من آداب الصيام: تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه، أي لا يزال أمر هذه الأمة معظمًا وهم بخير ما داموا محافظين على هذه السنة.
ومن آداب الصيام: (أن يفطر على رطب. فإن لم يجد فعلى تمر، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي. فإن لم تكن فعلى ثمرات، فإن لم تكن ثمرات حسا حسوات من ماء) رواه أبو داود والترمذي، ولا ينبغي المبالغة بما يقدم عند الإفطار من أنواع الأطعمة والأشربة، لأن هذا يخالف السنة، ويشغل عن الصلاة مع الجماعة، ومن لم يجد التمر فإنه يفطر على كل حلو لم تمسه النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ما يحرم ويكره في حق الصائم
الحمد لله على فضله وإحسانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه وتمسك بسنته إلى يوم الدين... أما بعد:-
اعلموا أن للصوم آدابًا تجب مراعاتها والتخلق بها ليكون الصوم متمشيًا على الوجه المشروع لتترتب عليه فوائده، ويحصل المقصود منه ولا يكون تعبًا على صاحبه بدون فائدة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) فليس الصيام مجرد ترك الطعام والشراب فقط. ولكنه مع ذلك ترك ما لا ينبغي من الأقوال والأفعال المحرمة أو المكروهة.
قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الطعام والشراب، فإنه لا يتم التقرب إلى الله بترك الشهوات المباحة إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله عليه في كل حال. والمسلم وإن كان واجبًا عليه ترك الحرام في كل وقت إلا أنه في وقت الصيام آكد، فالذي يفعل الحرام في غير وقت الصيام يأثم ويستحق العقوبة، وإذا فعله في وقت الصيام فإنه مع الإثم واستحقاق العقوبة، يؤثر ذلك على صيامه بالنقص أو البطلان. فالصائم حقيقة هو من صام بطنه عن الشراب والطعام، وصامت جوارحه عن الآثام وصام لسانه عن الفحش ورديء الكلام، وصام سمعه عن استماع الأغاني والمعازف والمزامير وكلام المغتاب والنمام، وصام بصره عن النظر إلى الحرام.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
أنه يجب على الصائم أن يجتنب الغيبة والنميمة والشتم، لما روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل له إني صائم).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: (الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم).
والجُنة: بضم الجيم - ما يستر صاحبه ويمنعه أن يصيبه سلاح غيره.
فالصيام يحفظ صاحبه من الوقوع في المعاصي التي عاقبتها العذاب العاجل والآجل والرفث: هو الفحش ورديء الكلام، وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصيام جُنة ما لم يخرقها قيل: بما يخرقها؟ قال: بكذب أو غيبة).
ففي هذا دليل على أن الغيبة تخرق الصيام. أي تؤثر فيه والجُنة إذا انخرقت لم تنفع صاحبها، فكذلك الصيام إذا انخرق لم ينفع صاحبه.
والغيبة: كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي ذكرك أخاك بما يكره. وجاء أنها تفطر الصائم كما في مسند الإمام أحمد: (إن امرأتين صامتا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن تستقيئا أي تستفرغا ما في بطونهما، فقائتا ملئ قدح قيحًا ودمًا صديدًا ولحمًا عبيطًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلا من لحوم الناس") وما حصل من هاتين المرأتين عند الرسول من تقيء هذه المواد الخبيثة الكريهة هو مما أجراه على يد رسوله من المعجزات ليتبين للناس ما للغيبة من آثار قبيحة، وقد قال الله تعالى: {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [الحجرات: 12].
وقد دل الحديث على أن الغيبة تفطر الصائم. وهو تفطير معنوي. معناه بطلان الثواب...
ومن آداب الصيام: (أن يفطر على رطب. فإن لم يجد فعلى تمر، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي. فإن لم تكن فعلى ثمرات، فإن لم تكن ثمرات حسا حسوات من ماء) رواه أبو داود والترمذي، ولا ينبغي المبالغة بما يقدم عند الإفطار من أنواع الأطعمة والأشربة، لأن هذا يخالف السنة، ويشغل عن الصلاة مع الجماعة، ومن لم يجد التمر فإنه يفطر على كل حلو لم تمسه النار، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
ما يحرم ويكره في حق الصائم
الحمد لله على فضله وإحسانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه وتمسك بسنته إلى يوم الدين... أما بعد:-
اعلموا أن للصوم آدابًا تجب مراعاتها والتخلق بها ليكون الصوم متمشيًا على الوجه المشروع لتترتب عليه فوائده، ويحصل المقصود منه ولا يكون تعبًا على صاحبه بدون فائدة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) فليس الصيام مجرد ترك الطعام والشراب فقط. ولكنه مع ذلك ترك ما لا ينبغي من الأقوال والأفعال المحرمة أو المكروهة.
قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الطعام والشراب، فإنه لا يتم التقرب إلى الله بترك الشهوات المباحة إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله عليه في كل حال. والمسلم وإن كان واجبًا عليه ترك الحرام في كل وقت إلا أنه في وقت الصيام آكد، فالذي يفعل الحرام في غير وقت الصيام يأثم ويستحق العقوبة، وإذا فعله في وقت الصيام فإنه مع الإثم واستحقاق العقوبة، يؤثر ذلك على صيامه بالنقص أو البطلان. فالصائم حقيقة هو من صام بطنه عن الشراب والطعام، وصامت جوارحه عن الآثام وصام لسانه عن الفحش ورديء الكلام، وصام سمعه عن استماع الأغاني والمعازف والمزامير وكلام المغتاب والنمام، وصام بصره عن النظر إلى الحرام.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
أنه يجب على الصائم أن يجتنب الغيبة والنميمة والشتم، لما روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل له إني صائم).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: (الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم).
والجُنة: بضم الجيم - ما يستر صاحبه ويمنعه أن يصيبه سلاح غيره.
فالصيام يحفظ صاحبه من الوقوع في المعاصي التي عاقبتها العذاب العاجل والآجل والرفث: هو الفحش ورديء الكلام، وروى الإمام أحمد وغيره مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصيام جُنة ما لم يخرقها قيل: بما يخرقها؟ قال: بكذب أو غيبة).
ففي هذا دليل على أن الغيبة تخرق الصيام. أي تؤثر فيه والجُنة إذا انخرقت لم تنفع صاحبها، فكذلك الصيام إذا انخرق لم ينفع صاحبه.
والغيبة: كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي ذكرك أخاك بما يكره. وجاء أنها تفطر الصائم كما في مسند الإمام أحمد: (إن امرأتين صامتا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنهما، ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن تستقيئا أي تستفرغا ما في بطونهما، فقائتا ملئ قدح قيحًا ودمًا صديدًا ولحمًا عبيطًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلا من لحوم الناس") وما حصل من هاتين المرأتين عند الرسول من تقيء هذه المواد الخبيثة الكريهة هو مما أجراه على يد رسوله من المعجزات ليتبين للناس ما للغيبة من آثار قبيحة، وقد قال الله تعالى: {وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [الحجرات: 12].
وقد دل الحديث على أن الغيبة تفطر الصائم. وهو تفطير معنوي. معناه بطلان الثواب...
Comments