرى مصر تتحدث عن عدم الانحياز و الاتحاد السوفيتى و نهرو و تيتو و الاتحاد الاشتراكى و هى اشياء اشبه بالاثار في المتاحف التى لا يزورها احد سنرى اشياء تصدم الجماهير خاصة في الاسعار و القوانين و القطاع العام

هذه القناة ستكون صادمة للناس في اشياء كثيرة لكنها صدمات لازمة للأفاقة فسعرف الناس ان مصر كانت كبيرة و سيرى الناس سلوكيات ابائهم و اعمامهم المصريين الذين كانوا يحافظون على هوية و شكل و اخلاقيات بلدهم خلال الستينات و السبعينات قبل ان تهبط علينا عصابة ورثة الانتصار ناس لا كانوا هنا و لا نعرفهم فجاة ورثوا بلدنا التى حاربت و علمت و صنعت هبط علينا زمرة لا هم لهم الا السبوبة و الكوميشن و التسقيع و اللهط و الفساد و الافساد

قناة التلفزيون العربى قناة ستعيد ترتيب الاولويات و تعيد ترتيب البازل الذى لخبط المصريين في اخلاقهم و عاداتهم و فنونهم فإذا لم نستفد من هذه القناة الان فلا نلومن الا انفسنا هذه القناة يجب ان تكون وخزة في النفوس و الضمائر وخزة تفيق السكران و تهدى اللاهى و تعقل المتصابى ، هذه القناة يجب ان تكون الدش الذى يفيق الناس و تذكرهم بالفارق بين عدوهم و صديقهم

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments