القائمة الرئيسية

الصفحات

طرأت عندى فكرة و الحت على ذهنى ان اجعل مساحة في المدونة لبعض الشخصيات التى اعتز بمعرفتها و التى اثق ان لكل منها عقلية تستدعى ان اضعها بين يدى اصدقائى من جهة و التى سأعتز اكثر ان تكون في صفحات مدونتى اعود اليها بين الفينة و الاخرى و انا اذ ابدأ بشخصية مصرية عالية القدر و المكانة و هو الدكتور محمد المصرى و هو طبيب مصرى من الذين نسميهم عندنا بالطيور المهاجرة و قد طلبت منه ان يكتب لنا مقالا عن الغربة و كنت اتوقع منه مقالا علميا بحثيا يحرك العقول فإذا به يرسل مقالا اقرب للشعر يحرك القلب و المشاعر و يحرك مشاعر يعرفها كل مصرى تغرب أخذا معه مصر في كل خطوة يخطوها بعيدا عنها فإذا بها حاضرة معه اينما ارتحل
اترككم مع مقال الغربة بقلم الدكتور محمد المصرى
الغربة

د । محمد المصرى
شاء لى القدر ان اولد فى الغربه وان انشاء فى الغربه وربيت منذ طفولتى على حب مصر برغم بعدي عنها ولكن ابواي حرصا على ان تكون صلتى بوطنى وانتمائي له من اركان تربيتى ونشأتى ।

وحين تغربت فى شبابى طلبا للخبره والعلم فى الغرب لم يك سهلا عليا اختيار الغربه ولكن كان لها هدف اسمى وهو ان ارحل فى طلب العلم والمعرفه ومع اعجابى بالغرب وكل المقومات فيه والحياه الكريمه المنظمه واخترام ادمية الانسان لم تغرنى كل هذه المقومات لكى اقبل بعروض الاستقرار فيه لانى كنت اسعى لهدف نقل هذا العلم وهذه المعرفه الى وطنى وحينما تغربت للمره الثالثه كانت طلبا للرزق وكنت اعلم ان غربتى فى هذه المره محدوده وان عودتى الى بلدي محتومه .
ولكنى فى اخر مره قررت ان اتغرب كانت طلبا للعدل المفقود والتقدير المنشود ورحيلا عن فساد وافساد وهى غربه مع سبق الاصرار والترصد حاولت ان اقاومها كثيره بكل ما اوتيت من قوه ولكنى لم استطع ان اقف فى وجه التيار وحدي اقاوم وحدي واعترفت بهزيمتى ورحلت عنها وحدي.
نتغرب لاسباب عده وان اختلفت ولكنها فى النهايه غربه نرحل عن الوطن ولكن الوطن يرحل فينا نحمله اينما ذهبنا ونشتاق اليه ونخاف عليه ونهتم به ونسهر على ذكرياته واغانيه ونحمله فى قلوبنا اينما حللنا.
عندما نري الاشياء الجميله فى غربتنا نتمنى ان تكون هناك فى الوطن ونتمنى ان نراها فى الديار ويمزق فؤادنا ما نسمعه عن الوطن من الوطن واحيانا تبدو لنا الاحداث اكبر مما هى لاننا ننظر اليها بعين المشتاق والملهوف. البعض منا سفراء لهذا الوطن اينما حلو فهم يحملون اسم هذاالوطن ويشرفون اسم هذا الوطن حتى لو لم يدرك القائمون عليه كم من الخدمات الجليله التى تقدم باسم هذا الوطن والبعض منا يسيئ اليه كما لم يسئ اليه الد اعدائه ولكننا فى النهايه وطن يحيا خارج الوطن.
نشتاق الى الطرقات والاماكن والى اطلال كانت لنا بها ذكريات وايام نشتاق الى الوجوه والى الكلمات والى رائحة الوطن ونعم ان لكل وطن رائحه خاصه لا يدركها الا من تغرب عنه حتى مدينتى لها رائحه اسعد عندما تداعباحساسيسي وانا اقترب منها وتشعرنى بالنشوه.
وعندما نعود الى الوطن فى زياراتنا تصيبنا احيانا الدهشه كم تغير هذا الوطن ضاقت شوارعه واكتظت طرقاته وتغير اهله حتى الاماكن التى عشقناها فى الماضى لم تعد نفس الاماكن وختى الضحكات التى كنا نسمعها لم تعد هى الضحكات واصبح العبوس سمه واصبحت العصبيه صفه نعم يتغير الوطن كما نتغير نحن نشيخ معا ونكبر معا ونوهن معا اين الجار الذي كنا نعرفه واين الجار الذي كان يستقبلنا مرحبا اصبح الوطن جزرا تحيا فى وطن حتى الاصدقاء اين هم ؟ اخذتهم دوامةالحياه يدورون فيها ايامهم نعود الى الوطن ليلفظنا الوطن الى غربه نحبه فيها ونعشقه فيها ونتغنى به فيها لاننا فى تلك الغربه نذكر الوطن الذي كان والحب الذي كان ونحمله فى قلوبنا كما كان وتدمع عيناي كلما ذكرت صوت السيده فيروز وهى تغنى فات نهار اخر وازدادت غربتنا نهار اخر واقتربت عودتنا نهار اخر.
author-img
ماذا اقول عن نفسى غير ما اريد الا يعلمه احد عنى فأن انت سألتنى عن نفسى فأن ما تسمعه منى ليس ألا ما استطيع ان أقوله فهل تستطيع ان تسمع ما لا اقوله لك ؟

Comments