القائمة الرئيسية

الصفحات

بمناسبة ذكرى احداث 11 سبتمبر رأيت ان تعيشوا معى بعض الكتابات التى تتناول هذا الحدث الذى استغل ليتم تغيير شكل العالم  تعالوا معى الى هذه الجولة 

أمريكا: نصر رخيص... وهزيمة باهظة:


بات معلوماً للعالم أن إزاحة صدام حسين لم تكن سبباً وحيداً في فكرة غزو العراق، بدليل أن الأمريكيين لم يصبهم ضرره قبل الحرب، ولم يؤرقهم خطره بعدها، وأصبح واضحاً أن أسلحة الدمار الشامل (المزعومة) التي فُرض لأجلها الحصار الشامل على العراق لأكثر من عقد كامل، لم تكن هي الأخرى سبباً حقيقياً لتلك الحرب،وظهر أيضاً أن أحداث سبتمبر، وما ادعي بعدها من تواطؤ صدام مع القاعدة، كان مجرد هراء، بدليل أن قرار الغزو قد اتخذ قبل تلك الأحداث كما قال ذلك فويزلي كلارك))المرشح الديمقراطي السابق للرئـاسة الأمريكية في كتاب (النصر في الحروب الحديثة)،وقد كان كلارك)) قائداً عاماً لقوات الحلف الأطلسي الذي تسيطر عليه أمريكا.
ويدل أيضاً على أن قرار الغزو قد اتخذ قبل أحداث سبتمبر تصريحات وزير الخزانة الأمريكي الأسبق (بول أونيل) الذي قال في كتابه (ثمن الولاء): إن قرار الغزو اتخذته الإدارة الأمريكية قبل ضربات القاعدة، وهو ما يذكر أيضاً بالتقارير المتعددة التي أشارت إلى أن قرار ضرب أفغانستـان قـد اتخذ قـبل هـذه الضـربات، بـل حـدث فعـلـياً أن استهدفت بصواريخ كروز في نهايات عهد بيل كلينتون)).
وقد تبين أن للغزو أهدافاً أخرى، لم تكن خافية على المراقبين والمهتمين، وعلى رأسها ضم النفط المخزون في العراق إلى جانب النفط في قزوين بالقرب من أفغانستان، إلى نفط الخليج، ريثما يتم بطريقة أو بأخرى الاستيلاء على مخزون نفط إيران، إضافة إلى هدف رئيس آخر وراء الغزو وهو تأمين مستقبل (إسرائيل) أو بالأحرى (نصف إسرائيل) من تهديدات على شاكلة توعدات صدام لها بالحرق عندما قال: سأحرق نصف إسرائيل))! ومن تهديداته بتحرير القدس، عندما أعدل تحريرها كما أشيع جيشاً باسمها يبلغ قوامه نصف مليون متطوع! أما الهدف الأبعد من وراء ذلك فهو ما تواتر عن عزم الإدارة الأمريكية الجديدة ذات القيادة المزدوجة من الإنجيليين النصارى والمحافظين اليهود الجدد، على البدء الفعلي في تنفيذ مشروع بوش الأب عن (إمبراطورية القرن الحادي والعشرين) الذي اختاروا الشرق الأوسط ليكون ساحة ابتدائية لتنفيذه، واختاروا العراق ليكون نقطة انطلاق للوصول إليه، فيصبح ذلك المشروع الإمبراطوري على هذا هو الهدف الرئيسي الجامع في داخله لكل الأهداف الفرعية والجزئية. ومشروع بهذه الضخامة والجسامة، كان يستحق أن تحشد الولايات المتحدة لأجله الحشود، وترصد الميزانيات، وتستنفر الحلفاء، حتى تكشف أنها أنفقت للاستعداد للغزو قبل أن يبدأ أربعمائة وخمسين مليار دولار. وكتم العالم أنفاسه بانتظار أن ينتحر مغول العصر على أبواب بغداد ـ كما توعد صدام ـ ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث،وتسـببت عملـيات (الصـدمة والترويع) التي بدأت بها الحرب في إصابة العالم الإسلامي كله ـ لا العراق فحسب ـ بالصدمة والترويع، وجعلت الأنظمة والحكومات ـ بل الشعوب ـتتحسس الأرض من تحتها، وتتحسب للدور الآتي عليها، بعد أن أنجز الأمريكيون نصراً خاطفاً في حرب سريعة ضد ما كان يشكِّل أقوى قوة عربية في المنطقة، استطاعت أن تذلك برياء زعماء الثورة الإسلامية)) الإيرانية التي كانت تستعد للوثوب على دول الجوار!
وانفتحت شهية الأمريكيين،وانطلقوا مسارعين إلى تأمين الفريسة وإعدادها كوجبة شهية تتبعها وجبات، وإنجازٍ سهلٍ يقود إلى إنجازات، وتتابعت الخطوات:
·فور احتلال بغداد أصدر الأمريكيون المحتلون قرارات بتفكيك كل أجهزة الدولة العراقية البعثية، من جيش وشرطة ووزارات واستخبارات.
·شرعوا في تكوين أجهزة بديلة عميلة عبر مراحل متعددة، كان أولها الإعلان عن إنشاء مجلس الحكم الانتقالي برئاسة اليهودي الأمريكي (جاي جارنر)، ثم خلفه الاستخباراتي العريق (بولبريمر) الذي عمل على اجتذاب كل العناصر المأجورة ليشكل بها وضعاً جديداً.
·أُعلن عن تشكيل مجلس للوزراء دون وزارات، بحيث يُختار الأشخاص أولاً، لينشئ كل وزير وزارته بالتعاون مع مستشار أمريكي، هو الوزير الحقيقي الذي يؤسس سياسات الاحتلال في ))وزارة التحرير!
· نظراً لأهمية تأمين هذا المشروع التآمري الوليد، كان لا بد من إنشاء جهاز شرطة عميل، يسهر على أمن الأمريكيين مضحياً بمستقبل العراق وأهله.
· تزامن مع ذلك سعي آخر لإنشاء جيش جديد، قوامه مئتا ألف جندي، لا لحماية الثغور والدفاع عن الحدود من الخارج؛ بل لتنفيذ العمليات المشتركة مع الأمريكيين ضد المقاومة في الداخل.
· ولإضفاء الشرعية على هذه التمثيلية، أعلن الاحتلال تشـكيل لجـنة ))قـانونـية لصيـاغة دسـتور عراقي جديد، وضـع أسسـه وفـق التـصور الأمريـكي، اليهـودي العراقي (نوح فيلدمان) ذوالجنسية الإسرائيلية الأمريكية المشتركة ليضمن هذا الدستور ألا يكون العراق إسلامياً.. لا ولا عربياً، بل عراق عراك طائفي، ونزاع مذهبي يضمن بقاء بنائه هشّاً ومفتقراً للاحتلال، ومهيّأ لأعاصير ))الفوضى الخلاَّقة التي تريد أمريكا اللعب عليها.
· ثم عُين الرافضي العلماني الجاسوس، الجامع بين تلك الظلمات الثلاث )إياد علاوي(؛ ليكون أول رئيس لمجلس وزراء معيَّن من قِبَل الاحتلال، ثم عُين (غازي الياور)؛ ليكون أول رئيس للعراق )المستقل( في ظل الاحتلال!
·مع الوقت شرع الاحتلال في تجسيد التقسيم الطائفي، فأعلن عن تنظيم انتخابات على أسس طائفية، اضطر معها السُّنة أن يقاطعوا الانتخابات، لتكون النتيجة تشكيل وزارة جديدة، غالبيتها من الشيعة المشايعين للأمريكيين والرافضين لأي تعاون إلا معهم أو مع إيران. وفي ظل هذه القفزات المتسارعة لتثبيت الاحتلال بدعوى الاستـقلال، وجـد العراقيـون الشرفاء أن العدو ليس واحداً، بل هم مجموع من متحالف من الألداء، ومع أن مقاومة هذا الأخـطبوط بدأت مبكـرةً في أسـرع إفـاقة بعد أكـبر مصـيبة، إلا أن المجــاهدين المقـاومين بـدت أمـامهم تحديات وعقبات كان لا بد من مواجهتها جميعاً؛ لأن إهمال شيء منها سيعني إخفاق المشروع المقاوم برمّته.
لقد وجدوا أنفسهم أمام واجب مركَّب، يحوي داخله العديد من الواجبات التي لن ينتدب أحد لحلِّها، ما لم يقفوا هم بأنفسهم لأجلها، متوكلين محتسبين، فأمامهم قوى الاحتلال الذي قال قادته: إنهم جاؤوا ليبقوا، وضمن ذلك تحديا تكبيرة:
منها: الإصرار على محاولات إضفاء الشرعية على هذا الاحتلال من خلال حكومات عميلة تتكلم باسم العراقيين، وتتصرف لمصالح أجنبية أو شخصية أو طائفية.
ومنها: جهود إسباغ الشرعية عربياً وإسلامياً على حكومة الاحتلال عبر إقامة العلاقات وإنشاء السفارات.
ومنها: شبح التقسيم الذي وضعت بذوره في ثنايا الدستور الذي أصرت أمريكا وعملاؤها على تمريره.
ومنها: إشكالية التنسيق بين الخطط العسكرية والمشاريع السياسية، والتصدي لمحاولة الاحتلال وعزل كل منهما عن الآخر.
ومنها: إيجاد مواطئ أقدام ونقاط ارتكاز تنطلق منها المقاومة وتفيء إليها، مع ما يحتاجه ذلك من جهود مطلوبة لإدارة هذه النقاط أو المناطق التي يمكن السيطرة عليها.

وقد جابهت المقاومة هذه التحديات بتحركات، تطورت عبر مراحل، سلمت كل منها إلى الأخرى،فبدأت بُعيد الغزو بمناوشة المحتلين؛ لتكوين الخبرات وتنشئة العناصر القادرة على المواجهة، ثم بدأت بتنظيم هجومات تكتيكية ضمن حالة الدفع العام للصائل المعتدي،ورتبت بعدها للانتقال إلى خطة الهجوم الإستراتيجي الذي يحوّل الخصم إلى موقع الدفاع، ثم جرى العمل وفق سياسة استنزاف العدو وإفقاده القدرة على الدفاع، لينتقل المجاهدون بعد ذلك إلى تكثيف المطاردة والإنهاك؛ لحرمان المعتدي مستقبلاً من الظهور بمظهر المنتصر، أو حتى المنسحب انسحاباً آمناً، أما المتعاونون مع الأعداء فقد اعتمد المجاهدون سياسة إفقادهم التوازن، ببثِّ الخوف في أوساط كل من يتعاون مع الأمريكيين في الداخل، مع إرباك مخططات إسباغ الشرعية من الخارج، وفوق كل هذا نجح المجاهدون في نقل جزء من المعركة إلى الداخل الأمريكي، عن طريق اتِّباع سياسة إعلامية تركز على إعادة تصدير إستراتيجية (الصدمة والترويع) ـ التي عانى منها الشعب العراقي في أول الحرب ـ إلى الشعب الأمريكي نفسه، وذلك بإصدار البيانات وبثّ الأفلام الحية عن العمليات الناجحة، وهو ما أوجد انقساماً في الرأي العام الأمريكي تجاه جدوى الحرب، سرعان ما تحول إلى شقاق حول مشروعية تلك الحرب ومسوّغاتها. ومع هـذا النجاح في تشكيك الأمريكيين في قدراتهم وقوتهم، ظـهـرت أيضاً بوادر تفـكـيك التحالف الـدولـي المتـعاون مـع الأمـريـكيين، بإجـبار العـديـد من الدول على سحب قواتها أو الشروع في ذلك، فحتى الآن؛ انسحبت أكثر من 15 دولة من التحالف،وأعلنت كلٌّ من إيطاليا وبولندا وهندوراس وغيرها عن نيتها على الانسحاب، وهو ما تسبب في ردع دول أخرى كانت ترتب لإرسال قوات مساعدة. ليس معنى ما ذكرناه عن إنجازات المقاومة أن يُظن أن أهل السنة في العراق يملكون قدرات خارقة، أو إمكانات خرافية، بل على العكس، فسقوط النظام البعثي جعل الطائفة السنية في العراق هي الأكثر تضرراً، بفعل الأحقاد الطائفية الرافضية من جهة، والعنصرية العلمانية الكردية من جهة أخرى، والاستغلال الأمريكي لهذين الطرفين الكارهين من جهة ثالثة، إضافة إلى أن حلّ مؤسسات الدولة كان في غير مصلحة السنة الذين كانوا يمثلون ـ كطائفة ـ غالبية الحكومة العراقية، وهذه الأسباب مجتمعة دفعت المقاومة إلى العمل السري، فكان هذا عاملاً إضـافياً فـي صعـوبة مهمـتهم، والمقـصود هـنا أن هـذه المقاومة عمـلت

فـي ظـروف استـثنائية غيـر طبيـعية، ومـع هـذا أحرزت ـ بفضل الله ـ نجاحات قياسية في حجمها وفي وقتها وفي أثرها القريب والبعيد،  ً

تحت عنوان (حقائق حرب العراق، نتائج وإحصائيات حتى 25 يناير 2010م)، نشرت الأمريكية "دبورا وايت" بموقع (يو إس ليبرالز)، أو ما يسمى بالليبراليين الأمريكيين تقريرًا عن أهم الإحصائيات المتعلقة بحرب العراق منذ عام 2003م، إلى يناير 2010م.



أولاً: إنفاق الولايات المتحدة على حرب العراق

تم تخصيص 900 مليار دولار أمريكي من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين منذ بداية الحرب بالعراق، وحتى سبتمبر 2010م.



أنفقت الولايات المتحدة منذ أكتوبر 2009م، شهريًّا على حرب العراق 7.3 مليارات دولار في حين كان الإنفاق الشهري عام 2008م، هو 12 مليار دولار.



تنفق الولايات المتحدة بمعدل 5 آلاف دولار في الثانية الواحدة؛ وفقًا للبيانات التي كشف عنها هاري ريد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي في 5 مايو 2008م.



تكلفة نشر جندي أمريكي واحد لمدة عام بالعراق هي 390 ألف دولار وفقًا لبيانات صادرة عن خدمة أبحاث الكونجرس.



أما عن الحسابات المفقودة، ومجهولة المصير فهي على النحو التالي: 9 مليارات دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين فقدت، ولم يتم تحديد وجهة إنفاقها بالإضافة إلى فقدان 549.7 مليون دولار أثناء شحن قطع غيار عام 2004م، إلى المقاولين بالولايات المتحدة وفقدت 190 ألف بندقية من بينهم 110 آلاف بندقية من نوع إيه كيه 47 وفقًا لشبكة (إيه بي سي نيوز).



وفقد مليار دولار أمريكي أثناء تزويد قوات الأمن العراقية بمقطورات، ومركبات، ودبابات، ورشاشات، وقذائف صاروخية وغيرها من المعدات، والخدمات والتي تم الكشف عنها في 6 ديسمبر عام 2007م، وفقًا لوكالة (سي بي إس نيوز).



وفقدت 10 مليارات دولار بسبب سوء الإدارة وفقًا لما تم الكشف عنه في جلسات استماع الكونجرس في فبراير 2007م.



شركة هاليبورتون للخدمات اللوجستية قامت برفع أسعار خدماتها دون سابق علم مما تسبب في إهدار 1.4 مليار دولار وفقًا للبنتاجون الأمريكي كما أن شركة كيه بي آر التابعة لشركة هاليبورتون المسئولة عن تزويد القوات الأمريكية في العراق بالغذاء والوقود ولوازم الإقامة حصلت على عقود بقيمة 20 مليار دولار أمريكي، وقيل إن 3.2 مليارات دولار من هذه الأموال تم تبديدها دون الانتفاع بها على الوجه الأمثل.



يبلغ عدد القواعد العسكرية الرئيسية في العراق 75 قاعدةً وفقًا لصحيفتي (ذي نيشن)، و(النيويورك تايمز).



ثانيًا: القوات في العراق

بلغ عدد القوات الأمريكية في العراق حتى 30 نوفمبر 2009م، 115 ألف جندي أمريكي أما عن باقي الدول فقد سحبت جميعها جنودهم.



ووصل عدد قتلى الجنود الأمريكيين حتى 25 يناير 2010م، 4377 قتيلاً، 98% منهم من الذكور و91% منهم من غير الضباط و82% منهم كانوا بالخدمة الفعلية الإلزامية، و11% كانوا من الحرس الوطني، و74% منهم من السلالة القوقازية، و9% فقط من الأمريكيين الأفارقة، و11% من اللاتين، وقتل 19% منهم في حوادث غير قتالية، وكان 54% من القتلى الأمريكان كانت أعمارهم أقل من 25 سنة، و72% منهم من الجيش الأمريكي.



أما عن عدد القتلى في صفوف القوات الأجنبية الأخرى فبلغ 316 منهم 179 من الجنود البريطانيين.



وبخصوص الإصابات في صفوف الجنود الأمريكيين فبلغ عددهم 31639 مصابًا حتى 30 سبتمبر 2009م، وبلغت نسبة الإصابات الخطيرة في المخ، والعمود الفقري 20% من نسبة المصابين ويستثنى من هذا العدد المصابون بالإصابات النفسية.



وأكدت التقارير أن ما نسبته 30% من الجنود الأمريكيين الذين عادوا إلى الولايات المتحدة أصيبوا بإصابات نفسية، وعقلية خطيرة، ومكثوا في العلاج النفسي من 3 إلى 4 شهور بعد عودتهم من العراق.



سقطت للقوات الأمريكية في العراق منذ الغزو 73 طائرة مروحية منهم ما لا يقل عن 36 طائرة أسقطت بنيران المقاومة العراقية.



ثالثًا: القوات العراقية والمدنيون وغيرهم بالعراق

بلغ عدد المتعاقدين الذين يعملون بجانب القوات الأمريكية حتى أغسطس عام 2007م، نحو 180 ألف متعاقد، وفقًا لما نشرته صحيفتا (ذي نيشن)، و(لوس أنجلوس تايمز).



وقتل في العراق منذ الغزو 140 صحفيًّا منهم 93 تم قتله في حوادث قتل، و47 منهم قتل في أعمال الحرب، وقتل منهم 14 على يد القوات الأمريكية، أما بالنسبة لعدد القتلى في صفوف الشرطة، والجيش العراقي فبلغ 9368 قتيلاً.



أما عن عدد القتلى العراقيين المدنيين فوفقًا لإحصائية صادرة عن الأمم المتحدة في 20 سبتمبر عام 2006م، توقعت أن عدد القتلى يتراوح ما بين 50 ألفًا إلى 100 ألف قتيل، لكن المنظمة أكدت أن عدد القتلى غير المبلغ عنهم ربما وصل إلى أكثر من هذا بكثير، وتوقعت بعض التقارير أن عدد القتلى المدنيين منذ الغزو بلغ 600 ألف قتيل.



عدد المسلحين الذين قُتلوا بلغ تقريبًا 55 ألفًا، وبلغ عدد المتعاقدين الأجانب، والعمال المدنيين من غير العراقيين الذين قتلوا منذ الغزو 569 شخصًا، أما بالنسبة للمخطوفين الأجانب بالعراق منذ الغزو فبلغ عددهم 306 مخطوفين، قتل منهم 57 مخطوفًا، و147 أطلق سراحهم، و4 فقط تمكنوا من الهرب، و6 تم إنقاذهم و89 ما زال مصيرهم غير معروف.



أما عن الهجمات اليومية للمسلحين فبلغت في فبراير 2004م، 14 هجومًا، وفي يوليو 2005م، 70 هجومًا وفي مايو 2007م، 163 هجومًا.



وقدر التقرير عدد المسلحين بالعراق في نوفمبر 2003م، بـ15 ألف مسلح، وفي أكتوبر 2006م، من 20 ألفًا إلى 30 ألف مسلح وفي يونيو 2007م قدر عددهم بـ70 ألف مسلح.



رابعًا: الظروف الحياتية والمعيشية للعراقيين

قُدر عدد النازحين داخل العراق نفسه اعتبارًا من مايو 2007م، بنحو 2255000 نازح عراقي بسبب الحرب، وقدر عدد اللاجئين إلى سوريا والأردن بنحو 2.1 مليون إلى 2.25 مليون نازح، وقُدر عدد العاطلين عن العمل بنسبة 27% إلى 60% بعد استثناء أوقات حظر التجول، وتضخمت أسعار السلع الاستهلاكية في عام 2006م بنسبة 50%.



وقُدر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية المزمن حتى 30 يوليو 2007م، بنحو 28% وفقًا لما نشرته شبكة (سي إن إن) الإخبارية.



وقُدر عدد الفنيين الذين غادروا العراق منذ الغزو بنحو 40% وقدر عدد الأطباء الذين غادروا العراق قبل الغزو بـ34 ألفًا أما عددهم بعد الغزو فارتفع في 2005م، إلى 46 ألفًا بعد إضافة 12 ألفًا جدد، أما عن عدد الأطباء الذين قتلوا منذ الغزو فوصل إلى 2000.



أما عن متوسط وصول الكهرباء إلى المنازل فتراوحت ما بين ساعة إلى ساعتين يوميًّا وفقًا لتصريحات أدلى بها رايان كروكر السفير الأمريكي بالعراق في 27 يوليو 2007م، لصحيفة (لوس أنجلوس تايمز)، وكان متوسط وصول الكهرباء للمنازل 10.9 ساعات يوميًّا في مايو 2007م.



أما عن متوسط ساعات الكهرباء ببغداد فبلغ في مايو 2007م 5.6 ساعات، وكانت الكهرباء تصل إلى المنازل قبل الغزو ما بين 16 إلى 24 ساعة يوميًّا.



أما عن عدد المنازل العراقية الموصولة بشبكات الصرف الصحي فبلغت 37% وكانت نسبة العراقيين الذين لم يتمكنوا من الحصول على ما يلزمهم من إمدادات المياه 70% في 30 يوليو 2007م، وفقًا لتقرير نشر بشبكة (سي إن إن).

وتمت إعادة تأهيل محطات معالجة المياه بنسبة 22%.



ونشر معهد بروكينجز استطلاعًا للرأي أجرته وزارة الحرب البريطانية في أغسطس 2005م، كشف عن معارضة 82% من العراقيين بشدة لوجود قوات التحالف على الأراضي العراقية، واعتبر أقل من 1% حينها أن قوات التحالف هي المسئولة عن تحسن قدرات الأمن، واعتبر 67% من العراقيين أنهم يشعرون بأنهم أقل أمنًا من ذي قبل بسبب وجود الاحتلال، وأكد 72% من العراقيين عن عدم ثقتهم في القوات متعددة الجنسيات.


خسائر أمريكا البشرية بحربها "على الإرهاب" تتتجاوز حصيلة 11/9



خسائر القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق تبلغ مستوى رمزيا

(CNN)-- قبل أسبوع من إحياء الأمريكيين الذكرى الخامسة للهجمات الدموية التي استهدفت بلادهم في 11 سبتمبر/أيلول 2001، تجاوز عدد قتلاهم في الحرب التي أطلقتها إدارة الرئيس جورج بوش "على الإرهاب" عدد القتلى الذين سقطوا في ذلك اليوم، مع وصول عدد قتلى قواتهم العاملة في العراق وأفغانستان، الأحد، إلى 2974.

ويعني ذلك أنّ حصيلة الحرب "على الإرهاب" باتت أكثر بقتيل واحد فقط من 2973 سقطوا في الهجوم الذي غيّر وجه العالم في11 سبتمبر/أيلول 2001.

فبمصرع أربعة جنود أمريكيين الأحد، وصل عدد القتلى من بين الجنود الأمريكيين في العراق، منذ بدء الحرب هناك، إلى 2645، 2012 منهم في أعمال عدائية.

وقال بيان للجيش الأمريكي إنّ جنديين أمريكيين لقيا حتفيهما الأحد، عندما انفجرت قنبلة تمّ زرعها على الطريق، ففجّرت العربة التي كانا على متنها، شرق العاصمة العراقية بغداد.

وفي حادث منفصل، لقي أحد جنود المارينز مصرعه متأثرا بجراح أصيب بها الجمعة.

كما لقي جندي رابع المصير نفسه متأثرا بجراح أصيب في وقت سابق الأحد، في محافظة الأنبار.

وحتى الأحد، لقي 329 من الأمريكيين مصرعهم في أفغانستان، منذ بداية الحرب التي شنتها بلادهم عليها بعد قليل من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش الخميس إن حروبه في العراق وضد الإرهاب تُبقي الأمريكيين في أمان.

وجاءت تصريحات بوش في مواجهة منتقديه من أجل الاحتفاظ بسيطرته على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني، وضمن حملة جديدة للترويج لسياساته الأمنية قبل الذكرى السنوية الخامسة لهجمات 11 سبتمبر.

غير أنّ المنتقدين لبوش يقولون إنّ الغزو الأمريكي للعراق دفع بالمزيد من المسلمين للانضمام لمعسكر المتشددين واستنزف الطاقة في حرب أشمل على الإرهاب.

وقال زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ السناتور هاري ريد "الشعب الأمريكي يعرف أنه بعد خمسة أعوام منذ 11 سبتمبر فإنّنا لسنا في حالة الأمن التي يتعين أن نكون عليها والتي يمكن أن تكون قائمة."

ويحث المنتقدون بوش على إعادة القوات الأمريكية البالغ عددها 140 الف جندي من العراق.






_______

ذكرى 11 سبتمبر... مناسبة لتقِفَ أمريكا مع نفسها أولا

صبحي غندور

تزامنت مع هذا العام الذكرى التاسعة لأحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة مع الحملات السياسية والإعلامية الأمريكية الممهّدة لانتخابات شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وهذا التزامن جعل موضوع الإسلام في أمريكا جزءاً من الحملات الانتخابية حيث يستغلّ التيّار اليميني المحافظ مناسبة 11 سبتمبر للنيل من الرئيس الأمريكي نفسه، وبالتالي من "الحزب الديمقراطي" الذي يتزعّمه، من خلال التشكيك بديانة الرئيس اوباما وبأجندته السياسية.

طبعاً، الدستور الأمريكي العريق أعطى حقّ الترشيح لمنصب الرئاسة لكلِّ مواطن أمريكي بغضّ النظر عن دينه أو جنسه أو أصوله العرقية، تماماً كما هي دساتير أخرى في العالم نصوصها جميلة لكن نفوس المعنيّين بتطبيقها مرهونة ومحكومة بتقاليد وعادات تتناقض احياناً كثيرة مع مضامين الدساتير واهدافها. هي ايضاً حالة شبيهة بما يحصل مع اتباع الرسالات السماوية حيث الفارق كبير بين مضامين نصوص الرسالات وبين الممارسات التي تحصل باسمها!

وقد كان اختيار عشرات الملايين من الأمريكيين "البيض والسود" لباراك اوباما، ليكون رئيسهم في الانتخابات التي حصلت منذ عامين، بداية نموّ نمط جديد من مفهوم المواطنة الأمريكية، وتجاوزاً لتراث وتاريخ عادات من العنصرية والتمييز الظالم بين أبناء الامّة الواحدة.

لكن كان أمام هذا "النمط الوطني" الأمريكي الجديد تحدّيات كثيرة واجهته، ولاتزال، أبرزها الشعور العنصري الدفين في المجتمع الأمريكي وما عليه اوباما من اصول اثنية افريقية، ودينية اسلامية "لجهة والده"، وبرنامج سياسي واجتماعي متناقض مع برنامج اليمين الديني الأمريكي الذي يصل تأثيره الى خمس الأمريكيين تقريباً، إضافة الى الانقسام السياسي التقليدي بين "ديموقراطيين" و"جمهوريين" وما في كل معسكر من برامج صحّية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وتأثيرات مهمّة لشركات كبرى ومصالح ونفوذ "قوى الضغط" الفاعلة بالحياة السياسية الأمريكية.

ونلاحظ الآن في سياق حملات اليمين الأمريكي المحافظ تركيز هذه الحملات على قضايا ثلاث يرمز لها وجود باراك اوباما في موقع الرئاسة: المهاجرون الجدد لأمريكا، الوجود الإسلامي في أمريكا والقضية العنصرية المزمنة بين السود والبيض.

باراك اوباما هو، ابن مهاجر افريقي حديث، ذو أصول دينية إسلامية، وهو جزء من الاقلّية السوداء في أمريكا التي عانت الكثير حتى حصّلت حقوق المواطنة في المجتمع الأمريكي. فمن لا يتضامن مع التيّار المحافظ على أساس عنصري ضدّ السود يجد نفسه مدفوعاً بمشاعر سلبية ضدّ الإسلام والمسلمين أو ضدّ المهاجرين الجدد ومعظمهم من دول أمريكا اللاتينية.

ما حدث في نيويورك وواشنطن في العام 2001 كان حتماً عملاً ارهابياً كبيراً ومأساة إجرامية بكلِّ التفاصيل والابعاد والنتائج، ولم تجد واشنطن دولاً اخرى تختلف معها على ذلك، وعلى ضرورة معاقبة من خطَّط لهذا العمل الارهابي الذي لم يسبق له مثيل في داخل أمريكا او خارجها، لكن وجدت واشنطن من اختلف معها في ظلّ ادارة بوش السابقة حول كيفيّة الردّ وحدوده وامكنته، وايضاً حول مدى شمولية مفهوم الارهاب لدى السلطات الأمريكية.

فالولايات المتحدة ما زالت تعتبر انَّ ايَّ عملٍ عسكريٍّ ضدَّ الجيش الإسرائيلي هو عمل إرهابي حتى لو كان هذا الجيش الإسرائيلي موجوداً بشكل احتلالٍ على الأراضي اللبنانية أو الفلسطينية! وقد دخلت أمريكا بعد 11 سبتمبر 2001 حربها ضدَّ "الإرهاب" كعدوّ، دون تحديد ماهيَّة "العدو" ومفهوم "الإرهاب" نفسه فاختلطت تسمية الارهاب مع حقّ المقاومة لدى الشعوب الخاضعة للاحتلال، وهو حقٌّ مشروع بكل المعايير الدولية.

اللافت للانتباه في تلك الفترة التحوّلية التي عاشتها أمريكا والعالم كلّه انّ اصوات العداء بين "الشرق الاسلامي" وبين "الغرب المسيحي" ازدادت بينما كانت اسرائيل "التي هي "جغرافياً" في الشرق، و"سياسياً" في الغرب، وتنتمي الى حالةٍ دينية "لا شرقية اسلامية ولا غربية مسيحية"" المستفيد الاكبر من صراعات الشرق والغرب في "عالم ما بعد 11 سبتمبر"!

فيوم 11 سبتمبر 2001 كان يوم انتصار التطرّف في العالم كلّه. يومٌ حصدت البشريّة القليل من نتائجه حتّى الآن، يومٌ انتعش فيه التطرّف السياسي والعقائدي في كلِّ بلدٍ من بلدان العالم، واصبح بعده "المتطرّفون العالميّون" يخدمون بعضهم البعض وان كانوا يتقاتلون في ساحات مختلفة.. وضحاياهم جميعاً هم من الابرياء.

كان هذا اليوم رمزاً لعمل ارهابي لا يفرّق بين مذنب وبريء، كما كان هذا اليوم تبريراً لبدء سياسة "أمريكية" الشكل، "اسرائيلية" المضمون، قادها "محافظون جدد" في واشنطن اعتماداً على تغذية الشعور بالخوف من ناحية، ومشاعر الغضب الموصوفة بالكراهية من الناحية الاخرى.

السياسة الحمقاء في واشنطن بنَت خططها اعتماداً على الأسلوب الإرهابي الأحمق يوم 11 سبتمبر 2001، فنشرت الخوف لدى الأمريكيين والغربيين من عدوّهم الجديد "التطرّف الإسلامي"، وشكّل ذلك بحدّ ذاته فائدةً كبيرة لمن ينتهجون أسلوب الإرهاب وفكر التطرّف، فكرّروا أعمالهم في أكثر من مكان استناداً إلى مبرّرات وذرائع وفّرتها الإدارة الأمريكية من خلال حربها على العراق بدلاً من الحرب على الارهاب واسبابه السياسيّة. فالادارات الحاكمة بواشنطن، خصوصا تلك المدعومة من مصانع وشركات الاسلحة، تحتاج دائماً الى "عدوّ خارجي" يبرّر سياسة الانتشار العسكري ويحافظ على التفوّق الأمريكي، ويضمن تبعيّة الدول الاخرى لمن يقود الحضارة الغربيّة المعاصرة.

انّ أمريكا "الداخل" تعيش حاليّاً مرحلة تحوّل بمختلف ابعادها السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية. وفي أمريكا يتصارع الآن اتجاهان: الاوّل، عنصري رأى انَّ الهجوم الارهابي الذي حصل على أمريكا في العام 2001 كان هجوماً "اسلاميّاً" من حيث الدين، و"عربيّاً" من حيث الجنسية، ويشمل في تبعاته بلدان العالم الاسلامي كلّها.

امّا الاتجاه الثاني، فرأى ما حدث من ارهاب في أمريكا اشبه بصافرة انذار تدعو الأمريكيين الى فهمٍ افضل للعالم ولِما يجري حولهم بعد عقودٍ من الجهل بـ"الآخر" الموجود خارج أمريكا. اتجاه يدعو الى التساؤل عن ماهيّة الاسباب التي حملت نحو عشرين شخصاً على الانتحار بتفجير انفسهم من اجل قتل اكبر عددٍ من المدنيين في أمريكا.

انّ الامَّة الأمريكية امام مفترق طرقٍ يتناقض احده مع الآخر: فامّا توظيف ما حدث لبناء وحدةٍ وطنيةٍ أمريكيةٍ لا تميّز بين اتباع دينٍ وآخر، ولا بين اصولٍ عرقيةٍ على اساس لونٍ او ثقافة.. او السير في الطريق الآخر الذي يحطِّم وحدة النسيج الأمريكي الذي هو نسيج متعدّد الاديان والطوائف والاعراق والثقافات.

9 اعوام مضت على صدمة 11 سبتمبر في أمريكا، ورغم ذلك لم يقدِّم أي مسؤولٍ سياسي او امني استقالته بسبب هذه الأحداث، كما هو التقليد الأمريكي المعهود بإعلان بعض الأشخاص تحمّل المسؤولية بعد وقوع حوادث ما ترتبط بوجود تقصير بشري. فاحداث 11 سبتمبر لها نكهة خاصَّة، اذ الملامة الأمريكية الرسمية كانت على "الإرهابيين فقط وما خلفهم من أصول دينية أو أثنية"!

عسى ان تكون ذكرى احداث 11 سبتمبر هذا العام مناسبة أمريكية للتقييم وللتقويم معاً.. مناسبة لتقف أمريكا مع نفسها أولا... مناسبة لمحاسبة الذات وعدم الاكتفاء بالقاء اللوم على الآخر!

author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments